
نزل آدم إلى البدروم وأخذ يبحث عن العلبه إلى أن وجدها وجلس على السرير وهو يضمد لنفسه جرح يده وتذكر الأيام الذى عاشها مع همس فى هذا المكان وتذكر لمسات يديها الرقيقه على كتفه وهى تغيرله الضماده الموجوده على كتفه وأغمض عينيه بضيق وقال لنفسه أنا لازم أنساها وأنسى كل حاجه تفكرنى بيها أنا خلاص مقدرشى أحب الماضى بتاعى مفهوش مكان للحب قلبى إتقفل خلاص لأن همس ماتنفعش تكون موجوده فى حياتى ثم صرخ فجأه وقال كفاياك ياقلبى خلاص همس ما تنفعش همس ما تنفعش فسأله قلبه وقال وهتفضل تكابر لغاية إمتى قولى كده لغاية إمتى وهيه ذنبها إيه فصرخ بصوت عالى ذنبها إنها قابلتنى ياريتها ماقابلتنى محدش قالها تقع فى طريقى محدش قالها تقع تحت واحد معندوش قلب وقلبه مفيهوش غيرالجراح وماضى أسود هيفضل فاكره طول العمر .
وفى اليوم التالى قامت والدة آدم لتعد له الطعام مثل كل يوم ولم تجده فى غرفته ولم تجد ملابس عمله فقالت باستغراب معقول يكون مشى بدرى كده على الشغل ومن غير ما يفطر ياترى إيه اللى خلاه يعمل كده ثم هزت كتفيها وهى تتنهد وتقول بصوت مسموع ربنا يهديك يابنى .
كانت همس مستيقظه داخل غرفتها ولم تنم كثيراً فى هذه الليله وجلست معظم الوقت وهى تبكى على ماحدث لها ولقلبها من ألم ونزلت دموعها أكثر عندما تذكرت أنها كانت بين ذراعيه وكانت تشعر معه بالأمان أما الآن فهى تشعر بالضياع من بعاده عنها فكيف ستعيش معه فى بيت واحد وبدون أن تكلمه أو تنظر إليه كيف ستواجهه بعد ذلك وكيف ستواجه قلبها الذى بكى حب ضائع حباً مات قبل أن يولد .
كان آدم فى مكتبه عندما دلف مراد إلى المكتب وهو يقول باستغراب آدم إيه اللى جابك هنا بدرى كده ثم لاحظ إحمرار عينين آدم فقال له باستغراب إنت مانتمش ولا إيه شكلك بيقول كده فهز آدم رأسه موافقاً وقال له أيوه مانمتش طول الليل كنت سهران معرفتش أنام فقال مراد وهو يجلس أمام مكتبه ومنمتش ليه فيه حاجه حصلت !! فقال له لا مفيش فقال مراد بعند ودهشه لأ فيه شكلك بيقول كده وما تكدبش عليه علشان أنا فاهمك فقال آدم بضيق مراد أنا تعبان ومش قادر أتكلم …. وقطع كلامه مراد وقال متجاهلاً ضيقه أكيد بسبب همس فنظر آدم إليه بغضب وقال مراد أنا مش قلتلك ماتجبشى سيرتها تانى على لسانك فقال مراد بعناد لأ هجيب أكيد هيه السبب وأكيد إنت مانمتش بسببها أنا مش عارف هيه عملالك إيه لو مش عايزها أنا عندى الحل فقال آدم بغضب وغيظ إنت بتقول إيه إنت عارف إنت بتقول إيه فقال مراد أيوه عارف إنت عمال مبهدلها معاك وهيه مستحملاك ومستحمله عصبيتك تقدر تقولى إيه إيه ذنبها وإيه اللى عملته علشان تعمل فيها كده فصدم آدم من كلامه وقال بحده مراد إنت نسيت نفسك ولا إيه فقال مراد بغضب لأ مانستشى لو مش عايزها عندك فى البيت ومش طايقها كده أنا عاوزها فصدم آدم من كلامه وأمسكه فجأه من ياقة قميصه بغضب إنت بتقول إيه إنت عارف معنى الكلام اللى قولته فقال بعند أيوه عارف ولو مش عايزها سيبها وأنا هقعدها عندى فى شقتى لغاية ما تلاقيلها شغل فضم آدم قبضة يده بغضب وكان سيضربه فى وجهه ولكن آدم تذكر أنه فى مكان عمل وقال بانفعال عارف يا مراد لولا إن إحنا فى شغل كنت وريتك أنا هعمل فيك إيه يعنى إيه تقعد فى شقتك إنت إتجننت فقال مراد إنت ناسى إن أنا عايش مع بابا وماما فى الفيلا بتاعتهم وإن شقتى دى ما بروحاش كتيير وانت عارف الكلام ده كويس أوى فقال له آدم بغضب وده مش مبرر للكلام اللى انت بتقوله ده إنت أكيد إتجننت فقال مراد خلاص يا آدم إعمل اللى إنت عاوزه بس خلى فى بالك هيه مش هتفضل ضعيفه وساكته على طول فقال متسائلاً بحيره تقصد إيه فقال مراد يعنى مش هتسكت على طول وممكن تهرب منك تانى لما تلائيك كده معاها على طول مش هتفضل متحمله ظلمك ليها طول الوقت فسيبها أحسن بدال هيه ما تسيبك الأول رجع آدم وجلس مكانه على الكرسى وهو حائر ومصدوم من كلام مراد الذى أوجعه فقال بألم وحزن مراد سيبنى دلوقتى شعر مراد بالضيق من نفسه وعلى مواجهة آدم بهذه الطريقه المستفزه وقال له بأسف آدم أنا آسف المفروض أنا ماكنتش قلتلك الكلام اللى أنا قلته أنا قلبى عليك وعلى البنت المسكينه اللى ملهاش ذنب و…… قاطعه آدم وقال بضيق أرجوك يامراد سيبنى دلوقتى لوحدى مش عاوز أشوف حد خرج مراد وهو يشعر بالضيق والغضب من نفسه .
أرجع آدم رأسه واستند برأسه على الكرسى الجالس عليه وهو يفكر فى كلام مراد حرف حرف وكلمه كلمه فشعر بالضيق عند ما تذكر أنها ممكن أن تهرب منه مره أخرى وأنها لن تتحمل أكثر من ذلك فقال لنفسه معقول ممكن تهرب تانى منى معقول واثناء تفكيره هذا جاءه العسكرى وقال آدم بيه اللواء كمال عايز حضرتك ضرورى فقال آدم بشرود قله جاى دلوقتى .