منوعات

بين احـ,ـضان الوحـ,ـش بقلم سلمى الاول

في المسـاء .

دلفت ندي إلي غرفـة والديهـا وهي تزفـر بغضب طفـولي ، فـ جدتها قد نامت وأبيها لم يأتي من العمل إلي الآن وأمهـا دلفت إلي الحمام حتي تغتسل .
فـ شعرت ندي بالملل وراحت تعبث في أشياء والدتهـا ومساحيق التجميل الخاصـة بهـا ، أمسكـت بأحمـر الشفـاه ووضعتـه علي شفتيها الصغيرتان بطريقـة مُضحـكة ، ثم نظرت إلي المرآة وأطلقت إلي نفسها قبـ,ـلة في الهواء ، ومن ثم أفرغت كريم التجميل من عبوته علي يديها بسعـادة.. ومرح!
مر ربع ساعه وندي لم تكف عن تخريب المساحيق الخاصـة بوالدتهـا ، حتي خرجت “سها” من المرحاض فشهقت بصدمة وهي تهتف بصرامة: ايه ده؟!!!!!!!
إبتسمت ندي بمرح وهي تسألها ببراءة: ماما ايه رأيك في المكياج بتاعي.
صاحت بها بصوتٍ أرعبها: ده أنا هكسر عضمك يا جزمة، نهارك مش فايت!!
اتسعت عينيها رعبا وهي تراها ترفع الحذاء من قدمها إلا أنها ركضت صارخة بذعر، فركضت خلفها وهي تهتف بغضب: تعالي هنا والله لام*وتك
انفجرت ندي باكية وهي تنادي من بين شهقاتهـا: يا بابا الحقني يا بابا.. يا تيته.. يا تيته الحقيني..
تفاجئت بأبيها يفتح الباب وكأنها وجدت منقذها وأمانها فهرولت اليه تمسك بقدمه وهي تبكي عاليا..
فانحني أكرم بجزعه ليحملها وهو ينظر إلى سها بحدة: عملتلها ايه؟!! ميت مرة أقولك متمديش ايدك عليها.
ردت عليه بحدة مماثلة: سبني اربي بنتي بمعرفتي دي بوظت الميكب بتاعي كله!!
– ما يتحرق الزفت!! … قالها أكرم بغضب عارم ليستكمل بتحذير: أقسم بالله لو لقيتك بتضربيها تاني، ما هيحصلك كويس يا سها!!
زفرت سها وتركتـه ذاهبة إلي الغرفه وهي تهمهم بعصبية، ليتنهد اكرم ويجلس علي الأريكه واضعا إبنته علي ساقه، إبتسم وهو يداعب أنفها بيده ؛ خلاص يا روح بابا متزعليش حقك عليا أنا بقي
ظلت تبكي فأخذها إلي أحضانه رابتا علي ظهرها بحنان إلى أن قال مشاكسا: هتفضلي تعيطي مش هجبلك العروسه ها!!
نظرت له فاغرة شفتيها الصغيرتان بفرحة طغت علي ملامحها، ليضحك أكرم مقهقها عليها..
لتقول ندي بتساؤل: فين العروسه؟
قبل وجنتها بحنان وهو يقول: هننزل نشتريها دلوقتي انا وانتي يا حبيبي.
قفزت من علي ساقه في حركة واحده وهي تهتف: يلا بسرعة.
ثم أسرعت تبحث عن حذائها فضرب اكرم كفا علي كف قائلا : يخرب عقلك يا ندي كل ده عشان العروسة
جذبته من يده بعد ان ارتدت حذائها ليتجها الي الخارج ولقد نست ندي ما ازعجها منذ قليل!!
………..

في المسـاء. تحديدا الساعة الثانية صباحا..

دلف إلي المنزل يترنح يمينًا ويسارًا.
لمعت عينيه بمكر وهو ينظر إلى باب غرفتها..
إتجه الي باب الغرفه ليفتحه ويدلف سريعًا ثم أغلقه ما ان دلف..
إنتفضت زينه حينما سمعت صوت الباب وهو ينغلق، نهضت سريعا وأشعلت الإضاءة لتتسع عينيها رعبا وهي تهتف بذعر: انت ايه اللي جابك هنا، اطلع برة!!
ابتسم بخبث وهو يقترب منها ببطئ يكاد ان يحرقها..
ركضت ولكن ثوانِ لتجد نفسها بين ذراعيه وقدميها تركلان بالهواء.
صرخت بعنف فوضع يده علي فمها ليلقيها علي الفراش..لكنها جاهدت بكل قوتها ونهضت راكضه الي الباب وهي تصرخ باهتياج، خرج خلفها ليلحق بها الا انها قاومته بشراسة وهي تدفعه بكلتي يديها ولم تدري بنفسها الا وهي تمسك بالتحفة الموضوعة علي الطاولة وتدفعه بها بقوة حيث اصطدمت برأسه ليهبط علي الارض فورًا!!
صرخت وهي تضع يدها علي فمها وتشعل الاضاءة لتجد الدماء تسيل من رأسه بغزارة بينما آتيت “نجلاء ” من خلفها تلطم علي وجهها بصدمة جلية.. !
جثت علي ركبتيها وتهتف بارتعاشه: ش شكري.!! .. في ايه؟ .. عملتي في ايه يا زينة!!!
لم تستطع زينه الكلام فلقد كانت في حالة من الصدمة والرعب ايضا!! هل مات؟؟ هل ق*تلته؟! ..
هزت رأسها بعنف وهستيريه وهي تري امها تصرخ مناديه علي الجيران..
– الحقوووني.. الحقوووني يا ناس شكري بيمو*ت!!
صعد الجميع في خلال ثواني وبعد قليل كانوا في المستشفى جميعا..
ظلت السيدة نجلاء تسير ذهابا وإيابا بقلق بالغ علي زوجها، ثم نظرت الي ابنتها الباكية بشراسة وهي تهتف: لو مات عمري ما هسامحك فاهمه!!

