
الحلقة الثالثة والأخيرة
نزلت شقتنا تحت, كان كله نايم,, كنت بحاول أهيىء نفسي للإنكار يعني مش أي حاجه أشوفها أو حتى أسمعها أشغل دماغي بيها لغاية ما أروح الاجتماع وأشوف أيه اللي هيحصل بعدها,, البيت تحت أوضتين وصاله ومطبخ وحمام,, كان في صالون زمان بس اتشال اترمى عالسطح واتعمل مكانه اوضه عشان هبه أختي تبقى في اوضه لوحدها وحسين وايمن يبقوا في اوضه وانا فوق,, أيمن نومه زي الزفت وبيتقلب زي القرموط وهو نايم, فمددت جمب حسين أخويا الأصغر مني على طول,, بيني وبينه ميكملش سنتين احنا زي الاصحاب مش الاخوات مشكلته الوحيده معايا انه هيموت ويخد الاوضه اللي فوق وانزل انا مكانه على سريره ,,المهم انه حس بيا فقاللي وهو نايم على جنبه ومديني ضهرو
..مالك يا أحمد ايه اللي نزلك؟؟
قلتله… لا مفيش, السلك اللي شادينو للأوضه فوق فرقع والكهربا قطعت قلت أجي أنام هنا
قام قعد واتعدل ناحيتي وابتسم ابتسامه صفرا كده وقاللي… يبقى انت خايف يا معلم
حسيت أن الد,,م غلى في عروقي من كلمته وتجهمت جدا ورديت بانفعال…لم نفسك ياله أنت بتكلم أخوك الكبير,, انت هتستهبل ولا ايه,, المشكله أن حسين سمج وبارد وافتكر أني بمثل الانفعال الزايد عشان أقطم الكلام,, انا مكنتش عارف أنا ليه اصلا انفعالي مبالغ فيه كده وهو ما صدق بقا مسك عليا حاجه زي دي, اني خايف.. فزود من ابتسامته الباهته …لما أنت بتخاف أوي كده يا معلم ومش قادر تستحمل ليله من غير نور ماتيجي هنا بقا على طول واطلع انا فوق وكفى الله المؤمنين شر القتال
ساعتها كنت في فورة غضبي,, انفعلت لدرجة اني حسيت أن ملامحه قدامي بتتغير, ومادريتش بنفسي غير وأنا بضربه بالاباجوره اللي جمب السرير,, مره واتنين على راسه,, وقبل التالته كان ايمن بيشدني ونافورة الدم طالعه من دماغ حسين مفوقتش غير وانا شايف أمي,, كانت جات هي وابويا وهبه على صوت زعيق ايمن اللي ماسكني ومكلبش فيا من ضهري وصريخ حسين المرعوب المذهول من اللي حصل,, كنت حاسس ان مرت عليا دقايق,, لا كنت سامع حد ولا شايف حد فلما رجعت لوعيي كنت ببص باستغراب ومش مصدق اللي أنا عملته,, جروا بيه عالمستشفى وانا مرحتش معاهم انا مينفعش اروح في حته دلوقتي خالص,, فطلعت على اوضتي
رجعوا بيه بعد ساعتين كانت الساعة 3 قبل الفجر مكنتش نمت,, أمي وأبويا طلعولي, عشان يشوفوا ايه اللي حصل, وعرفت منهم أنه أخد 10 غرز في راسه وكان في اشتباه في ارتجاج بس الحمد لله بعد الاشعه طلع مفيش,,
ابويا لاحظ,, لاحظ نظراتي المشوشه والتفاتاتي اللي بدأت تظهر كأني بسمع حاجه هنا او هناك وحس أن في حاجة غلط
في اليوم التاني كان جايبلي راقي شرعي,, كان شيخ باين عليه الوقار,, مجرد ما حط ايده على راسي وبدأ يرقيني الا وبدات الدموع تسيل من عينيه,, بعد مارقاني واداني مياة للرقية الشرعية أشرب منها وأستحمى بيها أستغل أن والدي بعد عننا شوية وقاللي …أنت عملت أيه؟؟ فقلتله…مفيش ياعم الشيخ,, فقاللي مش مهم,, بس الأهم أنت مس,,حور س,,حر مشفتوش قبل كده,, أو ممسوس مس نتج عن اتصال قوي,, اللي هقولهولك بعيد عن أنك تحافظ على صلواتك وأذكارك بقدر المستطاع, لغاية ما يتحل سحرك,, اياك والغضب اياك والغضب اياك والغضب,, الشخص العادي لما بيغضب بيزكي نار غضبه الشيطان,, أنت لما هتغضب هتتعمى بصيرتك,, والافضل انك تعتزل الناس لغاية ما تتحل عقدتك وانا هزورك تاني,,
عدى اليوم ده واليوم اللي بعده وانا خلاص كنت بدأت أنهار وفي ليلة الاجتماع بعد ترقب وانتظار على أحر من الجمر وبعد ما كنت قلت خلاص محدش هيكلمني,, جاتلي رساله الساعة 12 بالليل أدوني عنوان مدينة العاب مهجورة وقالولي أني هنط من على سورها الخلفي وانتظر رسالة,, هي مدينة صغيرة أعرف أن صاحبها راجل أعمال متعثر والحكومة حجزت عليها بأرضها, بقالها أكتر من سنة لغاية ما بقت زي الاطلال معليهاش غير حارس عالبوابه الرئيسيه,, أتسحبت من البيت عشان محدش يشوفني وكنت جوه المدينة الساعه واحده بالليل بالظبط,,قاعد عالارض وساند ضهري لسورها ومستني رسالتهم,,المدينة فعلا كانت مضلمه الا من ضوء خافت جاي من الانوار اللي بره ونمى فيها عشب جمب الاسوار,, عمري ما زرت المدينة دي لكن جه لمحه على خيالي لما كانت المدينة دي شغاله وصوت الصرخات كان بيجلجل فيها,, بس اللمحه راحت من على ذهني في ثواني وفضل صوت الصرخات,, بدأ يتكرر في ودني الصوت اللي جاي من المجهول من بين الالعاب المهجورة لغاية ما اتقطع الصوت لما لمحت طفل صغير بيجري بينها واختفى في الضلمه لكن بعد شويه ظهر على لعبة الساقية الدوارة في الكرسي اللي واقف في أعلى نقطه ليها, كان بيشاورلي اني اطلعله,, فركت عينيا عشان أفوق ويختفي من عينيا خيال الطفل ده بس لما شيلت صوابعي من على عيني لقيته في وشي,, عينيه في عينيا وبيقولي..أنت خايف تيجي ليه؟؟؟
غمضت عينيا ودفنت راسي بين رجليا وقعدت أقول سلام قولا من رب رحيم واكررها,,
فتحتها لقيته طلع فوق تاني ووقف عالكرسي وبيقولي…شوف
وراح ناطط من فوق وقبل ما يوصل للأرض أختفى
أختفى شويه وفجأه سمعت صوته على يميني كان قاعد جمبي… لعبه حلوه أوي ياعمو تحب تموت هناك زيي ,,,
انا كان لساني أتشل تقريبا لما جاتلي الرساله …الاجتماع عند اللعبه رقم 13 مشيت وأنا منور نور الموبايل مش شايف أي أرقام على الالعاب في الضلمه دي والاشباح اللي بتجري حواليا.. لغاية ما لقيت فعلا حاجة زي بيت ومكتوب عليه 13 بلون احمر زي الدم,, كان بيت الرعب,, قلت أكيد دا المكان الوحيد اللي مقفول وينفع فيه اجتماع وهي كده كده سوده فخليني أشوف أخرتها
مجرد ما حطيت رجلي فيه,, الخفافيش قابلتني في وشي باعداد مهوله,, لدرجة أنها جرحت وشي,, وكنت سامع صوت رفرفة أجنحة جوه زي ما يكونوا الاف اترددت في الدخول وقبل ما أخطي جواه خطوه لقيت جاتلي رساله.. نجحت في الاختبار وعديت المرحلة الاولى انتظر مننا رسالة المرحلة التانية
أه يا ولااااااااد الكلب
حسيت أن الاختبار ده كان مقصود منهم لسببين أولا عشان أنتقل لمرحلة أعلى من الهلوسه في وقت سريع ودا حصل, والتاني يختبروا ولائي ليهم وأني مش هبلغ عنهم
تاني يوم جاتلي رسالة منهم أني لازم أودع ما قيمته الف دولار في حساب بنكي بعتولي رقمه,, طبعا مكنوش بيردوا على اي رسايل مني بستفسر فيها,, بس المرة دي لما بعتلهم وقلتلهم ليه؟؟
قالولي أنت اللي ضافك للجروب مقالكش,, عامة أيا كان أنت في مرحلة الهلاوس ومش هتعديها الا بدخولك للمرحلة التانيه مرحلة التوجية وبعدها المرحلة التالته مرحلة السيطرة ودي اللي بتوصل فيها مبتغاك,, قلتلهم مينفعش ارجع طبيعي,, كان ردهم للاسف مستحيل,,
مكنتش عارف هتصرف في المبلغ دة ازاي,,مستحيل أصلا أعرف أجمعه ومكنتش عارف أعمل أيه وكانت حالتي ساءت جدا بفقد السيطرة على عقلي خيالات بتطاردني في كل وقت,, كنت شايف مصير سيد قدامي,, الوحيد اللي بقيت بشوفه غير ابويا وامي,, أنا عايش حياة مجنون في توب بني ادم عاقل وحاسس أن مفيش اي امل في النجاة وياريت على أدي أنا,, لكن انا بأذي اللي حواليا منظر أمي وهي بتع,,يط وتخ,,دني في حضنها كل ما تطلع عندي وتشوفني وانا راسي بدأت تتهز وعينيا زايغه معدتش قادر استحمله معدتش قادر اتخيل استمرار حياتي كده حتى الاجتماع طلع فنكوش,, فقررت انتحر,, جبت حبل الغسيل اللي عالسطح وقطعته وعملت العقدة وعلقت الحبل في جنش المروحه وجبت الكرسي وقفت عليه ودار شريط حياتي قدام عينيا لما غمضتهم وانا بحط العقده في رقبتي,, نطقت الشهاده وحدفت الكرسي بعيد برجلي,,
قصتي مخلصتش