منوعات

سمرا فى قبضه الشيـ,ـطان الثانى

سمرا في قبضه الشيطان
الفصل السابع

” استنى يا صافي مكانك .. أنا ماسمحتلكيش إنك تمشي !”
كانت هذه جملة شاهر قالها بصرامه كافيه أن تجعل صافى تتراجع عن قرار الخروج من الغرفه ، بينما أخذت سمرا نفساً بأرتياح و أسرعت للخروج من المكان قبل أن يخرج أحدهم ..
……….
ألتفت شاهر ناحية صديقه قائلاً :” ها يا شهاب .. ده هيتكرر !”
أكتفى بتحريك رأسه بالرفض رغم الحزن الذي بدي عليه .
أقترب شاهر من صديقه و رفع كف يده ليضعه على كتفه قائلاً بأبتسامه خبيثه :” و لا يهمك .. أنا مسامحك على الغلطه دى ”
ثم ألتفت ناحية مى متابعاً حديثه لشهاب :” و دلوقت تاخدها و ترميها فى القصر ”
ثم أشار إلى صافى و لازالت الأبتسامه الوضيعه على ثغره قائلاً :” تعالى ورايا يا صافى .. و سيبى الحبايب سوا مع بعض !”
و بالفعل خرج من الغرفه و لحقته صافى ، بينما نظر شهاب إلى الفتاه و حرك رأسه بآسي ، و توجه ناحيتها ليمسكها من ذراعها قائلاً بحزن :” قولتلك لازم تختفى .. بس للأسف الوقت اتأخر !”
ثم تحرك بها للخارج و هى تطلق بكائاً مكتوماً .
…………
وصلت سمرا إلى المنزل و هى تفكر فيما رأته و سمعته ، و ظل عقلها يفكر فيمَ كانوا يتحدثون ، و من هى تلك الفتاه المقيده التى كانت معهم .. حسناً لا شأن لى .. أنا لن أستطع العثور على عمل مثل هذا .. لكن مهلاً يا سمرا ، هل سترين الخطاً و تخفي عليه !
لا سأتابعهم و كأنى لا أعلم شئ .. لحينما أعرف ما تفعله تلك البغيضه برفقة هؤلاء الرجال !
قررت سمرا هذا ، و أخرجها من سكونها صوت أختها الصغيره تقول :” سمرا .. يا سمرا ”
أنتبهت لها متسائله :” أيوه يا آلاء فيه أيه !؟”
” عايزه أقولك على حاجه”
عقدت حاجبيها متسائله :” خير يا آلاء قولى ”
جلست بجوار أختها قائله بخفوت :” بالنهار ماما كانت ماسكه صوره بتشوفها و تعيط ”
” صوره .. صورة مين دى !؟”
رفعت كتفيها بعدم معرفه قائله :” ما أعرفش .. بس هى شبهك أوى ”
” شبهي .. ممكن تكون صورتى و أنا صغيره عادى يعنى يا آلاء ”
” لأ أنا متأكده إنها مش أنتِ ، دى حتى شكلها أكبر منك و شيك كده .. و لمَ سألتها مين خبت الصوره بسرعه ”
فكرت للحظات و هى مقضبة الجبين ، ثم وقفت قائله :” طيب خليكِ أنتِ هنا يا لولو ، و أنا هدخل أشوف ماما ”
و بالفعل توجهت إلى غرفة والدتها ، بينما بقت الصغيره مكانها بالصاله .
……………
دخلت سمرا إلى والدتها لتجها جالسه شارده على الفراش فجلست بجوارها ، و وضعت رأسها على صدرها .
أنتبهت فاطمه إلى ابنتها ، فرفعت كفها لتمسح على خصلات شعرها قائله بهدوء :” مالك يا سمرا .. حاسه إن فيكِ حاجه غريبه ”
رفعت وجهها لتنظر إلى أمها قائله :” مين اللى كانت فى الصوره يامه !”
عقدت حاجبيها قائله بضيق :” هى آلاء لحقت تقولك !”
أعتدلت فى جلستها قبل أن تقول :” من أمتى و أحنا بنخبي عن بعض حاجه يا ماما .. مش كنا متفقين مفيش أسرار ما بينا !”
لمعت عينى فاطمه بالعبرات ، قائله و هى تجاهد لأخفائها :” اه يابنتى .. هقولك أيه و لا أيه ”
لم تستطع فاطمه التماسك أكثرمن هذا و أنهارت باكيه ، فأحتضنتها سمرا بقوه و ظلت تمسح على ظهرها قائله بهدوء :” أحكى يامه .. أحكى و أرمى همومك عليا ، يمكن أقدر أخفف عنك ”
رفعت وجهها لتنظر إلى ابنتها بأعين باكيه قائله بتردد :” هتسامحينى يابنتى !”
” أكيد يامه ، أحنا مالناش غير بعض ”
جففت عبراتها قائله بحزن :” من أكتر من تلاته و تلاتين سنه يابنتى كنت .. كنت بشتغل خدامه فى البلد اللى كنت فيها ، كنت بشتغل فى بيت بيه كبير في البلد ”
أنتبهت كل حواسها و هى تستمع إلى حديث والدتها و كلها أذانٍ صاغيه قائله بأهتمام :” كملى يا ماما .. كملى يا حبيبتى ”
أخذت نفساً عميقاً و ظلت محدقه بأبنتها قبل أن تتابع بـ :” ابنه .. ابنه لف عليا ، و فهمنى إنه بيحبنى و حملت منه ”
شهقت سمرا و وضعت كفها على فمها و لم تستطع النطق ، بينما أنسابت العبرات على وجنتى فاطمه و هى تتابع :” و أبوه لمَ عرف ، غضب عليه و حبسنى لحد ما ولدت و قالولى البنت أتولدت ميته ، كنت هموت ساعتها من الحزن ، و هربت و جيت على القاهره هنا و فضلت أشتغل و عيشت لوحدى حوالى عشر سنين لوحدى لحد ما قابلت عبد العزيز ”
أزدردت لعابها بصعوبه قائله بحزن من بين عبراتها التى أنسابت رغماً عنها :” بـ.. بابا ، و عملتوا أيه !؟”
تنهدت بآسي و هى تتابع :” عبد العزيز كان على قد حاله .. بس كان طيب أوى و فضل جانبي و ساعدنى ، و أتجوزنا و خلفناكِ أنتِ ، و من ساعتها دنيتنا نورت بيكِ يا سمرا .. و بعدين جات آلاء ، و بعديها مفيش كام شهر ..”
أطلقت تنهيدة آلم و هى تتابع :” مات عبد العزيز .. و سابنى أشيل الهم لوحدى ”
امتلئ وجهها بالعبرات و أحتضنت والدتها بقوه قائله ببكاء :” كل .. كل ده شيلاه لوحدك يا حبيبتى ”
أبعدت فاطمه ابنتها عنها ، و جففت عبراتها ، ثم مدت يدها لتخرج تلك الصوره و أعطتها لسمرا قائله بحزن ّ” دى صورة نسرين .. أختك ”
عقدت حاجبيها و مدت يدها لتتناول الصوره معلقه بـ :” بس .. بس أنتِ مش قولتى إنها .. إنها ماتت و أنتِ بتولديها !”
أخذت نفساً مشحن بعواطف أشتياق و حزن قائله :” فهمونى .. فهمونى إنها ماتت .. و كبرت نسرين و أتربت بين أيدين واحده تانيه ، و شاء القدر إنى أقابل حسن تانى .. و أتاريه ندمان على اللى عمله معايا ..”
و تابعت ببكاء شديد :” و عرفنى إنهم حرمونى من بنتى .. بس للأسف ماتت حقيقي من تلت .. تلت سنين ”
أشفقت كثيراً على والدتها و تركت لجِام عبراتها هي الأخري قائله بصوت مخنوق :” حسـ.. حسن هو أبو نسرين صح !”
أكتفت بتحريك رأسها بالأيجاب من بين عبراتها ، لم تعرف سمرا ماذا تقول ، فأمسكت الصوره و ظلت تنظر إليها بأعين باكيه ، و بدون أي كلمه وقفت و أتجهت للخارج و لازالت الصوره معها !
……………..
بالكباريه ،،،
تعالت الموسيقي بمناسبة الأفتتحاح ، و وقف شاهر يتطلع إلى كل شئ بأعين حاده كالصقر تلمع مكراً ، و من ثم أتجه إلى الداخل ليجد شهاب يقف بصحبة الفتايات بالداخل ، فوقف بحانبه و عقد ذراعيه أمام صدرمه قائلاً بهدوء شديد :” طبعاً شهاب فهمكم أيه اللى مطلوب منكوا بالظبط ”
ثم أرتسمت أبتسامه ماكره و هو يتابع :” أى واحده هتفكر بس تخرج من هنا همحيها من على وش الأرض ، و أفردوا خلق أهلكوا دى”
تحدثت أحدى الفتايات المُسماه نوره بغضب من بين عبراتها :” بس أنا مش هعمل اللى أنتوا عايزينوا ده .. و مش هسكت و أنتوا حابسينى هنا ، أحنا مش عبيد عندكوا ، البلد فيها قانون و أهلى أكيد قالبين الدنيا عليا مش هيسكتوا ”
ضحك بشده و فجاءه هدأ و أقترب منها قائلاً :” ورينى هتعملى أيه ، الباب عندك أهو أبقي جربي كده !”
صاحت بغضب :” أيوه لازم أمشـ.. ااااااه .
لم ينتظرها شاهر لأكمال جملتها فصفعها بقوه كادت أن تسقطها أرضاً ، و أمسكها من خصلات شعرها بقوه و غضب جعل باقي الفتيات يصرخن فزعاً فألتفت هو إليهن قائلاً بغضب كالأعصار :” أخرسي يا *** منك ليها .. اللى هيطلعلها صوت هدفنها مكانها .. سااااامعين !”
من الفتيات من بكت من الخوف و منهن من أكتفت بتحريك رأسها بالموافقه فى جزع ، بينما ظل هو يضرب بتلك الفتاه حتى سالت الدماء من أنفها أمام الجميع .
ألقاها أرضاً بعد أن القنها ضرباً مبرحاً ، و وقف و ألتف لينظر إلى شهاب قائلاً و هو يحاول ألتقاط أنفاسه قبل أن يخرج :” هات البنات و حصلنى على بره ، و الـ *** دى تفضل متلقحه هنا ، و برضو هتنزل الشغل ”
حرك شهاب رأسه بالموافقه و ألتفت ناحية الفتيات ليجدها تقف خائفه بينهم ، و جسدها يرتعش من الفزع ، و لكن ما بيده شيئاً ليفعله و نفذ أوامر شاهر و خرج بهم بعد أن أغلق الباب على نوره !
…………
ساد الظلام عليها داخل هذه الغرفه المحتجزه بها ، و تحاملت على نفسها رغم الألام التى تشعر بها ، و أستندت بكفيها على الأرضيه لترفع رأسها و الدماء لازالت تسيل من أنفها و فمها ، و أخيراً أستطاعت الوقوف و هى تستند على الجدار و تطلق أنيناً خافتاً ، و توجهت ناحية النافذه بالغرفه و حاولت أن تحرك قضبانها الحديديه و لكن بلا فائده فجلست مكانها و هى تبكى حسره قائله من بين شهقاتها :” لا .. أنا لايمكن أعمل كده .. لا .. لا يمكن !”
لفت أنتباهها تلك المزهريه الزجاجيه على الطاوله ، فأبتسمت من بين آلامها و وقفت متوجهه ناحيتها !
………………..
ظل الجميع يحتفلون بالكباريه و شاهر يجلس بعيداً برفقة آنجيلا ، و شهاب يتابع كل شئ و يتنقل بين المتواجدون ، أما عن الفتايات فنفذن ما طُلب منهن رغماً عنهن ، و تنقلن بين الرجال من طاولة إلى أخرى حيناً و يرقصن حيناً أخر ، و لكن كان داخلهن يتمزق و لا يمتلكن القوه و لا الشجاعه لرفض ما هن يتعرضن له .
أنتهى الليل و أوشك النهار على البزوخ ، و أغلق لكباريه و كاد شاهر أن يرحل حتى أوقفته جملة شهاب الذى خرج الداخل و هو يلهث بخوف قائلاً و هو يحاول ألتقاط أنفاسه :” الـ.. ألحق يا شاهر ”
عقد حاجبيه متسائلاً :” أيه اللى حصل يا شهاب !؟”
” تعالى معايا بسرعه ”
و بالفعل توجه شاهر برفقة شهاب إلى أحدي الغرف بالكباريه و تسمر مكانه عندما وجدها ملقاه على الأرضيه و هى محاطه ببقعه كبيره من الدماء ، فألتفت إلى صديقه قائلاً بصدمه :” هى .. هى عملت أيه !؟”
” لقيت الزهريه مكسره و هى قطعت شرايين أيديها بالأزاز ”
نفخ شاهر بغضب ، و أقترب منها و مال بجسده قليلاً ، ثم رفع كفه ليتحسس عنقها بأنامله و إذا كانت على قيد الحياه أم لأ ، فأزدرد لعابه و ألتف لينظر إلى صديقه و هو حرك رأسه يميناً و يساراً
أنتفض شهاب مكانه بمجرد أن عرف بموتها ، و فرك أصابعه معاً قائلاً بتوتر :” هـ.. هنعمل أيه يا شاهر !؟”
وقف و أتجه ناحية صديقه قائلاً بهدوء :” شيل الجثه و حطها فى أى شوال و أرميها فى أى حته مقطوعه ”
” بس كده ممكـ.. ”
قاطعه قائلاً بغضب :” جرا أيه يا شهاب .. خفت و لا أيه ، أحنا هيعدى علينا كتير من كده ، أنا هاخد البنات و أرجع القصر ، و أنت تتخلص من الجثه دى و ترميها فى أى حته مقطوعه ، و بعدين حصلنى على القصر علشان نشوف هنعمل أيه فى المشكله دى ”
” دى مش مشكله يا شاهر .. دى مصيبه مصيبه ”
حدق به بنظرات مميته قائلاً :” أنا مقصدش على الغبيه اللى قتـ,ـلت نفسها دى .. أنا أقصد إننا هيحصل عندنا نقص فى العدد ، و هنضطر نحتاج واحده تانى أو أتنين من الـ *** اللى اسمها صافى ”
لم ينطق شهاب بكلمه ، بينما خرج شاهر و أخذ الفتايات بصحبة حراسته الخاصه و آنجيلا بالتأكيد ليعود إلى قصره ، بينما ظل شهاب مكانه و سرعان ما أنتبه فهَم للتخلص من هذه الجثه !
…………………..
مر عدة أيام و لم يحدث جديد ، كل شئ كما هو ، فقط بدأت سمرا بمراقبة ما يدور بمحل صافي ، و لكن كان شهاب يتردد عليها يومياً و حاولت هى أن تعرف ما يدور بينهم من حديث و لكنها لم تستطع رغم الوقت الكبير الذى يقضونه و هم جالسان سوياً ، و لكن لاحظت شيئاً غريباً عندما يأتى أى أحد يختبئ شهاب بتلك الغرفه الخلفيه .
…………………….
تعالت المباركات و التهنئات بمنزل نجلاء ، فاليوم هو خطبتها على عامر
بعد أن أنهى من ألباسها شبكتها نظر لها بأبتسامه قائلاً :” مبروك يا نجلاء ”
بادلته الأبتسام قائله بفرحه :” الله يبارك فيك يا حبيبي ”
أقترب جلال و ناديه زوجته و باركوا لهم و هم يتمنوا لهم أتمام الزواج بسعاده و ظلوا يتمازحون سوياً و يتناقشوا ببعض الأمور ، بينما كان عامر يشعر ببعض التردد تجاه هذه الخطوه التى أتخذها ، و كأنه قد أرتكب خطأ فى حق نفسه و حقها فهو لا يشعر ناحيتها بأية مشاعر قط .. فقط أرتبط بها لأنه فى حاجه لشخصاً بحياته ، و حاول أن يتناسي لينتبه من شروده على جملتها :” مالك يا عامر .. سرحان فى أيه يا حبيبى !؟”
” ها .. لا و لا حاجه ، أنا فرحان بس ”
و أخرج علبة السجائر الخاصه بها و أخرج واحده و كان على وشك أشعالها حتى سحبتها هى منه قائله بضيق :” لا يا عامر .. بلاش سجاير أنا مش بحبها !”
عقد حاجبيه قائلاً :” بس أنا متعود على شربها .. و أنا مش بعزم عليكِ علشان تقوليلى مش بحبها !”
أدعت الحزن قائله بعتاب :” أخس عليك ، بقي أنا علشان خايفه عليك لأنها مضره تزعل كده !”
لم ينطق ، فقط سحب العلبه منها و وضعها بجيبه ، و حاول رسم الأبتسامه على وجهه
………………..
بسنتر صافي ،،،
كانت سمرا تقوم بالتنظيف بالداخل ، و لكنها لمحت شهاب مره أخرى ، فلوت فمها بضيق محدثه نفسها بـ :” يادى سي زفت شهاب ده اللى لازقلنا كل يوم ، أموت و عرف بييجى يعمل أيه !”
أخرجها من التفكير صوت صافى تنادى عليها ، فتركت ما بيدها سريعاً و توجهت إليها هاتفه :” أيوه يا ست صافى !”
لوت فمها بضيق قائله بغضب :” قولتلك مية مره يا سمرا قوليلي صافى هانم مش ست صافى ”
تدخل شهاب و هو يضحك قائلاً :” خلاص خلاص يا صافى .. روحى أنتِ يا سمرا أعمليلي قهوه ”
حركت رأسها بالموافقه و أتجهت للداخل ، بينما لمحت صافي أحدى الفتيات تقف أمام المحل من الخارج و تشاهد الملابس المعروضه على المانيكانات ، فأبتسمت بخبث موجهه حديثها إلى شهاب :” أظن إنك تختفي دلوقت لأن فى حته جامده بتتفرج بره شكلها هتدخل ”
ألتفت شهاب ناحية الباب ليلمحها ، ثم أبتسم و وقف متوجهاً للداخل و هو يقول :” تمام أنا داخل ، و ما أوصكيش بقي !”
و بالفعل توجه شهاب للغرفه الخلفيه ، و كانت سمرا تتابع كل هذا و لكن لا تعلم ماذا يفعلوا
بعد لحظات دخلت الفتاه قائله بأبتسامه :” لو سمحتى عايزه أشوف الفستان الأزرق اللى على المانيكان بره ”
وقفت صافى و توجهت ناحية المعروضات و ظلت تريها عدة فساتين للسهره قصيره و عاريه ، شعرت الفتاه بالضيق فتحدثت قائله :” لو سمحتى أنا عاجبنى الأزرق اللى بره ، و دول شوفتهم معروضين بره و ماعجبونيش ”
” بس ده طويل و مقفل كده و الجو حر ، و بعدين دى الموضه ”
كادت الفتاه أن تجيب حتى تدخلت سمرا قائله بأبتسامه :” خلاص يا صافى هانم .. البنت عاجبها اللى بره ، ماتغلبيش نفسك أنتِ و أنا هروح أجيبه ”
بادلتها الفتاه الأبتسامه ، بينما كادت صافى أن تنفجر غضباً من تلك الغبيه التي تفسد عليها مخططتها .
أحضرت سمرا الفستان و أعطته للفتاه التى أخذته و توجهت إلى غرفة القياس ، بينما ألتفت صافى إلى سمرا قائله بغضب :” قولتلك مية مره متدخليش فى حاجه ماتخصكيش ”
” يا هانم أسمعينى .. أنتِ كده كنتِ هطفشي الزبونه ، أحنا لازم نعملهم اللى عايزينه و..”
قطعت حديثها صائحه :” أنتِ هتعلمينى أزاى أتعامل مع الناس و لا أيه ، يلا غورى من وشي !”
حاولت سمرا رسم الأبتسامه قائله :” تحت أمرك حاضر ، أنا هروح أشوف اللى ورايا !”
و بالفعل تحركت سمرا للداخل و هى تكتم ضحكاتها على هيئة صافى و هى غاضبه ، و بالفعل كانت صافي على وشك الأنفجار .
……………
بغرفة القياس .
بدأت الفتاه فى نزع الملابس ، و تناولت الفستان و بدأت فى ارتدأه و لكنها وجدت صعوبه بغلق سحابه مما كلفها وقت .
………..
أعدت سمرا القهوه الخاصه بشهاب ، و توجهت ناحية الغرفه الخلفيه التى يجلس بها و بدون أن تطرق الباب رفعت يدها و أمسكت المقبض و فتحت الباب و دخلت .
و لكنها تسمرت مكانها ، و سقت الفنجان من يدها و شهقت عالياً عندما وجدت شهاب جالس أمام الشاشه و يشاهد تلك الفتاه و هى تقوم بتغيير ملابسها .
ألتف شهاب للخلف سريعاً بمجرد أن سمع صوت تحطيم الفنجان و شهقتها ، و كادت هى أن تركض للخارج و لكنه أسرع بأمساكها و وضع كفه علي فمها ليكتم صراخها قائلاً بنبره خافته تحمل التهديد :” ششش .. أسكتى خالص أوعى أسمع صوتك ”
حاولت سمرا الأفلات منه و لكنها لم تستطع فما كان منها إلا أن ضربته بكوعها فى بطنه ليتركها متألماً و ركضت هى سريعاً للخارج .. بينما ظل هو يتأوه من ضربتها القويه قائلاً بتألم :” اااه يا بنت الكلب ..! ”
………………
خرجت الفتاه من غرفة القياس و توجهت ناحية صافى قائله بأبتسامه :” الفستان تمام بس ضيق شويه .. ياريت لو منه مقاس أكبـ..”
” ألحقينى يا صافي هانم ”
قالتها سمرا و هى تلتقط أنفاسها قاطعه حديث الفتاه بعد أن ظهرت راكضه من الداخل
ألتفتت كلاً من الفتاه و صافى إليها بتعجب ، فتسائلت صافى قائله بهدوء :” في أيه يا سمرا .. حصل أيه !؟”
أقتربت سمرا قائله بفزع :” شهـ.. شهاب اللى كان قاعد مع حضرتك ده مش محترم ”
شعرت صافى بالريبه من وراء حديثها فتحدثت بأبتسامه قائله :” جرا أيه يا سمرا .. يلا روحى شوفى شغلك و أنا هشوف الهانم ”
تجاهلت سمرا حديث صافى و أقتربت من الفتاه قائله :” أمشي من المكان النجس ده ، دول كانوا بيصوروكِ و أنتِ بتقيسي الفستات فى البروفه !”
شهقت الفتاه و وضعت كفها علي فمها و نظرت إلى صافى بأستفهام ، بينما توترت صافى كثيراً و حاولت الضحك قائله :” بقي كده يا سمرا أيه الكلام اللى أنتِ بتقوليه ده .. شكلك رجعتى للهزار المجنون بتاعك ده من تانى ”
تجاهلت سمرا تماماً و تابعت حديثها للفتاه قائله بضحك :” ماتخديش فى بالك .. سمرا بتحب تهزر شويه مش أكتر .. تعالى معايا علشان أشوفلك طلبك ”
صاحت سمرا قائله بغضب :” أنا لا بكدب و لا مجنونه ، و أنا أصلاً مش قعدالكوا فى المخروبه دى ، و مش عايزه منك حساب شغلى حد الله بينى و بين الحرام ”
و ألتفت للفتاه متابعه :” قسماً بالله مش بهزر و لا بكدب و لا مجنونه ، في واحد *** ملقح جوه كان بيتفرج عليكِ ”
فى هذه اللحظه خرج شهاب من الداخل و توجه ناحية سمرا و صفعها بقوه على وجهها ، بينما فزعت الفتاه مما صار و ركضت هاربه للخارج .
أمسكها شهاب من خصلات شعرها صائحاً بغضب :” بقي واحده *** تضربنى أنا يابنت الـ *** ”
و صفعها مره أخرى بقوه لتسقط أرضاً و هى تتألم و تبكى ، بينما وجه هو حديثه إلى صافي قائلاً :” أقفلى الزفت الباب ده .. البنت دى لازم تتربي ، و تتعلم أزاى ماتقفش قدام الأكبر منها !”
أبتسمت صافي أبتسامه وضيعه و توجهت ناحية الباب لتغلقه ، بينما ظلت سمرا تبكى و هى جالسه على الأرضيه و ترفع ذراعيها أمامها لتمثل حصناً يحميها من ذلك البغيض ..
……………….
بالحاره ،،،
حاولت فاطمه الرجوع إلى روتين حياتها اليوميه ، و أنهت أعمال المنزل و جلست على الأريكه و هى تفرك قدميها ، ثم وقفت لأحضار صورة ابنتها كم أشتاقت إليها ، و لكنها تذكرت أن الصوره مع سمرا ، فلوت فمها بضيق و عادت لتجلس مكانها على الأريكه لتشاهد التلفاز .
مر بعض الوقت على هذا الوضع ، و لكنها شعرت بالقلق ، و رفعت وجهها لتنظر إلى الساعه المعلقه بالجدار قائله بضيق ” أستر يارب .. مش عارفه ليه قلبي واكلنى عليكِ يا سمرا .. ربنا يحميكِ يابنت بطنى يارب ”
فى هذه اللحظه سمعت صوت الباب يفتح ، فألتفتت سريعاً و لكنها وجدتها آلاء فقالت :” يعنى اتأخرتِ يا آلاء عند صحبتك !؟”
أغلقت آلاء الباب و وضعت كتبها على الطاوله و أتجهت لتجلس بجوار والدتها قائله :” كنت بذاكر مع صاحبتى يا ماما .. هى سمرا لسه ماجتش !”
هزت رأسها بقلق قائله :” لا يا حبيبتى لسه ماجتس .. كان زمانها المفروض جات .. أنا قلبي مش مطمن ”
أحتضنت ذراع والدتها قائله :” ماتخفيش يا ماما .. تلاقيها راحت تشترى حاجه و دلوقت تيجى بالسلامه ”
” يارب يابنتى .. يااارب ”
…………………..
بقصر شاهر ..
في الغرفه الخلفيه ،،،
وقفت مي قبالة الفتيات قائله بغضب :” يعنى عاجبكوا و أحنا محبوسين كده .. دى عصابه ، أحنا لازم نهرب من المكان ده !”
رفعت أحدى الفتيات وجهها ناحيتها قائله بأعين باكيه :” ما خلاص .. ماخلاص دول .. دول مجرمين .. حرام اللى عملوه فينا ده .. حرااام !”
حاولت مى كبح عبراتها قائله بمراره :” خلاص .. خلاص أحنا مافيش حاجه نخاف عليها علـ.. علشان نخسرها .. أنا لازم أمشي من هنا !”
وقفت أحدى الفتيات و هى تمسك بسيجاره بيدها قائله بميوعه :” ما خلاص ياختى أسكتى أنتِ و هى .. هتعملى نفسك شريفه و لا أيه يابت .. ده حتى شاهر بيه أحسن من المنحوس اللى اسمه كامل ”
صاحت بها مى هاتفه :” أحترمى نفسك يا اسمك أيه أنتِ !”
ألقت المرأه السيجاره من يدها و ضربت كفيها معاً صائحه :” نعمم ياختى .. أنتِ هتعملى علينا دور الشريفه بنت الناس و لا أيه .. لا يا حلوه اللى أنا بعمله أنتِ كمان بتعمليه !”
نظرت إليها مى بأشمئزاز و أبتلعت الأهانه بصعوبه و لكنه تماسكت لتقول بغضب :” تحترمى نفسك و أنتِ بتكلمينى .. على الأقل أنا بحاول أغور من المكان ده و هم اللى بيغصبونى على القرف بتاعهم .. لكن الدور و الباقي عليكِ ، مبسوطه حضرتك أوى بالقرف بتاعك !”
فغرت المرأه فمها بصدمه و جحظت عينها قائله و هى تشير إلى تدنفسها قائله :” أنتِ يا *** بتقولى عليا أنا قرف !”
ثم مالت و ألتقطت حذاء قدمها قائله بغضب :” لأ بقي أنتِ شكلك عايزه ربايه و أنا هربيكِ يا *** ”
و بالفعل هجمت المرأه على مى و أشتبكت كلاهما معاً و نشبت معركه بين النساء المتواجدات بالمكان حتى وصل صوت صراخهن للخارج .
……….
كان فى غرفته الخاصه ، جالس على مقعده أمام لوحه كبيره ، و مشمر أكمام القميص و الفرشه بيده ليخط باللوحه ما يأتى بخياله .
أرجع رأسه للخلف ليحدق إلى ما وصلت إليه الرسمه .
كالعاده .. رسمها هى .. تلك السمراء ذات العيون العسلي و الشعر البنى الطويل ، رسمها و هى تقف بصحراء بمفردها ، و ملامح الخبث و اللؤم واضحه علي تقاسيم وجهها .. و لكن لم تنتهى الرسمه بعد .
فأبتسم و هو يحدق بالرسمه ، ثم أقترب ليكمل ما نوى على رسمه بها و قبل أن تخط فرشته اللوحه سمع صوت طرقات على الباب ، فعقد حاجبيه قائلاً بصوت غاضب :” مش قولت محدش يزعجنى النهارده !”
أتاه صوت آنجيلا قائله :” مستر شاهر .. هناك عراك بين الفتيات بالأسفل .. و تدخلت الحراسه و لكن هن لم يتراجعن عن العراك !”
لوى فمه بضيق قائلاً بأقتضاب :” حسناً يا آنجيلا سا آتى حالاً ”
و بالفعل وقف و أنزل الغطاء على اللوحه لإنها لم تكتمل و ألتقط جاكته الخاص وتوجه للخارج ………!
…………………………………………………………..

انت في الصفحة 2 من 5 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل