منوعات

لم تشعر

تبسم رامى قائلاً:،مش محتاجه تدورى عليه،أستنى.

نادى رامى على أحد العاملين بالمزرعه،وقال له:خد الكيس اللى فى أيد مروه ده،ووديه لعم صفوت فى إستطبل الخيل.

أعطت مروه للعامل كيس الطعام على مضض،لديها شك،أنه ربما يأكل ما به،ولا يعطيه لوالدها،وحين يعود للمنزل،يعنفها هى ووالداتها،لكن،ليس بالأمر حيله.

تبسم رامى قائلاً:أول مره تجى لهنا المزرعه،تحبى أفرجك عليها،أنا حافظها ركن ركن.

ردت مروه قائله:لأ أنا عاوزه اقعد هنا جنب،الورد الحلو ده،شوف جماله وريحته الحلوه،انا أخدت فى المدرسه درس عن النباتات العطريه،واللى منها الكولونيا،والخبيزه،رغم أن ورقتهم قاسيه شويه،بس فيها عطر جميل،وكمان لهم زهور،اوراق الزهره رقيقه،عكس ورقة النبات نفسه.

تبسم رامى قائلاً:تحبى أقطفلك ورده من الورد ده.

أومأت مروه رأسها،بنعم.

بالفعل قطف،رامى،ليس زهره واحده،بل زهرتان،إحداهن،وردية اللون والاخرى حمراء،وقام بمد يده،وقام بغرسهم أعلى شعر مروه بين خصلات تلك الضفيره التى بشعرها.

تبسمت مروه قائله:كده تنعكش شعرى،دى ماما بصعوبه على ما بتلمه،فى ضفيره.

تبسم رامى،ظلا الاثنان جلسان جوار تلك التكعيبه،لوقت طويل،يتحدثان بكل شئ،ببراءة طفلين،معاً،لكن حان ميعاد الغداء،نادت تلك المربيه،على رامى،الذى نهض،قائلاً:دى الداده،أكيد هتقولى ده ميعاد الغدا،أيه،رأيك تجى تتغدى معانا.

رغم أن مروه جائعه لكن،رفضت،وقالت له:لأ لازم اروح علشان ماما مش بتتغدى من غيرى انا واخواتى.

تبسم رامى قائلاً:هشوفك تانى،أبقى تعالى كل يوم لهنا،يارب باباكى كل يوم ينسى الغدا.

تبسمت مروه وهى تتجه للخروج من تلك المزرعه،إنحنت قليلاً إلتقطت شئ من على الارض،ثم أكملت طريقها الى أن خرجت من باب المزرعه،تحت انظار،رامى،كان هذا اللقاء الأول بينهم الذى خلف خلفه مشاعر نبتت منذ الطفوله،أخترقت القلب،لم تستطيع نيران الماضى محوها.

عاد رامى للحاضر……*
يشعر بوخز فى قلبه،ليت ذالك اليوم يعود،ما كان ترك مروه تخرج من السرايا،كان إحتجزها،ربما كان تغير القدر،وما إشتعلت النيران،وترك المكان بعدها،واختفى عن هنا،لكن عاد لموطنه،مره أخرى،لكن،بَعد الطريق،بينه،وبين من عشقها فؤاده،أصبحت،ترى به ذالك المسخ الذى عاد من نيران أثرها،ليس فقط على جسدهُ،بل على قلبه الذى،يآن بعشق الجميله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقه فخمه فى إحدى مُدن الشرقيه
كانت تلك اللعوب،تتمايل على نغمات إحدى الأغنيات الشعبيه،ليست فقط تتمايل بل تغنى معها أيضاً،ولما لا وهى بالأصل مغنية تلك الاغنيه الشعبيه الدارجه،،ببعض الالفاظ الهابطه،ويقال انها أغنية دلع ودلال لصاحبتها،التى تثير الشباب،بأنوثتها،المصطنعه،والتى ترتدى زي،ربما بذة الرقص،محترمه عنه،
لكن لسوء حظها أن من تفعل هذا من أجلهُ،عقلهُ الليله شارد،لا تستهويه،تلك اللعوب.

جلست لجواره تتدلل عليه بميوعه:
جرى ايه،يا “روفى” مالك الليله،شكلك كده مش مركز معايا،أيه،يا “روفى”
أنا فضلت هنا الليله فى الشرقيه مخصوص علشانك مع إن عندى بكره قبل الضهر تسجيل فى الاستديو،بس إنت عارف غلاوتك عندى،أنا مقبلتش إنى أجى لهنا الشرقيه أحيي الفرح ده إلا علشانك قولت هشوفك ونقضى لينا ليله مع بعض،زى ليالينا السابقه مع بعض،مالك مين اللى شاغل عقلك.

نهض رفعت قائلاً: معليشى عقلى مشغول،بصفقه ومش قادر أفكر غير فيها،الشقه تحت أمرك،أنا لازم أرجع للسرايا من تانى،هبقى أتصل عليكى بعدين،تصبحى على خير.

قال رفعت هذا وغادر الشقه وسط إستعجاب تلك المُغنيه،فلاول مره منذ أن تعرفت على رفعت،تراه مشعول الذهن هكذا،وتهرب من قضاء الليله معها،لكن هناك ما جعلها لاتبالى،ذالك الشيك الذى تركه لها.
…..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما رفعت ترك تلك المُغنيه،ونزل لسيارته،وقادها عائداً،الى البلده،لا يعرف،سبب،لذالك النفور الذى شعر به لأول مره،منذ مده زمنيه طويله،كان يُغرق نفسه،بملذات مع تلك النوعيه من النساء،لماذا أصابه،ذالك النفور الليله.

إقترب من الوحده الصحيه،جاءت الى مُخيلته،تلك الشرسه التى
سَبتهُ صباحاً،تبسم بتلقائيه،وهو يتذكر،سُبابها،نظر بأتجاه،ذالك السكن المرفق،خلف الوحده الصحيه،هنالك ضوء خافت من تلك الشقه التى تقطن بها الطبيبه،أتكون مستيقظه،ساهره،هل تتألم من ساقها،أو ربما ساهره تفكر فى شخصاً ما يُشغل قلبها.

انت في الصفحة 8 من 9 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
8

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل