
داخل الغرفة.
جلست نجلاء جوار “شكري” علي الفراش، ثم وضعت يدها علي يده وهي تقول بخفوت: حمدالله علي سلامتك يا شكري كنت هتجنن عليك!
تفوه بصوتٍ خافت بالكاد سمعته هي:
– بنتك عاوزة تم*وتني يا نجلاء.
قالت بهدوء متساءلة: انت اعتديت عليها صحيح يا شكري؟؟
قال بتنهيدة: كذابة بنتك ضربتني بالتحفة عشان تخلص مني يا نجلاء، انا برضو هعتدي علي واحدة قد بنتي!! جوزك مش ندل للدرجة دي يا نجلاء.
اومات رأسها مؤكدة: انا قولت كده برضو يا اخويا، ماشي يا زينه!
رد عليها وهو يغلق عينيه بألم: البت دي مش لازم تستني في البيت يا نجلاء، دي كانت هتمو*تني!
أردفت في عتاب ؛ دي بنتي مهما كان يا شكري ومش معقولة امشيها لا يا اخويا مقدرش!!
نظر لها وقال: متطردهاش، لازم تتجوز انا هجبلها عريس!
…………
خرجت نجلاء بعد قليل من الغرفة لتتجه نحو زينه وهي تقول بحدة: شكري فاق وقالي انك كذابه!
قالت زينه بنفي تام: هو الي كذاب وستين كذاب الحيوان ده..
صفعة أسكتتها من يد والدتها لتتسع عينيها غير مستوعبة لما فعلته، فهدرت بها ناديه بغضب: حرام عليكي يا شيخة ارحمي البت بقي بتضربيها ليه!!
لترد بجمود: الظاهر اني معرفتش اربيكي يا زينه صبرك عليا بس لما نروح!
انفعلت زينه قائلة من بين شهقاتهـا: انا مش هروح معاكي ولا هدخل البيت ده تاني
نجلاء بعصبية: اومال هتروحي فين؟
– هروح في داهيه.. قالتها ببكاء مرير..
اخذتها ناديه في احضانها وهي تقول برجاء: طيب سبيها تقعد عندي كام يوم كده علي ما الحال يهدي يا نجلاء ارجوكي بلاش تقسي عليها اوي كده دي بنتك مهما كان.
اومأت نجلاء رأسها ثم قالت بجدية: خليها عندك النهاردة علي ما يطلع النهار وشكري يروح..
……………
بالفعل بعد مرور ساعة واحدة كانت زينة داخل شقة السيدة ناديه التي أحضرت لها طعاما قد احضره أكرم وأصر ان تأكل منه، ثم ذهب إلى شقته وتركها مع والدته بعد ان اطمئن عليها قليلًا وقلبه يتمني أن تخضع له وتبادله ذلك الحب الكبير الذي يكنه في قلبه لها وحدها..
إتجه اكرم الي غرفة ابنته ودلف ليتجه نحوها ويرفع عليها الغطاء ثم انحني يقبل جبينها بحنان أبوي، ابتسم حين وجدها تضم الدميه الي صدرها وكأنها ابنتها..
تنهد وقال بخفوت: ربنا يشفيكي يا حبيبتي ويباركلي فيكي..
طبع قبلة أخيرة علي جبينها وتركها ذاهبًا الي غرفته، ما ان دلف حتي تنهد باختناق، لم يرتاح يوما مع زوجته سها التي تزوج منها منذ سبعة أعوام زواجا تقليديا وإكتشف بعد الزواج انها ليست الزوجه الصالحة التي كان يتمناها لم يحبها وهي أيضا فقرر أن يعيش معها فقط من أجل إبنته منها التي أصيبت بمرض السكر فأصبحت كل كيانه ويخشي عليها بشدة لذا يحرس دائما ان يوفر لها الهدوء التام ورغم انه ذو شخصية قويه يُطلق عليه الوحش الا انه حين يري ابنته يصبح وكأنه طفلا مثلها..
……………………
صباح يوم جديد..
عاد شكري الي المنزل مرة ثانيه بصحبة زوجته ومساعدتها ايضا، اخبرها بعد ذلك بخطته لزواج ابنتها من أحد أصدقائه بل واقنعها بالموافقة وكعادتها السلبيه دائما انصاعت له…….
هبطت إلي شقة السيدة نادية عازمة علي اقناع ابنتها.
إستيقظ أكرم علي صوت ابنته كعادة كل يوم لينهض ويجذبها اليه مقبلا اياها بحنان وهو يدغدغها بمرح لتقهقه الصغيرة عاليا بمرح وسعادة وهي تتعلق بعنق والدها.
اردفت من بين ضحكاتها: خلاص يا بابا خلاص.
توقف وهو يراها تلهث بشدة ثم همس: حبيب بابا يا ناس، صباح الحلويات علي احلي نونه
رفعت حاجبيها وقالت متذمرة ؛ انا عاوزة حلويات يا بابا يلا هاتلي مليش دعوة
قال بجدية: مش قولنا هنسأل الدكتور الاول يا ندي؟
اومأت برأسها وهي تقول بغضب طفـولي: طيب يا بابا!
ضحك وقال: عشان متتعبيش يا قلب بابا انا خايف عليكي.
أومأت مرة ثانية ببراءة فراح أكرم يفتح ذراعيه وهو يقول بمداعبه: طب فين البـ,ـوسه والحـ,ـضن بتوع بابا؟
قفزت الي حـ,ـضنه مباشرة تعانقه بقوة ثم طبعت قبله علي وجنته الخشنه ليشدد من ضمها وهو يبتسم..
ثم هتف بإيجاز: يلا عشان نفطر بقي؟
اومأت موافقه ليحملها ويتجه الي خارج الغرفه تاركا زوجته نائمه بلا مبالاه..
…………..
– الي بتقوليه ده لا يمكن يحصل انا لا هتجوز ولا هتنيل!!
اردفت زينه بتلك الكلمات بعصبية تامة في حين ردت امها بعصبية مماثلة..
– ليه ان شاء الله راجل ومقتدر ترفضي ليه يا قلب امك؟؟
ردت زينه بغضب:
راجل قد ابويا صح؟؟ حرام عليكي انتي بتعملي فيا كده ليه ده انا بنتك برضو!!
تنهدت نجلاء وهي تقول بهدوء: يابنتي انا عاوزة اطمن عليكي.
زينه بحدة: تطمني عليا ولا تزحيني من البيت زي ما قالك جوزك، عاوزاكي تطمني انا لا يمكن هرجع اعيش معاكم اصلا!!
زفرت نجلاء بحنق وتابعت ؛ يا بت افهمي ما انتي لازم تتجوزي وانا قلبي عليكي!
– تتجوز مين ان شاء الله؟؟
قاطعهما صوت اكرم الحاد وهو ينطق بهذه العبارة، لتردف نجلاء بضيق: شكري جايبلها عريس!
توهجت عينيه غضبا قبل ان يهتف بصوتٍ جهوري: شكري ده انا هقطع خبره وخبر الي يفكر يتعرض لزينه انتي فاهمه يا ست انتي ولا اعيد من تاني؟؟
اتسعت عيني نجلاء وهي تنظر له بعدم استيعاب، فما هذه اللهجة!! وكذلك فعلت السيده ناديه التي اردفت بحزم: اكرم عيب يابني في ايه!!
الا انه لم يصغي لها واكمل حديثه الحاد:
عرفي جوزك ان ما بعدش عنها ميلومش الا نفسه والا هعرفه مقامه كويس!
ردت عليه بصياح: انت ازاي بتكلمني كده؟
قال بثبات ولا يزال غاضبا بشدة: اومال اكلمك ازاي وانتي جايه بكل بساطة تبيعي بنتك!!
نجلاء بدهشة: ابيعها!
أومأ برأسه وهو يقول صارما: ايوة ودلوقتي تطلعي تقولي لجوزك يبعد عنها بدل ما اكسر عضمه حتت! وارجعه المستشفى تاني.
كادت نجلاء ان تصيح به إلا ان ناديه تدخلت منقذه للموقف لتقول:
معلش يا نجلاء تطلعي انتي دلوقتي وانا هتكلم مع زينه بس دلوقتي اطلعي عشان الجو يهدي والبنت تعرف تفكر براحتها
اومأت نجلاء بضيق شديد وهي ترمق اكرم بحدة ومن ثم صعدت علي مضض وهي تتأفف…
Salma
Salma