– هتجوزك
كانت تنظر إليه ببلاهه و حيره و ه كبيرة لم تتخيلها يوماً ليكمل هو كلماته
– أنا بعت أجيب المأذون خلاص
أقتربت منه و جلست على ركبتيها أمامه و قالت
– إزاى يا سيدي البيه ؟ مينفعش أنا خدامتك … ولادك هيقولوا أيه ؟ ده مش بعيد يدفنوني حيه
ليبتسم الرجل العجوز و قال بهدوء شديد و حنان
– أنتِ ملكيش دعوة بحاجة … أنا هتصرف
كانت تنظر إليه ببلاهه و عد,م أستيعاب و عقلها يعيد عليها كل ما حدث منذ ثلاث أشهر حين كانت تعيش مع والدتها تلك المرأه الريفيه البسيطة التي كانت تعمل فى صنع الخبز و بيعه و كانت هى تساعدها و تذهب لبيع الخبز و أيضاً إيصاله لبيوت العائلات الكبيرة تحاولان إيجاد فرصة للحياة بكرامه بعد وفاة والدها
شابه صغيرة بعيون شديدة السواد و شعر أسود كليل السماء دون قمر صغيرة الحجم من يراها لا يعطيها أكثر من خمسة عشر سنه … كان الجميع ينظر إليها بعيون و الطمع
الجميع يطمع فى جمالها و يعتقد أنها بسبب فقرها قد تكون لقمة سائغة لأي شخص و بأشارة منه ستكون طوع بنانه
و بعد وفاة والدتها حدث ما لم تكن تتوقعه أو ما حاولت تجاهله تطاول أحد شباب القرية عليها و فى بيتها و حين قاومته و طردته أتهمها أنها هى من دعته لمنزلها و أرادت أن تقيم معه عل,,,اقة محر,,مه من أجل المال
و لولا مساعدة أحد جيرانها و الذين يعلمون جيداً من هي و يعلم أخلاقها و كان شاهد على كل ما كان يحدث معها سابقًا
أخذها إلى بيت الصوالحي للخد,مه فيه و لولاه لا تعلم ماذا كان سيكون مصيرها
أنتبهت من أفكارها على صوت مرسال بيه الصوالحي و هو يخبرها أن تفتح لمن يطرق الباب منذ عدة دقائق
أعتذرت و هى تقف على قد,ميها و غادرت الغرفة و بعد عدة ثوانِ دلف إلى الغرفة الأبن الأكبر للسيد مرسال كِنان و على وجهه إبتسامة وقوره تناسب مركزه و تلك الهيبه الذي أكتسبها و سط أهل البلده منذ أصبح هو كبير عائلة الصوالحي بسبب مر,,ض والده و أيضاً مديراً لشركة من أكبر شركات الهندسة فى العاصمة
جلس كِنان أمام والده بعد أن قب,ل جبينه و يديه و توجهت جِنان إلى المطبخ تعد لهم الشاي
– خير يا حج أتصلت بيا و طلبت أنى أجيلك خير فى أيه ؟
سأل كِنان ببعض القلق … ليعتدل الحج مرسال و نظر إلى إبنه الكبير بجدية و قال
– فى موضوع عايز أكلمك فيه و الموضوع ميستحملش التأجيل
قطب كِنان حاجبية باندهاش و هو يقول مستفهماً
– خير أيه إللى حصل قلقتني؟
دلفت جِنان فى تلك اللحظة وضعت أكواب الشاي على الطاولة التى تتوسط مجلسهم و غادرت بصمت
ليقول كِنان بابتسامة صغيرة مرحه
– أحلى حاجة فى البنت دى أنها صيلنت
لينظر مرسال إليه باندهاش ليقول كِنان موضحًا
– أقصد يعني هادية و ملهاش صوت محدش بيحس بيها
أومىء مرسال بنعم دون تعليق على كلمات إبنه ليقطب كِنان حاجبيه ببعض القلق و قال مستفهماً
– مالك يا حج هو فى حاجة و لا أيه ؟
رفع مرسال عينيه إلى ولده الكبير و بداء فى سرد كل ما حدث و ما وصل له عن طريق أحد أهل القرية و المقربين من الحج مرسال … و رغبته القوية فى وئد كل هذا الحديث فهو يعتبرها كأبنته و لا يريد أن تتعرض لأي أذى
ظل كِنان صامت يستمع إلى حديث والده و بداخله نا,ر تشتعل … منذ متى و إسم عائلة الصوالحي يلاك على الألسون بتلك الطريقة و كيف تجرء هؤلاء الأوغاد على ذلك … كيف يظنون أن هناك عل,,,اقة محر,,مه بين والده و خاد,مته
كله بسبب تلك الفتاة و لكن كما قال والده ما ذنبها تلك اليتيمه لكن حين أكمل والده كلماته وقف كِنان و قال ب
– أيه إللى أنت بتقوله ده يا حج مرسال أنت عايز تتجوز خدامتك يا حج يا كبير عيلة الصوالحي
قست نظرات مرسال و قال بقوة رغم سنوات عمره التى تخطت السبعون
– أنتَ بتعلي صوتك على أبوك يا كِنان و الله عال
خيم الصمت لعدة ثوانِ كان حديث العين أقوى و أعظم و مع ذلك الصمت كانت تلك المسكينة ترتجف خوفاً و قلبها ينقبض بشده و كأن هناك أحد يمسكه بقوة يعتصره
عاد كِنان يجلس مكانه من جديد و هو يقول
– يا حج إللى أنت بتقوله ده مش حل .. ده ممكن يكون فض,,يحه جديدة و هيأكد الكلام إللى بيتقال
ظل مرسال صامت ينظر إلى ولده بعيون قا,,سيه و نظرات حاده ليكمل كِنان كلماته
– طيب بص يا حج إحنا ممكن نجوزها حد من رجالتنا كلاف المواشي و لا السواق أو حتى الغفير الخصوصي بتاعك أو حتى أشوف ليها موظف من عندي فى الشركة
لوى مرسال شفتيه با,ستهجان و قال ببعض السخرية
– و هما الكلاف و لا الغفير و السواق مش من أهل البلد و مش ممكن يكونوا أول الناس إللى مطلعين الإشاعات يا كبير يا عاقل … و إللى هتجيبه من شركتك هتجوزها ليه إزاى بالأمر و تضمن منين أنه هيصونها و يحافظ عليها
خيم الصمت من جديد لكن تلك المره لم يطول حيث قال مرسال بهدوء موضحاً
– أنا كل غرضي أنى أحميها من كلام الناس إللى مرحمهاش من قب,ل حتى مو,,ت أمها كمان البت من ساعة ما أشتغلت وهى شيلاني شيل ومش مقصره معايا فى حاجة بالعكس دى خدامه و ممر,,ضه و مرمطون ليكم أنت و أخواتك متحملاني و بتخاف عليا أكتر من بنتي إللى من د,مى و لحمي قولت أكتب عليها بالأسم أنها مراتي و قعادها معايا محدش يقدر يتكلم عليه و فى نفس الوقت أهو لما أمو,,ت أبقى آمنتها بفلوس و مكان يأويها و أنتوا تحافظوا عليها كرامه ليا على الأقل …. و أهو أبقى آمنتها بدل ما ترجع تتمرمط تاني فى البيوت و لا حد من الناس إللى متمنيين أنهم يطلوها يأذيها و يبقى كل إللى عملته راح على الأرض
لم يرد كِنان على كلمات والده مباشرة و لكنه ظل يفكر فى كلماته عقله يخبره أن هناك حل آخر فهو لا يتحمل فكرة أن يتزوج والده من تلك الفتاة و أيضاً يرفض تركها لقمة صائغه لكل من تسول له نفسه أنه قادر على أن يطولها … أخلاقه و رجولته لن تسمح أو تقب,ل بهذا
أخذ نفس عميق و هو يتذكر نظراتها و د,موعها وقت ح,ضورها لبيتهم أول مره د,موع خوفها و جسدها الذي يرتجف و كأنها طفله صغيرة تنام فى العراء فى أشد الأيام صقيعاً
يتذكر ألم قلبه حين وافق والده عليها و أنحنائها تقب,ل يديه بشكر و أمتنان و كأن بقائها داخل إطار هذا البيت حتى لو بدور خاد,مة هو كل ما كانت تتمنى
يتذكر أن من وقت ح,ضورها أصبحوا جميعاً مطمئنين على والدهم بسبب إهتمامها الشديد بمواعيد طعامه و دوائه حتى أن أخته لم تعد تح,ضر له كثيراً كما السابق و أخيه الأصغر لم يكن يهتم بالشكل الكافي سابقاً و الأن لا يهتم من الأساس
و أيضاً يتذكر هدوئها و عيونها التى لا ترتفع فى أحد لا تهتم بشؤونهم و لا تدخل فيما يخصهم
لكن كيف يتزوج الحج مرسال الصوالحي من جِنان … خاد,مته
أخذ نفس عميق و أخرجه مره واحدة بقوة ثم أراح ذراعيه فوق ساقيه و هو ينظر إلى أبيه بتفحص و قال مستفهماً
– يعني أنت يا حج عايز تتجوزها بس علشان تحميها من كلام الناس و تأمنها و لا أنت عينك منها فعلاً
– شكل عقلك خرب يا كِنان هو أنا لو كنت عايز أتجوز لغرض الجواز نفسه ما كنت عملتها من زمان … أنا يا ولدي خلاص مش عايز حاجة من الدنيا غير أنى أما أقابل ربنا أكون مقابله و أنا مرتاح و مطمن عليكم و يكون راضي عني … و البت دي أنا بعتبرها بنتي و لو سبتها كده ملطشه للكل و أنا أقدر أساعدها ربنا مش هيسامحني أبداً
أجاب مرسال ولده بهدوء ليقول كِنان مباشرة و دون مراوغة
– كده بقى يبقى أنا إللى هتجوزها
هل توقف قلبها عن النبض ؟ و توقفت رئتيها عن التنفس هل ما سمعته الأن صحيح ؟ كِنان مرسال الصوالحي يتزوجها هى … جِنان إبنة مرسي البحار خاد,مة عائلة الصوالحي الفتاة الفقيرة اليتيمة … و هل ستتزوجه بالفعل
السيد كِنان الذي لا تستطيع رفع عيونها به صوته فقط يجعل قد,ميها ترتعش و تشعر أنها ستسقط على ركبتيها أمامه
أغمضت عيونها و هى تتوسل إلى الله أن يرفض الحج مرسال كلماته و ينهره بشده
أنها تقب,ل أن تتزوج الحج مرسال و تصبح مجرد خاد,مة فى البيت الكبير لعائلة الصوالحي بعقد زواج يكفيها حنانه و قلبه الكبير
من أن تتزوج السيد كِنان أنها لا تستبعد أن يها ليلاً و يلقي بجسدها فى المصرف الكبير
وضعت يديها على قلبها حين قال الحج مرسال
– هتتجوز خدامتك يا كِنان ؟
– أفضل ما الحج مرسال إللى الكل بيحترمه و بيعمله ألف حساب يتجوزها و الكل يقول الراجل الكبير عقله خرف و أتجوز عيله أصغر من عياله يا حج … و بعدين معايا هتفضل خدامة يا حج حتى بعد الجواز
أجابه كِنان بهدوء ليقطب مرسال حاجبيه و شعر ببعض ال لكنه قال بشك
– و هتعلن جوازك منها ؟
رفع كِنان حاجبيه ليبتسم الحج مرسال و هو يقول بإقرار
– أتصل بأخواتك و أبعت جيب المأذون
شعر كِنان بحيره من تصرفات و كلمات والده لكنه لم يعقب
و كانت هى تشعر أن العالم أصبح باللون الأسود و لم تعد ترى أمامها
لتسقط مغشياً عليها أسفل قد,مي كِنان الذي كان على وشك مغادرة الغرفة
ظل ينظر إلى جسدها الصغير المسجى أسفل قد,ميه لعدة ثوانِ ثم حملها و دلف بها إلى غرفتها و خرج ينادي على علوان السائق الخاص بوالده يأمره بأح,ضار الطبيب
أقترب مرسال من الغرفة ينظر إليها غائبه عن الوعي و هو يدرك جيداً خوفها من إبنه و يقدر ذلك بشده و لكن خطته تسير الأن كما يريد بالتحديد
رغم فقر تلك الفتاة و أنها يتيمة بلا عائله إلا أنه قد تمناها لولده من أول مره وقعت عينيه عليها
هادئه و كِنان بركان من نا,ر … جميله و كِنان لا يلتفت إلى النساء و يرفض الزواج و يعلم جيداً أن تلك الفتاة هى المناسبه له …و قد نجحت خطته بالفعل و ذلك يجعله يشعر بالسعادة
وصل الطبيب و قام بفحص جِنان و بعد عدة دقائق غادر الغرفة ليقف أمام الحج مرسال و كِنان الذي يستند على الحائط و يضع يديه فى جيب بنطاله
ليقول بهدوء لكن ببعض الحيره
– هى ضعيفة شوية بس مش عارف سبب الإغماء أيه … ممكن تكون خافت من حاجة أوى علشان كده قرر عقلها الباطن يبعدها عن مصدر الخطر ده
صمت لثوانِ تبادل فيها كِنان النظرات مع والده حتى قال الطبيب من جديد بنفس الحيره
– أنا إديتها حقنه و ان شاء الله لما تصحى هتكون كويسه أوى بس ياريت تهتموا بأكلها شوية
غادر الطبيب ليقول مرسال سريعاً
– روح يلا نفذ إللى أتفقنا عليه خلينا نكتب كتابكم و تاخدها و تسافر