منوعات

بقلم سارة حسن الثالث

حمدلله علي سلامتك يابني، وقعت قلوبنا عليك
طمأنها صقر قائلا: انا بخير ياما ما تقلقيش
قال رحيم مربتآ علي كتفه السليم: قدر و لطف يابني ربنا عالم بحالنا
تحدث عتمان: وعيت له يا صقر
صمت صقر لبره و قال : الدنيا كانت ليل يا جدي
اوما عتمان برأسه و وقال : حد فصل الكشافات، الغفر لاقو السلك مقطوع
هتف رحيم بقلق: مين قاصد يعمل كده
هدرت أمل : حسبي الله ونعم الوكيل، ربنا ينتقم منه
اقتحمت ايناس و والدتها الغرفه و من خلفهم زهرة
قالت ايناس بلهفه: حمد الله علي سلامتك يا صقر
اجابها صقر : الله يسلمك
اقبلت عليه زهرة مقبله رأسه ببكاء: بركه انك بخير ياحبيبي، شكلك و انت جاي مع كرما و غرقان في دمك نشف دمنا
دارت عينيه بحثآ عنها و لم يجد لها آثر، مسك لسانه بقوة الا يسأل عنها و لكن انتبه لوالدته التي قالت: فين كارما امال
قالت زهرة بحنق : من ساعة كلام ايناس و هي في اوضتها مش عايزة تطلع
ارتبكت ايناس و قالت مبرره: كلنا كنا علي اعصابنا و غصب عني قولت كلمتين من خوفي عليك ، ماتكبرش هي الموضوع بقي
قال رحيم مؤنبا: اديكي قولتي يا بنتي كلنا كنا علي اعصابنا، محدش فينا قدر يتهمها انها السبب
ضيق صقر عينيه و تسائل مستفهما: تتهموها بأيه
ابتلعت ايناس ريقها بخوفآ و قالت زهرة : ايناس صرخت فيها انها خرجت باليل و قالتلها انها السبب، لانها لو ماكنتش خرجت ماكنتش انت هاتطلع وراها و يحصل اللي حصل
لامتها أمل قائله: ليه بس يا ايناس و هي ذنبها ايه
اخفضت ايناس عينيها ارضًا هروبًا من نظرات صقر الغاضبة الذي هتف بضيق: انا لولا كارما كان زماني لسه سايح في دمي، ده يمكن من حسن حظي انها خرجت عشان تساعدني اجي لهنا ، مايبقاش ده كلام الشكر اللي المفروض يتقالها

عم الصمت المكان و كسرة الجد عندما وقف ببطئ و قال : نهايته كل واحد يروح يشوف حاله و سيبوه يرتاح
قالت أمل : انا هاروح اعملك شويه شوربه يعوضوا الدم اللي نزل منك يا ضنايا.
خلت الغرفه من حوله، عاد برأسه للخلف بتعب و ضيق، ود لو استطاع ان يذهب اليها و يطيب خاطرها من حديث ايناس الاذع، و قسوة حديثه الاخير معها ايضا، و التي في المقابل كان يشعر بأرتجافها و هي محيطه بذراعه لتساعده علي العوده للبيت، وقعت عينيه علي الشال الخاص بها و الملئ بدماءه، متذكرا بكائها و هي تضغط علي جرحه النازف، كانت هشه للغايه و خائفة و رغم ذلك حاولت مساعدته بقدر ما استطاعت.
تنهد بقلب منقبض من عزلتها التي فرضتها، مقررا عدم السماح لها بأختفائها عن عينيه لوقت طويل ، و رغمًا عنه تاركًا ذلك الشعور الملح عليه لرؤيتها و الاطمئنان عليها ، منتويًا التدخل بنفسه.
يتبع