نظرت لها بصدمة فإتجهت اليها وهي تهزها بعنف: عملتي كده ليه يا زينه، ها ليه قوليلي عاوزة تمو*تيه ليه.. ؟؟؟
أسرعت السيدة نادية تحاول تهدئتها حيث امسكت بها برفق وهي تقول: استهدي بالله يا نجلاء وتعالي اقعدي.
تركتها لتجلس وهي تلهث بشدة بينما كان أكرم يتابعها بصمت تام..
سألتها السيدة نادية بخفوت: قوليلي يابنتي ليه عملتي كده؟ حصل ايه؟
قالت زينة من بين شهقاتهـا: والله… هو.. الي اتهجم عليا و اعتدي عليا..
لطمت نادية علي صدرها بصدمة، وكذلك نجلاء التي قالت بصدمة: انتي بتقولي ايه؟؟؟
إنفجرت زينـة مرة أخرى باكية بمرارة، لتصيح نجلاء: انتي كذابة كذاااابه..

Salma
رواية بين أحضان الوحش

الفصل 3

إنهمرت العبرات من عينيها اكثر غزارة وهي تري امها تُكذبها!!!
بينما اتسعت عيني أكرم الذي هتف بحدة وغضب عارم:
ايييه!! اعتدي عليكي، ازاي يتجرأ ويعمل كده، ده لو ليه عمر انا هعرفه مقامه كويس الندل ده!
صاحت به نجلاء: لا شكري مش ممكن يعمل كده، اكيد زينه بتقول كده عشان تبرر الي عملته انا عارفه انها مش بتحبه اصلا! إنما شكري ميعملش كده انا متأكدة
قال أكرم ساخرًا ؛: متأكدة ازاي وهو راجل سُكري، أكيد رجع مش في وعيه واتهجم عليها وبعدين هي هتكذب ليه أصلا!!
وكزته السيدة “نادية ” في ذراعه وهي تقول بخفوت: اسكت يا اكرم ملكش دعوة انت يابني
صمت اكرم وهو يمسح علي رأسه بضيق، بينما قال وهو ينظر إلى زينة نظرات ذات معني:
– زينة مينفعش تعيش في البيت ده تاني!
نظرت له زينه ببلاهه، ليستكمل اكرم بحزم وهو يرمقها بحدة: اه ولا عاجبك الي بيحصل ده؟!
خرج الطبيب مقاطعًا حديثهم وهو يقول متنهدًا:
خير ان شاء الله يا جماعة، ارتجاج في المخ بسيط اثر الخبطه وخيطنا الجرح بس!
تنهدت زينة بارتياح شديد عقب استماعها كلام الطبيب، وكذلك فعلت نجلاء التي ركضت إلي داخل الغرفه حتي تطمئن علي زوجها..
جلست زينه علي أحد المقاعد بانهاك شديد، فاقتربت نادية تجلس الي جوارها وهي تقول بتهـوين: اطمني يا حبيبتي الحمدلله انه عاش والا كانت هتبقى مصيبه لو مات!!
تنهدت زينه طويلا قبل ان تقول بحزن دفين: يارتني انا الي أمو*ت وأرتاح من الي أنا فيه ده!
ردت سريعا: بعد الشر عليكي يا بنتي متقوليش كده ربنا يسعدك..
نظرت لها وأردفت بيأس: بس انا مش عارفه هعيش معاه ازاي تاني!! ماما مش مصدقه انه فعلا اتعدي عليا وانا عمري ما هديله الأمان!
– هو أنتي غاويه تتعبي نفسك وخلاص!!
أردف أكرم بحزم وهو يرمقها بنظرات مغتاظة، ليستكمل غاضبا:
ايه الي جابرك علي العيشة دي، قولتلك ميت مرة مكانك في حـ,ـضني انا ومعايا برضو مفيش فايدة فيكي، دماغك ناشفه وعاوزة تتكسر!
إتسعت عينيها غيظـا لجراءته الزائدة عن الحد!!
ثم هبت واقفه قائله بضيق: انت ازاي تكلمني كده؟؟ احترم نفسك وانت بتكلمني.
صر أكرم علي اسنانه واقترب منها قائلًا بتحذير:
– انا محترم غصب عنك وأتكلم بالطريقة الي تعجبني، فوقي انتي لنفسك وقدري خوفي عليكي!
زفرت بحنق ثم تابعت بحدة: محدش طلب منك تخاف عليا! خاف علي نفسك وابعد عني أحسن مش هيحصلك كويس انت فاهم!!
رفع أحد حاجبيه ثم قال متذمرًا: ماتيجى تخديلك قلمين ما هو ده الي ناقص!!
تدخلت ناديه قائلة بصرامة: في ايه يابني انت وهي مش معقولة كده!
أردفت زينه بعصبية: خليه هو يسكت خالص ويبعد عني أنا فيا الي مكفيني!
كاد أكرم أن يتحدث فقاطعته أمه قائلة بجدية: بس بقي يا أكرم كفايه يابني.
ثم أكملت في تساؤل: طيب يابنتي انتي هتعملي ايه دلوقتي؟؟ مينفعش فعلا تعيشي مع الراجل ده تاني!
……….

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل