
(( الفصل الثالث عشر ))
حاوطها ايهاب من خصرها وقد شعر بالذعر لكونها مستكينه وفى تلك الحاله ، فبدون تفكير انحنى بجسده ثم وضع ذراعه اسفل ركبتيها وحملها بين زراعيه ةاتجه نحو الاريكه ووضعها بحذر ، ثم اتجه مسرعا نحو الباب وفتحه ليهتف بصوت جهورى :
– روان ، هاتيلى مايه بسرعه !
ردت عليه روان بقلق بسبب تلك النبره : حاضر يا فندم !
نهضت روان من مكانها مسرعه لكى تحضر الماء وهى تشعر ببعض من القلق من هيئه ايهاب فقد كانت ملامحه متهجمه ، امّا هو فظل واقفا منتظر ان تحضر ما طلبه وكان قد اغلق الباب لانه لا يريد ان يراها احد بتلك الحاله .
وبعد لحظات اتت روان وهى تحمل كوباً من الماء واعطته له ، فأخذه منها دون ان ينطق بحرف واحداً وامسك بمقبض الباب وكاد ان يديره ولكن توقف عندما سمعها تهتف له بتساؤل وفضول :
– هو فى ايه يا مستر إيهاب ؟؟
التفت إليها إيهاب وهتف بصوت جهورى : ملكيش دعوه ، ومش عايز حد يدخل مكتبى ! حتى انتى ! مفهوم ؟
اومأت روان برأسها وعادت مسرعه نحو مكتبها وهى تقول بخفوت :
– فعلاً ، انا ليه بسأل ؟ طول عمرى جايبه لنفسى الكلام !
ثم وجهت بصرها نحوه لترا انه دخل وقد صفق الباب بقوه …
أتجه مسرعا نحو ” منى ” وبدأ يحاول إفيقها عن طريق رش قصرات صغيره على وجهها ولكن لم ينجح الأمر ، فترك الكوب على الأرض وبدأ يحاول إيفاقتها بطريقه أخرى ، فقد بدأ يضـ,ـرب وجنتيها بخفه وهو يهتف بأسمها ولكن لم ينجح الأمر .
وعندما وجد طرقه لم تنجح قط ، قرر ان يأخذها ويتجه بها نحو أحدى المستشفيات ، فحملها بين ذراعيه مجدداً واتجه نحو الباب وفتحه ليخرج مسرعاً تحت انظار الموظفين والموظفات المندهشه والمتسائله !!
**************
– فى شقه عز الدين !
كانت ياسمين قد انتهت من اعمال الفطار وبدأت تحمل الأطباق وهى تشعر بتعب ، أتجهت نحو المائده لتبدأ بوضع الاطباق ولكن دخل عليها عز الدين فشعرت ببعض من القلق ولكنها وضعت القناع البرود ، ولكن وقع ذلك القناع سريعاً عندما وجدته يقترب وقد وقف امامها ليهتف بابتسامه جانبيه وهو يهتف :
– برافو عليكى ، طلعتى شاطره فى الطبيخ ، انا كنت متوقع انك مبتعرفيش !
ياسمين وهى تحاول ان تأخذ نفساً عميق :
– طب ممكن بقا تسبنى ادخل الاوضه ارتاح شويه .
– ههههههههه ، لا بجد ضحكتينى !
هتف بتلك الكلمات بسخريه لتشعر بالغيظ ليهتف مجدداً ولكن بالهجه تحمل بعض من القسوة :
– انتى فاكره نفسك فين ؟ انتى مش ضيفه ، انتى هنا خدامه ، خدامه بتشتغل عندى !
بعد أخر كلمه تفوه بها باتت ملامحها غاضبه بشده واردفت قائله :
-انا ممكن ابقى خدامه عند اى حد لكن استحاله اكون خدامه عند واحد حيوان وحقير!
وقبل ان تدرك ما قالته وما سيفعله معها كان يجذبها من شعرها ، فأنطلقت منها صرخه ألم ولكن كان ينظر لها ببرود يثير الاستفزاز !
شعرت بأن بعض من شعرها قد خرج من مكانه فاردفت بغضب و ألم :
-ااااااه انت ايه حيوان على هيئه إنسان !
رفع عز الدين يده عالياً فو الهواء وهوا بها على وجنه ياسمين ليصفعها بقسوه شديده جعلتها تصرخ اكثر !
لم تستطع ياسمين ان تتحمل تلك الأم الذى تشعر به فاخذت تسبه وهى تصرخ ب :
-ااااااه ، حرام عليك بجد ، انتى اكيد مش بنى ادم ، انت حيوان !
لم يرد عليها عز الدين بل ظل جاذبها من شعرها وخرج من المطبخ وهى تشعر بألم رهيب فر رأسها ووجنتيها بسبب تلك الصفعه ولكن انكمشت فجأه وارتعدت اوصالها عندما وجدته يدخل احدى الغرف .
عز بوعيد : بقى انا حيوان ، تحب اوريكى الحيوان ممكن يعمل ايه؟؟
ياسمين بفزع : لألألألألألأ
عز بغضب وبصوت جهورى افزعها اكثر :
– وبلما هو لأ ، بطولى لسانك ليه ؟؟
ياسمين ببكاء : سبنى ، سبنى فحالى بقا !!
عز بلهجه غريبه : مش بالساهل انى اسيبك من غير ما اصفى كل القديم والجديد معاكى !
وفجأه وقد اظلمت عينيه وهتف: بس خدى بالك لو انتى طولتى لسانك تانى هيبقى فى عقاب ، وعقاب وحش جداً جداً ، فاهمه ؟؟
اردف باخر كلمه وهو يدفعها بقسوه ثم خرج من الغرفه ليتجه ناحيه المطبخ !
****************
شعرت هى بذهابه إلى المطبخ فاغمضت عينيها بألم ووقعت جالسه على الارض وانفجرت فى نوبه بكاء !!
****************
– خير يا دكتور ؟؟ ، ارجوك طمنى !
هتف بها إيهاب لطبيب الذى تولى فحص ” منى ” فاردف الأخر وهو يحاول ان يبث الطمأنيه له :
– متقلقش يا استاذ إيهاب ، هى جالها انهيار عصبى حاد ، وانا ادتلها حقنه مهدئه وهى ان شاء الله هتفوق على بليل ؟؟
– طب هو انا اقدر ادخلها ؟؟
– اه طبعا يا إيهاب بيه .. اتفضل !
وبالفعل توجه إيهاب نحو الغرفه التى ترقد فيها منى وفتح الباب ليدخل بهدوء وجلس على المقعد الذى بجوار الفراش ، وأمسك بكفى يدها ويده الاخرى تمسد على شعرها برفق ، لا يعلم لماذا يشعر بأن قلبه يؤلمه لكونه يراها فى تلك الحاله ، تنهد تنهيده حاره وهو ما زال يمسد على شعرها وهتف قائلاً :
-ومن غير سابق انذار وقعت فى حبك يا منى !
(( الفصل الرابع عشر ))
ظل إيهاب بجانبها وهو ينتظر بفارغ الصبر ان تفيق لكى يطمئن عليها ،فلقد مرت ساعات وهى ما زالت فى تلك الحاله ، بدأت منى تفوق تدريجياً ولكن شعرت بيد تمسد على شعرها ويد اخرى ممسكه بيدها ، لا تعلم لماذا شعرت بذلك الامان الذى يغمرها ؟؟
استمعت هى صوت رجولى جذاب ينطق بأسمها ، فبدأت بفتح عينيها ولكن سرعان ما اغمضت عينيها عندما هاجمتها تلك الاضاءه القويه ، وبدأت تحاول ان تعتاد على تلك الاضاءه لتستمع مره اخرى بذلك الصوت الذى مازال ينطق بأسمها ولكن ذاكرتها كانت ترفض الواقع .
فتحت عينيها وبدأت توزع ابصارها لتعرف هويه ذلك المكان فعلمت انها فى المستشفى ، التفتت بوجهها لترى إيهاب جالس بجانبها وملامحه توحى بالقلق ، اخذت تنظر إليه لتغمض عينيها وتنساب عبارتها وشعرت انها تختنق فوضعت يدها على عنقها وقد ارتفعت شهقات بكائها ، فنهض إيهاب وجلس بجانبها على الفراش ، ثم …..
– منى ، ارجوكى اهدى ، اهدى علشان خاطرى ..
نظرت إليه بنظرات منكسره وقد علت شهاقتها :
– مش قادره ، مش قادره والله ، قلبى وجعنى اوى ، حاسه ان سندى اتكسر ، هى السبب الوحيد اللى مخليانى عايشه بعد ما بابا وماما ماتوا ، بس هى كمان هتسبنى
خانتها ذاكرتها ، فقد تذكرت تلك المحادثه الاخيره وكون انها لا تعلم ما الذى يجب ان تفعله جعلها فى حاله عصبيه عن طريق البكاء الهيستيرى ، حتى وصل بها الامر ان صدرها اصبح يعلو ويهبط من كثره الشهاقات واصبحت انفاسها غير منتظمه !
اقترب منها إيهاب ووضع ذراعه على خصرها ليرفعها قليلا ، ثم احتضانها بعاطفه قويه وهو يشعر بالذعر واخذ يصيح مناديا على الطبيب ، وبالفعل بعد لحظات كان دخل ، فلما رأها فى تلك الحاله طلب من الممرضه حقنه مهدئه فاحضرتها سريعا واعطته له !
ظل إيهاب محتضنها عسى ان تهدأ ولكن شد عليها العناق واغمض عينيه عندما رأى ان الطبيب يعطيها تلك الحقنه !
شعر بالأسف عليها وظل مغمضاً عينيه ونزلت من عينيه دمعه حاره لكونه يراها فى تلك الحاله وخاصهً عندما عادت إلى تلك الحاله المستكينه التى لا حياه فيها !
نظر إليه الطبيب وهتف : مستر إيهاب ، انا مش عاوزك تقلق ، هى كويسه بس لسه مش قادره تستوعب ، يعنى باختصار دى حاله مؤقته ، بس فى سؤال ؟!
نظر إليه إيهاب مضيقا عينيه ليهتف الطبيب بجديه :
– هو حضترتك تقربلها ايه؟؟
إيهاب وهو يعلم جيداً ما سيقوله : خطيبها !
*****************************
توجه عز الدين نحو غرفتها وفتح الباب بدون استئذان مره اخرى ، ولكن لم يستمع منها اى رد فقد كانت نائمه على الارض واثار دموعها مازالت موجوده !
لا يعلم لماذا شعر بالضيق ، ولا يعلم ايضا لماذا شعر بتلك الحاله التى نسميها ( تأنيب الضمير ) فهو لا ينكر انها ليست اى فتاه منذ ان التقى بها !
اتجه نحوها بخطوات بطيئه وانحنى بجسده لكى يحملها وبالفعل حملها بين ذراعيه واتجه بها نحو الفراش ووضعها وهو لا يعلم ما الذى يفعله ؟؟ وا هذا الشعور الذى راوده لكى يحملها !
بعد ان وضعها على الفراش اتجه مسرعا نحو باب الغرفه وخرج بعد ان اغلق الباب ، ثم اتجه نحو الاريكه ليأخذ سلسله المفاتيح الشقه والسياره وتحرك نحو خارج المنزل بأكمله !
**************************
-هاااا يا مريم ، اتصلتى بياسمين وقولتلها ان احنا محتاجينها ضرورى !
هتف بها بدران وهو يمسك القلم ليبدأ بتوقيع على بعض من الاوراق لتقول مريم وهى تهز رأسها بمعنى ” نعم ” :
-ايوه يا فندم ، بس موبيلها مقفول من امبارح !
– ايه !! ازاى ده ؟ ياسمين عمرها ما بتقفل موبيلها ، طب حاولى تانى يا انسه مريم !
اومأت مريم رأسها لتأخذ الاوراق واتجهت نحو الباب وخرجت من المكتب ، امّا عن بدران السيوفى فشرد وقال :
مش عارف ليه قلبى مقبوض عليكى يا ياسمين !
عقب انتهاء جملته نهض من مكانه استعدادا للذهاب إلى فيلته ولكن عقله لم يتوقف عن التفكير بياسمين ! تحرك هو نحو خارج المكتب بل من مقر الشركه باكملها ، ليتجه نحو سيارته ، ففتح له سائقه الخاص السياره ليجلس هو وتتحرك السياره مسرعه نحو فيلته !
************************
فى المشفى !!
كانت منى ما زالت فى غيبوبتها المؤقته ، ولكن ظل إيهاب جالسا بجانبها وهو يمسد على شعرها بحنان ، ثم رفع كفى يدها ليقبلها برقه ولينظر لامامه بشرود وتفكير عميق ، ويفكر فى تلك الحادثه بضيق التى حدثت لياسمين فهتف بتفكير :
-ياترا مين اتجرأ واللى عمل الموضوع ده ، بس انا لازم اقول لبدران بيه عشان يكون على علم بلى حصلها يمكن يعرف يحل الموضوع ده ويوصلها و……
صمت فجأه عندما تذكر ذلك اليوم الذى فقدت فيه وعيها ياسمين وعندما افاقت من غيبوبتها اخذت نقول له ان عز الدين كان يهددها بالانتقام وانه لن يرحمها فهتف بصدمه :
-ينهاراسود هو ممكن يكون هو اللى خاطفها ، لألألألألأ مش ممكن ، طب مش ممكن ليه ، هو ده اى حد ده عز السيوفى ، بس اقسم بالله لو طلع هو مش هعدى الموضوع ابدا غير ما يرجعها !
***********************
وصل عز الدين إلى فيلته وخرج من السياره وتحرك مسرعا نحو فيلته وبالفعل دخل ليقابل سعاد فى طريقه التى كانت تأتى مسرعه نحوه وهتفت :
-مساء الخير يا عز باشا ، حمدالله على السلامه !
عز باقتضاب : شكراً ، هو بابا وصل ولا لأ ؟؟
– ايوه وصل من نص ساعه ومستنى حضرتك فى غرفه الطعام !
– ماشى ، روحى انتى !
اومأت سعاد برأسها وغادرت ، ليتجه هو نحو غرفته ليبدل ملابسه ……..
وبعد فتره وجيزه كان قد انتهى من ارتداء ملابسه وهبط إلى الاسفل متجها نحو غرفه الطعام ليجد والده جالس ويبدوا عليه الشرود ، فسحب احدى المقاعد ليجلس هو ويقول بابنسامه :
-ايه يا بابا ، بتفكر فى ايه ؟؟
– مفيش يا عز !
– لأ فى يا بابا ، هو انا مش عارفك ؟؟
اخفض بدران عينيه ليحدق فى صحنه وهو يعبث بمحتوايته بمعلقته واردف بنبره شبه قلقه :
– مش عارف ليه قلبى مقبوض على ياسمين !