
ناظرته و هي تشعر بالغضب من ملامحه الجامدة و التي لا يبدو عليها أي شيء و لهجته الباردة و كأنها تخبره عن أحوال الطقس و لكنها تجاهلت ذلك كله و قالت بلهجه جافه
” عشان أخوك مش مناسب لأختي ”
سالم بتهكم
” حازم الوزان مش مناسب لأختك ! ”
شعرت فرح بالمعنى المبطن لكلماته فقالت مؤكده على كل حرف تفوهت به
” بالظبط كدا . ”
لاحت إبتسامه ساخرة على شفتيه قبل أن يقول بتسليه
” طب ما تقولي الكلام دا ليها ! جايه تقوليهولي ليه ”
شعرت فرح بالتسليه في حديثه لذا قالت بجفاء
” ماهو لو الموضوع بالبساطة دي أكيد مكنتش هتعب نفسي و آجي أقابلك و أطلب منك تبعده عنها ، و خصوصا إني طلبت منه دا و هو ملتزمش بوعده معايا ”
سالم بإستهجان
” أنتِ بتشوفيه ؟”
ذلك الرجل كان يُثير بداخلها شعور عارم من الحنق لا تعلم سببه و لكنها أرادت أن تعكر صفو ملامحه الجامدة لذا قالت بهدوء و تشفي
” شفته مره واحده لما كان جاي يطلب إيدها مني !”
بالفعل و كما توقعت تغيرت كل ملامحه و إنمحت نظراته الساخرة و رأت بعضًا من الدهشه الممزوجه بالغضب الذي جعله يقول بهسيس خشن
” يطلبها منك ! ”
فرح بتأكيد
“آه. جه طلبها مني من حوالي شهر و أنا رفضت و طلبت منه يبعد عنها و هو وعدني بدا و بعد كدا أكتشفت أنه ملتزمش بوعده معايا .”
في البدايه كان مصدومًا من حديثها و لكن سرعان ما إنمحت الصدمه و حل محلها غضب كبير نجح في إخفاؤه و قد وصل إلى نتيجتين إما أن أخاه قد جُن ليفعل فعلته النكراء تلك ام أن هذه الفتاة تكذب و سوف يكتشف هذا الآن لذا قال بنبرة قويه
” اقدر اعرف إيه سبب رفضك لواحد زي حازم ؟ يعني عريس ميترفضش وسيم غني إبن ناس ”
فرح بإتزان
” مش عايزة أكون قليله الذوق بس المميزات اللي حضرتك قولتها دي أسبابي لرفضه و تحديدًا أنه إبن ناس . لإني عارفه أن الناس دي أكيد عايزين عروسه لابنهم تكون من نفس مستواهم الاجتماعي. و إحنا أقصد والدي الله يرحمه كان موظف يعني ظروفنا مهما كانت كويسه بس بردو علي قدنا !”
سالم ساخرًا
” ما يمكن دي وجهة نظرك إنتِ بس !”
فرح بعدم فهم
” مفهمتش تقصد إيه ؟”
سالم بلهجه فظه
” ممكن إنتِ شايفه أن حياتكوا كويسه بس أختك لا . و مش عاحبها حياتها فحبت تغيرها للأحسن بإرتباطها بحازم.”
تملكها غضب جارف حين إستشعرت الإهانه بين كلماته و أنه يظن بأن اختها صائدة ثروات لذا قالت بلهجه قويه
” سالم بيه أنا مسمحلكش . أختي مش من النوع دا . جنه قنوعه جدًا و إن كانت متعلقه بحازم فعشان راسملها دور العاشق الولهان و هي بحكم أنها لسه صغيرة و مراهقه متعلقه بيه و مش شايفه غيره ”
توقعت منه كل شئ إلا هذا السؤال المُباغت حين قال بلهجه صلفه
” أنسه فرح إنتِ مخطوبه ؟؟”
إرتبكت لثوان و لم تفهم ما المغزى من سؤاله المباغت و لم تسنح لها الفرصه للتفكير فأجابت بعفويه
” لا . ”
إرتسمت إبتسامه ساخرة على شفتيه قبل أن يهز رأسه قائلًا بتهكم
” كدا أنا فهمت !”