
الفصل الحادي العاشر
كان يحيى قد إقترب من المنزل عندما شعر بخيال يتحرك في
الظلام …………….برقت عيناه عندما رآها ……………نعم
إنها سلمى ………….ماذا تفعل بالخارج في هذا الوقت المتأخر
…………..لم يدر بنفسه إلا وهو يلحق بها مسرعاً
…………..إعترض طريقها ونظر لها في دهشة وقال : رايحة
فين ……………إيه اللي مخرجك دلوقتي
نظرت له في غضب فلاحظ أن عيناها إغرورقت بالدموع نظر لها
نظرة حانية وتابع : في إيه
قالت وهي غاضبة : وإنت مالك
تخطه وتابعت طريقها ولكنه هرع خلفها مرة أخرى وأمسك
بذراعها بقوة وهو يقول : سلمى إستني
سلمى : إنت إتجننت سيب إيدي
يحيى : آسف ممكن تستني …………..رايحة فين بعد نص الليل
لوحدك
سلمى : إنت شخص عجيب جداً وإنت منين ليك حق إنك تسألني
وتتكلم معايا أصلاً
لم تكد تنهي سلمى جملتها حتى سمعت بعض الخطوات تقترب
منهم في إصرار ………….شابين بمظهر غير مريح على
الإطلاق ……….إقتربوا منهما في ثقة وقال أحدهم : مساء
الفللللللللللل ……………
يحيى في غضب : نعم !!!!!!!!!!!
الشاب : مبكلمكش إنت بكلم القمر
يحيى : والله طيب سمعني صوتك بقه يا خفيف
أمسك يحيى بذراع الشاب بقوة ليثنيها خلف ظهرة ويقوم بلويها
فما كان من الشاب أن صرخ من الألم ………….عندها إقترب
الآخر وقام بجرح يد يحيى بآلة حادة يحملها ثم فروا هاربين
فزعت سلمى من منظر الدماء وعندها قامت بخلع وشاح أزرق
اللون كانت قد لفته حول رقبتها وبدأت بوضعه على جرحه سريعاً
وهي تقول : يا خبر ……………إنت بتنزف جامد
يحيى : مش مشكلة بسيطة ………….يلا إطلعي على البيت
سلمى : أيوه بس
يحيى : بس إيه ………….اللي حصل ده عينة بسيطة من اللي
ممكن تواجهيه لما تنزلي لوحدك في وقت زي ده
………………..عارف وفاهم اللي إنتي فيه بس الهروب مش
حل
نظرت له في دهشة فتابع بتقة ونظراته مرتكزة عليها : تصبحي
على خير
تركته وعادت لمنزلها مسرعة وقد فهمت أن ما بداخل يحيى أكثر
من مجرد نظرات ……………
إستلقت على فراشها تفكر في ما حدث …………..ماذا لو
إستطاعت الهروب ………..أين كانت ستتجه ……….فالعلاقة
بأقاربها محدودة للغاية ………..ماذا لو كان حدث لها شيئاً
بغيضاً ………كيف كان سيشعر أبيها …………هل كان سيحزن
من اجل عصفورته الصغيرة كما كان يناديها سابقاً أم كان
سيغضب من الشيطانة الصغيرة كما تناديها جدتها حالياً
………..هل حقاً هناك من يهتم لأمرها في هذا البيت
………….يحيى إنه يهتم لأمرها ……ترى ذلك بوضوح في
عينيه ……..نعم هو يحبها كثيراً …………..
في الصباح قررت النزول مبكرة للمدرسة ……..هي تكره
المكوث بهذا المنزل ………رأته ……..كانت يديه ملفوفة برباط
أبيض من الشاش نظرت له في حزن وقالت : إيدك عاملة إيه
دلوقتي
يحيى : تمام متقلقيش أنا واخد على كده
سلمى : واخد على كده !!!!!
يحيى مبتسماً : اه
سلمى : ليه بتتخانق كل يوم ولا بتدور كل يوم بالليل على حد
تنقذه
يحيى : لا مش للدرجة دي …………….ظروف الشغل بقه
بتخليني أتعامل مع نوعيات كثير
سلمى : إنت بتشتغل ………….خلصت دراسة
يحيى : لأ لسه ده وده
سلمى : برافو إنت في كلية ؟
يحيى : تجارة
سلمى : وبتشتغل إيه بقه
يحيى : بشتغل في التجارة برده مع تاجر في الموبايلات وكده
يعني
سلمى : اممممممممم
يحيى : إنتي عارفة إسمي ولا لأ
سلمى : عارفة إسمك يا يحيى
إبتسم يحيى فهو الآن يعلم أنه غير مجهول بالنسبة لها تابع بعدها
: ياريت تاخدي بالك من نفسك …………..أرجوكي
سلمى : إنت قلتلي إمبارح عارف وفاهم اللي إنتي فيه عارف
إيه
يحيى : عارف إنك مش مرتاحه في البيت ………عارف أد إيه
مفتقدة مامتك ………..اللي من ساعة ما مشيت والضحكة سابت
عينيكي
نظرت له وقد إغرورقت عيناها بالدموع : إنت ………….إنت
………بتقول إيه
يحيى وقد نظر لها بثقة : بقول الحقيقة
في تلك اللحظات مرت مدام عنايات إحدى قاطنات الxxxx نظرت
لهم بإزدراء شديد بعدها قال يحيى بضيق : مينفعش نتكلم هنا
………….اللي طالع واللي نازل مش حنسلم من لسانه
سلمى : عندك حق ……….المهم خد بالك من إيدك وغير على
الجرح
يحيى : وإنتي خدي بالك من نفسك وإوعديني بلاش أفكار مجنونة
عايز أنام مرتاح …………قال جملته الأخيرة ونظراته موجهه
لها بعمق شعرت بالخجل فنظرت في الأرض وتابعت : حاضر
……سلام دلوقتي
يحيى : سلام …………..
كانت تجلس بالمدرسة شاردة لم تنتبه للدرس ……….لاحظها
رباب ……….إحدى زميلاتها ………….
ورباب فتاة تعشق العبث ………تعددت علاقتها مع هذا وذاك
فأصبحت منبوذة نظراً للسمعة التي إكتسبتها ……….ولكنها
كانت دوماً تحاول التقرب من سلمى
كانت رباب تكن مشاعر الغيرة دوماً نحو سلمى ………..فهي
الجميلة التي يتهافت الجميع على إرضاءها تتذكر جيداً علاء أحد
أصدقائها الذي إنبهر بها بمجرد رؤيتها وطلب منها على الفور أن
يتعرف بها ولكن سلمى رفضت بشدة وقذفت في وجه رباب
الحقيقة المؤلمة ………لست مثلك .
إقتربت رباب من سلمى في خبث وقالت : اللي واخد عقلك
سلمى : هه
رباب : ياه يا بخته يا بخته …………هو مين ده مصر كلها
حتحقد عليه
سلمى : في دماغك إيه يا رباب أنا سرحانه عادي
رباب : على رباب………..ده مش سرحان عادي
سلمى : أنا قايمة إنتي فايقة ورايقة
رباب : لا أنا بس عندي خبرة في المواضيع دي …………يعني
إبقى إستشيري ………..حانفعك ماتقلقيش علشان محدش
يضحك عليكي بس
سلمى : مفيش حاجه أصلاً علشان أستشيرك فيها
رباب : طيب خلاص متتنرفذيش عليا …………مش قصدي
سلمى : معلش يا رباب فعلا دماغي مشغولة شوية
…………..عنئذنك .
في منزل سلمى كان أبيها يشعر بالغضب مما حدث ليلة البارحة
ولكنه كان يعلم في قرارة نفسه أن آخر ما تحتاجه سلمى في
الفترة الحالية هو العنف ……………عندها قرر الإتصال بهناء
خالة سلمى التي أبعدها عن أبناءه بعد الطلاق من أمهم وإنقطعت
العلاقة تقريباً بعد موت طليقته ولكنه وجد في تلك الخالة بادرة
أمل لعودة البسمة لوجه إبنته بعد ان تبدلت وأصبحت كالقنبلة
الموقوته المهيئة للإنفجار …….
وبالفعل عادت سلمى للمنزل في أحد الأيام لتجد خالتها وإبنتها
الوحيدة مريم في زيارة للعائلة ………شعرت بالدهشة ووالدها
يقابلها بوجه بشوش ويقول : تعالي يا سلمى سلمي على خالتك
وعلى مريم
سلمى : أهلاً يا طنط
هناء : إزيك يا حبيبتي وحشتني قوي ……..
مريم : إزيك يا سلمى
سلمى : إزيك يا مريم
هناء : خلاص بقه وبقول قدام البشمهندس مستنياكي تيجيلي
كثير ………….دانتي حته منها
إغرورقت عينا هناء بالدموع وهي تتذكر أختها ثم نظرت لسلمى
وتابعت : حقك عليا يا بنتي ………مش قصدي أفكرك
سلمى : هو أنا نسيت أصلاً يا طنط علشان أفتكر
مريم الصغيرة في محاولة لتغيير الموضوع : سلمى إنتي في
ثانوية عامة صح
سلمى : اه
مريم : ربنا معاكي
سلمى : إنتي في سنة كام دلوقتي
مريم : ثانية ثانوي
سلمى : قربتي يعني
مريم : حنبقى صحاب
سلمى : حنبقى صحاب
غادرت هناء ومريم وشعرت سلمى ببعض السعادة لدخول خالتها
حياتها مرة أخرى ………….سعادة لمسها الوالد في وجهها على
الفور فشعر بالرضى
نظر لها أبيها بحنان إفتقدته في السنوات الأخيرة ثم تابع : مش
عايزأسافر وانا قلقان ……….مش عايز مشاكل مع تيته
سلمى : حاضر يا بابا ……..عنئذنك ورايا مذاكرة
دخلت غرفتها التي تقضي بها أغلب أوقاتها وحيدة ولكنها لم تفتح
كتبها بل إتجهت للشرفة تبحث عن يحيى الذي إعتادت نظراته
العاشقة نحوها ثم أدمنتها……………