
أخذها ريان في جولة بالحصان لأكثر من ربع ساعة وهي كفراشه طائرة تفرد يديها سعيدة بما يحدث معها ..
عاد بها إلى المنزل عندما بدأت السماء تحتفل بعشقهما وعقد وثيقة زواجهما ، وجدت المنزل مهيأ بطاولة طعام شهي ، وهناك معزوفة موسيقيّة لكوكب الشرق أم كلثوم تتهادي إلي مسامعها
مع دفء منبعث من إحدي الجوانب
نغم : مجهز عشا كمان ، لا دا شكل سهرتك مطولة يابشمهندس
وضع ريان اصبع يديه على خاصتها : مش عايز أسمع كلمة بشمهندس دي تاني مسمحولك بكلمتين بس لا تلاتة
ياسلام وايه هما دول ؟
هتقولي حبيبي ، روحي ، قلبي دول بس غير كدا هتتعـ.ـاقبي
ضحكت نغم : ايه دا إنت ناوي توديني المدرسة تاني ولا اي ؟
قاطعها ريان : لا هوديكي عالم ريان المنشاوي وزوجته…..
لم تتفوه نغم بكلمة ، فهو أصبح خطـ.ـر على قلبها، و نظرت لأسفل ، إحنا مش هنمشي ، الجو ممكن يقلب
أمسك يدها واتجه إلى طاولة الطعام : تعالي ناكل الأول أنا جعان قوي تعرفي أنا من امبارح مأكلتش حاجة خالص
نغم : إيه !!! ليه كدا ، إنت ممكن تتـعب
ريان : خايـ.ـفة عليا يانغومتي ؟
طبعا خايـ.ـفة عليك ، إنت متعرفش إنت إي بالنسبالي ياريان ، لو سمحت خـ.ـاف على نفسك
وإنتي عمري وروحي ياقلب ريان
بس معرفتش ومكنش ليا نفس بعد حالتك إمبارح
شهـقت نغم : ريان إنت بتعمل إيه ، عيـب كدا على فكرة
حاولت أن تقف ولكنه شـ.ـل حركتها وأحكم السـ.ـيطرة علي خصرها ، وهمس لها : أنا ايه ؟
تـ.ـاهت نغم ف بحر عشقه ، وبدون وعـ.ـي منها غاصت يداها داخل خصلاته : إنت حبيبي وروحي
وعـ.ـى أخيرًا على حاله وسطع ضوء لامع محزر داخل رأسه ، فوقف فجأة يلـ.ـتقط أنفاسه المضـ.ـطربة ويبتعد عنها حيث أن قربها أصبح خطـ.ـرًا وقد يفـ.ـقده كل تعقله
أجلسها على الكرسي المقابل له ثم شرعا يتناولا عشائهما ، تحدث ريان إليها في مواضيع عامة حتى يخرج من حالته التي أصـ.ـابته بقربها وحضورها الطـ.ـاغي على قلبه وعقله…
نظر إليها بعدما كان يتهـ.ـرب من النظر إليها حتى يتحكم بحالته التي وصل إليها .: مابتكليش ليه ؟
رفعت نظرها إليها فهي لا تقل ارتبـ.ـاكًا عنه ، لا تعلم ماذا تقول ، صوتها لا يخـرج.. ونبـضات قـلبها متــسارعة
نغم حبيبي ….. رجـ.ـفة سرت بعمودها الفقري بعد همسه لها ظلت تنظر داخل عيونه الدافئة… وتعترف للمرة المليون بينها وبين نفسها أن هذا الرجل يعني لها الحياة وبدونه لن تصبح لها حياة
ماليش نفس صدقني ، أنا لما بكون فرحانة بفـ.ـقد الشهية بالكامل ، ومباكلش
أمسك شوكته ووضع بها قطعة لحم أكل نصفها ، ووضع الباقي بفمها
نغم : إيه دا أنا مش جعانة على فكرة
ولا أنا ……كان هذا رده
بس حبيت ناكل مع بعض ، ويبقى بينا لحمة قالها غامزاً لها بعينيه .. وبعدين دي لحمة مش حاجة تانية ، الحاجة التانية هأكلهالك بس بطريقة تانية بس مش دلوقتى…
تذمرت نغم : وبعدهالك بقي
بدأت تمضغ طعامها بهدوء ، ثم نظرت إليه مقولتليش ناوي تأكلني إيه تاني ، ومش عايز تقول وعاملها مفاجأة……
إلى هنا وضع شوكته ثم رفع نظره إلى شفتيها المرحبة بما يتخـيله وهو يراها تمضغ طعامها ببطء
شكلك مش ناوية تعدي الليلة بسلام يا روحي ، أنا بقول نقوم نروح أحسن….
نغم : تقصد إيه خلاص هنمشي ؟
اصطحبها لتغسل فمها ويدها ثم خرج بها إلى حتى يتنفس بعض الهواء الذي بدأ ينسـ.ـحب من حوله بعد كلماتها البريئة
بريئة أنتِ لحد الجنون أميرتي ، هذا ما كان يردده بعقله وهو ينظر أمامه بشرود
خللت أصابعها بأصابعه ، ثم ارتـ.ـمت برأسها على كتفه وهو واقف…
احتـ.ـضنها بذراعيه بحماية ، ثم قال تعالي ندخل جوا الجو هنا برد عليكي….
دخل بها إلى وقام بتشغيل أغنية أم كلثوم
يستمعون الى اغنية أم كلثوم
واسقيني واملي
واسقيني تاني
اسقيني تاني من الحب
منك
من نور زماني
اسقيني ياللي من يوم ما شفتك
حسيت كأني اتخلقت تاني
ظلا يتمايلان كلا منهما بالرقص مع كلمات الأغنية
لم ينطقا بالكلام ولكن كانت العيون تتحدث بأعذب المقطوعات الموسيقية ، وكأنها ذهبت إلى عالم الخيال ، لا تصدق ما تشعر به من سعادة مفـ.ـرطة ، اليوم الذي تمنته أخيرًا عاشت تفاصيله
زاد ريان من إحتـ.ـضانه لها وجعل
عمري ماكنت أتخيل أني هكون سعيد زي النهاردة
رفعت رأسها إليه تنظر داخل عيونه ورفعت ذراعيها تلفها حول رقبته قائلة :
الحب كله حبيتو فيك الحب كله
وصلا إلى مرحلة لم يعد بها سيطرة على مشاعرهما…. أخرجهما من لـ.ـذة شعورهما رنين هاتف نغم…
…. قالها ريان بعدما وصل بها إلى مرحلة الجنون وعـدم الإدراك
تعالى رنين هاتفها مرة أخرى وكانت والدتها
بعد لحظات من سكونها داخل أحـ.ـضانه…
أمسكت هاتفها وبدأت بتهيئة حالها للرد على والدتها…
نبيله : ايه يانغم مابترديش ليه ، بقالي كتير، انتو فين ومرجعتوش ليه … قطـ.ـعت حديثها عندما استمعت إلى صوت أم كلثوم ..نغم ارجعي يالا الساعة داخلة على عشرة مينفعش كدا
نغم :حاضر ياماما نص ساعة وأكون عند حضرتك
نبيلة : صوتك ماله ؟ إنتي كنتي بتعـيطي ولا إيه ؟
مد ريان يده وسحب الهاتف : وبعدين مع حضرتك اه أصلي ضـ.ـربتها فهي بـتعيط عشان كدا
لم تعلق والدة نغم على حديثه فقلبها يشـ.ـتـعـل بلـ.ـهيب الخـ.ـوف على ابنتها فهي تدرك أن بنتها بريئة… هي تثق في ريان ولكن قلب الأم لا يجعلها تشعر بالراحة ، فعندما يتعلق القلب بالحب لايستطيع العشــاق السيطرة على حالهم فأردفت : ارجعوا بقى ياريان…
ريان : حاضر نص ساعة إن شاء الله وهنكون عند حضرتك… ثم أغلق الهاتف
نظر إلى نغم التي جلست على المقعد بعد حديث والدتها….
ريان : يالا حبيبي يادوب نوصل..
أمأت برأسها دون حديث ، ثم وقفت فقام باحتـضان يدها بيده وخرج من المنزل سريعًا هـ.ـربًا من حالة الجـ.ـنون التي كادت أن تفـ.ـقده عقله لما وصل إليه من مرحلة الاعودة في عشـــقهما…..
في مدينة لندن
منزل علي والد عمر وسها
رجعت سها من جولاتها التي لا تنتهي…
سها _هو عمر سافر ليه، وبعدين بضرب عليه مابيردش
عايزة اكلم ريان ومش عارفة اوصله، دايما فونه خارج التغطية، معرفش ليه…
مديحة _معرفش، لقيته فجأة قالي عايز اسافر
اتصلت النهاردة بيهم محدش بيرد، ممكن يكونوا خرجوا
سها _على العموم، هنزل بعد أسبوع، فيه رحلة بعدها هنزل ولازم احط ريان قدام عمي وعمتي، مش هسكت بعد كدا
في منزل نغم بعد مغادرة الجميع إلا من سناء صديقة نبيلة ، جلست سناء بجوار نبيلة تربت على يدي صديقتها قائلة :
متخـ.ـافيش على نغم ، جوزها شكله راجل محترم عمره مايفكر يـ.ـأ.ذيها ، وشكله بيحبها قوي…
نبيلة : ماهو دا اللي مخـ.ـوفني ، انهم يفقـ.ـدوا السيطرة على نفسهم ، أنا عارفة ومتأكدة إنه بيحبها ، بس تقدري تقولي هو أخدها وراح فين بقالهم تلات ساعات
قلبي قـ.ـايد نــ.ـااااار وخايـ.ـفة عليها البنت بريئة قوي وانا منكرش أنه بيحبها بس دا عايش معظم حياته برة…….
سناء : إنتي ليه بتقولي كدا ، إن شاءالله هيحافظ عليها ، وبعدين حتى لو هي دلوقتى مراته
تنهدت نبيلة بقـ.ـلق : ربنا يستر ، يمكن أنا اللي مزوداها شوية ، ويطلع خـ.ـوفي مالوش لازمة…
أمأت لها سناء مؤكدة : أيوة وأنا كمان متأكدة دا كله هيطلع وهـ.ـم في دماغك
ربنا يحميهم ويبعد عنهم كل شـ.ـر …هذا ماقالته سناء أمنت نبيلة على دعائها
وصل علي ابن سناء إلى منزل نغم :
طنط نبيلة ماما عندكم…
نبيلة : حمدالله على سلامتك حبيبي ، إنت جيت إمتى ، مامتك جوة تعالي ادخل
دخل علي وبدأ يبحث بعينيه عن ســــ.ـارقة أحلامه
هو عندكم مناسبة ولا إيه ؟
نبيلة :اه حبيبي عقبالك النهارده كان كتب كتاب نغم
وقـ.ـعت الكلمات عليه كصـ.ـاعقة ، جعلت قلبه ينــ.ـزف دون دما…ء
عندما سمعت سناء صوت ابنها الذي كان بالجيش أسرعت إليه تحتـضنه ، وتقبـله فاليوم وأخيراً بعد عام كامل أنهى خدمته بالجيش .
نظرت إلى عينيه وجدته حزيـ.ـنا هي تعلم مدى حبه لنغم ، ولكن مالبيد حيلة فهي علي علم بأن نغم تعـشق قلبا أخر
علي : هي فين عشان أباركلها…
نبيلة : خرجت هي وعريسها يحتفلوا ، زمانهم على وصول ، اقعد استناهم
علي : لا شكراً ياطنط ، أنا لسة واصل ، ولما مالقتش ماما جيت أشوفها عندك بعد ماإتصلت بنهلة وقالت أسأل عندك ، اعذريني تعـبان ولازم أرتاح …
قال ذلك ثم نظر إلى والدته كي يغادروا
غادرت سناء وولدها المجـ.ـروح الذي حاول مع والدته قبل ذلك أن تفاتح نبيلة بموضوعه هو ونغم ، ولكن كانت دائما تتهـ.ـرب منه ، لأنها رأت نغم يوم توديــعها لريان ، حينها علمت أن نغم تحبه ولكن لم تخبر أحداً حتى والدتها…
بسيارة ريان كانت نغم تستند برأسها على كتفه ، وتحـتضن يده التي كان يقود بها السيارة ، وتعود بذاكرتها إلى بداية هذه الليلة التي بدت كحلم وكان من المستحيل أن يتحقق وهاهو يتحقق بزواجها من فارس قلبها وبطل كل أحلامها
إنها الآن زوجته وبين يديه وهو أصبح ملكًا لها وحدها .
نظرت إلى يدها التي كانت تتزين دبلته بإصبعها ومنقوش عليها اسمه ، تذكرت حينما أتى إليها بعد كتب كتابهما ، وألبسها إياها هي وخاتم الخطبة ، الذي يعتبر نفيسًا ليس لكونه ألماسًا ولكن لكون قلوبهما مرسومة عليه ، لقد طلب ريان من صاحبه أن يصنعه خصيصا لحوريته وأن ينقش عليه رسمة داخلها قلبًا واحدًا يجمع فيه اسميهما…
نظر ريان إليها وجدها تنظر إلى دبلتها وابتسامة جميلة من شفتيها مع لمعة في عينيها….
ريان : شايفك مبسوطة بالدبلة أكتر من الخاتم ، مع إن الخاتم أغلي….
رفعت نظرها إليه وهي مازالت على وضعها ورأسها فوق كتفه ثم قالت : الدبلة دي مش مجرد حاجة بتتلبس وخلاص ، دي رباط الحب وعقد الزواج حبيبي….
والله …. يعني من غير دبلة مفيش جواز ، عليكم خزعــبلات أيتها المصريات .. وبعدين تعالي هنا دلوقتى جاية دلوقتي تقولي حبيبي…..
جحـ.ـظت بعينيها واعتدلت إليه ثم قالت : إنت هتنـ.ـكر زي القطط من أولها
ضحك ريان بصوت عالٍ فنظرت نغم إلي ضحكته التي آســرتها ثم ضـ.ـربته بكتفه :خلاص بطل ضحك
رفع حاجبه : الله أنا حر واحد وبيضحك إنتي إيه اللي مزعلك ؟
وضعت نغم يدها على ذقنه وقطبت حاجبيها فقد قام بتخفيفها ولم تلاحظها إلا حالياً …
إنت خففت دقنك إمتى !!
نظر إليها قائلاً : لسة واخدة بالك فكرتك لحظتي دا من أول مرة لما أخــدتك
إنت خليت فيا عقل ….. قالتها شــاردة بملامحه
ارجعي مكانك لسة قدامنا شوية…..
استغربت حديثه عن أي مكان يتحدث ، ولكنه لم يدع لها فرصة للتفكير وسحـ.ـبها إليه ووضع رأسها فوق كتفه….
لم يتحدثا بعد ذلك فكلا منهما شاردًا بعالمه ، هي تستنشق رائحته وتختـزنها بداخلها حتى لا يغـلبها الشـــوق إليه…..
وهو يتخـيل كيف يتركها ويعود بدونها إلى منزله..
قـ.ـطع تفكيره قائلاً :
نغومتي ، إيه رأيك نعمل حفلة جوازنا مكان الخطوبة ، احنا كدا اتخطبنا ، أنا شايف مالهاش لازمة نعمل حفلة للخطوبة ، إيه رأيك نعمله فرح ودخلة
رفعت رأسها سريعاً كمن لُـ.ـدغت : لا طبعاً مستحيل أنا مش موافقة مش هقدر أوفق ياريان بين الجامعة والجواز
ريان :ليه طيب أنا هساعدك وبعدين كلها شهرين بس وتخلصي
اعترضت : آسفة أنا عايزة لما نتجوز مفيش حاجه تشغلني عنك عايزة أحس بحياة جديدة أكون متفـرغة ليها مش حياتي زي ماهي …..
على الرغم من إقتناعه بكلامها ولكن تمنى أن تقترب المسافة بينهما…
: اللي تشوفيه يانغم ، أنا بس كنت بفكر إنك متبعديش عني أكتر من كدا ، إنتي متعرفيش أنا إزاي تعبان كل ماأفكر إني هأسيبك وأمشي..
نغم :آسفة والله متزعلش مني ، أنا كمان عندي نفس إحساسك مش عايزة أسيبك لدرجة إني مش عايزة أوصل للبيت…
توقف أخيراً بالسيارة : للأسف وصلنا يانغوم…
نظرت أمامها وجدت نفسها بالفعل أمام منزلها
نظرت إليه ثم إلى منزلها….
إنت هتروح دلوقتى ؟
أماء برأسه أه ، كفاية كدا النهارده ، وبلاش شغل بكرة
عايزك تريحي عشان هاجي بالليل وأخدك ونخرج
نزلت من السيارة دون كلمة ، كانت تتمنى أن يسهر معها أكثر وأكثر ، ولكنها خجلت أن تطلب منه ذلك
أمسك بيديها وتخلل أصابعها بأصابعه وصعد بها
أوصلها إلى شقتها وقبل أن يطرق الباب
قامت نبيلة بفتح الباب فهي كانت تنتظرهم في البلكون رغم برودة الجو :
أخيرا وصلتو
استغرب ريان خـ.ـوفها الزائد : هو حضرتك مش واثقة فينا ولا إيه…
نبيلة : أبدًا يابني ، بس قلـ.ـقت الجو مش مظبوط فخـ.ـفت عليكم
لم يقـتنع ريان بكلماتها ولكنه نظر إليها مردفًا
: مراتي جبتها عندك أهو هتكون ضيفة خفيفة عندكو لحد ماأجي آخدها بعد كام شهر ، ولو بايدي كنت أخدتها معايا دلوقتي….
ضحكت نبيلة علي كلماته العابـ.ـثة والتي يستـ.ـفزها بها : ضيفة وفي بيتي ، ماشي ياريان ماأشوف أخرتها معاكم ، ادخل بس دلوقتي ، أنا مجهزلكم عشا ولا اتعشيتوا ؟
أسرعت نغم قائلة : لا ياماما أنا جعـانة جداً وريان كمان مش كدا ياريان …
ذُهـ.ـل ريان من حديثها الذي فاجأه فهي منذ ساعة أكلت معه لماذا قالت ذلك؟
ولكنه أماء برأسه دون كلام
دخلت نبيلة إلى المطبخ ، فاقترب ريان منها ثم رفـع ذقنها عندما وجدها تنـظر بخـجل إلى الأرض :
قولتي كدا ليه ، إحنا لسة واكلين ، غير كدا أنا مقدرش أكل دلوقتي….
تجمعت عبـ.ـرات ظللت رموشها بطبقة لامعة ثم قالت بصوت مكـ.ـتوم : عشان مش عايزاك تمشي وتسبني
آاااااااااه حـ.ـارقة خرجت من جـ.ـوف ريان ..ماذا تفعلين بي ياجميلتي وحوريتي
أتريدين أن أكون صريـ.ـعاً لكي بالعـ.ـشق أم ماذا
أنا الآن صدقت وأمنت بمقولة ….
ومن الحب ماقـ.ـتل
هنا سأبـ.ـكي وأترك دمـوعي تجري فأنا بشر وقلبي لم يتعافي من جـ.ـروحه لست قوية كما أبدو ، بداخلي شـ.ـروخ لا أريد لأحد غيري أن يراها ….
جلست مرام في غرفتها ودمـ.ـوعها تتسـاقط منها دون إرادتها كلما تذكرت حديثه لها بعد مغادرة ريان ونغم الحفل….
وقف عمر في مواجهتها مردفًا بهدوء ظاهري بعد قولها كلمة (ياأخويا )
: هتفضلي مقطـ.ـعاني ومصدرالي الوش الخشب كدا إحنا تقريبا بقالنا أكتر من سنة مشفناش بعض ، دي مقابلتك ليا !!!
اصطـنعت مرام نبرة باردة غير مبالية لكلماته وردت عليه : مش فاهمة تقصد اي بكلامك خليك واضح معلش أصل فهمي على قدي يابن خالي
أراد أن يعنـ.ـفها وهي بين ذراعيه ويفهمها مالا تفهمه ولكن أتت جميلة
جميلة : حمدالله على سلامتك ياعمر بابا عامل ايه دلوقتي ريان قالي إنه بقى أحسن كتير واتحرك….
رد عمر السلام على عمته : الله يسلمك ياعمتو بابا الحمد لله أحسن وكان هيجي معايا ، بس عنده ايكو بعد يومين ، احنا خلاص قررنا ننزل ونستقر هنا… قال ذلك ونظر لمرام التي أشاحت بوجهها بعيد عنه وكأن الأمر لا يعنيها
جميلة : طيب سها مجتش ليه اوعي تكون زعلانة من ريان ، أنا عارفة أنها طيبه وهتنسى بسرعة
وبكرة ربنا هيعوضها بالاحسن
شرد عمر قليلاً ثم رد ع عمته : سها مانتي عرفاها مش بتبطل لا سفر ولا شوبنج مش فاضية لحد أصلاً
: طيب ياحبيبي أنا همشي مع عمك محمود لانه بيستعجلني وإنت هات مرام وتعالى بعد شوية عشان الناس اللي لسه موجودة دي
عمك محمود تعبان ولازم ياخد علاجه….
أومأ لها برأسه : متخـ.ـافيش على مرام هجبها وأجي كمان شوية….
تركته مرام وكأنه لايعنيها وذهبت إلى الداخل مع نبيلة وفريدة وصبا اللتين كانتا تتجهزان للمغادرة ولم يتبق غير سناء وبعض جيران نبيلة المقربين
خرجت مرام بعد ساعة معتقدة أن عمر قد ذهب بعد محاولاته العديدة ف الإتصال بها ولكنها لا تجيب
أثناء هبوطها الدرج تفاجـأت مرام بوجوده فقد كان يقف علي أواخر الدرج المؤدي للشارع….
مرام : إنت لسة مروحتش ؟
عمر : امشي قدامي ولا كلمة سامعة متخلنيش أطلع عصـ.ـبيتي عليكي
ركبت السيارة بجواره ولم تتحدث
ظل الصمت سائدًا بينهم لدقائق
وبدون مقدمات أردف عمر بصـ.ـرامة : أول ما تروحي تمسحي كل صورك اللي فرحانه بيهم على صفحتك أصل قسمًا عظمًا هوريكي وش عمرك ماشوفتيه يامرام
لم ترد عليه وظلت صامتة شاردة تفكر ماذا سيحدث إن ارتمـت بأحـضانه تتمتع بها بعد فـراق دام لأكثر من عام وكأنه ليس جـ.ـارحها ومعـ.ـذبها
عمر : أنا بكلمك مابترديش عليا ليه ؟
مرام : سمعت بس مش عارفة حقيقي حضرتك بتأمرني وبتهـ.ـددني ع أي أساس مش من حقك يابن خالي ، اللي من حقه بس خطيبي أو الشخص اللى هرتبط بيه وعشان متدخليش من مبدأ الأخوية فهقولك ريان نفسه مش من حقه طول مابابا موجود ولحد ماأروح بيت جوزي
عمر : نعم سمعيني تاني كدا جوز ، جوز مين ياختي إنتي شكلك اتجـننتي ولا إيه
نظرت إليه مرام بقـوة ثم رمت بقنـ.ـبلتها في وجهه قائلة : هو أنا مقولتلكش مش شريف طلبني للجواز وأنا وافقت ……
في فيلا الأسيوطي بالمنصورة
كان يوسف يجلس حزيـناً وشاردًا في ذكرياته مع نغم
**فلاش باك
يوسف: نغم ايه اللي عملتيه دا ؟
نظرت إليه مستـنكرة دفاعه عن هذه الفتاه التي كادت أن تخــنقها : إنت مش شايف كانت لازقة فيك إزاي وعمالة تتسهوك وتدلع عليك وكل شوية ياچو
يوسف : بس دي الميس بتاعتك ، المفروض تحترميها شوية
نغم : لا دي حتة عيلة لسة متخرجة السنة اللي فاتت وجاية تعلمنا الرقص ، ثم قامت بتقليدها بمياعة (بقولكم ياحلوين الميوزك دا إحساس خاص للي عنده مشاعر)
آاااااه ياما كان نفسي أجيبها من شعرها وهي عمال تقولك عامل إيه ياچو
ضحك يوسف بصوت صاخب : مجنــــونة والله ، حبيبتي مجـنونة
وقفت في وسط الطريق وأردفت : هتفضل تحبني ع طول إياك عيونك الزيتوني دي تبص لواحدة كدا ولا كدا صدقني هعمل جريـ.ـمة سمعني….
أمسك يدها : عمري ماأفكر في حد غيرك ، إنتي بنتي وأختي وحبيبتي وكل حاجة ، بس مستني تكبري شوية ، أصلك لسة صغنونة يرضيكي يقولوا البشمهندس يوسف مرتبط بطفلة
وقفت متخصرة وأردفت : أنا طفلة ، أنا عندي دلوقتى خمستاشر سنة ، يعني آنسة بس حضرتك اللي شايفني طفلة….
نظر إليها ثم ضحك على طريقتها :
لا طبعا حبيبتي مش طفلة ، حبيبتي آنسة حلوة قوي كمان كدا حلو
نغم : أيوة كدا إتعدل ، رجالة مبتجيش غير بالعين الحـمرا
بنبرة خـ.ـوف زائـفة أردف يوسف : فعلاً فعلاً ياحبيبتي أنا خـ.ـوفت خـ.ـوف أول مرة أحس بيه
نغم : أنا ليه شامة ريحة تريقة ف كلامك ؟
يوسف : أنا أتريق عليكي لاسمح الله ….تعالي يالمضة نشوف اللمضة التانية راحت فين ، شكل عمي مربي قطط شــرسة عنده
قاطـع ذكرياته أخته أمل
: يوسف قاعد كدا ليه بقالي كتير بنادي عليك وبكلمك ومبتردش…..
يوسف : كنت سرحان شوية إنتي خارجة ؟
أمل : أه عصام جاي وهنخرج شوية
يوسف : وأخرتها اي ف اللي اسمه عصام دا يا أمل ، كل يوم خروج ، ومفيش خطوة بياخدها
أمل : خلاص يايوسف ، هو وعدني هيخلص مشروعه دا وهيجي يتقدم….
أردف يوسف مستنكرا حديثها : أنا مش مرتحاله ، ودا رأيى من الأول ، بس كالعادة اللي في دماغك بتعمليه….
أمل : متخـفش أختك ناصحة مش عبيطة ، المهم وصلت لحاجة عن نغم
يوسف : أبدًا كأن الأرض انشـ.ـقت وبلـ.ـعتها
مسحت على ظهره قائلة له بحنية أخوية : هتلاقيها إن شاء الله ، وأكيد هتكون زي القمر ، وهرجع أغير منها ، قالتها بمزاح حتى تخرج أخيها من حالته
نظر إليها وتمنى ما قالته…..
أنا هخرج ، لما ماما تيجي عرفها معرفش من ساعة مارجعنا وهي دايما برة
قالت ذلك ثم رحلت بعد ماودعت أخاها…..
في منزل نغم
ريان : ممكن أعرف قولتي ليه كدا لوالدتك ، احنا لسة أكلين من شوية ، وغير كدا أنا مقدرش أكل تاني
تحـجرت الـدمـوع بعينيها ثم نظرت إليه :
عشان متمشيش ، عايزة أسهر معاك ، متـخفش ماما مش هتمانع….
مسح ريان دموعها بحنان وقلب ملـ.ـتاع لأجلها : حبيبي مش عايز أتعـ.ـبك ، عارف اليوم دا كان طويل عليكي
وأكيد عايزة ترتاحي محبتش أضـ.ـغط عليكي ، وإن كان عليا مش عايز أسيبك لحظة واحدة
اقتربت منه وارتـمت بأحـضانه لا تعلم ماذا تفعل كي لايغادر ، دائما عندها شعور بفـ.ـقده لا تعرف ماهية هذا الشعور ، برغم مايقدمه لها من حب وعطف وحنان
ماكان منه إلا أن يضـمها بأحضــــانه بقوة ثم أردف مازحًا : تعرفي نفسي في إيه دلوقتى ؟
رفعت رأسها إليه ولكن مازالت بأحـضانه…
نفسي حماتي تيجي دلوقتى وتشوفنا كدا ثم غمز لها بعينيه… وقتها بس هتعرفي قد إيه أنا غالي عندها
ضـ.ـربته على صدره قائلة
: إنت مالك ومال ماما من يوم ما إتقابلتوا وإنت دايما تغلس عليها
أمسك يدها التي ضـ.ـربته : أنا ولا هي
قاطـعته نغم : على فكرة ماما بتحبك قوي والله
وضع جبينه على جبينها : وأنا بعـشق بنتها والله
ريان…. همست بها نغم بصوت دافئ ملئ بالمشاعر
أمسك يدها وقبلها قائلاً : عيونه
نغم : ممكن توعدني عمرك ماتسبني أبدًا ودايما تحبني كدا ، أنا بحبك قوي ، بس معرفش دايما خايـفة ليه و
وضع إصبعه على شفتيها : اشششش
متقوليش كده تاني ، أنا مستحيل أسيبك إنتي شكلك نسيتي حاجة مهمة إنك بقيتي مراتي
يعني هيبعدني عنك حاجة واحدة بس ، وهي المـ.ـوت
حضـنته بقـوة : متقولش كدا ، بعد الشر عنك ، بلاش تجيب سيرة المـ.ـوت على لسانك تاني
أخرجها من أحضـانه : والله ، كان فيه واحدة من أربع أيام بس بتقول مفيش حد بيمـ.ـوت قبل عمره يابشمندس
عادت لأحضـانه وبدأت تتمسح به كقطة وديعة
إنت متعرفش وقتها أنا حسيت بإيه ، وقت ماقولت كدا ، كأن قلبي اتقـ.ـسم نصين ، كنت من جوايا بنـ.ـزف من الوجـ.ـع ، كنت بتمنى أنا اللي أمـ.ـوت وقتها مش إنت….
جلس على الأريكة التي توجد بغرفة الصالون ، وأخدها بأحـضانه كأن رو.حه ستغادر من جسده بعد اعترافها له بذلك ، لم يستطع حتى تحريك شفتيه كل ماعليه اعتصـ.ـارها داخل أحضـانه بقـوة كأنها ستهـ.ـرب منه..
رفعت رأسها تنظر إليه عندما وجدته صامتاً
ريان : مالك ساكت ليه؟
نظر إليها ثم نظر إلى شفتـيها التي تناديه باسمه برقة و همس قائلاً :
إنتي ناوية تعملي فيا إيه ، أنا خلاص من يومين جنـنتيني ، تخيلي أنا ممكن أصبر كام شهر !!! يبقى بتحلمي يابنت الاسيوطي…
ردت عليه بنفس همسه : يعني إيه ؟
في هذه الأثناء نادت نبيلة عليهما حتى يتناولا عشائهما كما إدعت نغم….
همت نغم لتقف ولكنه رفـ.ـض…
إستني فيه حاجة كنت عايز أعملها من ساعة ماخرجنا بس معرفتش
نغم : ايه هي دي ؟
قام بفك حجابها ثم وقف وبدأ ينظر إليها بإعجاب وعيون لامعة بإنبهار جلي ع ملامحه
قام بفرد شعرها الذي كانت تجمعه وقبلها أعلي جبينها ثم قال
: كدا أجمل ياحبيبي ، ربنا يحميكي ليا .. روحي غيري هدومك عشان تعرفي تتحركي براحتك ومتخـافيش هنسهر للصبح..
أمات برأسها دون حديث ثم ذهبت إلى غرفتها
، وبدأت تبحث عن شئ مناسب للجلوس معه
أما بالخارج كان يجلس ريان وهو مغمض العينين ، يستعيد بخيالاته هذا اليوم الذي كان حلمًا له
والآن أصبح حقيقة
شعر ببداية حكة بأنفه وبوادر البرد تظهر عليه بعدما خـلع چاكيت بدلته ووضعه على أكتاف نغم وهما يتجولان بالحصان…
جلس يفرك رأسه وألـ.ـم برأسه يتضـاعف بشكل أكثر حـ.ـدة
أتت نبيلة عندما وجدت نغم في غرفتها
وجدته يفرك رأسه بتـ.ـعب
نبيلة : ريان ! مالك عندك صداع ولا إيه
ريان : يعني حاجة بسيطة كدا ، لو عندك أى مسكن ياريت تجبيلي ، بس بلاش تعرفي نغم
نبيلة : وليه يابني تخبي عليها دي حاجة عادية متخـفش مش هتزعل
: لا برضو بلاش تعرف ، لو سمحتي
وصلت نغم أثناء حديثه : هو ايه اللى مش عايزيني أعرفه
نظرت نبيلة إليه منتظرة تفسيره
ريان : مفيش كنت بقول لوالدتك متخليش نغم تروح الشغل الأسبوع دا
لم تقتنع بحديثه ولكنها أخذته لطاولة الطعام : امممممم بعدين نشوف موضوع الشغل دا
تعالى ناكل ماما حطت الأكل
نبيلة : هعملكم حاجة تشربوها…
ريان : نغم إنتي جعانة بجد اللي يشوفك يقول مكلتيش من زمان
نغم : لا بس ماما هتزعل ، عشان هي قالت هتعملنا عشا على ذوقها عرفت ليه قولت كدا..
لف ذراعه حول كتفيها ثم خرجا للطعام ، ولكن عندما رأوه تبادلا النظرات ثم ضحكا كليهما ..
أتت نبيلة على صوت ضحكاتهما : مالكو ياولاد ؟
نغم : مفيش ياماما أصل ريان بيقول عايز ياكل لحمة ولاقاها قدامه …
استغربت نبيلة حديثها وطريقة ضحكهما
أنا عارفه إن نغم مابتحبش اللحمة بتحب الأسماك أكتر ، بس معرفش عملتها ليه ، يمكن عشان إنت بتحبها
نظر إلى نغم مشاغبًا : ايه دا انتي مابتحبيش اللحمة … قالها غامزاً بعينيه
نظرت إلى الأرض بخحل من حديثه
نبيلة : اه مبتحبهاش ، وممكن لو أكلت تاكل حتة صغيرة..
رفع ريان ذقنها : صحيح اللي ماما بتقوله إنتي مابتحبيش اللحمة ؟
نغم : لا أكلتها مرة وحبيتها كتير ، قالت ذلك وهي تنظر داخل عيونه السوداء الجميلة
عندما رأت نبيلة نظراتهما لبعض لم تعلق ولكن أخرجتهما من حالة الهيام المسيـطرة علي ملامحهما
: العشا هيبرد ياحبايبي
بعد تناول العشاء جلسا سويًا يستمعان إلى أغاني كوكب الشرق رن هاتف نغم فاستأذنته للرد علي صديقتيها فأذن لها ريان وقامت تبتعد عنه للخارج
في هذه الأثناء جلست نبيلة جواره وبدأت تتحدث إليه عن طفولة نغم وكم كانت شقية ومحبوبة من الجميع…
حينها نظر إليها وهي تتحدث في الهاتف مع فريدة وصبا مكالمة جماعية عبر الشات تضحك مرة وتحمر خدودها مرة
عرف أنهن يتحدثن عن سهرتها ، ولكنها بطبعها خجولة فعندما تتذكر لحظاتهما تحمر وجنتيها وتصبح مثل حبات الرمان الناضجة