14/15
الرابع عشر

لم ترغب في النزول للافطار، كل ما ترغبه فقد هو بعض الروايات لعلها تساعد في مرور ذلك الوقت البطئ، ارتدت حجابها كيفما اتفق، خرجت من غرفتها و توقفت امام غرفته و بابها الموارب و الذي ظهر منه صقر جالس علي حرف الفراش و يبدو متألم، لا تنكر تلك الرغبه الملحه عليها في الاطمئنان عليه و لكنها فضلت الابتعاد.
حتي رآته الآن…
فتحت الباب علي مصراعيه و دخلت ، لم يشعر هو الا بعبائته التي كان يحاول ارتدائها ملقيه علي كتفيه فوق جلبابه.
التفت صقر و ما ان ابصرها وقف امامها قائلا بلهفه: كنت جايلك
ثم تلعثم لتهورة و قال : اقصد كنت عايز اطمن
صمت مرة اخري و قال بصوت خافت: انا محقوق لك
تطلعت كارما لملامحه و عينيه المنخفضه عنها كعادته ، و مظهرة المختلف دون عمامته التي سقطت عنه وقت الحادثه
تسائلت كارما بخفوت : ليه
زفر انفاسه و اردف : من كلام ايناس، عارف انه زعلك
اخفضت عينيها ارضًا و ضمت شفتيها تمنع بكائها: عندها حق انا
قاطعها ناظرآ اليها و قال بصوتا لا يقبل الجدل: لا، انتي مالكيش ذنب، انتي كان ممكن من خوفك تجري من المكان، لكنك وقفتي و ساعدتيني لحد ما وصلنا لهنا ، انتي كمان كان ممكن تتصابي ، انا المفروض اشكرك
رفعت عينيها مقابل عينيه و تلك الغلالة المحيطه بها: ماكنش لازم اخرج
اجابها بصوت هادئ لاول مرة تسمعه: ده قدر و كان هايحصل هايحصل كله مقدر و مكتوب
اردفت بصوتٍ ناعمًا : حمد الله علي سلامتك، الحمد لله انك بخير
كانت رقيقه بطريقه جعلته ناسيآ ان يخفض عينيه عنها، منجذبآ لتلك العينين الذهبيتين و التي لاول مرة يراها بذلك القرب
انتبه علي سؤالها : مين اللي عمل كده
غض الطرف عنها مجيبآ بعد ان اجلي صوته : الله اعلم
_ بلغتوا الشرطه
_ ايوة، و بيعملوا اللازم
اومات برأسها و تحركت لخارج الغرفه، استوقفها صوته قائلا : انا محقوق لك كمان مرة
التفت اليه هذه المرة لكن بابتسامه عذبه : معقوله صقر الجارحي محقوق ليا مرتين في ساعة واحده
ابتسم لها تلك الابتسامه التي اظهرت غمازته لها و لاسمه الذي يستمعه منها لاول مرة : المرة دي محقوق لك عن كلامي اخر مرة
ضحكت كارما و هتفت : امممم لا في دي عندك حق بصراحه
ثم تابعت و قالت: و انت كمان ماتزعلش مني
حرك رأسه و قال : حصل خير يا بت عمي
تتبعها حتي اختفت عن انظارة ، مرتاحآ لتلك الهدنه الغير معلنه بينهما…
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
انتظرها و هو يدخن بشراهه، كاد يصاب بالجنون من وقت معرفته من ابنه ما دبرة مجد في محاوله ق*ل صقر، يخشي ان تأتي سيرة ابنه و يدفع هو ثمنها.
استمع للطرقات الخافته و فتح بابه علي الفور.
دخلت سعاد بأنفاس لاهثه : ايه يا كامل ده وقت تطلبني فيه، ماانت عارف المصيبه اللي في الدار
جذبها من ذراعها و قال : ايوة عرفت، المهم صقر عامل ايه
اجابته بأستغراب : انت جايبني تسألني عن صقر يا كامل
نهرها و قال: اخلصي يا سعاد
قالت له : كويس، الدكتور خرج له الرصاصه و النهارده بدء يتحرك
سأل مرة اخري مترقبآ: و عرفوا مين اللي عمل كده
_ لا ما حدش يعرف ، بس مش هايسييوة ما انت عارف صقر مش هايسيب حقه
ارتمي علي مقعده و بقلق: عارف…عارف
اقتربت منه و قالت : مالك يا كامل في ايه
هب واقفآ و اجابها: مافيش يا سعاد، ارجعي عشان محدش يحس بحاجه، بس لما اكلمك في التليفون تردي علي طول
نفذت أمرة دون مناقشه كعادتها و قالت : حاضر يا كامل
،،،،،،،،،،،،، ، ،،،،،،،
دي اقولك يا صقر ييه
كلمات قالها المحقق لمركز الشرطه التابع للمركز، اثناء تحقيقه مع صقر لمعرفة من حاول ق*له
اجابه صقر بثبات: ايوة يا حضرة الظابط
وقف المحقق و قال :اتمني ما يكونش في حاجه ما قولتهاش في التحقيق
قال صقر بهدوء: و هو في حاجه تخفي علي الحكومه برضو، تلاقيه عيار طايش
حرك المحقق رأسه بعدم اقتناع: ياريت لو حصل جديد تبلغونا
انصرف المحقق، تطلع عتمان لحفيده قائلا: انت عارف مين اللي عمل كده
صمت صقر لبره و قال بوضوح: شاكك يا جدي، ماقدرش اقول حد بعينه يمكن اكون ظالمه
هتف عتمان متسائلا بترقب: و لو اتأكدت
احتدت عينيه و قال : اكيد هاسيب الحكومه تجيب حقي
قال عتمان و قد انتابه القلق : اوعي لحالك يا صقر… مش عايز ضهري يتقسم بيك كفايه اللي راح
اجابه صقر علي الفور : بعد الشر عليك يا جدي….
اردف عتمان : خد بالك علي نفسك يابني
ابتسم له صقر يطمأنه : ما تقلقش عليا
حرك الجد رأسه و استقام واقفا، فاتسائل صقر : رايح فين يا جدي
اجابه علي تسائله : رايح لكارما اطيب خاطرها بكلمتين ، اتشغلت فيك و عارف ان كلام ايناس زعلها
_ لا ما انا راضيتها
رفع عتمان حاجبيه و قال : راضيتها !
اخفض صقر عينيه عنه و اجاب : ايوة ، كنت بتشكرها علي اللي عملته معايا، و طيبت خاطرها بكلمتين كده
اخفي الجد ابتسامته و هتف : كويس انك عملت كده، ما هي زي زهرة برضو
ارتفعت عينيه علي الفور لجده ، الذي رأي بهما الرفض و الذي لم يستطع صقر ان يعلنها بعد.
ضحك الجد و تسرب ذلك الامل بداخله، متمنيآ ان يخطوا حفيده اولي خطواته نحو العشق.
،،،،،،،،،،،،،،،،،
جافاها النوم في ذلك الوقت المتأخر ، فتحت شرفتها و استندت بساعديها علي السور، تتطلع لمكان الاستطبل الذي يحيطه الانوار من كل اتجاه ، بعد ما كان في ظلامآ مُعتم اول امس فقد.
استمعت لذلك الصوت الذي اصبحت تعرفه جيدآ حتي بتقلباته ، مثل الآن….. يتحدث في هاتفه ملقيآ اوامرة كعادته، نبرته لا تحمل النقاش حتي.
انتهي ثم وضع هاتفه علي سور شرفته ، التفت برأسه وجدها تنظر اليه كاتمه ضحكتها
فقال متسائلا : في ايه
ربعت يدها علي صدرها و قالت : صعبان عليا اللي بتكلمه، ادتله شوية اوامر ورا بعض الله يكون معاه و يفتكرهم
ابتسم بجانب فمه ووقال: ده شغل و مش بحب الغلط في الشغل
ولته اهتمامها قائله بمغزي وصل اليه : مش في الشغل بس موضوع اوامرك ده
ضحك بخفوت و قال لها : شكلك لسه شايله مني
رفعت كتفيها و قالت بأقرار: ده طبعك

نظر للمدي المظلم امامه و قال بصوتآ هادئآ: يمكن علشان من صغري نزلت الارض و اتعاملت مع عمال و تجار و معلمين، الكلمه واحده و الغلط يخسرنا سمعه و مال

تسائلت كرما بفضول : و طفولتك

ابتسم صقر و قال : ما كنش في وقت للعب، في عيله مافيهاش ولد غيري و هو اللي هايمسك كل ده
ضيقت حاجبيها بتأثر و تسائلت: المسؤليه صعبه
اجابها : يمكن و انا صغير، دلوقتي لا
ضمت شفتيها و قالت : غريبه اني شيفاك متسلط و مع ذلك محبوب… ما عادا اللي ضربك طبعا
رفع احدي حاجبيه قائلا: متسلط! انتي صريحه جدا
اكملت قائله : و مغرور
_ كمان
هتفت كارما بترقب: زودتها انا صح

حرك رأسه و قال ضاحكآ بخفوت : لا خالص
التفت برأسها الجهه الاخري كاتمه ضحكه كادت تنفلت منها .

عم الصمت بينهما و كلا منهما ينظر للامام، لا تنكر انها الفت حديثه و استرساله اليوم في حديثه معها رغم شعورها بالاضطراب الذي دائما ما تشعر به في حضرته.

نظر لذلك الكتاب الملقي علي الكرسي المحاور لها متسائلا: بتقري ايه
جذبت الكتاب و قالت له : كتاب من مكتبتك علي فكرة ، بصراحه حاسه اني لاقيت كنز لاني بكون زهقانه

_ انتي الوحيده اللي سمحت لها تدخل المكتبة
اخفضت عينيها بخجل و
ابتسمت له و قالت : متشكره
شعرت بتلك النسمات البارده، قالت له : الجو برد ادخل انت لسه تعبان
رغم شعورة بالتعب من فترة، الا انه لم يريد ان يقطع ذلك الحوار الهادئ لاول مرة بينهما، الا ان بدءت النغزات في الازدياد بآلم فقال صقر : و انتي كمان… تصبحي علي خير
_ صقر
توقف و اغمض عينيه لصوتها المنادي و تلك الخفقه التي احدثها قلبه، التي بادت تقلقه بحضور تلك التي تنطق اسمه بطريقه خاصة بها.
_ انت زعلت لما قولت انك متسلط و مغرور
نظر لها هذه المرة مطولآ مما اربكها و وقال بخفوت: عمري ما كنت بهتم برأي حد بيا ….بس
نظرت اليه بعينين ذهبتين تسحرانه
_ بس انتي الوحيده اللي مش عايزها تشوفني كده
ارتبكت كارما و زاغت عينيها، أشار لها بالدخول، و لم تنتظر المزيد و دخلت، القت بنفسها علي فراشها و ابتسامه رقيقه زينت ثغرها .. واضعه يدها علي ذلك الذي يخفق بتسارع دقاته و يبدو ان هناك حدث جلل علي وشك الحدوث .
يتبع…
الخامس عشر
طرق باب غرفتها و عندما فتحت شهقت لمرآته و يده المصابه معلقه علي صدرة فقالت زهرة : ما ندتش عليا ليه و اجيلك، كده تتعب نفسك
اجابها و هو يدخل :عايز اعرف رئيك في العريس
تبدلت ملامحها و اخفضت وجهها فا تسائل صقر : الحادثه اللي حصلت أجلت كلامي معاكي في حكايه العريس و ماسألتكيش. ايه رئيك يا زهرة

اجابته بتردد : مش عارفه

انحني بنصفه العلوي الامام و قاال بهدوء : انا مش عايز احيرك اكتر، بس في عريس تاني متقدملك

هتفت بضيق و نبرة لا تمتلك من الحماس ذرة: كمان! … مش فارقه يا صقر اعمل اللي انت شايفه

_ اعمل اللي انا شايفه ايه هو انا اللي هاتجوز، يابنتي ما تكلمي و هو في حد هايغصبك علي حاجه
ماذا تقول… و رغبة الزواج آمر كان مؤجل بالنسبة لها علي أمل ان يتقدم ذلك البعيد و ينالها قبل ان يمتلكها آخر…
اختلجت انفاسها و قالت بأختناق : مش عارفه ، انا ماعرفش حد فيهم

_ لا في حد منهم تعرفيه
_ مين؟
اجابها صقر موضحآ : كريم صاحبي

انت في الصفحة 4 من 11 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل