
” انا هعملك كل اللي انت عايزه بس مش دلوقتي ، هطلقها بعد ما أتأكد من سلامتها ..”
………………………………………………………………………………
دلفت زينة الى غرفتها وهي بالكاد تكتم شهقاتها .. جلست على سريرها تبكي بشدة ..
حملت هاتفها وقررت أن تتصل بنور ، هي صديقتها الوحيدة وكل ما تبقى لها ..
لا تثق بأحد سواها ..
ضغطت على زر الإتصال بعدما وجدت رقمها ليأتيها صوت نور الناعس :
” زينة ، اخبارك ايه يا حبيبتي ..؟!”
جاءها صوت زينة الباكي وهي تهتف بشهقات متتالية :
” انا مش كويسة يا نور …”
انتفضت نور من مكانها وسألتها بقلق شديد :
” مالك يا زينة ..؟! حصل ايه يا حبيبتي ..؟!”
أجابتها زينة من بين دموعها :
” زياد هيطلقني يا نور ، هيسبني خلاص ..”
” ليه ..؟! حصل ايه ..؟!”
سألتها نور بحزن لترد زينة بوجع وهي مستمرة في بكائها :
” عشان اعترفتله إني اتجوزته وأنا عايز أنتقم من أمه ..”
” ليه يا زينة ..؟! ليه كده ..؟!”
نهرتها نور بضيق قبل أن تنتبه لما فعلته وسط بكاء زينة الذي إرتفع لا إراديا لتكمل نور بأسف :
” والله اسفة ، بس ليه عملتي كده .. ”
سردت لها زينة ما حدث عن طلب والد زينة منه أن يطلقها وإلا سوف يسحب ادارة الشركة منه ..
” حتى لو يا زينة ، انتِ تقوليله ليه إنك اتجوزتيه عشان تنتقمي منه ..؟!”
أجابتها زينة بصدق :
” مكنتش عايزاه يخسر مستقبله وشركته بسببي ويخسر أهله كمان ..”
” بس ده مش معناه إنك تخسري الشخص الوحيد اللي ساعدك واهتم بيكي وصدقك ..”
كانت نور تتحدث بصراحة تامة وهي تشعر أن زينة تتصرف تبعا لعواطفها لتجد زينة ترد عليها :
” امال كنت هعمل ايه ..؟! أسيبه يخسر كل الي حواليه ..؟!”
زفرت نور نفسها ثم قالت بجدية :
” اللي حصل حصل خلاص ، المهم دلوقتي تقوليلي انتي عايزة تنفصلي عنه ولا لأ ..؟!”
صمتت زينة لوهلة تفكر في حديث نور ، هل تريد هي الإنفصال عن زياد والبدء لوحدها من جديد ..؟! أم تريد البقاء معه..؟!
وجدت نفسها تجيب بعد تفكير ليس بطويل :
” مش عارفة يا نور ، بس انا حابة وجوده جمبي .. حاباه اوي ..”
ابتسمت نور وقالت :
” زينة انتي شكلك بتحبيه او عالاقل معجبة بيه ..”
توترت ملامح زينة لا إراديا وقالت :
” لا طبعا مش بحبه ، اكيد مش بحبه ..”
” ليه اكيد ..؟! واثقة ليه ..؟!”
ردت زينة بمنطقية :
” عشان انا لسه بحب علي ..”
” بس ممكن تنسيه وتحبي زياد لو إديتيه فرصة ..”
” بس ..”
قاطعتها نور بنبرة جادة :
” انتي حابة جوازك منه يستمر ..؟! لو حابة انوا جوازك منه يستمر يبقى انتي عالأقل معجبة بيه ..”
تنحنحت زينة قائلة :
” ممكن بردوا …”
” لا مش ممكن ده اكيد ..”
قالتها نور بتأكيد لتسألها زينة :
” طب هعمل ايه دلوقتي ..؟!”
أجابتها نور بجدية :
” لو عايزة جوازك منه يستمر يبقى تقربي منه وتثبتيله إنك عاوزاه … ولو مش حاباه يستمر يبقى هو أخد القرار نيابية عنك …”
قالت زينة بحسم :
” تمام انا لازم أقعد مع نفسي وأفكر الأول وأشوف انا عايزة ايه بالضبط وساعتها هعمل المستحيل عشان أحقق اللي انا عايزاه …”