منوعات

وتكابلت الذئاب عليها الرابع والاخير

اما سليم .. فكان آفاق من نومه للتو ، و جلس ليرتشف كوبا من القهوة التى اعدتها له نانسى حين وجد اشعارا برسالة على هاتفه من داوود ، و عندما طالع الرسالة وجد بها نفس رسالة عابد و ليلى
فوضع الهاتف باهمال و هو يتسائل بفضول : خبر ايه ده اللى عاوز يفرحنى بيه ابن عابد يا ترى
نانسى : انت بتكلم نفسك ، فى ايه
سليم : داوود باعتلى رسالة على الواتس و بيقوللى انه عاوزنى عنده يوم الجمعة مع سالى عشان فى خبر هيفرحنى
نانسى : و هو عاوز سالى ليه ، هو ناسى انها بقت مراة ابوه ، و لو عاوزها مايكلم ابوه يقول له
سليم بحيرة : مش عارف
نانسى بفضول : يكونش ناوى يتجوز
سليم باستنكار : يتجوز غير رنيم .. تؤ .. مايتهيأليش ، مايعملهاش
نانسى بتفكير : طب مش يمكن رنيم رجعت
سليم بمكر : طب يا ريت
نانسى : اشمعنى يعنى دلوقتى .. ما انت كنت مبسوط ببعادها
سليم باحباط : ما طلع نأبى على شونة على راى جوزها ، و ما استفدتش حاجة من بعدها
نانسى : و هو يعني ايه اللى هتستفيده من قربها .. ايه .. نسيت اخر مرة شفتها فيها قالت لك ايه
سليم بحقد : مانسيتش ، بس لو رجعت فعلا .. عابد مش هيطول ولا مليم لا منها و لا من داوود ، و لا حتى من مصطفى درويش ، و ابقى خلى بنتك الحلوة بقى اللى طمعت فى المنتجع تورينى هتعمل ايه
نانسى : بقولك ايه يا سليم ، ماتيجى نرجع اليونان
سليم باستنكار : انتى اتجننتى و اللا ايه
نانسى : انت مش ملاحظ اننا من وقت ما رجعنا مصر و احنا خسرنا ولادنا واحدة ورا التانية
سليم بغل : قصدك من ساعة ما ابتديت اخد الارض و ابيعها ، زى ما يكون المنشاوى كان راصدهم و مش عاوزنى استفيد منهم
نانسى : طب بيع الارض اللى باقية و تعالى نعمل مشروع تانى بعيد عن عابد و سالى
سليم باعتراض : و اسيب المنتجع اللى دفعت فيه شقى عمرى بالسهولة دى
نانسى : كده كده كان هيروح لولادك بعد عمر طويل ، اعتبر انك اديتهولها برضاك على حياة عينك و خلاص
سليم باستنكار: هو انتى موافقة على اللى بنتك عملته ده و اللا ايه
نانسى : لأ طبعا .. و ماتنساش انى كنت معارضة الكلام ده من الاول اصلا
سليم بسخرية : اومال مالك .. كلامك كله النهاردة كده موارب و مش دوغرى
نانسى بامتعاض : زهقت من المشاكل ، و مافيش مشكلة بتتحل ، و كله جاى ورا بعضه ، خلينا نرجع اليونان و نسيب كل وجع القلب ده ورا ضهرنا
سليم : اعقلى كلامك يا نانسى ، ارجع اليونان اعمل ايه ، ثم انتى ناسية انى خلاص سيبت الخارجية من سنين ، يعنى حتى علاقاتى اللى كنت بستفيد منها مابقيتش موجودة و اتنست
نانسى : طب هتبلغ سالى بكلام داوود ده و اللا ابلغها انا
سليم : قوليلها انتى ، انا مش طايق ابص فى وشها
عندما استيقظت رنيم من نومها العميق و الذى لم تنامه منذ اعوام .. وجدت نفسها وحيدة بالفراش ، بل و بالغرفة باكملها ، و عندما همت بمغادرة الفراش .. سمعت ضحكات لطيفة تعرفها تماما تأتى من اسفل شرفتها ، و عندما دخلت الى الشرفة و اطلت برأسها الى الاسفل .. رأت الصغيرة امام حوض الاسماك و قد تم تنظيفه و ملأه بالمياة و الاسماك الملونة مرة اخرى
و وجدت الصغيرة تضحك بشدة كلما حاولت الامساك باحدى الاسماك الصغيرة .. و تستطيع السمكة الفر.ار من بين يديها
اما داوود .. فوجدته يدور من حولها و هو يقوم بالتقاط العديد من الصور لها و هو يوجهها فى بعض الاحيان للنظر اليه
ثم سمعت الصغيرة تقول : بابا .. عاوزة أأكل السمك
ليناول داوود الكاميرا الى هاجر التى كانت تقف بالقرب منهما فى انتظار اوامر داوود ، و تقدم من حافظة الطعام الخاصة بالاسماك .. و تناول بعضه بكفه و يقترب من الصغيرة و هو يقول : ياللا افتحى ايديكى
الصغيرة : عاوزة ااكلهم كتير
داوود : لما تخلصى اللى فى ايديكى هديكى تانى
لتظل الصغيرة تملأ كفوفها الصغيرة من داوود و تطعم الأسماك ، حتى قال داوود : كفاية كده يا حبيبتى عشان بطنهم ماتوجعهمش ، و ياللا احنا كمان عشان نفطر بقى .. انتى ماجوعتيش
الصغيرة : هى ماما مش هتاكل معانا
داوود : روحى مع هاجر ياللا تغسل لك ايديكى عشان نطلع سوا نصحى ماما
لتعود رنيم الى الداخل و تبدأ فى اعداد نفسها للهبوط الى الاسفل ، و عندما كادت ان تنتهى سمعت هرولة الصغيرة نحو الغرفة ، و قبل ان تفتح الباب قال لها داوود : نخبط الاول على الباب
لتطرق الصغيرة الباب ، قبل ان يفتحه داوود و هو يظن ان رنيم لا زالت مستغرقة فى النوم ، ليجدها تبتسم لهما و قد استعدت تماما و قالت : صباح الخير
الصغيرة بفرحة : ماما انتى صحيتى ، احنا كنا جايين نقولك اننا جوعنا
رنيم : ما انا كمان جوعت و كنت نازلالكم حالا
الصغيرة و هى تسحب كف رنيم : طب تعالى بسرعة اتفرجى على السمك اللى بابا جابهولى
رنيم و هى تراقب تعبيرات داوود التى ترتسم عليها السعادة : عجبوكى
الصغيرة : حلوين اوى يا ماما ، و كمان بابا خلانى اكلتهم كتير كتير
رنيم و هى تتصنع الدهشة : واااو .. و ماخفتيش ياكلوا صوابعك الحلوة دى
الصغيرة : فى الاول خفت حبة صعننين خالص ، بس لما شفت بابا بيلعب معاهم و بيأكلهم بطلت اخاف و عملت زي ما هو عمل
رنيم : و يا ترى قلتى لبابا شكرا
لتلتفت الصغيرة الى ابيها و تقول بطفولة محببة : شكرا يا بابا
داوود بحب و هو يقبل راسها : العفو يا حبيبتى
رنيم : المفروض انتى كمان تدى بابا بوسة كبيرة و حضن حلو
لتتعلق الصغيرة باقدام ابيها قبل ان يحملها الى أحضانه لتقوم بتقبيله و احتضانه كما اخبرتها امها
فيقول داوود بسعادة و هو يبادلها الاحتضان و القبلات : انا عاوز حضن حلو زى ده لما الاوضة بتاعتك تخلص
الصغيرة : هو انا عندى اوضة
داوود : ااه طبعا الاوضة اللى هنحط فيها كل اللعب اللى اشتريناهم امبارح
لتتلفت الصغيرة حولها و هى تتذكر و تقول بحيرة : هم فين
داوود : هيوصلوا بعد شوية .. نكون فطرنا عشان تعرفى تلعبى .. و اللا ايه
الصفيرة : طب ياللا نزلنى .. انا هعرف انزل تحت لوحدى
لينزلها داوود على الارض لتهرول الى الخارج ، و قبل ان يلحق بها داوود .. تناديه رنيم قائلة : على فكرة .. انت ماقلتليش صباح الخير
داوود بتركيز : بجد .. معلش حقك عليا ، كنت مركز مع خديجة
رنيم ببعض الغيرة المصطنعة : انا طبعا مبسوطة انكم ارتبطتم ببعض بسرعة كده ، لكن مش لدرجة انكم تنسونى
داوود بهدوء : اكيد الحكاية مش زى ما انتى فاكرة
لتقترب رنيم من داوود قائلة بنبرة اعتذار : داوود .. انت لسه ماسامحتنيش
داوود بترصد : يا ترى انتى سامحتينى
رنيم بايجاب : ايوة .. سامحتك من كل قلبى
داوود : معنى كده انك صدقتى كلامى اللى قلتهولك امبارح
رنيم بحيرة : انت ليه عاوز تشككنى فى كلامك تانى بعد ما صدقتك
داوود : انا ما بشككيش ، انا بسالك سؤال مباشر يا رنيم ، صدقتينى
رنيم بتنهيدو صغيرة : ايوة يا داوود .. مصدقاك
داوود : ليه صدقتينى

انت في الصفحة 11 من 26 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل