منوعات

انا جوزك بقلم الفراشة شيماء سعيد

_ عينيا وقتها وقعت على البنت الحلوة دي، صافية اسم على مسمى، أنا عايز البنت دي…

كانت ستصرخ به إلا أنها أرغمت لسانها على الصمت حتى يستطيع عقلها التفكير، هذا الرجل لص و قناص محترف الغلطة الواحدة معه يعجزها الباقي من حياتها، حاولت أخذ نفس عميق ثم قالت بنبرة متقطعة :

_ صافية صغيرة جداً عليك و مش هتقبل أنها تتجوزك…

زادت ابتسامته اتساعا قبل أن يقول :

_ شاطرة و عارفة إني ماليش في الحرام بس خدي بالك أنا مش طالب رأيها أنا بقول قرار…

أومأت عدة مرات برأسها قائلة بابتسامة بلهاء :

_ أمرك يا باشا بإذن الله يكون نسب الهنا…

انتهى الفلاش باااااااك.

مرت الأيام سريعاً… حتى لم يأتي لخطبة شقيقتها فقد حدد موعد الزفاف اليوم، لم تجد أمامها أي حلول إلا اللجوء لشعيب الحداد حتى يمد لهما يد المساعدة، قدرت بعد أيام من الرعب أخذ أنفاسها المكتومة بداخلها بعد قول المأذون الشهير لتردد بهمس :

_ الحمد لله الحمد لله الحمد لله…

ظلت تقولها مرارا و تكرارا حتى اقتربت منها صافية تضم نفسها لصدر شقيقتها بقلق مردفة :

_ سمارة أنا خايفة تفتكري اللي اسمه صالح ده هيعمل فيا ايه، النهاردة الفرح لو باظ ممكن #صح…

حركت سمارة يدها على ظهرها قائلة بحنان :

_ أوعي تخافي طول ما أنا موجودة جانبك و بعدين مين قالك إن الفرح هيبوظ، روحي أنتي بس مع شعيب بيه بيته هتكوني هناك في أمان….

________ شيماء سعيد _________

بأحد الشقق السكنية الراقية بالتجمع الخامس..

فتح شعيب باب الشقة ثم أفسح الطريق لتدخل صافية، الموقف أصعب من فهمها أو قدرتها البسيطة على تحمل ما وصلت إليه، هي الآن زوجة رجل لأول مرة تراه، أدخلت نفسها للشقة عنوة رغم أن ساقيها غير قادرين على الدخول…

سارت خلفه بخطوات مترددة حتى جلس على أحد المقاعد بالصالة ثم أردف بهدوء :

_ أقعدي يا صافية البيت من النهاردة بيتك..

أومأت إليه بتوتر ثم جلست قائلة :

_ مش عارفة أشكر حضرتك إزاي عشان وقفت جانبي…

توترها ،حركة ساقيها، تدليك يديها ببعض، أحمرار بشرتها كل هذا يدخل بداخل دائرة يرفض عقله مجرد التفكير بها، تركزت عيناه على محل حديثها شفتيها، ابتلع ريقه هل بالفعل يريد تقبيل فتاة بهذا العمر؟!.. وضع يده على وجهه مغلقا عينيه قائلا لنفسه :

_ إيه الجنان ده يا شعيب؟!..

رفع رأسه إليها مردفا بصوت حاول جعله ثابتا بقدر المستطاع :

_ بصي يا آنسة صافية، سمارة قبل ما تكون موظفة عندي فهي صديقة عزيزة علي قلبي و أول ما طلبت المساعدة أنا مقدرتش أقولها لأ أو حتى أعرفها إني راجل حفلة خطوبتي آخر الشهر ده، أنتِ هتكوني هنا ضيفة فوق الرأس من حقك كل حاجة إلا الخروج و طبعاً أنتِ عارفة ليه، أنا بحاول أساعدك فبلاش حد يعرف بالجوازة دي لأنك كدة هتردي المساعدة بتدمير حياتي…

مرارة يصعب عليها ابتلاعها إلا أنها غصبت على نفسها و ابتلعتها بحلقها، أومأت إليه و عينيها بالأرض ترفض النظر بعينيه مردفة بنبرة منخفضة :

_ تحت أمرك أنا مش هخرج من هنا إلا لما مشكلتي تتحل و اطمن حضرتك مفيش مخلوق هيعرف إنك جوزي…

آخر كلمتين خرجوا منها فعلو به أشياء و مشاعر مريبة، أين مشاعره تلك أمام خطيبته، ما يحدث خطأ كبير انتفض من مكانه قبل أن يترك لها المنزل بالكامل قائلا بنبرة تحولت عن هدوءه الأول :

_ شاطرة هو ده المطلوب منك الواحد مش ناقص وجع دماغ و مشاكل.. لما تعوزي حاجة اتصلي عليا لو مردتش اياكي ترني تاني في وقتها…

_______ شيماء سعيد _______

بالمساء…

سحبها من وسط غرفة نومها بملابس نومها لفندق حفل الزفاف، أغلق باب الجناح عليهما لتنتفض من مكانها برعب، عادت عدة خطوات للخلف و هي تشير إليه بتحذير من عدم الاقتراب منها قائلة بتقطع :

_ في إيه بس يا باشا اهدى و كله هيبقى زي الفل، أنا و أختي في ستين داهيه أهم حاجة صحة حضرتك، يعني لو حصلك حاجة بسبب موضوع تافه زي ده هتخسر دماغ زي دماغك… أنت بتبص ليا كدة ليه ناوي تعمل فيا إيه؟!….

خافت من الخبث الواضح بعينيه، لكل شخص من اسمه نصيب لا تعلم كيف هذا يطلق عليه إسم صالح؟!.. شهقت بألم بعد عودتها خطوة للخلف لتدخل حافة الفراش بظهرها، زاد ألمها بضغطه العنيف على خصرها ثم همس:

_ يعني أختك هربت و اتجوزت غيري و هي خطيبتي يا سمارة صح ؟!..

أومأت برأسها عدة مرات مؤكدة على حديثه قبل أن تردف:

_ مهو يا باشا أنا قولتلك من الأول صافية واطية صممت عليها.. تقدر تقولي بقي هتعمل إيه في المعازيم إللي تحت دي ؟!.. هتبقى فضيحة لو الصحافة شمت خبر إن عروسة صالح الحداد هربت يوم الفرح..

رغم ما بداخله من نيران تكاد تحرق الأخضر و اليابس إلا أنه أجابها بخبث:

_ مين قالك إن العروسة هربت ما أنتِ بين إيديا أهو يا حبيبتي

توقع رعبها، رفضها، انهيارها، إلا أن تلك البسمة المتسعة أصابته بالذهول مع عناقها له فجأة:

_ بجد يا باشا ناوي تاخدني أنا ده يوم السعد و الهنا، أطلع بقى عشان ألحق ألبس الفستان.. دي هتبقى ليلة نار .

______ شيماء سعيد _____

التفاعل يا حلوين و رأيكم في التعليقات مهم جداً.

#صالح
#سمارة
#شعيب
#صافية.

الفصل الثالث.
#أنا_جوزك
#الفراشة_شيماء_سعيد

شعور الملل سيطر عليها، تركها بهذا المنزل الواسع بمفردها من الصباح و ذهب، عضت على شفتيها بحسرة على حالها مردفة و هي تضع بفمها خمس حبات من العنب دفعة واحدة و عينيها مركزة على شاشة العرض التي تحتل حائط بالكامل :

_ رايح في يا حظ صحيح، شاشة العرض دي تعتبر شقتنا كلها، بقى صافية القمر تعيش في كيس شيبسي و هو يعيش هنا، بس بصراحة يستاهل الجمال ده كله خسارة في الفقر…

ابتسمت بخبث ظهر بعينيها البريئة ثم قامت من على الأريكة متجهة لغرفة نومه، تركت الباب مفتوحا و بدأت تتجول بها براحة زادت ابتسامتها اتساعا و عقلها يرسم أحلاما كثيرة بتلك الغرفة، ألقت بجسدها على الفراش و سحبت الوسادة العالقة بها رائحة عطره هامسة :

_ جوزي حبيبي يا ناس، أبو فهد، قال عايز يتجوز غيري و بعدين يطلقني ده عند أمه، أنا مش هخرج من البيت ده إلا على المقبرة على طول.. محدش ياخد جوزي مني أبداً….

عندما رددت كلمة زوجي عدة مرات جن جنونها أكثر لتقفز على الفراش مثل الأطفال بحماس، من صغرها تعشق المغامرات و ها هي أتت إليها المغامرة لعندها دون أدنى مجهود منها، بخطوة واحدة كانت تقف أمام الخزانة لتأخذ أحد قمصانه مردفة :

_ القميص الأسود ده هيبقى عليا حكاية يلا يا بت يا صافية البسي و دلعي جوزك…

______ شيماء سعيد ______

بالفندق المقام به حفل زفاف صالح الحداد…

لمعت عيناها بابتسامة غريبة و هي تسير بمقلتيها على فستانها الذي يزين جسدها، أخذت نفس عميق و السيدة تضع تاج من الألماس على خصلاتها، سعادتها لا توصف فأول خطوة للخروج للحياة الحقيقية بدأت و ستكون اللعبة أكثر من ممتعة…

رفعت رأسها للمرأة التي قالت بابتسامة مجاملة :

_ ما شاء الله تبارك الله شكلك زي القمر يا عروسة ربنا يفرحك..

ذكر اسم “الله” أمامها أعطى لها شعور بالأمان يستحيل وصفه بالكلمات مهما كان عمقها، رفعت أصابعها المرتجفة ثم أزالت التاج و فكت خصلاتها لتصبح مثل الشلال على ظهرها مردفة :

_ آسفة إني بوظت شغلك بس في عهد أخدته على نفسي زمان و دلوقتي وقت تحقيقه غطي شعري بالحجاب و بعدين حطي التاج…

أومأت إليها المرأة قائلة :

_ تحت أمرك يا هانم عشر دقايق و هنكون خلصنا….

بعد ربع ساعة ألقت نظرة رضا على نفسها بالمرايا، قبل أن تستقبل قدومه إليها، زوج اختارته بكامل إرادتها لتبقى زوجة مثلها الأعلى مثلما تقول دائماً…

دلف بطلة تأخذ نفس أي إمرأة و تجعلها أسيرة لذلك الرجل، ألقى عليها نظرة سريعة قبل أن يقترب منها مدققا بتلك التفاصيل البسيطة التي أعطتها جمالا على جمالها و خصوصاً هذا الحجاب، هو رجل يغار على أهل بيته من أصدقائه فشقيقته غير مسموح لأحد أن يرى جزء و لو صغير منها، رفع أصابعه يزيل هذا الموضوع فوق عينيها هامسا :

_ جميلة بشكل ملفت و ده غلط كبير في حق مرات صالح الحداد، امسحي المكياج ده شكلك من غيره أحلى…

حركت رأسها برفض شديد قائلة بتوتر :

_ لأ بقولك إيه كله إلا المكياج ده أنا أول مرة أحطه مش هشيله و لو على جثتي…

رفع حاجبه بابتسامة قائلا بجدية :

_ و ماله يبقى على جثتك، دقايق و هتكوني على اسمي و أنا محدش يشوف ست جوا بيتي و مني، امسحي البتاع ده يا سمارة..

أومأت إليه بغيظ صارخة :

_ حرام عليك بجد أنا عروسة هو الواحد بيتجوز كل يوم…

ض,ربها بخفة على رأسها قائلا :

_ أنا حر فيكي، اسمي مش أي ست تشيله ده اسم صالح الحداد….

_______ شيماء سعيد _______

بمنزل شعيب…

عاد بوقت متأخر من الليل تقريباً تبقى ساعة و نصف على الفجر، وجد المكان مظلم ليحمد الله على نومها، هذه الفتاة بقائها هنا معه خطر كبير عليه، ملامحها قادرة على تحريك أشياء بداخله ليس لها أي معنى بوقته الحالي…

فتح الضوء و اتجه لغرفة نومه إلا أن ساقيه وقفت فجأة و عينيه تجمدت عليها، ماذا تفعل تلك المجنونة بمنتصف الصالة، أهي تنام على الأرض؟!.. نزل لمستواها و يده ترى على ماذا تنام ليجدها تلف جسدها بشرشف فراشه و تضع رأسها على وسادته….

دون إرادة منه لمس بشرتها تذبذب من أعماقه يطالب بالمزيد من هذا النعيم، ابتعد عنها سريعا واقفا و هو يقول بصوت عالي :

_ صافية قومي…

انتفض جسدها النائم معتدلة بجلستها، ما هذا يا ليته جعلها تظل نائمة أفضل له و لها، ترتدي قميصه، ما زاد الأمر خطورة حركة أصابعها على عينيها تفرك بهما مردفة :

_ في إيه بس يا شعيب، أنت كويس؟!…

زفر بضيق لا يريد سماع المزيد منها بعد إسمه يود فقط تردده بعقله ألف مرة، فكر قليلاً ماذا كان يريد منها ثم أردف بجدية رسمها بصعوبة :

_ أنا كويس، بس أنتِ نايمة هنا ليه مش في أوضة ليكي جوا في مشكلة قوليلي لو مش مرتاحة..

حركت رأسها ببراءة قائلة :

_ لأ مفيش مشكلة في الأوضة هي حلوة أوي، بس أنا بخاف أنام وحدي طول عمري بنام جنب سمارة، قولت أنام في الصالة عشان أبقى قريبة منك…

رد عليها بتعب أعصاب من طريقتها البسيطة بالحديث :

_ أنا جعان…

قفزت من مكانها بحماس طفلة صغيرة قائلة :

_ خمس دقايق و هيكون عندك أحلى عشا أنا طباخة ممتازة، عرفت من آخر رواية ليك إن البطل كان بيحب السمك المشوي على الحطب عشان كدة عملت سمك بس مش على الحطب…

تركته و ذهبت للمطبخ أما هو أخرج تنهيدة حارة قائلا :

_ ده صالح اللي بيحب السمك المشوي على الحطب، صالح بطل كل رواياتي يا صافية…

مسح على رأسه بتعب ثم خلع جكيت بذلته و فك زراير الأكمام عن قميصه و اتجه لطاولة الطعام، دقائق و أتت إليه بالطعام ثم قالت بتوتر :

_ أتمنى الأكل يعجبك، تصبح على خير…

أخذ أول لقمة بفمه مردفا باعجاب شديد :

_ الله الأكل حلو أوي، أقعدي أنا مش بحب آكل لوحدي، جيت أطمن عليكي قبل ما أروح…

انتفضت بخوف قائلة :

_ تروح يعني ايه هو هنا مش بيتك؟!..

_ أيوة الشقة دي بتاعتي بس مش بيتي اللي عايش فيه.. أنا عايش مع أمي مش هنا…

أكمل طعامه بهدوء إلا أن صوت شهقاتها أخذت انتباهه، رفع وجهها ليراها تبكي بصمت تحاول كتم أي شهقة تخرج منها، ترك ما بيده قائلا بلهفة :

_ مالك يا صافية بتعيطي ليه، في حاجة بتوجعك؟!….

أومأت برأسها عدة مرات مرددة ببراءة :

_ أنا قولتلك بخاف أنام في أوضة لوحدي هقعد إزاي في شقة كاملة لوحدي، خليك جانبي الله يخليك أنا مقدرش أقعد لوحدي مقدرش…

أنهت حديثها ثم ألقت بجسدها داخل أحضانه بلا سابق إنذار، مرت ثواني عليه و هو مذهول لم يجد أمامه حلول إلا تنفيذ رغبة قلبه الملحة بضمها إليه و لمس بشرتها عن قرب، زاد بكائها ليقول بقلة حيلة :

_ اهدي خلاص هفضل هنا…

شعر بانتظام أنفاسها بعد دقائق و همسها :

_ شلني لحد الأوضة مش قادرة أمشي…

_ هاااا…

_ شيلني لحد أوضتنا بقى…

_ حاضر..

______ شيماء سعيد ______

انتهى حفل الزفاف الذي كان شبه تحت تهديد السلاح إذا كان للعروس أو حتى المدعوين، الجميع كان خائفا من العريس نظراته بمفردها قادرة على إرعاب من حوله…

أغلق باب الجناح بقوة خلفه و هو يلقى بذيل فستانها مع على ذراعه، نظرت اليه بسخط من تصرفاته الهمجية ثم دلفت لغرفة النوم مباشرة، أغلقت الباب بوجهه و بدأت بخلع الفستان لا تعلم إذا كان هذا حفل زفاف أم عزاء، طول الحفل تجلس بجواره على المقعد مع تلك الموسيقي التي تعتبر تفتح بالأوقات الحزينة فقط…

أنتهت من ارتداء بنطلون المنامة و قبل أن تلبس القطعة العلوية أطلقت صرخة مرتعبة منذ متى و هو يجلس على الفراش؟!.. أشار إليها بعينه أن تكمل ارتداء ملابسها…

بلحظة كانت تغلق على نفسها باب المرحاض بالمفتاح مرددة برعب :

_ إيه ده هو معقول يبقى عفريت ده قعد من غير ما أحس بيه؟!..

انت في الصفحة 2 من 14 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل