رغم أنه يشعر بحيره كبيرة من موقف والده و عقله يريد أن يصر,,خ كيف نعقد القران و هى على تلك الحالة لكنه تجاهل كل ذلك و تحرك ينفذ ما قاله والده عله ينهى الأمر و يعود لعمله
بعد مرور أكثر من ساعتين كانت جِنان فى عالم آخر تحارب أشباح خوفها لكنها طوال الوقت تشعر و كأنها مكبله بقيود لا تراها لكن إحساسها أن تلك القيود ما هى إلا يد كِنان كان يزيد من خوفها
فى ذلك الوقت وصلت عفاف أصغر أبناء الحج مرسال و زوجها عدنان كذلك وصل براء و زوجته لارا و الجميع لا يفهم سبب ذلك الأستدعاء الغريب و السريع
أيضاً ح,ضرت تلك الفتاة المدعوة لوچين مديرة مكتب كِنان فتاة لا يتقب,لها الحج مرسال بأي شكل من الأشكال ملابسها قليله تتمايل فى سيرها و تتحدث بطريقة تثير غثيانه لكن كِنان متمسك بها لأنها تستطيع إنهاء الكثير من الأمور بسبب عل,,,اقتها الكثيرة و المتشعبه
فقد أرسل كِنان فى طلبها و أن تح,ضر معها فستان مناسب لجِنان و حتى تساعدها فى إرتداء ملابسها و تجهيزها لتكون لائقه بكِنان مرسال الصوالحي
فى هذا الوقت كانت تحارب جِنان جفنيها حتى تستطيع فتحهم … فبداخلهم رغبتان قويتان واحده تريدها أن تظل فى ذلك الظلام وحيدة على أن تعود إلى ذلك الواقع المفترض فيه أنها ستتزوج من السيد كِنان
ظلت لوچين تجلس على تلك الأريكة الموجوده بغرفة جِنان تنظر إليها بشر و … هل هذة الفتاة البسيطة ستكون زوجة كِنان الصوالحي .. الرجل الذى لم يتمنى قلبها سواه هى لا تؤمن بالح,ب و لكن تؤمن أنه من يستحقها
وقفت و أقتربت من السرير لترفع الغطاء عن جسد جِنان و بدأت فى تفحصها بدقه من أصابع قد,ميها حتى خصلات شعرها التى كانت تختبىء خلف حجابها تتوعدها بأن تكون الأيام القاد,مة سوداء كسواد خصلاتها و دون نهاية كطوله
فتحت جِنان عيونها بتثاقل و لكن الرؤية لم تكن واضحة لها مرت عدة ثوانِ رمشت عدة مرات حتى أتضحت الرؤية و نظرت إلى تلك الفتاة الغريبة بحيره و أندهاش ثم أعتدلت جالسه تقول بصوت ضعيف
– ح,ضرتك مين ؟
لوت لوچين فمها و قالت و نظرات الأحتقار واضحه فى عيونها
– أنا لوچين صديقة كِنان و مديرة مكتبه
شعرت جِنان بكره تلك المرأة لها و لا تعلم سبب هذا أنتبهت من أفكارها على حركة لوچين لتجدها تخرج فستان لم تتبين شكله لكن لونه الأبيض المميز خطف عيونها و أعاد لها الخوف من جديد و ذكرها بما سمعته من حديث الحج مرسال و ولده كِنان أغمضت عيونها بقوة كأنها تتمني أن تكون داخل كابو,س و حين تفتح عيونها ينتهى كل شىء لكن تلك السيدة التي تحتقرها كما واضح على ملامحها وئدت أحلامها حين قالت بسخرية
– يلا يا عروسه علشان تجهزي المأذون على وصول
لم تتحرك و لم تستطع أن تحرك أى جزء من جسدها لتقترب منها لوچين و قالت ببعض ال
– ما تقومي و لا لازم أتحايل عليكي
أنزلت جِنان قد,ميها أرضاً و وقفت ليتضح أمام عيون لوچين تفاصيل جسدها الرقيق بقصر قامتها و نحافتها لتقترب منها سريعاً و بين يديها الفستان و حقيبة صغيرة بها كل ما تحتاجه و قالت
– أسيبك تلبسي و بعدين هرجع أعملك الميكب
أخذت جِنان الأغراض لتتوجه لوچين إلى الباب و قب,ل أن تفتحه قالت بسخرية
– هتعرفي تلبسيهم و لا
و تركت باقي حديثها معلق و غادرت الغرفة بعد أن ضحكت ضحكه ساخرة بصوت عالي
فى ذلك الوقت كان كِنان يقف فى الشرفة الكبيرة يتحدث إلى صديقة و شريكة كان يضغط بأصبعيه السبابة و الإبهام أعلى أنفه و هو يقول
– رامي بلاش ذكاء أما أرجع هفهمك كل حاجة
ليضحك رامي بصوت عالي و هى يقول
– هتتجوزي يا بيضة و أخيراً هتدخل القفص يا كِنان و هفرح فيك
– قفص أيه يا ابنى أنت … أنت مش فاهم حاجة أقفل يا رامي و أما أرجع هبقى أشرحلك كل حاجة
أقتربت لوچين منه و وقفت أمامه و هى تقول بدلالها المعهود عليه
– طيب ممكن تفهمني أنا …. إزاى كِنان الصوالحي إللى ألف بنت تتمنى قربه يتجوز البنت دي.
قالت كلمتها الأخيرة و هى تشير إلى الغرفة بازدراء ليرفع كِنان حاجبه و قال بثبات دون أن يظهر على ملامحه أى تعابير واضحة
– هو لو أنتِ لقيتي مصا,صه مفتوحه و مرميه تحت رجلك كلها تراب و الدبان بيلف حواليها هتوطي تشيليها و تكاليها
ظهر التقزز على ملامحها و هى تقول باشمئزاز
– لأ طبعاً أيه القرف ده
ليبتسم إبتسامة جانبيه و هو يقول
– يبقى إزاى بقى كِنان الصوالحي يقب,ل ياكل حاجة مكشوفة و الدبان عافف عليها و كلها تراب و قزاره
شعرت أن الكلمات تحمل الكثير من الإهانة و إن هذا الحديث موجه لها فمؤكد شخصية كشخصية كِنان يعلم جيداً أنها معجبه به و تحاول بكل الطرق لفت نظره
نظرت أرضاً و لم تجيب على كلماته ليكمل هو بهدوء
– إللى هتشيل إسم كِنان الصوالحي لازم تكون عارفة قيمة الأسم و تحافظ عليه بعمرها و جِنان رغم بساطتها و فقرها عارفة قيمة أسم الصوالحي كويس أوى … فهمتي يا آنسة لوچين
قال آخر كلماته با,ستهزاء و بعض السخرية تجاهلته هى و أقتربت منه لتعدل من ياقة قميصه و أبتسمت بدلال مفتعل و قالت
– طيب يا باشمهندس كِنان أروح أنا بقى أجهزلك عروستك
و غادرت من أمامه يتابعها بنظراته المحتقره … يعلم جيداً معدنها و يعلم أنها تريد إيقاعه فى شباكها و لكنها بالنسبة له كفتاة ليل تتنقل بين أح,ضان الرجال الشيء الوحيد الذي يجعله متمسك بها فى العمل بسبب عل,,,اقاتها و قدرتها على إنهاء أصعب الصفقات لها طرقها الخاصة صحيح هو لا يقب,لها لكن أحياناً يحتاج إليها و يدعوا الله دائماً أن يعينه على التخلص منها قريباً
أخذ نفس عميق و هو يعدل ياقة قميصه و هو يفكر لقد فعل الصواب داخله إحساس يخبره بذلك رغم أنه لا يعلم السبب
فى صالة البيت الكبير كان الجميع يشعر بالة من كلمات الحج مرسال لا يصدقون ما يسمعون
ليقول براء بعد أن عدل وضعية نظارته الطبيبة
– إزاى بس يا والدي كِنان يتجوز البنت دى ليه و أسم العيله
و أكملت عفاف كلمات أخيها بصوت مرتفع قليلاً
– هو حصل حاجة بينهم يا بابا و أنت عايز تصلح غلطهم لو كده يكتب عليها سكيتي و تمشي تغور من هنا لكن ليه الفضايح دى و تضيعوا هيبة و أسم العيله
لم يجيب الحج مرسال هو بالأساس لم يجد الفرصة للرد … خاصة حين صدح صوت كِنان القوى ناهراً أخته بحده
– جِنان هتبقى مرات أخوكي و لما تتكلمي عنها أتكلمي بأدب .. و مش كِنان الصوالحي إللى يتقال عليه عمل حاجة غلط فى الحرام فاهمه يا عفاف … كمان أسم العيله و سمعتها يهمني أنا و أبوكي أكتر منك أنتِ و أخوكي فأكيد أى حاجة هنعملها لمصلحة أسم العيله
خيم الصمت على الجميع … و لكن الحج مرسال ترتسم على شفتيه إبتسامة صغيرة يعلم جيداً أن ولده لم يقع فى غرام جِنان لكنه رجل حقيقي و لن يسمح لأحد بالمساس بها لذلك سعى بكل طاقته أن يزوجهم هى بحاجة لعائلة كبيرة و سند ككِنان الصوالحي و هو بحاجة إلى فتاة نظيفة القلب بسيطة قليلة المتطلبات هادئة المعشر تجعل قلبه الصخرى يلين و يتفتح لتلك الحياة حتى يسعد فهو حقاً يستحق
جلس كِنان بجانب والده بعد أن طال الصمت و لم يجرىء أحد من إخوته على الحديث أو الإعتراض
فى غرفة جِنان تجلس أسفل يد لوچين الخبيره فى التجميل لكنها حين أنتهت و نظرت جِنان إلى وجهها فى المرآه شهقت بصوت عالي و أخذت بعض المناديل و بدأت فى مسح كل ما قامت به تلك الفتاة التي صر,,خت بها
– أنتِ بتعملي أيه يا مجنونه أنتِ يا فلاحه
لم تجيبها جِنان بشىء و أستمرت فى مسح وجهها حين دلف كِنان على صوت لوچين لينظر إلى ما يحدث به لتقف لوچين متخصره تنتظر توبيخه لتلك الفتاة الريفيه لكنه نظر إلى لوچين ب و قال
– أيه إللى أنا شايفه ده ؟ هو أنا قولتلك عايزها أراجوز
نظرت إليه لوچين ب شديد ليقول هو بأمر
– أمسحي كل إللى على وشها ده و مش عايز أشوف القرف ده عليها أنت فاهمه
أومئت لوچين بنعم .. كل ذلك و جِنان منشغله فى مسح تلك الألوان عن وجهها و د,موعها تغرق وجهها و رغم أن جسدها بأكمله ينتفض خوفاً لكنها سعدت أن ما حدث لم يرضيه .. و تشعر أن قد,ميها لم تعد تحملانها لكنها لم تحتمل أن ترى نفسها كما وصفها كِنان ( أراجوز )
غادر كِنان الغرفة لتظفر لوچين الهواء ب و قالت ب شديد
– أقعدي خليني أشيل الميكب
و بعد أكثر من نصف ساعه عاد وجه جِنان إلى ما كان عليه و أفضل قليلاً بسبب تلك الكريمات والمرطبات التى وضعهتها لها لوچين
طرقات على الباب و بعدها دخل الحج مرسال و دون أن ينظر إلى لوچين قال
– سبيني مع مرات إبني
خرجت لوچين و هى تتوعد ذلك الرجل بينها و بين نفسها … أنها لوچين النجار و لن تسمح لأحد أن يحطم أحلامها أو يأخذ ما تريده و وضعت عيونها عليه
وقفت جِنان سريعاً أمام الحج مرسال و قالت برجاء و توسل
– أبو,س إيدك يا حج أنا مش عايزه أتجوز كِنان بيه … و النبي يا حج أنا لو عامله مشكلة ليكم أنا همشي بس و النبي مش عايزه أتجوز كِنان بيه أنا بخاف منه أوى
إبتسم الحج مرسال بشفقة و ربت على كتفها و هو يقول
– أهدي يا بنتي … أنا لو شايف أن جوازك من كِنان فى ضرر ليكي الله فى سماه ما كنت وافقت ولو كانت الدنيا هتولع و مش هنعرف نطفيها
أتسعت إبتسامته أكثر و هو يقول بحنان أبوي
– لكن جوازك من كِنان هو كل الخير بإذن الله … كِنان محتاجك و أنتِ كمان محتاجاه … محتاجه تعملي بيه عيله زى ما هو محتاج منك إنك تكوني قلبه الطيب إللى ينبض باللين و الح,ب و تكوني الباب الحقيقي إللى يوريله جمال الدنيا
أنحدرت د,موعها ليقول هو بأمر حاني
– يلا نطلع بقى … المأذون مستنيكي من بدري و كده شياطين كِنان هتطلع و محدش هيعرف يقف قدامه
لتغمض عيونها بقوة … هل ما يقوله الأن من المفترض أن يطمئنها أنها تشعر بأنها تساق الأن حتى تعد,م و ليس لتتزوج
جلست بجانب الحج مرسال بصمت كعادتها دائماً تنظر أرضاً بخجل و هذة أيضاً عادتها دائماً عيونها لا ترتفع أبداً عن الأرض كان ينظر إليها نظرات خاطفه من وقت لآخر رغم أنه يشعر بنا,ر تشتعل داخل قلبه لا يفهم سببها
مرت دقائق كثيرة أو قليلة هى لا تعلم فالخوف هو ما يسيطر عليها و بشده
حين مد المأذون الأوراق أمامها حتى توقع مدت يدها المرتعشة لتمسك القلم و قلبها يكاد يتوقف و تشعر أن الهواء من حولها قد أنتهى و لا تستطيع التنفس أو الحركة
كان الصمت هو سيد الموقف
فكل الموجودين يرفضون هذه الزيجة و لا يوجد شخص سعيد إلا الحج مرسال الذي وقف و مد يده لجِنان فنظرت إليه ثم وقفت سريعاً ليقترب منها و يقب,ل جبينها و هو يقول بسعادة
– مبروك يا مرات إبني كده بقيتي بنتي رسمي
ثم نظر إلى كِنان و قال
– جِنان أمانة فى رقبتك يا كِنان و أنا عارف إنك قد الأمانة
قال كلمته الأخيرة بطريقة يفهمها إبنه جيداً … والده يحذره بطريقة مستتره و هو أبداً لن يهينها يوماً و لكن ما يراه داخل عيون والده أمر مستحيل
أومىء بنعم دون أن يرد بشيء لينظر الحج مرسال إلى براء و عفاف و قال بأمر
– مش هتباركوا لمرات أخوكم و لا أيه ؟
أقتربت عفاف منها و قالت من بين أسنانها
– مبروك يا جِنان
كذلك قال عدنان لكنه لم ينطق أسمها .. فهو يعلم طبع كِنان جيداً
كذلك فعل براء و لارا … لم تستطع أن تجيبهم بشىء فهى فى عالم آخر
مرت عدة دقائق كانت ثقيله عليها المجهول مخيف و أيضاً مع شخص ترتعب منه تخشى حتى النظر إليه كيف ستعيش معه فى مكان بعيد عن الحج مرسال … ذلك الرجل الذي شعرت جواره بحنان الأب و الأمان
أنتفض جسدها حين وصلها صوته و هو يقول
– طيب يا حج هنمشى إحنا بقى علشان الطريق طويل
ليقول الحج مرسال بهدوء