
الرابعه والأخيره
…..
مساءً
بمنزل والد هبه
دخل عبدالمنعم الى الغرفه،وجد هبه تُنهى صلاتها،ختمت الصلاه حين رأت دخول والداها،قائله بلهفه:بابا شوفت ولادى فى الجامع،عاملين أيه.
رد عبدالمنعم:شوفتهم،أكيد متغيرين،مش،زى ما كنت بتراعيهم،وكمان أبراهيم كلمنى،وقالى عاوز يعرف قرارك ،أنك مش لازم ترجعى بقى لبيتك وولادك،وهو مستعد لأى شرط تقولى عليه.
ردت هبه:فعلاً خلاص يا بابا أنا قررت أرجع لولادى،ومعنديش أى شرط لرجوعى.
تبسم عبد المنعم قائلاً:هتصل عليه يجى ياخدك.
أماءت هبه برأسها له بموافقه قائله:وأنا هغير هدومي على ما يجى.
خرج عبد المنعم الى زوجته،التى تبسمت له،
فقال لها:أبراهيم على وصول،علشان ياخد هبه.
ردت رحيمه قائله بتهكم:،يشرف،بس هى هبه هتمشى معاه كده،بالساهل لازم تتشرط عليه،وأول شرط أنه يطلق الشمطاء أمال.
ردت هبه التى خرجت من الغرفه:
تفتكرى يا ماما حتى لو أبراهيم طلق أمال،ثقتى فيه هترجع،زى ما كانت،ولا حتى الشك هيبعد عن دماغى،ولا الجرح الى قلبى،هيداوى،مش فارقه معايا،أنا خلاص كل همى ولادى،ومستقبلهم،وبس
….
بعد قليل
كان أبراهيم يجلس بمنزل والد هبه،دخلت عليه والداتها ولم ترحب به كما كانت تفعل سابقاً،وظلت لدقيقه ثم خرجت،وتركت الغرفه أثناء،دخول هبه،التى دخلت قائله:
أنا جاهزه خلينا نمشى.
تعجب إبراهيم هو توقع من هبه ان تفرض شروط لعودتها،لكنه،لم تفعل.
وقف أبراهيم،قائلاً:طالما جاهزه خلينا نمشى
قال هذا وأشار لها بيده لتسبقه،وبالفعل سارت أمامه مُغادره،منزل والدها.
دخلت رحيمه قائله:هى هبه مشيت مع أبراهيم كده من غير ما تفرض شروطها،
كان نفسى تقوله،رجوعى معاك قصاد طلاقه للمخسوفه،أمال.
رد عبدالمنعم:، زى ما قالتلك هبه طلاق أبراهيم من أمال مش هو الحل،أنا فاهم دماغ بنتى كويس،أبراهيم قالى أنه قادر يعيش بيتين،سواء مادياًّ أو جسدياً، وهبه خلاص فقدت الثقه فى إبراهيم،لو قالت له يطلق أمال ممكن يوافقها،دلوقتى،بس بعدين ممكن يرجع ويرجعها،أو يتجوز غيرها،لانه هيعرف أنها بقت سهله،بس هبه،هتعرفه،قد أيه هو غلط،فى حقها.
ردت عليه:هبه قلبها طيب ومش هتعمله حاجه،وهترضى،خايفه عليها،دى من يوم ما سابت له الشقه،وهى كل الى بتسأل عليه ولادها،ولما جم لهنا مقدرتش تقابلهم،وقالتلى،أقول لهم أنها نايمه،وشافتهم من وراء أزاز الباب،وبعدها فضلت تعيط.
رد عبدالمنعم:هتشوفى عندى ثقه فى بنتى،هى أكتر واحده عارفه أزاى تحل مشكلتها،بأقل الخساير لها.
………………..
بعد قليل دخلت هبه برفقة أبراهيم الى شقتهم
وجدت أبنائها،يجلسون،يبدوا عليهم السأم،والهزلان قليلاً،قلبها خفق بشده،وهى تراهم بهذا المنظر،وزاد ألم قلبها،طفلتها التى أتت لها مسرعه،وأرتمت بحضنها،باكيه تقول:
متسبيناش تانى يا ماما،ولاد عمى بيقولولى،فين مامتك تسرحلك شعرك يا منكوشه.
ضمتها هبه بحنان،تساوى شعرها بيدها،قائله:
مش هسيبك تانى يا روحى،وهما بيقولولك كده،علشان شعرك أحلى منهم،وهسرحه ليكى،وبكره تشوفى،هتبقى أحلى منهم.
ألتف حولها باقى أبنائها،بفرحه كبيره.
وجع هذا المنظر قلب أبراهيم،كثيراً،شعر بالندم لأول مره،هذا المكان الذى كان أشبه،بالصحراء الأيام الماضيه،بمجرد ان عادت له هبه،عاد مُزهر،لكن مهلاً، هبه لم تتفوه بشئ،الأ مع أطفالها،لم ترد عليه.
آتت صامته طوال الطريق.
بعد قليل
كان ابراهيم ينام بالغرفه يتنظر عودة هبه
لكن
عاد الصمت مره أخرى،للشقه
نهض من على الفراش،وذهب الى غرفة أولاده،وجدهم نائمين، ذهب تلقائى الى غرفة أبنته وأشعل الضوء،وجد هبه تنام لجوار أبنتها، أو بالأصح تدعى النوم لجوارها.
أطفأ الضوء،وعاد الى الغرفه مره أخرى.
…………………..
بفجر اليوم التالي
تعمدت هبه،
ونهضت من جوار طفلتها،وذهبت الى عرفة أبنائها،وقامت بأيقاظهم،من النوم،ليصحوا،بتذمر فى البدايه ،أبتسمت لهم بحنان قائله:يلا يا شباب الفجر فاضل عليه عشر دقايق على ما تتوضوا،وتنزلوا،تصلوا الفجر،علشان ربنا يباركلى فيكم.
نهض أبنيها الكبار،تحدث الأكبر:تعرفى يا ماما،أحنا مُكناش بنصحى،الايام الى فاتت،بابا،كان بيجى عليه نومه،ويسهى يصحينا،أنا هدخل أتوضى،أنا الأول،قبل ما رباح يصحى،ويشبط فيا،علشان أوضيه.
تبسمت هبه بحنان قائله:أنت أخوه الكبير،ولازم تساعده،وتعلمه،زى ما علمت أخوك التانى الوضوء،قبل أن تُكمل حديثها معه،فوجئت بمن يتشعلق على ظهرها،يقول:
أنا حب ماما،وهروح أصلى،هيه هيه.