
بنت عمي أبوها اتوفى في حادثة قطر من وهي لسة طفلة صغيرة, وأمها اتشوهت في نفس الحادثة والنار مسكت فيها لدرجة إنها خرجت من الحادثة وعقلها خفيف أوي, مفيش غير بنت عمي اللي ربنا نجاها من الحادثة بدون أي ضرر, وطبعا أبويا هو اللي تكفل بيها هي وأمها سنين طويلة أوي بدون ما يشتكي بنص كلمة, راجل أصيل والبلد كلها بتحكي وتتحاكى بأخلاقه وشهامته, أما بنت عمي فربنا أنعم عليها وحفظت القرآن واتنقبت وبقت بتحفَّظ قرآن للناس كمان والكل كان بيحلف بأخلاقها واحترامها..
وأبويا كان عاقد النية وعازم على إنه يجوزني بنت عمي اليتيمة, وشايف إنها جوهرة ولازم أنا اللي أفوز بيها دونا عن أهل البلد كلهم, عشان كدا مسافة ما دخلت الجامعة كان عاوز يخطبهالي, بس أنا استنيت شوية, لأن من جوايا كان في حاجز نفسي تجاه البنات الملتزمة والمنتقبات, شايفهم مقفلين أوي وانا عاوز زوجة تدلعني وتخليني أعيش الدنيا, عشان كدا أول ما شوفت آية عنيا زغللت, بنت جميلة ومنفتحة وقادرة تخليك تطير برة الدنيا كلها..
وفي يوم وليلة كنت جايب رقمها ومكلمها, وهي تجاوبت معايا بدون أي قيود, وبدأت مع الأيام اعرفها اننا عندنا أرض وبيت كبير وعيلتنا كبيرة في بلدنا, وكأني بمهد ليها عشان لما اطلبها تبقا عارفة انها هتيجي تعيش في الأرياف, واتعلقت بيا مع الأيام أكتر وأكتر وهي كمان اتعلقت بيا, ولما فاتحتها في موضوع الجواز معترضتش, خاصةً إني وعدتها إني في أقرب وقت بعد الجواز هنشتري شقة برة ونقدر نعيش بعيد عن أي مشاكل..
ومسافة ما اتخرجت فاتحت أبويا في موضوع الجواز, كان فرحان أوي على أساس إنها بنت عمي اللي في دماغي, بس انا قولتله إني هتجوز زميلة ليا كانت معايا في الكلية, أبويا ظهرت عليه ملامح الصدمة ومكنش قادر ينطق بنص كلمة قدامي, ولما حاول يقنعني بكل الطرق إني أتجوز بنت عمي, بنت محترمة ويتيمة وهتريحني في كل حاجة قولتله إني رافض الموضوع قلبا وقالبا ومش عاوزها, ولو أجبرني عليها يبقا مش هتجوز خالص, أبويا سمع مني الكلمتين وحسيت إنه عجز 20 سنة, بس في نفس الوقت موقفش قدام رغبتي, وراح معايا نتقدم لزميلتي آية, وكانت تاني صدمة لأبويا إن آية مش محجبة أصلا, ولبسها منفتح بطريقة مرعبة..
اتصدم وكان هيموت فيها, قالي بقا تسيب المحتشمة المنتقبة وتروح تتجوز المتبرجة دي, بس انا كنت متمسك بيها, وعارضت أبويا وقولتله لو موافقش هتجوزها من وراه وأجر شقة وأسيب البيت كله, أبويا منطقش, وحسيت إنه بيكتم في نفسه بطريقة مخيفة, بس من كتر إصراري وافق, وافق مع شرط انه مش هيحضر فرحي من الأساس, ولا هو مرحب بيها ولا موافق على الجوازة دي, عرفت آية بكل حاجة وطلبت منها تصبر لأني هسيب البيت كله واشتري شقة قريب, نتجوز بس ونبقا مع بعض..
وفعلا اتقدمت ومشيت الأمور كويس جدا, وتقريبا في فترة الخطوبة كان أهلها سايبين الحبل على الآخر, مكنش ناقص غير إني أدخل عليها من كتر التعديات اللي حصلت ما بينا, وانا مكنتش معترض, أنا عايز أعيش شبابي وحياتي بعيد عن العُقد والمشاكل النفسية, وفعلا اتجوزنا وحسيت بتعجب في كل وشوش أهل البلد, ده راح اتجوز بت متحررة من بتوع البندر, بس مكانش هاممني أي حد فيهم, أنا عاوز آية وبس, وطالما هي معايا فانا مش عاوز حاجة تانية..
ودخلت آية البيت وعشت معاها أحلى أيام حياتي, شهر كامل وانا عايش برة الدنيا, مبسوط, فرحان, طاير في السما, بس واحدة واحدة بدأت المشاكل تدخل حياتنا, هي كانت مستعجلة على فكرة شرا الشقة عشان نسيب الأرياف لأن الحياة بقت صعبة بالنسبالها, وانا لسة محتكمتش على أي فلوس عشان أحقق الامنية دي, طلبت منها تصبر عليا شوية وربنا هيوفقني وهحقق الموضوع ده بس هي اعترضت وقالت انت وعدتني اننا هنسيب الأرياف ونخرج, خاصة إن أبويا مكنش بيطيقها من الأساس..