منوعات

سمرا فى قبـ,ـضه الشـ,ـيطان الرابع

سمرا في قبـ,ـضه الشيـ,ـطان
الفصل السابع عشر

بالساحل ،،،،

دخلت سمرا إلى المرحاض و فتحت تلك الحقيبه لتخرج منها الملابس التى أحضرها عامر لها ، و لكنها فرحت عندما وجدت إنه قد أحضر لها وشاحاً ، فأبتسمت و هى تنظر إلى أنعكاس صورتها بالمرآه و شرعت بنزع ملابسها .
…………….

وصلت نجلاء إلى أحدى الكافيهات ، و ظلت تبحث عنه بعيناها حتى وجدته يجلس بمفرده على أحدى الطاولات الجانبيه ، فأتجهت ناحيته و جلست قبالته ، ثم رفعت يدها لتضع الحقيبه على الطاوله .
ظل شاهر محدقاً بها بثبات ، ثم تحدث متسائلاً بهدوء :” خير .. أيه اللى عرفتيه !؟”
أبتسمت بمكر قبل أن تقول :” عامر و سمرا فى الساحل .. و هيتجوزوا النهارده !”
صُدم مما تفوهت به ، و وقف صائحاً بغضب مما جعل كل من بالمكان ينظر إليه :” أنتِ بتقولى أيه ، ده لا يمكن يحصل .. على جثتي !”
ألتفتت هى حولها بخوف ، فالجميع يحدق بهم .. فتحدثت قائله بخفوت :” لو سمحت أقعد ماينفعش كده !”
جلس على المقعد و لازال الغضب مسيطر عليه جلياً ، فتحدث و هو يصر على أسنانه :” عنوان الشاليه ده فين بالظبط في الساحل !”
” ما أعرفش ”
حدق بها بغضب قائلاً :” نعم يا أختى .. أنتِ مش لسه قايله إنهم في شاليه فى الساحل !”
” اه قولت .. بس العنوان فين بالظبط ما أعرفش ، لكن ماتخافش النهارده إن شاء الله هعرف !”
وقف هاتفاً بغضب :” أنا لسه هستني .. معاكِ رقمى أول ما تعرفي العنوان تبعتيه فى رساله ”
لم ينتظر ردها و توجه إلى الخارج ، و لكنها لحقته بسرعه هاتفه :”طيب هتعمل أيه دلوقت قولي !؟”
توجه ناحيةالسياره قائلاً بغضب :” رايح على الساحل .. هقلبها حته حته لحد ما ألاقيهم .. و أنتِ أو ما توصلي للعنوان أبعتيه ”
هتفت قائله برجاء :” بس أوعى تأذى عامر .. أنا بحبه و عايزاه و أنت وعدتنى بكده !”
أبتسم بسخريه و هو يقول :”ماتخافيش .. حبيب القلب هيرجعلك سليم !”
و لم ينتظر كلمه أخري منها ، بل ركب سيارته و أنطلق بها سريعاً .
………………….

بالحاره ،،،،
بدأ الرجال بوضع الأضاءه في كل مكان ، و رص المقاعد الخشبيه أستعداداً للخطبه اليوم .
وقف جمال قبالة جابر قائلاً بأبتسامه :” الخطوبه النهارده هتبقي جامده يا حمايا ”
ضحك جابر ، ثم رفع كفه ليضعه على كتف جمال قائلاً :” شد حيلك بس علشان تتجوزوا .. أنا مابحبش موضوع الخطوبه ده يطول ”
” ربك يسهلها يا حمايا .. بس هى رباب راحت الكوافير و لا لسه !؟”
” عدوا عليها بنات الحاره من شويه و خدوها و راحوا”
……………..
بصالون التجميل الشعبي بالحاره ،،،،
بدأت المُزينه بتجهيز رباب استعداداً لخطبتها اليوم ، بينما كانت رباب في قمة حزنها و غضبها ، و رغماً عنها كانت العبرات تنساب على وجنتيها .
……….

بشقة جلال ،،،،

سمعت ناديه صوت باب الشقه يفتح ، فوقفت لتجده جلال ، و عقدت ذراعيها أمام صدرها هاتفه :” يعني جيت بدري يا جلال !؟”
أجابها و هو يتوجه ناحية غرفة النوم :” نسيت حاجه و جاي أخدها ”
دخل مغلقاً الباب خلفه ، بينما توجهت ناديه لتتنصت عليه من الخارج مرةً أخري .
………..

أخرج جلال بعض النقود من خزانة الملابس ، و وضعهم على الفراش ، ثم أخرج هاتفه و ضغطت عدة أزرار ، و رفعه على أذنه هاتفاً :” أيوه يا عامر .. لا أنا خلاص جهزتلك المبلغ .. متأكد إنك مش عايز أكتر من خمسه .. طيب يا صاحبي أنا فى الخدمه .. ماشي تمام أنا مستنى الرساله بالعنوان و هروح البنك أحولهملك .. سلام !”
أنهى المكالمه و توجه ناحية النقود و وضعهم في مظروف ثم خبأهم بجاكت بذلته .
أعلن هاتفه عن وصول رساله ، فألتقطه و فتحها ليجد العنوان مدون بها ، ثم أغلقه و توجه إلي الخارج .

كاد أن يخرج من الشقه حتى أوقفته جملة ناديه :” رايح فين تانى يا جلال !؟”
ترك مقبض الباب من يده ، و توجه ناحيتها ليقف قبالتها و عقد ذراعيه أمام صدره قائلاً :” يهمك أوى تعرفي !؟”
أبتسمت له بدلال ، ثم وقفت و جذبته من ذراعه ليجلس إلى جوارها ، و ظلت تعبث بأزرار قميصه قائله :” أيه يا حبيبي .. أنت مش جوزي برضو و بغير عليك و بدلع عليك !”
عقد حاجبيه و هو ينظر لها بذهول ، ثم تحدث قائلاً بسخريه :” و ده من أمتى إن شاء الله !”
” من هنا و رايح يا حبيبي مافيش غير دلع و بس!”
ثم مدت يدها لتلتقط كوب العصير من على الطاوله و قربته إلى فمه متابعه :” مش هتقولى رايح فين بقي !؟”
أرتشف جلال بعضاً من العصير ، ثم أبعد يدها ، و لكنها كانت تصر أن يشربه و مع حركة الجذب و الأبتعاد سقط الكأس من يديهم على ملابس جلال ، فوقف هاتفاً بغضب :” عاجبك كده .. أهو العصير أتكب عليا ”
ثم تابع و هو يتوجه إلى الغرفه :” يوم ما تتدلعي يحصل كده .. أوعى من سكتى أدخل أغير الهدوم !”
و بالفعل دخل جلال إلى الغرفه و أغلق الباب خلفه ، بينما عقدت هى ذراعيها أمام صدرها و نفخت بضيق و هى تقول :” شكلى مش هطلع منك بكلمه !”
و وقفت لتتحرك و لكن سرعان ما لمحت هاتفه على الأريكه ، فلمعت عيناها بخبث ، و نظرت تجاه باب الغرفه لتتأكد إنه مغلق ، ثم أسرعت و ألتقطت الهاتف ، و عبث به حتى وصلت إلى أخر رساله من عامر .. فتقوس فمها بأبتسامه خبيثه .
ما هى إلا دقائق حتى شعرت بباب الغرفه يفتح ، فأغلقت الهاتف سريعاً و وضعته مكانه .
خرج جلال من الغرفه و توجه ناحية الصاله و هو يبحث عن الهاتف بعيناه حتى وجده على الأريكه ، فمال بجسده و ألتقطه هاتفاً :” أنا ماشي .. و أحتمال اتأخر ”
حركت رأسها بالموافقه ، بينما توجه هو ناحية باب الشقه و خرج صافعاً الباب خلفه .
ما أن تأكدت برحيله ، حتى أسرعت إلى هاتفها لتحادث شقيقتها و تخبرها بما توصلت له .
……………..

بالساحل ،،،،

خرجت سمرا من المرحاض و أتجهت ناحية عامر الذى كان جالساً على الأريكه ، و أبتسمت قائله بخفوت :” شكراً ”
وقف هو الأخر و أتجه ناحيتها و أمسك وجهها بكفيه ، و رفع هو وجهه ليقبل رأسها قائلاً بأبتسامه :”مافيش شكر ما بينا .. أنتِ النهارده هتكونى مراتي ، و لو أطول أجيبلك نجمه من السما أو القمر نفسه عمره ما يغلي عليكِ يا حياتي ”
أزداد أحمرار وجنتيها خجلاً و نظرت إلى أسفل قائله بخفوت :” ربنا يخليك ليا ، و كويس إنك أفتكرت و جبتلي طرحه بدل الشال التقيل اللي. كنت حطاه ”
” و هو أنا برضو أقدر أنسي إن حبيبة قلبي و نور عيني محجبه ! .. و بعدين أستنى هنا أنا لا يمكن أقبل إن حد غيري يشوف شعرك ، لأنك ليا و بس فاهمه !”
فى هذه اللحظه لم تستطع سمرا التماسك و غلبتها عبراتها ، و بدأت شهقاتها بالأرتفاع و هى تبكي .
مع كل عبره تسقط من عينيها ، يتمزق قبالتها قلب عامر بسكين حاد ، فلم يتحمل رؤيتها هكذا و ساعدها لتجلس على الأريكه و أمسك كفيها بين يديه و هو ينظر إليها بأعين فاض الحب منها قائلاً برجاء :” سمرا .. دموعك بتدبحنى بالبطئ ، أرجوكِ ماتعيطيش أنا مش هستحمل دموعك دي !”
رفعت وجهها لتنظر إليه بأعين باكيه قائله بحسره :” حاسه إنى هظلمك بأرتباطك بيا .. أنا ما أستهالكش !”
ثم تعالت شهقاتها بقوه و هي تتابع بصوت غلبه البكاء :” كان .. كان نفسي .. تكون أول .. أول .. حد .. يلمسني ..!”
و أنفجرت بعدها بنوبة بكاء شديده ، بينما أحتضنها هو بقوه و ظل يمسح على ظهرها و شعرها قائلاً بهدوء :” ششش .. تاني يا سمرا الكلام ده … برضو مصممة تعذبيني ، يا حبيبتي أنا متأكد إنى أول واحد يسكن قلبك .. و عارف إن اللي حصل ده كله كان غصب عنك و مقدر و ياريت ماتقوليش كده تاني !”
تحدثت قائله من بين عبراتها و هى تدفن وجهها بصدره :” خايـ.. خايفه .. ييجي .. اليوم اللي تتندم فيه .. إنك أتجوزتني .. و تذلني بظروفي ، صدقني يا عامر أنا مش هستحمل ، أنا .. أنا همـ…”
قطع حديثها قائلاً بغضب :” أوعى تقولي كده تاني .. أوعي يا سمرا ، قبل ما ييجي اليوم ده هكون أنا ميت أكيد ”
” بعد الشر عنك .. أنا بحبك أوي !”
قبّلها على رأسها مرةً أخري ، ثم وقف و جذبها من ذراعها لتقف قائلاً بمزاح ليدفع هذا الجو المكدس بالحزن :” قومي يلا بينا علشان نلحق اللي ورانا ، بدل ما أفقد أعصابي و يكون ليا رده فعل مش هيعجبك خالص ! ”
أبتسمت بخجل من بين عبراتها ، ثم وقفت ليخرجا معاً ليتما ما أتفقا عليه .
………………….

كان شاهر يقود سيارته متجهاً إلي الساحل و الشرر يتطاير من عينيه ، و ظل يضرب بيديه على المقود بغضب شديده و هو يقول :” هيبقي أخر يوم في عمركوا لو عملتوها .. أخر يوم !”
أعلن هاتفه عن أتصال ، فألتقط الهاتف بسرعة و بمجرد أن رآي اسم المتصل حتى أوقف السياره جانباً و هتف بسرعه :” أيوه يا نجلاء .. متأكده من العنوان .. ماتخافيش قولت زفت هيرجعلك .. طيب خلاص سلام !”
ثم أنهى المكالمه و أرتسمت أبتسامه شيطانيه على ثغره ، و أنطلق بالسياره مرةً أخري بعد أن عرف وجهته .
…………………..

كان شهاب بفيلا المقطم ، و ظل يفكر كثيراً بعد أن علم بسفر شاهر المفاجئ ، ثم وقف ليسير بالغرفه ذهاباً و أياباً ، و لمعت في مُخيلته فكره شيطانيه فأبتسم بخبث ، ثم خرج من الغرفه و توجه إلى أسفل حيث الغرفه المحتجزه بها الفتيات ، و فتح الباب و دخل .
بمجرد أن رأين الفتيات شهاب عند الباب ، حتى وقفن و ظلن ينظرن إلى بعضهن البعض ، و إليه .
ظل يبحث هو بعينيه عنها حتى وجدها جالسه على فراشها بأخر الغرفه ، فصاح قائلاً :” مي .. تعالي عايزك !”
نهضت بتثاقل عن الفراش و تقدمت لتقف قبالته ، ثم عقدت ذراعيها أمام صدرها و نفخت بضيق و هى تقول :” نعم .. أفندم ، عايز أيه حضرتك !”
قبض على ذراعها و توجه بها إلي الخارج ، و أمر الحرس بأغلاق الباب .
ضلت تصيح و هو يسحبها خلفه و تتلوى بجسدها ليتركها ، و لكنه لم يسمع لها قط ، و توجه ناحية أحدى الغرف و أغلق الباب ، و ألتفت لينظر إليها و هو عاقد ذراعيه أمام صدره .
أبتسمت هى بسخريه ، و توجهت لتجلس على أحدى المقاعد ، و وضعت ساقاً فوق ساق هاتفه :” هو ده اللي عندك .. أظن إنى قولتلك إنك سهل تاخدني غصب ، لكن صعب أوي يكون برضايا !”
توجه ناحيتها و جلس على ركبتيه و أمسك كفيها قائلاً برجاء :” أنا بحبك يا مي .. لأ أنا بعشقك .. ليه مش حاسه بيا !”
سحبت كفيها من يديه ، و أشاحت بوجهها بعيداً لتخونها عبره و هى تقول بآسي :” بتحبني .. لو بتحبني بجد ماكنتش قبلت إن ده كله يحصلي .. لو بتحبني بجد كنت عملت أي حاجه علشان تساعدني من الكابوس ده !”
صاح بغضب و بدأت العبرات تذرف من عينيه :” غصب عني و الله .. أفهمي بقي ، أنا مش قدهم .. دول ممكن يقـ,ـتلونى و يقـ,ـتلوكِ !”
وقفت و أولته ظهرها و هى تعلق بـ :” أسفه و أنا ما أقدرش أحب واحد جبان ، حتى مش قادر يحميني و يدافع عني ”
وقف و أتجه ناحيتها و أمسك كتفيها بكفيه قائلاً بأمل بسيط :” و أنا مش هسيبك هنا خالص .. أنا بتعذب لمَ بلاقيكِ مع حد غيري .. أنا بحبك أوي ”
ألتفت إليه لتظر إليه بأعين لامعه ، و ظهر شبح أبتسامه على ثغرها قائله بعدم تصديق :” بجد .. بجد يا شهاب .. هتخرجني من هنا !”
هز رأسه بالأيجاب و هو يبتسم ، ثم أحتضنها بقوه قائلاً :” اه هخرجك .. أنتِ ليا لوحدي ، بس أوعديني عمرك ما تسبيني لأخر يوم في عمري و عمرك !”
لفت ذراعيها بقوه على عنقه ، و هى تحتضنه بشده ، و لمعت عيناها بمكر لم يلاحظه هو قائله بخفوت :” أوعدك إني مش هسيبك لأخر يوم في عمرك !”
أبتعد عنها ، و أمسك بوجهها بين كفيه ، و نظر إليها بعمق و هو يقول :” دلوقت أحنا هنخرج من هنا .. دى فرصه و شاهر مسافر ، و هنروح عندى ، لحد بكره الصبح إن شاء الله نهرب أنا و أنتِ في أي مكان محدش يوصلنا فيه .. تمام !”
هزت رأسها بالموافقه و هى تبتسم ، بينما أمسك هو كفها و توجه بها إلى خارج الغرفه ، بلي خارج المكان تماماً .
……………..

بالساحل ،،،،

أشتري كلاً من عامر و سمرا بعض الطلبات ، و أصر عامر على سمرا أن يأخذها إلى أحدي صالونات التجميل حتى تتجهز كعروس بزفافها ، ثم أنطلق بالسياره عائداً إلى الشاليه .
دخل إلي الشاليه ، و توجه ناحية الغرفه و بدأ بأعدادها و تجهيزها ، و وضع الشموع بكل مكان بها ، ثم أخرج ثوب أبيض من الحرير خاص بالنوم للسيدات ، و علقه بالمكان الخاص لتعليق الملابس ، ثم أتجه نحو الصاله و بدأ بأعداد طعام بسيط و رومانسي ، و جهز الطاوله بشموع و أطباق .. و أعد المكان بالكامل ، ما أن أنتهى حتى توجه ناحية المرحاض لأخذ حماماً منعش .
………….

أنهي عامر كل شئ ، و وقف قبالة المرآه و هو يعدل من وضعية رابطة عنقه ، و ظل يتأمل هيئته بحلته السوداء المرتبه ، ثم أبتسم بعذوب لمجرد التفكير بأن اليوم هو يوم زفافه على من ملكت قلبه .. و توجه إلى الخارج ، و ركب السياره و أنطلق بها .
……………

بالحاره ،،،،

جلست رباب إلي جوار جمال فى المكان المخصص لهم ( الكوشه ) ، و بدأت الأغاني الشعبيه بالأرتفاع ، و كذلك الشباب بدأوا بالرقص معاً ، و تعالي صوت التصفيق و الصفير و شرعن النساء بأطلاق ( الزغاريط ) .. بينما كانت رباب وسط كل هذا قلبها محطم .. مجبوره على هذه الخطبه الملعونه بالنسبه لها ، و رغماً عنها غلبتها عبره ساخنه لتسقط حارقه وجنتها ، و أغمضت عينيها بآسي محاوله تقبل ما وقعت به .
ما مرت فتره طويله على هذا ، حتى حضرت سيارة الشرطه ، و أوقفت الخطوبه ، و توجه ظابط الشرطه ناحية جمال ليمسكه من ياقته صائحاً بغضب :” و الله و وقعت يا جمال .. بتاجر فى الحشيش و البرشام يا روح أمك !”
هتف جمال بخوف مدافعاً عن نفسه :” ابداً و الله يا باشا .. و مايصحش كده ، ده النهارده حتي خطوبتي يا باشا ”
صفعه الظابط بقوه صائحاً :” أنت تخرس خالص !”
ثم أشار للعساكر بأمساكه و أخذه على سيارة الشرطه ( البوكس ) ، بينما تدخل جابر قائلاً بصدمه :” هو .. هو عمل أيه يا باشا !؟”
ألتفت الظابط ناحية جابر قائلاً بثبات :” الأستاذ بيتاجر فى الحشيش و البرشام ، و أخيراً وقع و في اللى أعترفوا عليه !”
شعر جابر بالخزي ، و خاف من هذه الفضيحه التى ستتعرض لها ابنته ، فقال برجاء :” ابوس أيدك يا باشا بلاش فضايح لبنتي ، ده النهارده خطوبتها عليه ، الناس هتقول عليها نحس يوم خطوبتها أتقبض على خطيبها ، سيبه لحد أخر الخطوبه و بكره أو حتى بعد الخطوبه هجيبهولك بنفسي ”
نظر الظابط إليه بأشمئزاز ، و ضرب كفاً بكف صائحاً :” يا راجل حرام عليك .. أنت المفروض تحمد ربنا قبل ما بنتك تتدبس فيه .. مش تتحايل عليا علشان تكمل الخطوبه ، خلى عندك دم و أنقذ بنتك من واحد مجرم زي ده !”
ثم هَم بالرحيل صائحاً بغضب و هو يشير إلى العساكر :” أوعي من سكتى .. ناس تقرف .. يلا بينا يابنى من الحته بنت الـ *** دي !”
و بالفعل أنطلقت سيارات الشرطه بعد أن أخذوا معهم جمال و من يخصه ، و لم تتم الخطبه ، مما جعل رباب تكاد ترقص فرحاً لأن دعائها قد استجاب و تخلصت من ذلك الحقير .
………………….

بالساحل ،،،،

أوقف عامر السياره أمام صالون التجميل ، و توجه إلى الداخل ليقف قبالتها و الفرح يتراقص بعينيه .. ها هى أمامه بثوبها الأبيض البسيط الذى يشبه إلى حداً كبير فساتين السهره ، و بحجابها الأبيض الذى يعطيها جمالاً رائعاً فوق جمالها الفاتن ، و بخطى ثابته توجه ناحيتها و أمسك كفها بهدوء و رفعه إلى فمه ليقبله برقه بالغه ، و عيناه تنتقلان إلى أعلى حتى ألتقت بعيناها .. فذاب بسحرهما الآخاذ ، ثم أنتصب في وقفته و أمسك بذراعها ليجعلها تتأبط بذراعه ، بينما تعالت تصفيقات من كانوا بالصالون ، ليهيئوا لهم جو مليئ بالفرح و البهجه ، و خرج كلاهما من الصالون و ركبا السياره و أنطلقا بها .
ظل عامر طيلة الطريق يلتفت ناحية سمرا ، ليجدها صامته فقط ترتسم الأبتسامه على ثغرها ، فيبادلها هو الأخر الأبتسام ، ثم تحدث ليقطع الصمت قائلاً :” على فكره شكلك حلو أوى بالحجاب الأبيض .. أنا أسعد إنسان بالدنيا كلها النهارده !”
فركت كلتا يديها بتوتر ، و تحدثت قائله بخجل :” أنا برضو فرحانه أوي .. حاسه إن النهارده بس الدنيا ضحكتلي بعد كل اللى شوفته !”
أمسك كفها و رفعه إلى فمه ليقبّل باطنه ، ثم قام بتشغيل أحدي الأغاني الرومانسيه و ظل يردد معها و هو ينظر إليها بعشق ، أما هى فكانت تملئها فرحه عارمه .. تشعر و كأنها ليست على الأرض ، بل كأنها بعالم أخر .. عالم لا يوجد بها سواها هى و عامر فقط .
أوقف عامر السياره أمام العقارات و ألتف ناحية سمرا قائلاً :” مكتب الأذون الشرعي اللى هيكتبلنا هنا ، أنا أتفقت معاه ، و أتفقت مع الشهود .”
هزت رأسها بالموافقه ، و نزل هو من السياره ، ليلتف للناحيه الأخري منها ، و فتح لها الباب لتنزل سمرا من السيارة ، و توجها سوياً إلى الداخل .
…………………

بشقة شهاب ،،،،

فتح شهاب باب شقته ، و دخلت مي ثم أغلق هو الباب و ألتف هو ناحيتها قائلاً بأبتسامه :” خليكِ هنا يا حبيبتي هدخل أشوف حاجه علشان تلبسيها ”
أبتسمت له و هى تومئ برأسها ، و بالفعل توجه هو إلى الغرفه ، بينما أسرعت هى ناحية باب الشقه و حاولت فتحه و لكنها لم تستطع .. لابد أن ذلك الملعون قد أغلقه بالمفتاح و أخذ المفتاح معه ، فنفخت بضيق و توجهت إلى الداخل و ظلت تبحث بعينيها في كل مكان بالشقه ، حتى وقعت عيناها على تلك السكينه ، فألتقطتها بسرعه ، و أسرعت نحو الباب لتحاول عدة محاولات باتت فاشله لفتح الباب ، و لكنها تسمرت مكانها عندما سمعت جملته الغاضبه :” أنتِ بتعملي أيه يا مي !”
ألتفتت للخلف لتنظر إليه بأعين مشتعله غضب ، و لصقت ظهرها بالباب و رفعت كفها بالسكين ناحيته هاتفه بغضب :” طلع المفاتيح بدل ما أمـ,ـوتك هنا !”
ترك زجاجة الخمر التي كانت بيده على الطاوله ، و ضحك بسخريه و هو يعلق بـ :” أرمي البتاعه دي من أيدك بدل ما تعورك !”
هزت رأسها بالنفي عدة مرات صائحه بغضب :” أنا كده كده ضايعه ضايعه .. مش هخسر حاجه لو قتـ,ـلك أو حتى قـ,ـتلتنى !”
أقترب منها بخطي ثابته و هو يقول بهدوء :” شكلي غلطت لمَ أفتكرتك عاقله و بتحبيني زى ما حبيتك .. بس شاهر كان عنده حق لمَ قال ما آمنش لأي ست مهما كانت !”
” بقولك أرجع و ماتقربش مني و أبعد .. هاقـ,ـتلك يا شهاب .. هقـ,ـتلك !”
” لأ مش هبعد .. و أنتِ أجبن من إنك تعملي كده !”
و فجاءه هجم عليها و حاول أمساك كفها و أبعاد السكين منها ، و لكنها ظلت متشبثه به بقوه و تتلوي بجسدها محاوله الأفلات منه .. و بات السكين بين كلاهما ، و هو يحاول جاهداً ابعاده عنها و هى تحاول حماية نفسها منه .. من الحركات السريعه بينهم ، سقطت مي أرضاً ، و سقط شهاب فوقها .. و حدق كلاهما ببعض مصدوماً .. لحظات من الصمت مرت كاعوامِ طوال .. تفصلها دقات قلبهما المتسارعه .. و صوت النبضات هو الصوت الوحيد القاطع لهذا الصمت الذي بات خيطاً فاصلاً بينهم .. و لكن …
………………………

بالساحل ،،،،

أوقف عامر السياره أمام الشاليه ، و نزل كلاهما منها ، بينما ألتفتت سمرا ناحية البحر قائله :” عامر أنا نفسي أنزل البحر ”
أتجه ناحيتها و أحتضنها بقوه من الخلف قائلاً بحب :” ليكِ عليا ياستي ، بكره من الصبحيه ننزل سوا .. و هعلمك السباحه كمان أيه رأيك !؟”
ألتفت للخلف لتكون فى واجهته هاتفه :” هو أنت بتعرف تسبح !”
ضحك على تعليقها و أحتضن وجهها بكفيه قائلاً :” اه يا حبيبتي بعرف اسبح .. و بعرف أعمل حاجات كتير أوى هعلمهالك ”
” عارف أنا أول مره أشوف البحر على الحقيقه ، طول عمرى بشوفه فى التلفزيون بس .. و كنت بتمني أشوفه و أنزله كمان ”
نظر إلى عينيها بعشق قائلاً بحب :” ربنا يقدرني و أسعدك و أحققلك كل اللى نفسك فيه .. عينيكِ سحرتني من أول ما شوفتك .. عينيكِ زى البحر بلمعانه .. و أنا قررت إنى أغرق فيهم .. أنتِ الشمس اللى نورت دنيتي .. و اللى مستعد علشانك أمـ,ـوت بدل المره الف .. أنتِ أجمل و أطيب مخلوقه شوفتها فى حياتي .. و لو سألوني بتمني أيه ، أقول إني أفضل جنبك لأخر نفس فيا .. و إنى أمـ,ـوت في عشقك !”
أبعدت كفيه عن وجنتيها ، و سقطت العبرات على وجنتيها من الفرحه قائله بهدوء :” كفايه يا عامر .. أنا مش هقدر أستحمل كل الكلام الحلو ده !”
أبتسم و هو ينظر إليها بعشق ، ثم لف ذراعه حول خصرها ، و قربها من صدره ، و مال ليضع ذراعه الأخر أسفل ركبتيها و حملها ، بينما ظلت هى تصرخ بسعاده :” أنت مجنون يا عامر .. نزلني أنا ممكن أقع ..نزلني !”
لن يهتم لصراخها هذا و لا لركلات قدميها لتجبره على أنزلها ، و توجه بها إلى داخل الشاليه قائلاً بفرحه :” عمرك ماتقعى طول ما أنتِ معايا .. و أنا أبقي مجنون فعلاً لو سبتك من أيدي ”
دخل إلى الشاليه حاملاً أياها ، و أنزلها بالصاله و هى لازالت متشبثه بعنقه ، فأبتسم لها عذوب و قبّل جبينها ، و وجنتيها ، ثم مال إلى شفتيها ليقبّلها بهدوء .
ما هى إلا لحظات حتى أبعدته عنها ، و تحركت عدة خطوات بالطاله و هى توزع نظراتها بالصاله بتوتر و كأنها أول مره تراه قائله بأعجاب شديد :” أنت .. أنت جهزت الصاله حلو أوي .. أيه ده و مجهز أكل كمان .. و شموع و ورد !”
ثم ألتفت بجسدها لتنظر إليه ، و عقدت ذراعيها أمام صدرها هاتفه بأبتسامه :” أنت طلعت رومانسي أوى أهو !”
ضحك معلقاً بمرح :” بتهربي أنتِ مني ، ماشي ماشي .. بس أنا سايبك بمزاجي .. لكن مش هصبر كتير ”
احمرت وجنتيها بشدة من الخجل ، بينما ضحك هو على طريقتها تلك ، و أقترب منها بهدوء ، و ما عاد يفصل بينهما إلا عدة سنتيمترات ، ثم رفع يديه و بدأ فى نزع حجابها عنها بهدوء ، لتظهر خصلات شعرها البنيه الطويله .
كان جسدها يرتعش بالكامل ، و كأن كل لمسه من يديها هى صاعق كهربي عالي التردد يجعلها تنتفض ، و نظرت إلى أسفل .
أعتلي ثغره أبتسامه عذبه ، و رفع كفه ليزيح خصلة من شعرها خلف أذنها ، ثم أمسك ذقنها بكفه ، و رفع وجهها ناحيته قائلاً بعذوب و هو ينظر إلى عينيها :” بصيلي ماتتكسفيش مني خالص و أوعي تخافي مني .. أنا بحبك و عايزك .. و أمنيتي إنى أكمل بقية حياتي معاكِ !”
بادلته الأبتسام و هى تنظر إلى عيناه ثم حركت رأسها إلى أعلى و أسفل .
فأبتعد عنها و أشار إلى الغرفه قائلاً :” خشي أقلعي الفستان هتلاقي القميص بتاعك جاهز ، و الأسدال مطبق في الدولاب ألبسيه و تعالى علشان نصلي سوا .. و بعدين نتعشي ”
ثم غمز بعينه و هو يتابع بخبث :” و نبدأ سهرتنا يا حياتي ”
أشتعلت وجنتيها خجلاً ، و نظرت إلى الأرض مرةً أخري ، ثم سارت متوجها إلى الغرفه و أغلقت الباب خلفها .
ضحك هو على تصرفها ، و خلع جاكت بذلته و رابطة عنقه ، و شمر أكمام قميصه و بدأ برص الطعام على الطاوله ، و أخرج قداحته ليشعل الشموع .. و أمسك الهاتف ليجده فاصل شحن ، فألقاه بلا أكتراث على الأريكه .
………………….

ظلت سمرا تتأمل الغرفه بأعجاب شديد ، و إلى تلك الورود المتناثره على الأرضيه و على الفراش ، و إلي الشموع الموضوعه بكل مكان ، ثم نظرت إلى ذلك الثوب الأبيض الحريري المُعلق ، و توجهت ناحيته ، و بالفعل شرعت بخلع فستانها و أرتداء الثوب .
أنتهت من أرتدائه و ظلت تتأمل هيئتها به ، و بتلك الفتحه الموجوده به و إلى فتحة الصدر الواسعه ، فشعرت بالحرج ، و توجهت إلى الدولاب و أخرجت أسدال الصلاه ، و أرتدته فوق القميص ، و لفت الحجاب على رأسها ، ثم أبتسمت برضي و هى تتأمل هيئتها بالمرآه ، و توجهت ناحية باب الغرفه ، و رفعت كفها و أمسكت بالمقبض ، و أدارته بهدوء ليفُتح الباب ، و ما كادت أن تخرج حتي تسمرت مكانها مذهوله …………….!
……………………………………………………..  ………………………………………………………..

السابقانت في الصفحة 1 من 4 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل