
بس وسط انشغالي بعمل الأكل سمعت صوت حركة في المنور, تجاهلتها لعله يكون فار مثلا, بس الحركة فضلت مستمرة بطريقة مستفزة, فتحت شباك المنور العالي وشبيت بكل طاقتي وطلعت راسي منه, وفجأة
نعيق, نعيق وغراب ضخم ضر,ب وشي بجناحه, لدرجة إني اتراجعت من الخضة وخبطت حلة المية المغلية ولولا ستر ربنا كانت وقعت عليا سلختني, خدت نفسي بالعافية وفضلت أتشاهد لحد ما هديت شوية, وفضلت قعدة في الصالة حاسة بخوف شديد ومستنية جوزي يرجع من تاني..
وعلى بالليل جالي اتصال منه بيقولي انه هيسهر لحد 3 بالليل ويمكن أكتر, كنت محتاجة وجوده أوي خاصةً إني بدأت أحس بخوف غريب اليومين دول, اطمنت على بنتي اللي كانت لسة نايمة ودخلت عشان أنام..
ومسافة ما نمت بدأت أحس إني مكتفة بطريقة صعبة, شلل نوم بس واصل لمرحلة إني مكنتش عارفة أتنفس, شهقت مرة واتنين عشان أتحرر من الجاثوم ده, بس الغريب إن فيه مشهد بدأ يظهر قدام عنيا, شوفت بنتي الصغيرة نايمة فوق مقبرة مهجورة عريانة, وفيه قطيع من الغربان عمال يهجم عليها وينهش في لحمها وهي بتتألم بدون حركة..
صرخت بفزع رهيب وحاولت أروح أنقذها, بس الصدمة إني كنت جوة قبر مقفول عليا وشايفة المشهد ده من فتحة بسيطة في القبر, بدأت أصرخ وانا شايفة لحم بنتي بيتقطع في مناقير الغربان بس مقدرتش أنقذها لحد ما فيه منقار اخترق رجلي فجأة وحسيت بألم بشع..
صرخت وصحيت من نومي وانا حاسة بألم النقرة في رجلي وقلبي بيدق بهيستريا, قمت وانا بذكر الله وروحت أطمئن على بنتي, فتحت الباب بهدوء شديد بس كانت فيه حاجة غريبة أوي, كنت شايفة جسم اسود صغير واقف على جسمها وعمال يتحرك في ثبات مخيف..
ولعت النور من خوفي وشوفته, غراب صغير عمال يخربش في جسمها بمنقاره, وقبل ما أتحرك اللنضة ضر,بت بصوت عالي واتحرقت, وبقيت في قلب الضلمة شايفة عيون حمرة زي الدم, عيون غراب الله أعلم ده طير ولا شيط,ان..
مشيت بشويش ناحية الشباك وانا مرعوبة عشان أفتحه ويخرج منه, وهو بدأ يراقب حركاتي وينعق بصوت بشع, صوت عالي بيتردد صداه في الاوضة كلها, لحد ما قدرت أفتح الشباك, في اللحظة دي هجم عليا وهو بينعق بصوت أعلى وأعلى, صرخت من الخضة وضر,بته بالمقشة لحد ما خرج من الشباك..
أعصابي كانت منهارة تماما, قعدت على الأرض وفضلت أبكي, كنت مرعوبة, حاسة إن فيه شر كبير بيحاول يصطادني انا وبنتي, ورجع جوزي وفضلت إني محكيش على أي حاجة, وعلى الصبح روحت أطمن على بنتي ملقتهاش في سريرها, اترعبت عليها وجريت أدور عليها زي المجنونة..
وعلى السطح كانت واقفة زي الصنم, وفي ايديها جثة غراب جديدة, جثة بشعة ومُخيفة جدا, شديت منها الجثة ورمتها وحـ,ـضنتها بقوة, بس البنت كانت مريضة أوي, مريضة بطريقة غريبة, وشها كان شاحب زي الأموات, خدناها وجرينا على المستشفى من تاني..
بس المرة دي الدكتور قال إن الموضوع خطير, البنت عندها أنيميا واحتمال يكون مرض في الدم, ودخلنا في دوامة كبيرة من التحليلات والإشاعات في المستشفيات الخاصة, الموضوع كان مُكلف فوق الوصف, لدرجة إننا خلصنا كل الفلوس وروحنا بعنا موبايل في البيت عشان نكفي..
واشترينا العلاج ومشينا عليه يومين, وطول اليومين كنت بسمع صوت الغربان حولين الشبابيك بتاعت الشقة للأسف, وكمان العلاج كان بيجيب نتيجة سلبية, البنت كانت بتفضل تتألم بصوت واهن أوي وتطلب مني إني الحقها لأنها هتمو,ت, كان قلبي بيتقطع عليها ومش عارفة أنا ممكن أعمل ايه عشانها..
وفضلت البنت حالتها تسوء أكتر واكتر, اسبوع كامل عبارة عن مستشفيات وغربان في الحِلم والحقيقة, اسبوع كنت ببكي فيه ليل نهار وبدعي ربنا يرفع عننا الكرب ده, لحد ما فعلا الفلوس كلها خلصت, ومبقاش فيه غير مبلغ بسيط جدا, طلبت من جوزي يستلف من أخوه لقيته متوتر وساكت, سألته عن سبب سكوته لقيته بيقول ان بنت أخوه كمان مريضة أوي وهو حاله على آده زينا..
وقبل ما نكمل كلامنا سمعنا جرس الباب, فتح جوزي الباب وكان أخوه اللي بيخبط, بعد دقايق دخل جوزي وعنيه حيرانة أوي, سألته وقالي ان أخوه طالب ولو 100 جنيه سلف لأن البنت مريضة وعايز يجبلها الحُقنة, قلبي وجعني عليها أوي وقتها زي ما كنت موجوعة على بنتي..
فتشت في شنطتي ملقتش غير 200 جنيه آخر ما تبقى من مصروف البيت, خدت منه اسم الدواء لأني كنت شغالة في صيدلية وعارفة هجيبه منين, ونزلت بسرعة جبت الدواء اللي كان ب100 جنيه, وقتها بس مكانتش في ايدي غير آخر 100 جنيه, وبنتي وبنت أخو جوزي مرضى مرض شديد..
ملقتش حاجة أقدمها لله غير إني اشتريت بال100 جنيه فرخة عشان البنت تاكلها وقولت في سري ودموعي بتنازع عشان تنزل
“يارب انت فديت الناس زمان بدعوة نملة, افدينا ببركة الصدقة دي”
وروحت على شقة سلفتي, اديت البنت الحقنة ودخلنا نعمل الفراخ عشان بنتها تاكل لأن البنت كانت مريضة جدا جدا, ومسبتهاش غير لما صحيت وكلت واديتها باقي العلاج كمان, يومها شوفت في عيون أمها نظرة امتنان عجيبة, وطلعت على شقتي وانا عمالة بدعي ربنا يفدينا ببركة ال200 جنيه دول..
وعلى بالليل شوفت حلم غريب أوي, شوفت غراب أبيض بيتصارع مع غراب اسود, وفضلوا يتصارعوا لحد ما الغراب الأبيض انتصر في النهاية, صحيت من نومي وبقول يارب خير على خبط على الباب, فتحت الباب لقيت مرات أخو جوزي وبنتها على الباب, كانوا بيبشروني ان البنت بقت كويسة, حـ,ـضنت البنت اللي شوفتها بتضحك ضحكة رقيقة أوي, ضحكة بتقول ان كل حاجة بقت تمام..