منوعات

سمرا فى قبضه الشيـ,ـطان الثانى

الفصل السادس

وصلت سمرا إلى المنزل ، و عندما دخلت نادت على والدتها و لكن لم يأتيها ردا ، فتوجهت ناحية الغرفه لتجد والدتها جالسه على الفراش و تبكى بشده ، ما أن رأتها حتى أسرعت بأحتضانها قائله بقلق :”مالك يامه أيه اللى حصل يخليكِ تعيطى كده !؟
رفعت فاطمه كفها و جففت عبراتها ، ثم مدت يدها لتمسح على شعر سمرا قائله بهدوء :” سامحينى يا بنتى ، سامحينى أنتِ و أختك على أي حاجه عملتها ”
نظرت إلى والدتها بغموض متسائله :” هو .. هو فيه حاجه حصلت يا أمه !؟”
حاولت فاطمه رسم الأبتسامه على ثغرها ، ثم وضعت كفها على وجنة سمرا قائله :” مافيش يا حبيبتى .. مافيش ”
ثم وقفت قائله بضحك مُزيف رغم الألم الطي بها :” قومي يلا علشان نعمل حاجه تتاكل بدل ما البت آلاء تيجي و متلاقيش ممكن تاكلنا أحنا ”
ضحكت على مُزاح والدتها و توجهت معها إلى الخارج و هى تسرد لها عن عملها الجديد و كم سيعطوها من راتب لم تتوقعه بتاتاً .
………………………….
بسنتر صافي ،،
ظل ثلاثتهم يتفقوا على ما سيفعلونه و شاهدوا معاً تلك الفيديوهات التى قام شهاب بتصويرها للفتيات و هن فاقدات الوعي و لا يعلمن عنها شيئاً .
ألتفت شاهر ناحية صديقه قائلاً بهدوء :” كده دول تلت بنات فى الفيديو لسه هنجيبهم ، غير أتنين جبناهم فى القصر عندى .. و مش ناسيين كام بنت من اللى كانوا بيشتغلوا مع كامل .. تمام كده ”
حك شهاب رأسه معلقاً :” بس البنات اللى كانوا مع كامل واقعين .. يعنى لامؤاخذه كده مستعملين !”
” طيب و فيها أيه .. أحنا كده هيبقي معانا خمس بنات لسه على بياض .. دول المره الأولى ليهم بناخد فيها سعر أكتر .. و بعد كده هيشتغلوا عادى ”
وضعت صافى ساق فوق ساق و لوت فمها بضيق متدخله فى الحديث :” بس مش كده يا شاهر خطر .. أكيد البنات ليهم أهل و هيدورا عليهم لمَ يختفوا فجاءه كده !”
أبتسم بسخريه و هو يحدق بها بثبات قبل أن يقول :” طب ما يدوروا .. حلينى بقي محاضر و بهدله و الجو ده .. و فى الأخر أيه .. أختفاء فى ظروف غامضه و يتحفظ المحضر ، و هيطلع على بناتهم كلام زفت .. اللى يقول عرفت واحد و هربت معاه و اللى يقول طفشت من أهلها و اللى يقول غلطت مع حد و خافت من الفضيحه فأختفت و اللى و اللى …. خصوصاً إن مش هيبقي فى أي أثر ليها !”
لوت خصلتها على أصبعها قائله بأعجاب شديد :” لأ برافو .. أيه أفكار الشياطين دى .. لأ بجد أحسن حاجه إنك جيت بدل كامل ”
أكتفى بأبتسامة أستخفاف ، ثم أنتقل بنظره ناحية شهاب متسائلاً :” معاك أرقام التلت بنات و عناوينهم مش كده !؟”
حرك رأسه بالأيجاب قائلاً :” اه وقت ما تحب هنجيبهم ”
وقف قائلاً :” تمام أوى .. قوم بينا يلا هنروح الكباريه نظبط كل حاجه لأن كمان كام يوم و هنرجع نفتحه من جديد ”
” تمام يلا بينا ”
و غادر كلاً من شاهر و شهاب بينما ظلت عينى صافي معلقه بشاهر حتى أختفت و لمعت عيناها بمكر قائله :” دماغك سم يا ابن الشياطين ! ”
………………………..
بعد عدة أيام ،،،
كان شاهر و شهاب يتأكدون من التجهيزات لأجل الأفتتاح اليوم ، ترك شاهر ما بيده و ألتفت ناحية شهاب متسائلاً :” عملت أيه !؟”
” أتصلت بالبنات و قولتلهم إن في حاجه تخصهم لازم ييجوا ياخدوها ، طبعاً يفتكرونى بغلس و الجو ده ، لكن لمَ بعت صوره ليهم أترعبوا ، و أديتهم العنوان على هنا القصر و زمانهم على وصول بس ..”
عقد حاجبيه متسائلاً :” بس أيه .. ماتكمل !”
لوى فمه بضيق قائلاً :” أتنين بس اللى جايين ”
” و التالته فين بقي إن شاء الله .. كلتها القطه و لا أيه ! ”
” لا يا سيدى .. اللى اسمها مى أختفت ، موبيلها مغلق ”
رفع أحد حاجبيه و هو يحك ذقنه معلقاً بمكر :” أختفت ..!”
أزدرد لعابه بصعوبه و فرك كلتا يديه معاً بتوتر قائلاً :” اه .. اه شكلها سافرت .. و كمان روحتلها بيتها ملقتش .. حد !”
لمعت عينى شاهر بخبث و هو ينظر لكل حركه تصدر من صديقه ، ثم رفع كفه ليضعه على كتف شهاب معلقاً بسخريه :” فداك .. و لا يهمك يا حبيبى !”
و أتجه ليجلس على أحد المقاعد ، بينما ظلت عينى شهاب تتبعاه بتوجس حتى جلس ، ثم أخذ نفسه براحه و جلس هو الأخر على أحدى المقاعد و أستند بظهره عليه ليغمض عيناه و يتذكر ..
¤¤¤¤¤
نزلت مى من سيارة الأجره أمام أحدى العقارات و ما كادت أن تدخلها حتى وجدت من ينادى عليها قائلاً :” أنسه مى .. لو سمحتى يا أنسه !”
ألتفتت للخلف لتجده هو ، عقدت ذراعيها أمام صدرها و لوت فمها بضيق قائله :” نعم .. أفندم حضرتك .. عايز أيه جاي ورايا ليه أقدر أفهم !؟ ”
حرك شهاب رأسه بالموافقه و أقترب منها بهدوء قائلاً :” لو سمحتى أنتِ لازم تمشي من هنا ”
فكت أنعقاد ذراعيها و تسائلت بعدم فهم :” أفندم .. أنا مش فاهمه ، هو .. هو أنت شارب حاجه و جاى تهزر ! ”
أغمض عينيه و أخذ نفساً عميقاً قبل أن يفتحهما قائلاً بهدوء :” صدقينى مش هقدر أفهمك ليه .. بس هتتشكرينى على ده .. رقم موبيلك ده يتغير لو سمحتى .. حاولى تسافرى يومين عند حد من قرايبك .. و لو مش هتسافرى ماتخرجيش من البيت خالص لو سمحتى ، ده فى مصلحتك أنتِ لأن لو ظهرتى اليومين دول بجد هتندمى جداً أنا عملت اللى عليا و قولتلك .. سلام !
غادر شهاب بسيارته ، بينما ظلت مى مصدومه مكانها لا تعرف ما يعنيه هذا .. و لكن من الواضح أنه يتحدث بجديه ، فسارت عدة خطوات نحو الشارع و عيناها تتابعان سيارته حتى أختفت و عقلها لازال يفكر فيما حدث ، ثم ألتفت و صعدت عدة درجات خارج المبنى و توجهت إلى الداخل و لكن وقفت مكانها و سقطت حقيبتها من يدها و كادت أن تصرخ و لكن ..
ظل شهاب يتجول بسيارته حتى وقف فى أحد المناطق الهادئه و ظل يفكر محدثاً نفسه بـ :” كده أحسن .. بعدتها عنهم هى شكلها غلبانه و بنت ناس و مش حمل البهدله دى ..
¤¤¤¤¤
كانتا عينان شاهر مثبتاتان على شهاب و هو شارد هكذا .. ثم أبتسم بمكر و رفع كأسه ليرتشفه و ما زال يتابعه .
توجهت آنجيلا إلى داخل الكباريه ، و ظلت تبحث عن شاهر حتى وقعت عيناها عليه .. فأت جهت ناحيته قائله :” مستر شاهر .. قد أتت أحدى الفتاتان إلى القصر و هى بأنتظارك ”
رفع وجهه لينظر إليها و لازالت الأبتسامه الماكره تزين ثغره ، ثم وقف و عدّل من جاكته قائلاً :” حسناً .. هيا بنا آنجيلا ”
و توجهوا إلى القصر ، بينما ظل شهاب بالكباريه و هو على نفس الحاله .
…………………………
بسنترصافي ،،،،
أقتربت سمرا من أحدى الأبواب الخلفيه بالمحل ، ثم تراجعت و هى تعقد حاجبيها و تحك رأسها ، و أقتربت مره ثانيه لتدقق السمع و ما هى إلا لحظات حتى وجدت من يخبط بخفه على كتفها حتى فزعت مكانها و ألتفت لتجد صافى تنظر إليها بضيق و هى تضع أحدى كفيها فى منتصف خصرها قائله :” واققه عندك بتعملى أيه يا سمرا !؟”
حاولت سمرا ألتقاط أنفاسها فظهور صافي فجاءه بهذا الشكل قد أخافها ، و تحدثت قائله بتلعثم :” أصل .. أصل يا هانم في صوت مكتوم جاى من جوه الأوضه دى فخايفه لحسن تكون فى قطه محبوسه جوه و لا حاجه و ناخد أحنا ذنبها ”
نظرت صافى ناحية باب الغرفه ، ثم أعادت نظرها إلى سمرا قائله بجمود : ” مالكيش دعوه بالأوضه دى .. أنا مش قولتلك الأوضه دى ماتقربيش منها ! ”
” اه .. اه معاكِ حق يا هانم .. بس ..”
قاطعت صافى حديثها قائله بصرامه و غضب :” سمرا .. مش قبل ما تشتغلي قولتلك أنا عايزاكِ خرسه و طرمه و عاميه !”
لوت فمها بضيق قائله :” حصل يا هانم ”
رفعت كفها لتضعه على كتف سمرا قائله بنبره يشوبها التحذير قبل أن ترحل :” كلى عيش يا سمرا .. بلاش فضولك ده ! ”
و سارت إلى الخارج ، بينما ظلت عينى سمرا تتابعانها حتى ما أختفت فقلدتها بسخريه قائله :” كلي عيش يا سمرا .. وليه دمها يلطش و مستصغره نفسها ، جاتها نيله فى شكلها اللى يلطش ده ”
ثم ألتقطت الممسحه و المكنسه و سارت قائله :” أما أروح أكمل تنضيف أنا أحسن !”
…………………..
بقصر شاهر ،،،،
وقفت فتاه أمام شاهر بجسد مرتعش قائله ببكاء و رجاء :” أبوس أيدك يا بيه .. هات الفيديو اللى معاكوا ده .. أنا مش بتاعت بهدله و معرفش ده حصل أمتى و أزاى !؟
أبتسم شاهر بخبث و وقف ليعيد حديثه مره أخرى إلى الفتاه التاليه ، و ما أن أنتهى حتى أمر الحراس بأخذها إلى الغرفه السفليه بالقصر ، و بعد هذا توجه ناحية المكتب ، و أمسك الهاتف ليعبث بعدة أزراره حتى أتاه صوت صافى هاتفه :” أيوه يا شاهر بيه !؟ ”
” الأمانه عندك مش كده !؟”
” عيب يا باشا ده أنا صافي .. بس أوعى أنت تنسانى فى عمولتى ، أنت عارف إن اللى أنا عملته ده فيه خطر عليا ، بس عملته علشان خاطر عيونك و بس ”
أبتسم بسخريه قائلاً :” عيونى برضو .. يلا هعديهالك بمزاجى .. بس المهم أنا جايلك دلوقت ، حاولى تتصلى أنتِ بشهاب و خليه يروحلك المحل ”
” أنت تؤمر يا باشا .. مع السلامه ”
أغلق شاهر المكالمه ، و ثبت نظره على نقطة ما بالجدار و حك ذقنه قائلاً :” أحسن حاجه فى الدنيا دى إنك ما تأمنش لحد أبداً .. مهما كان !”
ثم وقف و توجه ناحية الخارج .
…………………….
بسنتر صافي ،،،،
نفذت صافي ما طلبه منها شاهر ، و قامت بالأتصال بشهاب و أخبرته إن شاهر يريد رؤيته بالمحل ، و أغلقت المكالمه ثم نادت على سمرا .
وقفت سمرا قبالتها و هى تجفف يديها هاتفه :” أيوه يا صافى هانم !؟”
أشارت لها قائله :” روحى غيري هدوم الشغل دى و روحى بدرى النهارده علشان فى ناس مهمه جيالى ”
” بس يا هانم أنا لسه ماخلصتش تنضيف !”
” مش مهم .. معاكِ المفتاح أبقي تالعى بكره بدرى شويه كملى ”
ثم مدت يدها في حقيبتها و أخرجت بعض النقود و أعطتهم لسمرا قائله :” أنتِ كنتِ قولتيلي على فلوس محتاجها .. خدى دول أهو من مرتبك ”
أخذت سمرا النقود منها قائله بأبتسامه :” ربنا يكرمك يا هانم .. و الله هجيب أكل و طلبات للبيت مهـ..”
” خلاص خلاص .. أنتِ هتشحتى ، دول هخصمهم من مرتبك أخر الشهر ، يلا روحى غيري هدومك علشان تلحقي تمشي ”
توجهت سمرا إلى أحدى الجوانب بالمحل و وضعت حافظة نقودها على الطاوله ثم ألتقطت حقيبتها و أخرجت عباءه سوداء و أرتدتها فوق ملابسها و عدّلت من وضعية الحجاب على رأسها ، و توجهت إلى الخارج و لم تتذكر أن تتناول حافظة نقودها ..!
……………………
بعد فتره ليست بطويله وصل شهاب إلي المحل و ظل يتحدث مع صافى فى عدة مواضيع متفرقه ، حتى وصل شاهر .
فك شاهر زرار جاكته الخاص و جلس على الأريكه و وضع ساق فوق ساق و وهو يوزع نظراته بين كلاً من صافي و شهاب ، ثم مال بجزعه قليلاً ليستند بمرفقيه على ركبتيه قائلاً بثبات :” مش أحنا أتفقنا هنكون سوا مع بعض من الأول .. و مفينش من حركات قلة الأصل !”
وزع كلاً من صافي و شهاب نظراتهم بين بعض ، ثم أبتسمت صافي قائله بدلال :” بقي أنا أندل معاك يا شاهر !”
ثبت شاهر نظره على صديقه الذى بدى الخوف و التوتر بلادياً على معالم وجهه ، فأبتسم قائلاً بمكر :” مالك يا شهاب .. وشك عرق فجاءه كده ليه !؟”
” ابد.. ابداً .. مافيش .. بس قولى أن قصدك أيه !؟”
لمعت عيني شاهر بمكر و أرجع ظهره للخلف و هو مثبت نظره على شهاب ..
¤¤¤¤¤
قبل يومان ..
وصل شاهر بسيارته أمام سنتر صافي و لكن توقف بعيداً عندما لمح صديقه يتحدث مع أحدى الفتيات بالخارج التى كان يبدو عليها الضيق ، و أوقفت سيارة أجرة و أنطلقت بها ، بينما أستقل شادى سيارته و لحق بها .
عقد شاهر حاجبيه ، ثم فكر قليلاً و أدار مفتاح السياره ليتبعهما .
أوقف شاهر السياره بعيداً بمسافه عن المكان الذى توقفت فيه سيارة الأجرة و ظل يتابع بعيناه عندما نادى شهاب على الفتاه و ظل يتحدث معها ، فدار بعقله عدة أشياء ، و عندما لمح الفتاه تسير لتقف بمنتصف الشارع و تتابع سيارة شهاب أستغل هو أنشغالها هذا و نزل من السياره و توجه ناحية المبنى بحذر .
و ما أن دخلت الفتاه حتى ، حتى خرج قبالتها و هو يمسك سلاحاً بيده ، كادت هى أن تصرخ ، و لكنه أسرع بضربها بظهر السلاح فى رأسها لتسقط فاقده الوعى ، و أستغل هو تأخر الوقت و المكان خالى تماماً ، و قام بحملها و توجه إلى الخارج ..
¤¤¤¤¤
عندما لاحظ شهاب شروده كرر سؤاله :” شاهر فيه أيه .. تقصد أيه بكلامك ده !؟”
أنتبه له و لازالت تلك الأبتسامه الوضيعه على ثغره و وقف قائلاً :” تعالوا معايا ”
و بالفعل وقف كلاهما و تبعا شاهر الذى توجه إلى الغرفه الخلفيه و فتحها و توجه لداخلها ، بينما نظر شهاب إلى صافي بأستفهام ، فأبتسمت هى و أشارت له بالدخول ، و بمجرد أن دخل حتى تسمر مكانه عندما رآها مقيده الأيدى و مكممة الفم ، فقط تتطلق أنيناً و بكاءاً مكتوماً و هى تنظر إليه برجاء .
كادت أن تخرج عيناه من مقلتيهما ، و ألتفت إلى شاهر الذى كانت تزين ثغره أبتسامه تافهه ..!
………………………….
في غصون هذا …
صعدت سمرا إلى الحافله التى كانت مزدحمه بشده ، و أضطرت أن تقف في وسط الزحام ، و ما كادت الحافله أن تتحرك ، حتى مدت يدها في حقيبتها لتبحث عن حافظة نقودها و لكنها لم تجدها ، فتذكرت أنها قد نستها بمحل تلك البغيضه المسماه صافى ، و حاولت أن تتحرك بين هذا الحشد ، حتى أستطاعت أخيراً أن تنزل من الحافله قبل أن تزداد سرعتها و توجهت عائده إلى المحل ..!
………………..
بشقة عامر ،،
وقف عامر بالشرفه يتطلع إلى مشهد النيل أمامه ، و شرد قليلاً و هو يتذكر حياته مع زوجته نورهان التى كانت ممتلئه بالمشاكل ، كان يظن أن مجئ ابنته مريم سوف تتصلح الأحوال بينهم .. و لكن لم يمر أشهر على ولادة الصغيره حتى كانا منفصلان ، و ها هو حُرم من ابنته الصغيره و لا يراها إلا كل فتره كبيره عدة ساعات قليله ، فأغمض عينيه بآسي و أطلق تنهيده طويله ، ثم ظهر على ثغره شبح أبتسامه عندما تذكر تلك السمراء المشاغبه ، و طريقتها بالرد و الحديث ، و ضحك عندما تخيلها و هى تحاول أخذ حقها من ذلك السائق و أنهالت عليه بالضرب و لم تفكر بما سيحدث .
أخرجه من شروده رنين هاتفه ، ليجد أن المتصل هى نجلاء ، فضغط على زر الأيجاب قائلاً بهدوء :” أيوه يا نجلاء !”
” أيه يا عامر أنت .. حد يكلم اللى هتكون خطيبته كمان كام يوم بالطريقه دى !”
” معلش يا نجلاء ، كنت سرحان شويه ”
” سرحان ..اممم ، أكيد سرحان فيا مش كده .. أسكت مش الشبكه اللى أشتريناها النهارده عجبت العيله كلها ”
” اه هى حلوه ..”
” مالك يا عامر .. بترد ليه من غير نفس ، هو أنت مش فرحان زيي و لا أيه !”
” لا فرحان طبعاً .. المهم أنا هنام دلوقت علشان عندى شغل الصبح ، و خلى بالك من نفسك لحد الخطوبه يا حبيبتى ، مع السلامه ”
أنهى عامر المكالمه و زفر بهدوء قائلاً :” الحمد لله إنى لحقت قفلت .. دى رغايه أوى و أنا مصدع جداً ”
ثم توجه إلى الداخل ..
………………………..
بفيلا حسن ،،،،
أنزل حسن رأسه قائلاً بحزن :” يعنى فاطمه مش عايزه تسامحنى يا حسناء !”
حركت رأسها بحزن قائله :” للأسف دلوقت لأ .. بس إن شاء الله هفضل وراها لحد ما تسامحك يا عمو حسن ماتقلقش أنت ”
” أنتِ قولتيلي هى عندها كام بنت !؟”
” عندها بنتين .. الكبيره سمرا عندها عشرين سنه ، و الصغيره آلاء اتناشر سنه ”
” أكيد شبه فاطمه مش كده !؟”
” للأسف ماشفتهمش ”
رفع وجهه لينظر إليها قائلاً بأبتسامه طفيفه :” تعرفي يا حسناء ، نسرين بنتى الله يرحمها كانت نسخه من فاطمه فى شبابها ، أصل فاطمه دى كانت جميله أوى .. عينيها عسلي و شعرها بنى و سمارها ليه جمال تانى .. نسرين كانت شبها أوى ”
أبتسمت حسناء و هى تستمع إلى وصف حسن ، ثم نظر هو إليها قائلاً بهدوء :” حسناء ممكن أطلب منك طلب !؟”
أبتسمت مُجيبه :” أكيد طبعاً يا عمو حضرتك تؤمرنى .. أنت فى مكانة والدى الله يرحمه تمام ”
حرك رأسه بالموافقه و هو يبتسم قبل أن يقول :” و ده العشم يا بنتى .. بصي أنا عايز أشوف بنات فاطمه ”
عقدت حاجبيها قائله بتوجس :” بس .. بس أكيد هى مش هتوافق .. احم .. أقصد يعنى حتى دلوقت ، أنا بقول نستنى شويه ”
” معلش .. حاولى ، أنا لازم أشوفهم ، صدقينى ده هيريحنى أوى .. و بعدين مين ضامن عمره كمان ساعتين ! ”
وضعت كفها على يده قائله :” ماتقولش كده .. ربنا يديك طولة العمر ، و تقعد معاها بنفسك هى و بناتها و تقولها على كل حاجه و تتأسفلها بنفسك ، و هى إن شاء الله هتسامحك .”
نظر إليه قائلاً برجاء :” فكرك هتسامحنى !”
” إن شاء الله .. أطمن حضرتك بس ”
أخذ نفساً عميقاً قبل أن يقول :” بس حاولى .. حاولى يا حسناء علشان خاطرى تجيبي البنات أشوفهم بالله عليكِ ، و حيات ابنك ”
أبتسمت قائله بهدوء :” حاضر .. هحاول إن شاء الله ”
………………………….
بالحاره ،،
شردت فاطمه و هى جاسه على الأريكه تتطلع بأبتسامه إلى ابنتها الصغيره و هى تستذكر دروسها ، ثم تنهدت بهدوء و أخرجت صورة ابنتها و ظلت تنظر إليها بأعين دامعه محدثه نفسها بـ :” يا ترى كنت بتذاكرى أزاى يا نسرين أنتِ كمان .. كان نفسي أفضل جنبك و تكبرى على دراعى و فى حضنى ، و أشوفك و أنتِ بتتعلمى المشي و تذاكرى و تروحى المدرسه ، و لمَ تتخرجى ..
ثم تابع ببكاء :” و أشوفك .. أشوفك عروسه يا حبيبتى اااه ..!”
رفعت آلاء وجهها ناحية أمها لتجدها تبكي و تمسك صورة ، فوقفت و أقتربت منها و رفعت كفها لتضعه على كتف أمها قائله بحنو :” مالك يا ماما .. بتعيطي ليه يا حبيبتى !”
ثم تابعت و هى عاقدة الحاجبين و تنظر إلى الصوره التى بيدها متسائله :” و مين اللى فى الصوره دى يا ماما !؟”
أنتبهت فاطمه لسؤال ابنتها هذا و أسرعت بتخبئة الصوره قائله بسرعه :” ها .. لا و لا حاجه ”
“بس اللى في الصوره دى تشبه سمرا أوى يا أمه .. كأنها هى تمام .. مين دى !”
لم تعرف فاطمه بمَ تُجيب ابنتها ، و لكن أنقذها من هذا الموقف العسير صوت طرقات على باب الشقه ، فوقفت و أبتسمت قائله :” أوعى كده يا لولو أما أشوف مين اللى بيخبط ”
و بالفعل توجهت فاطمه ناحية الباب ، و فتحته لتجد جمال يقف بالخارج و يستند بأحدى ذراعيه على الحائط المجاور للباب ، و يده الأخرى في جيب بنطاله و ينظر إليها بأبتسامه .
لوت فاطمه فمها بضيق ، و وضعت يد على يد أمامها متسائله :” نعم .. خير يا جمال ، عايز أيه !؟”
أبتسم بخبث قائلاً ّ” الله .. مافيش أتفضل أشرب حاجه .. و لا أنتوا بُخله يا حماتى !”
نفخت بضيق ، و رفعت كفها لتضربه على كتفه بخفه قائله :” يلا يا جمال من هنا .. و ياريت ماتجيش هنا تانى و لا تتعرض لبناتى .. و الخطوبه و أحنا فضيناها خلاص ، و كل هداياك بعتنهالك .. يعنى خلاص مافيش حاجه تانى بينا !”
ضحك بمكر و حك ذقنه قائلاً بسخريه :” نعم .. سمعينى تانى كده !”
” أيه طرمت .. بقولك مافيش حاجه تانى بينك و بين بنتى ”
صاح قائلاً :” لأ .. لأ فيه يا خالتى .. بنتك متشافه معايا كذا مره فى بير السلم تحت .. و أنا هفضحكوا بقي .. دا أنا أسيحلكوا هنا .. مش بمزاج بنتك لامؤاخذه .. و لا شكلها شايفالها شوفه تانى !”
صاحت به قائله بغضب :” ماتحترم نفسك يا جدع أنت و أنت بتتكلم عن بنتى .. دا أنا أحط الشبشب في بوءك و أكلك بسنانى لو فكرت تجيب سيرتها على لسانك .. سامع .. بنتى متربيه و محترمه و بمية واحد زيك .. و على الله تجيب سيرتها تانى .. و يلا غور من هنا !”
لم تنتظر رده و أسرعت بأغلاق الباب بوجهه دون أن تنتظر رد .
تفاجأ هو بردة فعل المرأه هذه ، و رفع كفه ليحك رأسه من الخلف و ألتف ليجد الجاره عنايات تنظر إليه بأشمئزاز ، ثم لوت فمها و توجهت لتكم صعودها ، بينما رفع هو أحدى حاجبيه و هو يتابعها بعيناه حتى أختفت ، و قلد حركتها المستفزه و هى تضع يداً على يد و تلوى فمها بضيق و هى تطلق صوت مصمصه ، و ضحك بسخريه و توجه لأسفل .
………………………
بسنتر صافي ،،،،
وزع شهاب نظراته بين تلك المقيده و بين رفيقه ، متسائلاً بتلعثم :” هو .. هو فيه أيه يا شاهر ”
لوى شاهر فمه بخبث و أقترب من مى الملقاه على الفراش ، و قبض بقوه على خصلات شعرها ليجبرها على النهوض عن الفراش و مسايرته بالحركه حتى لا تؤلمها رأسها قائلاً بغضب :” بقي يا راجل تبيع صاحبك علشان واحده !”
نظر شهاب إليها و هى تطلق صراخاً مكتوماً و هز رأسه بآسي شديد ، فتابع شاهر قائلاً :” قولتلك أحنا مالناش غير بعض .. بس شكلك لسه بتاع ستات زى ما أنت من ساعة ما كنا سوا فى الكليه .. تبيعنى يا شهاب علشان واحده و أحنا لسه فى أول المشوار !”
أغمض عينيه قائلاً بحزن :” أنا .. أنا أسف ماكنش قصدى .. مش هتتكرر ”
ألقي شاهر الفتاه بقوه حتى أرتطمت بقوه بالأرضيه و أطلقت أنينياً مكتوماً ، بينما تابعها شهاب بعيناها و هو يتألم من أجلها ، فقد حذرها بشده من هذا ، و تابع شاهر عتابه صائحاً بغضب و الشر يتطاير من عينيه .
……………………
أخرجت سمرا المفتاح الذى بحوزتها من الحقيبه و رفعته لتفتح الباب ، و تعجبت لأن المحل فارغ ، رغم أن صافي قد أغبرتها بأن هناك ضيوفاً سيحضرون ، و لكنها لم تعبأ و توجهت إلى الداخل لتبحث عن حافظة النقود حتى وجدتها على الطاوله ، فأبتسمت و توجهت ناحيته و ألتقطها و بسرعه لتضعها بالحقيبه و هَمت بالمغادره ، و لكن سرعان ما أوقفها صوت غاضب يصيح بـ :” أنت لو قولتلى يا شهاب من الأول!”
عقدت سمرا حاجبيها و ألتفت برأسها لتنظر إلى باب تلك الغرفه التي حذرتها صافي ألا تقترب منها و بخطى بطيئه سارت ناحيتها ، حتى وصلت ، فأقتربت بأذنيها من الباب لتستمع إلى باقي الحوار .
” خلاص بقي يا شاهر .. شهاب صاحبك برضو و مايقصدش !”
” أنتِ تخرسي خالص يا صافى و ماتفتحيش بوءك !”
…………………………
حاولت سمرا فتح الباب بهدوء حتى أستطاعت لترى من الفتحه الصغيره تلك الغرفه الواسعه جدا ، و صافي برفقة رجلان غرباء ، و لكن لفت نظرها تلك المقيده المُلقاه على الأرضيه مُقيدة الأيدى و تطلق أنيناً مكتوماً ، فجحظت عيناها ، و زاد رعبها بكثره عندما لمحت ذلك الغاضب ذو البنيه القويا يميل ليجذب الفتاه من خصلات شعرها صائحاً بالرجل الأخر :” لو كنت عايزها يا شهاب ماكنتش هحوشها عنك .. كنت هخليك تقضي معاها يومين و ماتغلشاش عليك .. لكن تخونى .. تخونى علشانها !”
ما أن سمعت سمرا هذه الجمله حتى شهقت شهقه مكتومه و هى تضع كفها على فمها ، و كادت أن تخرجا عينيها من مقلتيهما ، و لكن تسمرت مكانها و أزدردت لعابها بصعوبه بالغه و هى ترى تلك الحيه صافي تقترب من الباب …..!
………………………………………………………….

السابقانت في الصفحة 1 من 5 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل