منوعات

لم يكن قلبي لها الثانى

17

لم يكن قلبى لها

الفصل السابع عشر

فوجئ يحيى عند دخوله بما يقوله ويفعله سليم بسمية واتهاماته القذرة لهم ، ليشعر بأن اقدامه قد تيبست وشلت فى مكانه ولم يستفيق الا عندما وجد امه تضع يدها على صدرها وتسقط ارضا وهى تشير اليه بان يخلص سمية من ايدى سليم ، ليجرى الى فريدة وهو يحاول اللحاق بها ليمسكها قبل ان تتهاوى على الارض بالكامل ، ليسندها الى المقعد لينهض متجها الى سليم الذى تفاجئ بوجوده مما جعله يشعر ببعض الخوف ، فيحيى يتفوق على سليم بجسده الرياضى القوى ، مما جعل سليم كان دائما ما يلجأ ليحيى عندما كان يقع فى اى ورطة ، اما الان فالورطة مع يحيى بذاته ، مما جعل سليم ينفض سمية من يده لتتهاوى ارضا وهى لا تستطيع الصمود من كثرة ماتعرضت له من صفعات على يده ، ثم وقف وهو يلتقط انفاسه وهو يقول ليحيى : اوعى تحاول تفهمنى انى غلطان ….انا اتاكدت من كل كلمة قلتها

لينقض عليه يحيى وهو يجلبه من قمة ملابسه ويكيل له الضربات وهو يقول : اتأكدت من قذارت وقذارة اختك ! لكن ماتعرفش حاجة عن الحية اللى اويها فى بيتك ، ماسألتش روحك مرة واحدة هى ليه مش طايقانا ولا حابالنا الخير ، ماسالتش روحك ليه الغل اللى ماليها من ناحيتنا ده ، ماسألتش روحك اخوها ماحضرش فرح اخته الوحيدة ليه ، سادد ودانك عن اهلك اللى متربى فى حضنهم وعارفهم طول عمرك ، ومش فاتح ودانك غير للحية دى وبس ، صدقت فى شرف اختك وعرضها ياكلب ، وكمان بتتهمنى انى انتهكت عرض اخواتك اللى لو شفتهم عريانين هجرى اغطيهم قبل منك ، وفى الاخر كمان احنا اللى نمشى من هنا ، انت اللى تغور ومااشوفش وشك هنا مرة تانية ، بس بعد ماتروح لسليمان وتعرف كل حاجة كنت مخبيها عنك خوف ع مشاعرك لما كنت فاكرك بنى ادم

قال اخر جملة وهو يلقى سليم من على درجات السلم بعد ان اشبعه ضربا لدرجة اخفت ملامحه من كثرة الدماء

ثم وقف يحيى يلتقط انفاسه قبل ان يلتفت ليجد فريدة تحتضن سمية وهى تبكى بحرقة ليرتاع يحيى عندما وجد سمية غائبة عن الوعى ليهرع اليها ويحاول افاقتها ولكنه يفشل ليخرج هاتفه ويهاتف مراد طالبا منه ان يرسل اليه عربة اسعاف فورا

مراد يخرج من غرفة سمية مع دعاء وبصحبتهم يحيى

دعاء : المفروض يتعمل بلاغ بحالتها دى ، انا مش عارفة ازاى توصل بيه الهمجية انه يعمل فيها كده

مراد : اهدى يابوتاجاز ، احنا ماصدقنا انه ابتدى يهدى

دعاء بعصبية : اهدى ازاى يامراد ، انت مش شايف حالتها

ليرفع يحيى رأسه وينظر الى فريدة المنهارة من البكاء وتجلس على احد المقاعد بالممر : ماقدرش يا دعاء ، ما اقدرش اوجع امى وسمية اكتر من كدة ، ولو مش عشان خاطرهم ييقى عشان عضم التربة

دعاء بغضب : وهو عضم التربة يرضى عن اللى حصل ده

لينهرها مراد قائلا : وبعدهالك بقى ، ماتهمدى شوية ، اشحال ان ماكنتى راسية ع القصة ومافيها ، ومسيرة يفوق لحاله ويعرف غلطته ، لازم نخلى الباب موارب يا بنتى ، ماينفعش نتصرف تصرف نقطع بيه صلة الرحم نهائى كده

دعاء بتمرد : وهو احنا كده اللى بنقطعها ، واللا هو اللى عمال يقطع فيها بسكينة تلمة لحد ماصفى منها الدم كله ، وماخلاهاش نافعة لا طبلة ولا تار

ليتنهد يحيى وهو يتجه للجلوس بجوار فريدة وياخذها بين ذراعية ليعلو نشيجها قائلة : سمية مش هترجع المرة دى يا يحيى ، خلص عليها بكلامه المسموم قبل اديه ،عمرها ماهتسامحه ، ولا انا يايحيى ….. ولا انا …… ليعلو نشيجها مرة اخرى

ليقول يحيى باسى : ماتتسرعيش يافريدة …. وسيبى كل حاجة لوقتها ، مش انتى اللى دايما بتقوليلى سيبها على الله ، سيبيها على الله يا امى ، اما نشوف ربنا كاتبلنا ايه

ليتفاجئوا بباب غرفة سمية يفتح وتهرع اليهم الممرضة لتخبرهم بان سمية قد عادت الى الوعى ولكنها منهارة من البكاء ، ليهرعوا جميعا اليها لينصدموا من مشهد سمية وهى متهاوية على الارض وتنادى على ابيها وسلمى ، ليشير مراد الى يحيى بالصمت ويساعد سمية على الوقوف بمساعدة دعاء والممرضة

سمية بصراخ : بابا ، حد يطمننى ويقولى فين بابا واخواتى

لينصدم الجميع ليقول لها مراد : ممكن تحكيلى ايه اللى حصل بالظبط

سمية بغضب : هو انا لسه هحكى ، فين ابويا واخواتى ؟ حصللهم ايه ؟!

مراد بثبات : مانا عشان اساعدك لازم افهم ايه اللى حصل

سمية : طب الاول حد يشغل النور ، ع الاقل اشوف مين اللى بيكلمنى

ليحبس الجميع انفاسه فى حين قال مراد : هو النور مطفى من امتى ؟

سمية بغضب : وانا ايش عرفنى ؟ انا من ساعة مافوقت والدنيا ضلمة ، ومش عارفة انا فين ولا ايه اللى حصللى ! عاوزة اتطمن على بابا واخواتى حصللهم ايه

ليستدير مراد الى يحيى الذى جلس ارضا يسند رأسه الى الجدار ، ثم يلتفت الى الممرضة قائلا : شوفيلى مين موجود تخصص عيون وابعتيهولى فورا

ثم يلتفت لسمية مرة اخرى : طب معلش انا دكتور هنا فى المستشفى اسمى مراد ، انتى ماتعرفينيش ؟

لتستدير سمية برأسها غاضبة بعيدا عن مراد قائلة : انا ماعرفش حد

مراد : طب ممكن تساعدينى وتحكيلى ايه اللى حصل

سمية : واحنا هنقعد نتكلم ونتساير بقى ف الضلمة كده كتير

مراد : انا بعتت اشوف دكتور يفهمنا ايه حكاية الضلمة اللى انتى شايفاها دى

سمية وهى تزوى بين حاجبيها : تقصد ايه ! تقصد ان الحادثة خلتنى عميت ! يعنى ايه ، مش هشوف تانى ، طب فين بابا وفين سلمى

مراد : طب خلينا نتطمن على عينيكى الاول عشان نقدر نفهم ايه اللى حصل بالظبط

سمية بنفاذ صبر : عاوز تفهم ايه ، كنا راكبين العربية انا و بابا واخواتى وفجأة بابا فرمل جامد والعربية اتقلبت ماشفتش فرمل ليه ولا فاكرة حصل ايه بعدها ، وبس هو ده اللى انا اعرفه ، ادينى قلتلك اللى حصل ممكن بقى تقولى بابا واخواتى حصللهم ايه

وكانت بداية المأساة فسمية اقنعت عقلها الباطن او ان عقلها الباطن هو ما اقنعها بمحو ثلاث سنوات كاملة كان فيها كل ما قد اوجعها من سليم بل انها اقنعت نفسها بان حادثة والدها قد رحل فيها سليم هو الاخر دون ذكر اسمه نهائيا فكانت تتحدث عن اشقائها وعندما تخصهم بالاسماء فلا تذكر سوى اسم سلمى فقط اما سليم فكانت دائما تشير اليه من مجمل كلمة اخواتى وابتدت حدادا آخر عليهم وعند حديث مراد عن اى اقارب لها كانت تنكر ان لها اى اقارب او اصدقاء وعندما حاول يحيى التحدث معها كانت تفصل نفسها تماما عن الواقع ، فكانت لاتستمع اليه مثلما كانت لا تراه

حتى فريدة عندما زارتها ، كانت سمية تجلس معها وهى صامتة تسمع فقط دون التحدث بأى كلمة ، وعند انصرافها ومع دخول مراد ، كانت تقول له ان هناك سيدة تدخل تتحدث معها على انها شخص آخر لا تعرفه وانها تشفق عليها مما تعانيه .

حتى العم سليمان اضطر يحيى الى الاتفاق معه ان يذهب لسمية وكأنه يعرفها على نفسه من جديد على انه صديق والدها ومحاميه حتى تتقبل التعامل معه والشخص الوحيد الذى تعرفت عليه وتعاملت معه بأريحية كانت دادة زينب التى تكفلت بخدمتها وذهبوا للعيش معا فى شقة مصر الجديدة والتى اقتنع يحيى مؤخرا بان يدعها تعيش بها مع دادة زينب بعد ان اقنعه مراد بان هذا من مصلحة سمية وعلاجها

باك

انتهت احاديث سمية لمراد فهذا هو ماتعرفه وما مرت به

ولكن للاوجاع وجه آخر لدى سليم الذى ذهب لمراد بخفى حنين وطلب منه ان يستمع اليه فلعله يجد السلام مع نفسه عند العودة الى ذويه مرة اخرى ، وكان هذا قبل ظهور يحيى مرة اخرى بحياة سمية ببضعة اسابيع

والى اللقاء فى الفصل الثامن عشر

انت في الصفحة 3 من 10 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل