
وعلى الناحية الاخرى .. تم الأنتهـاء من عقد قـرآن ” اسر ” و ” لارا ”
لارا التي كانت كالجسـد بلا روح .. وكالزهرة بلا رحيق .. !!
تنظـر وتصمت .. تسمـع وتكتـم .. تتمنى وتسكـن … !
انتهى كل شيئ بلحظات .. انتهى حلمهـا بفستان زفاف ابيض وعرس يتحادث به الجميع !!!
انتهى بعقد قرآن صغير وشهدان …
رحـل الجميـع ولم يتبقى سواهـا و اسـر في شقته المتوسطـة …
جلس لجوارهـا يرفـع وجهها بيداه قبل أن يهمس بخبث :
-دفعنا الفلوس ومامتك عملت العملية وهتتحسن ان شاء الله، مش جه الوقت بقا اللي اخد المقابل
اومأت موافقة بشحـوب وقلبها يرتعـش في موضعه .. بل يكاد يكون ليس في موضعه من الاساس !!
اقترب منها ببطئ وهو يتحسس ظهرها بطريقة حميمية .. حتى وصل لأزرار تلك – البلوزة – الخفيفة …
هنا نهضت لارا شاهقة بخوف تقدم حروف صوتها الواهن :
-طيب ممكن ناكل لو سمحت .. انا جعانة
نهض ليصبح امامها مباشـرة .. يمسك وجهها بين يديه وهو يهمس بالقرب من شفتاها :
-وانا جعان .. جعان جدًا جدًا
كادت تبكـي فعليًا وهي ترى اخر طريق يُسد امامها .. !!
وضعت يدها على صدره في محاولة لأبعاده بتوتر ضعيف :
-اسـر ..
كانت تلك المرة الاولى التي تنطق فيها اسمه .. فتنبهت جوارحه لها .. يرميها بنظرة متساءلة :
-اممم ؟
ابتلعت ريقها بازدراء وهي تتابـع هامسة :
-عايزة اشرب
تنهـد بقوة قبل أن يحملها فجأة بين ذراعيه متجهًا نحو غرفة النوم ..
ظلت ترفس بقدمها وهي تردد بخوف حقيقي :
-لا لا استنى .. استنى بالله عليك
وضعها على الفـراش برفق ليجعلها تتمدد، مد يده يفرد شعرها ببطئ وشفتاها تهبط تدريجيًا لشفتاها المنفرجة …
سحق شفتاهـا في قبلة متلهفة وجائعة .. قبلة راغبة لابعد حد !!!
بينما هي تحاول التملص من بين ذراعاه، هبط بشفتاه لرقبتها يُقبلها بنهم وهو يلقي بجسده كله عليها ..
غمس وجهه عند رقبتها يشبعها تقبيلاً، بينما هي تتلوى ذعرًا ….
الى أن ابعدته قليلاً اخيرًا وهي تقول بحروف متقطعة من بين دموعها الصامتة :
-اسر بلاش النهاردة .. والنبي بلاش النهاردة استنى شوية ارجوك .. استنى شوية
لم يعطيهـا اهتمام ويداه تعبث بمنحانيـات جسدها .. بينما شفتاه لم تفارق شفتاها ورقبتها … !
دفعته مرة اخرى وهي تبكي بصوت عالي مرددة :
-ابعد عني .. مش قادرة يا اسر !!
ابتعد يجلس بغضب وهو يحدق فيها مزمجرًا :
-يعني اية مش قادرة .. هو لعب عيال !! ده أتفقـاق
ظلت تهـز رأسها بهيستريـة مُدمـرة لأي هدوء كاد يرفرف على افق حياتـه .. ليزجها بعنف على الفراش حتى سقطت بقوة هاتفًا :
-هي جوازة فقر انا عارف، معاكِ ليلة واحدة .. ليلة واحدة بس والجوازة دي هتكتمل يا لارا !!!!؟
*********
في اليـوم التالي مساءًا …
كانت حنين تقف في بلكـون منزلهم، تتحـدث مع ” شريف ” في الهاتـف بخفوت وهي تنظر للسمـاء ..
أنهـت حديثها وهي تبتسم في فتور هامسة :
-ماشي يا شريف، مع السلامة
ما إن أغلقت حتى وقعت عيناها على حمزة وهو يسير مترنجًا متجهًا لداخل البناية ..
عقدت حاجبيها بتعجب وهي تتيقن انه لثم !!!
حمزة الذي لم تمس الخمر فمه يومًا يأتي منزله مترنجًا بتلك الطريقة ؟!
وجدت نفسها تتجه للباب دون تردد .. فتحته لتجد حمزة امامها ..ينظر لها بأعين زائغـة ارتكـز بين وميض الالم !!
اقتربت منه ببطئ ولم تلحظ انها ترتدي نصف كم، لتمسكه من ذراعه هاتفة فيه :
-تعالى يا حمزة انت شارب اية !!!؟ من امتى وانت بتسكر ؟
كاد يسقط فأسرعت تسنده فوضع يده عليها حتى اصبحت في احضانه تقريبًا !!!!
صعدت معه تسنده حتى امام منزله .. وهو مبتسم ببلاهه .. !
فتحت له الباب ثم جعلته يدلف .. كادت تستدير لتذهب ولكن وجدته يسحبها معه للداخل ويغلق الباب خلفه !!!!
ابتلعت ريقها بقلق وخاصة انه ليس بوعيه .. اقتربت من الباب تقول بحبور :
-حمزة انا لازم انزل
حاصرها عند الباب ينظر لها بسكون غريب، ليقترب بوجهه منها كثيرا وهو يهمس بحرارة :
-إنت بتعملي فيا كدة لية !
عقدت حاجبيها تنظر له مشدوهة .. لترد بجدية :
-بعمل فيك اية !!؟ حمزة انا حنين مش واحدة تانية !
اقترب منها اكثر يتحسس وجنتاها بوجنته الخشنة لتخدشها ذقنه النامية قليلاً ..
حاولت ابعاده وهي تهمس بتوتر :
-حمزة خليني انزل .. انت مش في وعيك !
وضع يده على خصرها يجذبها له يلصقها به .. ليضـع وجهه عند رقبته يلثمها بعمق حتى سارت قشعريرة باردة على طول عامودها وهي تحاول ابعاده :
-حمززززه !
ولكنه لم يبتعد او يرد .. بل كان يلتصق بها اكثر قبل ان يهمس :
-إنتِ بتدبحيني ببطئ .. لية بتوجعيني ؟ أنا بعشقك !!!!!