
رنيم برجاء : ارجوك يا داوود .. اليوم كان طويل اوى .. و انا فعلا تعبانة و محتاجة انام ، ياريت تاجل اى كلام ما بيننا لحد بكرة
داوود بجمود : مش همنعك تنامى براحتك .. بس فى اوضتك و على سريرك .. اتفضلى
رنيم : طب و البنت
داوود : هتنام فى حضنى
لتدخل رنيم الى الغرفة و هى تقدم قدما و تؤخر الأخرى و ما ان تقدمت من منتصف الحجرة حتى سمعت صوت اغلاق الباب و تتفاجئ بان داوود قد اغلق الباب بالمفتاح ، ثم انتزع المفتاح من الباب و وضعه بجيب بنطاله و هو يقول لها باحباط : مانا لازم اتعلم من اخطائى .. و اللا ايه
ليضع الصغيرة على الفراش و يقول : على ما اخد دش تكونى غيرتى هدومك ، و غيرتى للبنت كمان هدومها ، و يتركها و يتجه الى حافظة الملابس ليخرج منها ملابس بيتية و يذهب بها الى الحمام
رنيم بقلق : يا ترى ناوى على ايه يا داوود
اما بمنزل حبيب .. فما ان دست يقين نفسها بالفراش حتى قال لها حبيب بفضول : تعالى بقى و قوليلى مالك
يقين : هيكون مالى يعنى يا حبيب ، عاوزنى ابقى ازاى فى يوم كله مو*ت و عزا و بكى
حبيب : بتتهربى من الاجابة و اللا انتى بجد مش فاهمة سؤالى
يقين بزفير حار : عاوز ايه يا حبيب
حبيب : مش عاوز يا حبيبتى ، كل الحكاية انى حابب افهم مش اكتر ، طول المدة اللى اختفت فيها رنيم كان فى جزء كبير جدا جواكى متعاطف معاها .. بس النهاردة مالقيتش جواكى غير موقف مامتك منها
يقين برفض : ايه اللى انت بتقوله ده
حبيب : طب تنكرى انك فى الفترة الاخيرة و خصوصا اخر زيارة عملناها لداوود كنتى بتها.جميها اوى و بتحاولى تخلى داوود ينساها
يقين : لا ما انكرش ، بس كنت عاوزنى اعمل ايه و انا شايفة اخويا بيضيع منى بسببها
حبيب : بس انتى نفسك وقت اختفائها كنتى مديالها العذر يا يقين
يقين باستياء : كنت فاكراها هتبعد لها شهر و اللا اتنين .. و اللا حتى سنة ، لكن دى بقالها اكتر من تلت سنين دلوقتى يا حبيب
حملت و ولدت و بنتها كبرت من غير ما تعرف ابوها و لا ابوها يعرفها
حبيب بتحذير : يقين .. المفروض تحاولى تدوبى المسافات اللى عملتيها بينك و بين رنيم عشان خاطر داوود يقدر يتخطى و ينسى
يقين بسخرية : داوود عمره ما هينسى يا حبيب انها عملت فيه كل ده
حبيب باعتراض : داوود لحد امبارح كان معترف بندمه على اللى حصل منه ، جاية انتى فى لحظة تطلعى رنيم هى بس اللى غلطت
يقين بحدة : هو انت فاكرنى زعلانة انها رجعت ، انا مقهورة عليها و عليه ، انت مش فاهم هى عملت ايه فى روحها قبل ما تعمل فيه
رنيم كانت واقفة وسطنا النهاردة زى الغريبة ، كانت خايفة تتكلم مع اى حد لا يعاتبها و اللا يسالها على حاجة
ولاد سيلا و رغدة لما بيشوفونى بيجروا عليا و يحضنونى و يقعدوا يتكلموا و يحكوا معايا ، و بنت اخويا الوحيد ماتعرفنيش يا حبيب
كان كل ما ييجى عيد و اللا مناسبة اقول هتظهر .. هتيجى .. هتسامح و تعاتب و تعدى ، لكن ما حصلش
فضلت انها تتكلم مع رغدة بس ، مافكرتش مرة واحدة تكلمنى و اللا حتى تكلم بابا
حبيب : و ماتنسيش انها برضة ما حاولتش تكلم سيلا اختها ، يعنى اختيارها لرغدة ماكانش اختيار تفضيلى لرغدة عن اى حد تانى يا يقين ، لكن …
يقين بترصد : لكن ايه
حبيب بتردد : مش عارف بالظبط ، بس ممكن مثلا تكون حبت انها ماتحرجكيش مع داوود بما انك اخته ، ماتنسيش ان داوود لاخر لحظة ما كانش مصدق ان رغدة ماتعرفش عنها حاجة ، تضمنى منين ان رنيم لو كانت اتصلت بيكى ان داوود ماكانش اتهمك نفس الاتهام
يقين بامتعاض : انت بتدافع عنها ليه
حبيب : حبيبتى انا بس مش عاوزك تتصرفى تصرف و انتى زعلانة كده و ترجعى تندمى عليه و تقولى ياريتنى ماكنت عملت كده
لتنظر له يقين وتقول بتردد : هو انا كنت بايخة اوى معاها
حبيب بمرح : الصراحة .. اوى اوى كمان
يقين : طب تفتكر اروحلها بكرة
حبيب : لا طبعا
يقين : ليه بقى
حبيب : لانهم يا حبيبتى بعاد عن بعض طول المدة دى ، و اعتقد ان بينهم و بين بعض حاجات كتير اوى محتاجين يتكلموا فيها على انفراد لفترة ربنا وحده اللى يعلم هتبقى اد ايه
كان سامر يجلس بغرفته بمنزل فاتن التى اعتاد على النوم بها و هو شارد بشدة و الحزن يكسو ملامحه ، لتفترب منه سيلا و تجلس الى جواره و تقول : حبيبى .. مش جعان .. انا عملتلك سندوتش عشان تاكله ، انت ما اكلتش حاجة من الصبح
سامر : لا يا حبيبتى شكرا .. ماليش نفس ، ياريت لو تحاولى تأكلى رغدة
سيلا : رافت اخد منى السندوتشات و قاللى انه هيأكلها ، و عشيت طنط علية .. اى نعم سندوتش صغير خالص ، بس اكلته منى ، مافاضلش غيرك انت اللى ما اكلتش ، خد كل السندوتش ده عشان خاطرى
سامر : هو داوود فين
سيلا : نايم فى حضن جدته
سامر : اكل
سيلا : الحمدلله .. ياللا كل انت كمان بقى
سامر : طب و انتى .. اكلتى
سيلا بخجل : ما انت عارف انى مش بعرف اكل حاجة من غيرك
سامر : طب هاتى السندوتشات و تعالى كلى ياللا
و اثناء الطعام قالت سيلا : تفتكر رنيم ممكن تمشى تانى
سامر : حتى لو حبت .. ما اعتقدش ان داوود ممكن يسمحلها انها تعملها مرة تانية
سيلا : تفتكر هيعرفوا يتصافوا
سامر : اتمنى يا سيلا .. ادعيلهم
اما رنيم فبعد ان بدلت للصغيرة ملابسها ، اخذها الفضول لفتح باب خزانتها و التى كانت قد تركت فيها الكثير من مقتنياتها و ملابسها الخاصة ، لتقف امام خزانتها المفتوحة و هى تتذكر يوم مغادرتها .. حيث انها تركتها بنفس الشكل و الترتيب و كأن احدا لم يمسها ابدا ، حتى هاتفها القديم وجدته بمكانه على المنضدة بجوار الفراش
كل شئ كما كان تماما عدا شيئا واحدا كان قد ترك مكانه المخصص على الجدار و احتل جزءا من الفراش ، الا و هى صورة زفافهما التى وجدتها ترقد مكان نومها لتترك الصغيرة و هى تلهو بالغرفة و ترضى فضولها بالتجول وسط المتعلقات الخاصة بداوود و ايضا متعلقات امها المهملة القديمة ، لتأخذها اقدامها الى الشرفة لتطل على الحديقة ، لتنقبض يديها على الحاجز و هى تنظر الى حوض اسماكها الفارغ من الاسماك و من المياة ايضا
و عندما ذهبت ببصرها الى ارجوحتها .. وجدت غطاءا كثيفا فوقها يغطيها و يخفيها ايضا عن العيون
و اثناء تساؤلاتها عما حدث سمغت صوت داوود من خلفها و هو يخاطب الصغيرة ضاحكا : بتعملى ايه فى تليفون ماما