
وبعد وقتا طويلا قضاهاا يشغل فكره بعمله فقط ،تنهد بتعب وهو يصارع قلبه بأن يذهب اليهاا ، وقف بتعب وهو يغادر مكتبه … وكاد ان يصعد لغرفته ولكن استوقفه نداء احدهما
فاطمه : مش هتتعشا يا أدهم
_
أدهم بتعب : لاء يا داده ، روحي نامي انتي
تنهدت الداده بأرتياح وهي تقول : ماشي يا بني ، تصبح علي خير
أدهم : وانتي من أهله
صعد الي غرفته ، وبات ليلته وهو يتمني ان يذهب اليهاا ويأخذها بين احضانهاا … ولكن هيهات فهو لا يستطيع أن يظهر امامها بصورة الرجل الحنون ، حتي لو علي حساب قلبه …. فالمشاعر طيبة بالنسبه له ليس سوااا مخدرا نخدر به مشاعرا لنحيا بيه بعالم تائه بقلوب تائهه ….
………………………………………….. ………
لم تستطع جفونها أن تغمض وتستسلم للنوم ، وكلما غلبها النعاس … كان قلبها يحادثهاا بأنه سيأتي لهاا … ستستمع لتلك الصوت الذي لا يشعر أحد بحنيته سواهاا ، تمنت لو انه الان بجانبها يأخذها بين أحضانه ، تذكرت قبلته الحانيه ويديه الدافئه وانفاسه الهائجه وكأنه يهرب من شئ بداخله …… سالت أثر طفيفعه من عينيهاا عنأثر طفيفا ذكرهاا عقلها بأنهاا لا شئ بالنسبه له ، وضعت يديهاا علي أذنيها لتخمد ذاك الصوت وهي تقول : ياريت كان بأيدي كنت كرهته ، بس انا بمشاعر طيبةه هو الانسان الوحيد الي مشاعر طيبةيته
تردد ذاك الصوت ثانيه وهو يقول لهاا : بس هو ميستهلش مشاعر طيبةك ده ، مش شايفه حالك سيبك لوحدك وضحك عليكي وخدعني قبل ما يخدع قلبك وافتكرته بيمشاعر طيبةك فعلاا
وبدون أن تشعر وجدت يدها تضعهاا علي قلبها .. وهي تقول : قوله انه مش بأيدي ، قوله ان هو الوحيد الي قدر يخدك وبقيت ملكه هو ، قوله اني مشاعر طيبةيته من غير ماأحس
تنهدت بحزن علي حالهاا …. تمنت ان تنزع قلبهاا من بين ضلوعها وتفر هاربه من سجن لم يضعها فيه سواا من أمشاعر طيبةت
تنهدت بأسي … وهي تقول: يمكن يجي يوم ويمشاعر طيبةني
_
ابتسمت عنأثر طفيفا سمعت صوت أذان الفجر يعلواا ، وكأن الله يقول لهاا لا تجعلي مشاعر طيبةك لاحد عبادي ينسيكي من خلقكي ، فأن قلب من امشاعر طيبةبتيه بيدي أنا
نهضت من علي فراشهاا لتلبي نداء بارئهاا ، وهي تتمني لو يأتي اليوم لتنهض هي وهو لكي يصلوا سوياا … كما كانت تري أمها واباهاا يفعلون معا
………………………………………….. ………..
لم تصدق عينيهاا عنأثر طفيفا تطلعت ، لمن امامهاا فأنه يشبهها كثيرا ، سقطت أثر طفيفوعهاا وهي تسأل محاميهاا وهي تقول : ابني صح ، مازن ابني
نظر لها المحامي بأشفاق ، وهز رأسه ليأكد لها ما رأت عيناهاا ….
سقطت علي ركبتيهاا ، وهي تمد له ايديهاا وتقول : انا ماما يامازن تعالا يامشاعر طيبةيبي
وقف من بعيد يتأمل ذاك المنظر، وهو يشعر بالراحه أتجاهها كما كان هذا الشعور يذكرهه بذكريات حفرت في ذاكرته تنهد براحه شديده ، ثم رحل دون ان تشعر بوجدهه
كانت تاخذهه بين احضانه ، وكأنها تخشي فقدانه ثانيه ، لم تصدق انه كبر هكذا واصبح عمرهه الان سبع سنوات ….
ابعدته عنها قليلاا ، وهي تنظر في عيناهه التي تتطلع فيهاا
صافي بحنان : انا ماما يامشاعر طيبةيبي ، انا ماما يامازن متخفش
_
ثم اعتدلت ووقفت وهي تمسك احد أيدي طفلها وقالت : مش عارفه أشكرك أزاي يا أستاذ محسن
نظر له محسن مبتسما .. وقال :متشكرنيش أنا يا مدام صافي ، الي المفروض تشكريه أدهم باشا هو بعلاقاته اقدر يساعدنا وكمان دفع الشيكات الي كانت علي أحمد بيه وكان المقابل انه ياخد مازن ويتنازل عن حضتنه
نظرت لطفلها بحزن وهي تتذكر والدهه الذي ابعدهم عن بعض تلك السنوات الماضيه ، والان قد تركهه مقابل المال
وبدون ان تشعر تذكرت أدهم وأرتسمت علي شفاهاا أبتسامة
لمافعله من اجل ان يعيد اليها طفلها كما وعدهاا
اخفضت ببصرهاا …. وهي تقول بفرحة تملئ قلبهاا قبل عينيهاا : وحشتني اووي ،اووي يامازن