منوعات

قلوب تائهة بقلم سهام صادق الثانى

الــفـــصـــل الــحـــادي عـــشـــر.
لحظات معدوده جمعتهم بقلوب عاشقه ،
نظرا لها مبتسما وهو يراها تبتعد عنه ، وعيونهاا تتهرب منه من تماسك خجلهاا ، ظل يتأملهاا وهو يراهاا تلتف سريعاا حولهاا ، ثم قالت بأرتباك: هقوم احضرلك الفطار
بدأت ضحكاته تتعالا وهو يري تماسك ارتباكهاا ، نهض من علي الفراش وبدء يرتدي سُترته ومازالت ضحكاته مستمره عليها
نظرت له بضيق شديد وكادت ان تغادر من الغرفه ، ولكنه كان اسرع منها فأمسك يديهاا واقترب منها وهو يقول : مع اني مش بمشاعر طيبة أفطر، بس هفطر معاكي النهارده
تحولت نظراتها سريعاا اليه التي تعبر عن سعادتها، ثم غادرت الغرفه وقلبها يتراقص من الفرح ، وهو يري صامشاعر طيبةه يغمرهه بتلك السعاده
تتابعها بعينيه وهو شارداا بها ، شاردا بملاكه الصغير الذي يرضيه أبسط شئ حتي لو أبتسامة صغيره ، تنهد بأسي وهو يتذكر كلامه البارحه وكيف ظرف غير مقصودها بكلماته بدون أن يشعر
………………………………………….. …………..
افاقت من نومهاا ، وهي تود ان تراه الان نائم بجانبهاا ..
تطلعت بأعينها بأسي وهي تتخيله بجانبها ، ولكن قد خاب ظنهاا ، نظرت الي هاتفهاا وهي تتمني أن تجد منه اتصالا او رسالة يعتذر بهاا عن ليلة امس ، ولكنه أيضا لم يتذكرها ، تنهدت بأسي وهي تري نفسها مثل الطفله الصغيره التي تمشاعر متباينة حين يوعدها ابهاا بعروس لعبه ويخيب ظنهاا ، فقد تعلقت به حقاا وعصفت بكل شئ مقابل ان تقضي لحظات تختطفهاا من الزمن لتكون بجانبه ، كانت تعلم تماما بأنه سيأتي يوم وستصبح فيه مجرد غريبه بالنسبه له ، او بالأصح ستكون ليس اكثر من ذكري فقط
_
يالها من لحظات قاسيه عنأثر طفيفا تجد نفسك أصبحت ذكري لأحد كان بالنسبه لك كل شئ ، تنهدت بأسي وهي تتذكر طفلهاا الصغير، تمنت لو عادت الايام ثانية مثلما كانت فتاة في الثامنة عشر من عمرها وتزوجت ممن امشاعر طيبةه قلبها وانجبت منه طفلا يشبهه كثيرا وعاشت معه مثلما كانت تتمني
ولكن ليس كل مايتمنه المرء يُحصل عليه… نهضت من فراشهاا وهي تبحث عن قرصا لتتناوله ليخفف ذاك الصداع المؤلم
………………………………………….. ………
كان يتأملها وهو يرتشف فنجان قهوته ، وكلما تلاقت اعينهم أبتعدت بنظرها بأي شئ لتمنع تلك الخجل ان يظهر علي وجهها ويفضحهاا ، كان يبتسم بداخله وهو يري ارتباكهاا هذا ، اقترب منها قليلاا وهمس في احد اذنيها وقال :
تسلم أيدك علي الفطار … ونهض من علي كرسيه وهو يقول لهاا : عايزه حاجه يامريم قبل ما امشي
أبتسمت له وهي تخفض رأسها وقالت : شكراا
تطلع لها قليلا وقبل ان يغادر ، نهضت من علي كرسيهاا وأقتربت منه وهي تقول : خلي بالك من نفسك
وبدون ان يشعر وجد قلبه يبتسم قبل شفتيهه .. وقال : حاضر
نطقت أسمه ، وكأن صوتها قد أتي من مكان بعيداا .. وقالت:
استودعك الله الذي لا تضيع ودائعه
_
وكأن قلبه كان يود أن يسمع تلك الدعاء الجميل ، وكأن عينه كانت تتمني ان تري تلك النظر الحانيه ، وكأن أذنيه كانت تشتاق أن تسمع مثلا هذا الصوت الحاني ، الذي لا يطلب شيئا من الله سوا ان يحفظه له … تأملهاا قليلاا وهو يود ان يجري عليهاا ليحتضنها وينسي العالم بأكمله معهاا ، فلحظات قليله قد جمعتهم جعلته لا يريد ان يبتعد عنها ، وكأنها مثل المغناطيس تجذب كل شئ حولهااا بتلك البرائه والطيبه التي تمتلكهاا …. غادر سريعااا وهو يشعر بأن كيانه كله قد أهتز وبأن قلبه التائه قد اصبح ضائعااا
فتح السائق له باب سيارته ، وظل يحدثه وهو ليس سواا في عالم الاحلام الذي صنعه قلبه مع ملاكه الصغير … الي ان ان افاق من شرودهه وقال : بتقول حاجه يا حسن
حسن بأبتسامه : لا ياأدهم باشا، بس كنت عايز اسأل هنروح الشركه ولا الفيله
ادهم بتنهد : لاء الشركه ياحسن
………………………………………….. …………
أثر طفيفوع تكاد تظرف غير مقصودها ، وهي تري نفسها بذاك الفستان الذي باتت به ليلة امس ، وضعت يدهاا علي ذاك الجنين الذي بدأت تشعر بوجودهه ، ظلت تتحسسه وأثر طفيفوعهاا تخترق قلبهاا قبل عينيها وهي تقول : مامي وحشه يامشاعر طيبةيبي ، وحشه اوووي عشان باعت نفسهاا لبابي ، بس بابي ضحك علي مامي وهي صدقته عشان كانت فاكره انه بيمشاعر طيبةها ، بس بابي مكنش بيمشاعر طيبةها ، وكأن شايفهاا مجرد لعبه عايز يتسلي بيها ، شوفت بابي كسر مامي ازاي ، ثم تنهدت بأسي وهي تقول : بس انت هتكون بيبي حلو وتمشاعر طيبة مامي صح عشان مامي بتمشاعر طيبةك اووي … وسقطت أثر طفيفعه من عينيها وهي تقول : وبابي كمان هيمشاعر طيبةك يامشاعر طيبةيبي عشان انت هتكون ابنه مشاعر طيبةيبه ..
ظلت تحادث جنينها ، وكأنه شخص يسمعهاا ، ولكنه هو الوحيد الذي يشعر بحزنهاا هذا … قطع شرودهاا وهو يطرق عليها باب غرفتها وقال : يلاا ياشاهي عشان تفطري
كانت تسمع صوته وهي لا تستطيع ان ترد عليه بشئ وكأن لسانهاا توقف عن الكلام
اياد : شاهي ردي علياا ياشاهي ، طب افتحي الباب
ظل يندهه عليهاا وكاد ان يحطم باب غرفتهاا ، ولكنه توقف عنأثر طفيفا رئها تفتح له باب غرفتها بتلك الهيئه وكأنها قضت معظم ليلتها تبكي
_
أياد بيقظة : انتي كويسه ياشاهي ، اجيبلك دكتور
نظرت له بعيون تُعاتب من كان سبباً في بكائهاا .. وبعد وقتا قصير قالت : انا كويسه ، متشغلش بالك بيا
أياد بتنهد : طب أدخلي غيري هدومك وتعالي افطري ، انتي ماكلتيش حاجه من امبارح
تنهدت بسخريه وهي تقول : خايف عليناا
أياد : ايوه ياشاهي خايف عليكم ، ويلا ادخلي غيري هدومك عشان تفطري
نظرت له بألم شديد ، والتفت بوجهها بعيدا عنه
تتابعها بنظرهه بتألم علي حالهاا فوضع يدهه علي كتفيها وهو يقول بصوت حاني : انا هنزل استناكي تحت عشان نفطر سواا
تنهدت بأسي ، وذهبت لخزانتهاا لتخرج بعض ملابسهاا
………………………………………….. ………..

السابقانت في الصفحة 1 من 41 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
6

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل