
الفصل الحادي والعشرون.
كانت ملامح الدهشة بادية بقوة على وجه يحيى ……………فتلك
هي المرة الأولي الذي يعلم أن محمود له إبن !!!!!!!!!
إبتسم محمود ثم تابع : مستغرب صح ؟ أنا كمان مش مصدق
كنت فاكر إني مش حشوفه تاني ……………..
يحيى : ليه ……….
محمود : من 30 سنة جيت على البلد دي ………….شاب
مصري بيدور على فرصة …………..زيك كده أول ما جيت
وبعدين قابلتها ………….إنبهرت بيها وبجمالها البنت الأمريكية
المتحررة المستقلة …………هي كمان عجبها الشاب المصري
الطموح ………….إتجوزنا وبعدها بسنة جبنا مازن .
يحيى : إبنك إسمه مازن
محمود : مازن محمود الحويني ……..دلوقتي عنده تمانية
وعشرين سنة ……………بعد مشاكل ماتتعدش بيني وبينها
هربت رجعت على بلدها وخدته معاها ……………..قلبت الدنيا
عليهم فص ملح وداب ……….من تلات شهور بس
…………المحامي بتاعي إتكعبل في ورقة
يحيى : ورقة !!! ورقة إيه
محمود : شهادة وفاة …………..عرفت إنها كانت الفترة اللي
فاتت عايشة في جنوب أفريقيا …………تبع بعثات الأمم المتحده
اللي بتروح هناك ………كانت بتتنقل بين جنوب أفريقيا
والصومال وأثيوبيا ………..ولما ماتت رجع بيها مازن على
أمريكا علشان يدفنها هناك ………
يحيى : ياه وهو كان عايش معاها هناك
محمود : أيوه صحيح ماكنش بيشتغل معاها بس كانت دراسته
هناك وفتح بيزنس صغير على أده …………كانت مخبيه عنه
حقيقتي ………..بس دلوقتي خلاص إبني حيرجعلي
…………إبني راجع لحضني تاني ………….
مطار روما ……………هبطت الطائرة القادمة من القاهرة
……………شاب………بملامح حزينة …………يشعر بالغربة
الشديدة مع أن غربته فقط مر عليها بضع ساعات
………….وهنا في تلك المدينة الغريبة هناك إمرأة كانت أقرب ما
يكون له والآن هي غريبة ………….نعم ……….سيراها
………لا يعرف كيف ستكون ردة فعله ولكنه قدم من أجل أن
يعرف ………….لن يعيش في الضباب مرة اخرى
…………….هي الحقيقة إذن ما يبتغي
وعلى بعد خطوات قليلة منه شاب آخر ……………سيقابل بعد
لحظات الأب الغائب داخل عالمه …………….الأب الذي لفظته
الأم خارج حياته منذ سنوات ولكن آن الآوان لمقابلته الآن .
كان مازن شاب على قدر عالي من الوسامة ………….يتميز
بملامح مصرية خالصة فهو لم يرث شيئاً من ملامح والدته
الأمريكية ……………..كان أكثر ما يميزه عيونه البنية الضيقة
وبشرته ذات اللون القمحي التي يبدو أن شمس أفريقيا أكسبتها
لوناً مميزاً ……………
كان محمود ينتظره بلهفة …………..يحاول أن يتخيل ملامحه
……….كل ما لديه صورة قديمة لرضيع …….وهاهو الآن رجل
………….قطعة منه تتحرك على أرض الواقع ……….وأخيراً
هاهي عيون ضيقة تنظر له في حده ……..عندما نبهه المحامي
لمكان الأب ………هذا هو أبيه …………..تفحص مازن
الصورة القديمة في جيبه للأب الشاب لم تتغير ملامحه كثيراً فقط
تأثير الزمن ………..لم يكن هناك وقت للتفكير أو التأمل إحتـ,,ــضن
محمود إبنه بقوة …………..هاهو أمامه ظل يتفحص وجهه
يشتم رائحته ……….ودموعه منهمرة من فرط السعادة ولا ينطق
سوى بكلمة واحدة : يااااااااااااااااااااااااه أخيراً أخير اً
في غرفة الفندق كان يجلس وحيداً يتأمل الورقة الصغيرة في يده
التي دون عليها العنوان ……………..نعم هذا هو المكان الذي
تمكث فيه سلمى الآن …………………شعر بضيقٍ شديد ماذا
يفعل وماذا ينوي أن يفعل ……………….هو يبحث عن الحقيقة
نعم …………..ولكن كيف ……………..هل ستكون مواجهة
……………….ماذا سيكون رد فعلها عند رؤيته
……………….شعر أنه عاجـ,,ــز عن التوقع ……………وشعر
أن غضبه سيسبق أي شئ وقد يقتلها على الفور بمجرد أن يراها
وفي منزل سلمى كانت ملامح الضيق بادية على وجه يحيى
………………نظرت له سلمى بدهشة عندما قام بصب جام
غضبه على إحدى الخادمات ثم قالت : إيه مالك في إيه
يحيى : البيه قال ايه طلع ليه إبن ………….أنا أقعد أبني واكبر
وأحرق نفسي في الشغل وجايب إبنه ياخد كل حاجه على الجاهز
نظرت له سلمى بدهشة وتابع هو حديثه بغضب مقلداً نبرة محمود
: يحيى ……….مازن بعد كده حيبقى مكاني ……….عايزك
تفهمه كل حاجه عن الشغل …………..إبتسم ساخراً ثم تابع وهو
ينظر لها : طيب أنهي شغل ………………شغل المنظرة ولا
الشغل اللي بجد ولا إحنا حنتحرق بقه ونجازف وهو ياخد المنظرة
على الجاهز
سلمى : هو محمود طلع ليه إبن !!!!
يحيى : إنتي لسه فاكرة ………..اوففففففففففف بعد بكرة الباشا
عامل حفلة كبيرة على اليخت إحتفالاً ……….ههههههههه
إحتفالاً بالمولود السعيد ……….إعملي حسابك إنتي معزومة
معايا
سلمى : مليش مزاج انا للحفلات دي
يحيى : بقولك إيه أنا مش عايز حد يحس إني مش طايق الواد ده
لغاية لما أشوف آخرتها …………….مش بطلب منك يا هانم
…………….تكوني جاهزة على المعاد حنروح من بدري
شعرت بغض$ب شديد داخله كالبركان ففضلت الإنسحاب قالت له
ببرود : تصبح على خير وإتجهت لغرفتها وظل هو وحيداً مع
غضبه .
في الصباح إستيقظت باكراً نظر لها نظرة فاحصة ثم قال : على
فين بدري كده
سلمى : حانزل مع ماريا أعمل شوبنج ……………إيه رأيك يا
حبيبي أشتري فستان لايت جديد كده علشان الحفلة
شعر بنبرة من الإستهزاء في حديثها فظل يتفحص جريدة في يده
دون ان يجيبها …………..إبتسمت ثم لمعت عيناها وتابعت : ولا
إيه رأيك ألبس المايوه التركواز اللي إنت جبتهولي حيبقى ظريف
قوي خصوصاً إن إحنا على البحر ……………..إبتسمت عندما
رأت نظرته الغاضبة فقد نجحت في إستفزازه قال لها بصوت
غاضب : نعم !!!!! المايوه ده يا هانم جبته تلبسيه هنا معايا لما
ننزل البيسين سوا ومن ساعتها وإنتي مزوقة بيه الدولاب
…………بقه حلو دلوقتي وعايزة تفرجيه لروما كلها وبعدين هو
إنتي أصلاً بتنزلي الميه مش ده البحر اللي بتخافي منه
سلمى : اه صح فكرتني …….باي يا بيبي علشان متأخرش
تركته وإتجهت لركوب سيارتها ……..وهناك من بعيد كانت هناك
عيون تراقبها عيون خضراء لامعه بلون الزيتون
………….عيون غاضبه ………..فالوجه مبتسم
……………إنها تبدو سعيدة …………..إنطلقت بسيارتها
مسرعة وخلفها حارسها الشخصي وهو يراقبهم
بغضب…………….
كانت تتسوق بملل مع ماريا التي نظرت لها بدهشة وقالت :
سلمى مش إشتريتي حاجه
سلمى : عادي أنا زهئانه وممكن ماروحش أصلا ماريا : حفلة كبيرة روحي غيري جو
سلمى : أنا أصلاً تعبانه عندي مغص مزهئني
ماريا : إيه مش فاهم
قالتها لها سلمى بالإيطالية ثم تابعت وهي تضحك : عاملة فيها
بس خبيرة اللغة العربية
ماريا : امممممم فعلا لغة صعبة كتيييير
نظرت لها ماريا بعين فاحصة ثم تابعت : سلمى إنتي إتأخرتي
سلمى : إتأخرت على إيه
ماريا : لأ سلمى إتأخرتي …………ممكن يكون في بيبي
سلمى وقد فهمت مقصد ماريا أنها تقصد تاخر العادة الشهرية
اجابت بسرعة نافيه : لا لا
ماريا : ليه لا لا هو مش في فرعون مصري معاكي في البيت
حبيبي ولا هو مش فرعون ………قالتها ماريا وضحكت بخبث
ولكن تغيرت ملامح سلمى وبدا على وجهها الضيق فهي فعلا
متأخرة !!!!!
نظرت لها ماريا ثم قالت : سلمى ليه زعلتي إنتي مش عايز
سلمى : لأ مش عايزة ومش في دماغي الموضوع ده دلوقتي
……………أنا غبية عايشة يوم بيومه إزاي مفكرتش في حاجه
زي كده
ماريا : طيب حبيبي روحي لدكتور شوفي الأول تخميني صح ولا
لأ
سلمى : عندك حق أنا لازم أطمن الأول
ماريا : في دكتورة لبنانية أعرفها تاخدي العنوان
سلمى : اه عربية كويس هاتي العنوان …………..
ذهبت سلمى على الفور كانت قلقة جداً وهي تنتظر كلمات الطبيبة
نظرت لها الطبيبة بإبتسامة ثم قالت : إنتي مصرية
سلمى : أيوه
الطبيبة : مش تقلقي حبيبتي اللوب بس تاعبك شوية راح أشيله
وكله يبقى تمام وبتيجي العادة علطول
نظرت لها سلمى وقد كادت الصدمة ان تحبس صوتها قالت
بصعوبة : إيه لوب
الطبيبة : اه حبيبي اللولب ……….واضح مركباه إنتي من فتره
نسيتي ولا عندك طفل حلو بيخليكي تنسي
ظلت سلمى صامته لفترة وقد أحاطت بها حالة من الصدمة ثم
قالت : هو ……………هو ينفع حد يركب لوب من غير ما يكون
خلف !!!!!
الطبيبة : اكيد لا ما بننصح
نظرت لها سلمى وعيونها متحجرة …………ودموعها على
وشك النزول : حضرتك ليه واثقة إن عندي طفل
نظرت لها الطبيبة بدهشة ثم قالت : حبيبتي إنت بتختبريني
………بعرف من شكل الرحم وبعرف كمان إن ولادتك كانت
طبيعي مو قيصري .