روايات

رواية الثأر بقلم مروة جمال الاول كامل

الفصل الثاني عشر
إختفى لأيام …………..أصبحت تبحث عنه …………شعرت
بالسعادة عندما صادفته في ذلك اليوم …………كانت قد أنهت
لتوها درس خصوصي بأحد المراكز عندما وجدته أمامها لم تشعر
بنفسها وهي تقابل نظراته بإبتسامة ………….إبتسامة شجعته
على الإقتراب منها عندها نظرت لها رباب بخبث وهي ترمق هذا
الشاب الوسيم الملامح وقالت لها : تعرفيه
سلمى : هه
إقترب يحيى في تلك اللحظة وبادر بقوله : إزيك يا سلمى
سلمى في إرتباك : اه …….أهلا
رباب : مش تعرفينا
سلمي : رباب صاحبتي وده يحيى …………..قريبنا
رباب : اهلا
يحيى : اهلا
رباب : طيب أمشي انا بقه وأسيبكم براحتكم
غادرت رباب على الفور وسلمى ترمقها بنظرات غاضبة لاحظها
يحيى الذي بادر بالقول : آسف ………..ضايقتك
سلمى : لأ هو بس هي حتفهم غلط
يحيى : أنا كنت بس عايز أتكلم معاكي …………مكملناش كلامنا
آخر مرة
سلمى : صحيح إنت مختفي بقالك كام يوم
نظر لها نظرة ذات مغزي وإبتسم قائلاً : كويس يعني لاحظتي إني
مختفي
سلمى وقد بدا الإحمرار على وجهها : هه
يحيى : ممكن نتمشى شوية
سلمى : لأ مينفعش
يحيى : طيب نتكلم فين وبعدين ده مكان عام
سلمى : أنا متشكرة لموقف الشهامة اللي عملته معايا لكن
…………
يحيى : أنا مش طالب اتكلم معاكي علشان موقف الشهامة ده
موقف عادي أي حد مكاني كان حيعمله
سلمى : طيب عايز تتكلم في إيه
يحيى : إنتي رافضة تتكلمي معايا علشان أنا إبن البواب صح
كانت جملته صادمة ……………مباشرة ………….تلمس جزء
كبير من الحقيقة ………….ظلت صامتة لوهلة ثم قالت : لأ مش
الفكرة …………..أنا مينفعش أتكلم مع شاب غريب
يحيى : عموماً أوعدك مش حضايقك تاني …………..كنت اتمنى
تعتبريني صديق …………تفضفضي معاه مشاكلك
سلمى وقد غضبت : مشاكل إيه إنت تعرفني منين علشان تعرف
مشاكلي وإزاي تتكلم معايا كده أصلا
يحيى وقد نجح بخبث في جذبها للحوار : أنا باسمع خناقاتك مع
جدتك ………بشوف دموعك وإنتي نازلة من البيت ……..أنا
أكثر واحد في الدنيا حاسس بيكي علشان انا كمان بيتي سجن بس
حاخرج منه ……………حعيش الدنيا زي منا عايز مش زي
ماهما عايشين
سلمى وقد بدا التأثر على ملامحها من حديثه : إنت غريب قوي
يحيى : إزاي
سلمى : كلامك ………….شكلك ………….لبسك يعني أكنك
……….
يحيى : كملي مكسوفة ليه …………..أكني إبن ناس مش إبن
البواب
سلمى : آسفة أكيد مش قصدي كده ………….بس فكرة إنك
مختلف عن باباك ومامتك وإخواتك
يحيى : ده لإني قررت ومن زمان أكون مختلف مش حعيش في
القالب الضيق بتاعهم ………..ولو الدنيا إدتني ضهرها حافتح
دراعتي وأخدها في حضني ………….وحاوصل ……….حابقى
ملك وساعتها ححط الدنيا دي كلها في علبة وأقدمها لحبيبتي
قال كلمة حبيبتي وهو ينظر نحوها بقوة قاصداً أن يصلها مغزي
كلمته ………….نظرت له لوهلة ثم قالت بصوت منخفض : ياه
ياريت أقدر اعمل زيك
يحيى : ركزي بس في مذاكرتك إنت ثانوية عامة السنة دي
سلمى : اه …………فكرتني
يحيى : نفسك تدخلي كلية إيه
سلمى : أي حاجه مش فارقة
يحيى : إنتي حتعملي زيي ولا إيه طيب انا مركز في الشغل وقلت
الكلية شهادة على الحيطة
سلمى : كلمة بابا …………دايماً لما حد يسأله عني يقول سلمى
مش مهم …….شهادة على الحيطة في الآخر مسيرها للجواز
عكس إخواتي لازم هندسة ويشغلهم معاه
يحيى : مالكيش دعوة ب بابا إنتي عايزة إيه
سلمى : عايزة أروح …………الكلام أخدنا …………بس بجد
برافوا عليك أتمني ليك التوفيق
يحيى وقد إبتسم ونظر لها بثقة : حنشجع بعض
سلمى : على إيه
يحيى : على المذاكرة علشان أخلص كليتي وأركز بقه في الشغل
وإنتي كمان تدخلي الجامعة
سلمى : إنت ذكي قوي خلتني اتكلم معاك بقالي ربع ساعة اهو
بعد ما كنت حامشي
يحيى : مش ذكاء …………..إصرار
سلمى : سلام ………..لازم أمشي
يحيى : اوكيه …………لنا لقاء آخر
سلمى مبتسمة : سلام
غادرت وتركته سعيداً ……………فهي الآن ليست مجرد سراب
ينظر نحوه من بعيد ……….بل واقع إقترب منه كثيراً
مرت الأيام متاشبهة …………..الحوار بين سلمى وجدتها يكاد
يكون مقطوعاً …………..تكاد تعيش وحيدة حتى عندما يعود
والدها في أجازته الدورية …………كانت الكلمات بينهما قليلة
مقتضبة …………جافة ………….لم يكن هناك جديد سوي
خالتها هناء ومريم ………..إقتربت من الأسرة الصغيرة ………
فقط أم وإبنتها تركهم الأب ورحل عن عالم الأحياء منذ زمن
…………أصبحت صديقة لمريم ………..تقص لها كل شئ
ولكن لم تخبرها عن يحيى ……….وماذا ستخبرها ………..لا
يوجد ما تخبرها به ولا سيوجد ما تخبرها به …..قالتها لنفسها
في إصرار ………….حتى جاء يوم رأته فيه كانت عائدة للمنزل
باكية بشدة …………إعترض طريقها وعلى وجهه علامات
القلق وقال في لهفة : سلمى ………..في إيه
سلمى وهي تبكي بشدة : مفيش
يحيى في إصرار : لأ في قولي خضتيني
سلمى : الموبايل بتاعي إتسرق ………مش حخلص من تيته
دلوقتي لما تعرف
يحيى : طيب إهدي إيه اللي حصل إتسرق منك إزاي
سلمى : كنت مروحة من الدرس وماسكاه في إيدي جه واحد
راكب عجله وخطفه من إيدي وجري
يحيى : دلوقتي ………..كنتي في شارع إيه
سلمى وهي مازالت في حالة من البكاء : اه لسه حالا……..شارع
………..شارع ………
يحيى مقاطعاً :الشارع اللي شفتك فيه
سلمى : اه
يحيى : طيب بصي حاعمل محاولة كده ممكن اعرف أجيبهولك
………..ساعتين وتقابليني في نفس الشارع
سلمى : حتعمل إيه
يحيى : إنتي ناسية إني بشتغل في الحاجات دي وعارف الحرامية
لما بتسرق بتبيع الموبايلات المسروقة فين …………إدعيلي بس
أتوفق وأعرف أجيبه
سلمى : يا رب بجد يبقى جميل مش حاقدر انساه ليك يا يحيى
يحيى : خلاص ساعتين وتعالي مطرح ماقلت ليكي ……….سلام
وفي مكان آخر جلس يحيى مع أحدهم وقد ناوله الهاتف الجوال
وقال : إتفضل يا باشا دي عيلة صغيرة
يحيى : هششششششششش مش نفذت المطلوب خد حسنتك بقه
وإنت ساكت
اللص : ماشي يا كبير
وفي الموعد وجدته منتظرها بإبتسامة واثقة وبيده هاتفها الجوال
أخذته منه في سعادة كالأطفال وقالت : بجد مش عارفه أشكرك
إزاي …………يااااااااااااااه كانت حتعملي موال
يحيى : الحمد لله
سلمى : جبته إزاي
يحيى : إعتبريني محظوظ
سلمى : ده أنا اللي محظوظة
يحيى : لا أنا اللي محظوظ علشان واقف قدامك دلوقتي
شعرت بالخجل من نظراته نحوها فتابع بثقة : روحي بقه علشان
متتأخريش …………..
تركته وعادت لمنزلها سعيدة وإستطاع أن يحتل عقلها طوال اليوم
………….حتى جاءتها مكالمة على هاتفها الجوال من رقم
غريب ………….كانت الساعة قد قاربت على العاشرة مساءاً
……….داخل غرفتها المغلقة ردت بحذر لتجد صوته الدافئ
يحدثها قائلاً : الرقم معايا مقدرتش ماتصلش وأسمع صوتك
سلمى : يحيى !!!! إنت جبت الرقم منين
يحيى : إنتي ناسية إن الموبايل كان معايا ……..إتضايقتي
سلمى : كنت أفضل تطلبه مني
يحيى : كنتي حتوافقي
صمتت لم تجبه تابع بعدها : ممكن تطلعي البلكونة
سلمى : نعم ……..
يحيى : مش عايز غير إني أشوفك بس قبل ما انام
………….ممكن
سلمى : لأ طبعا ماينفعش
يحيى : أرجوكي ………..ده طلب صغير أشوفك بس دقيقة
…………مستاهلش
سلمى وقد بدات تنصاع لرغبته : حاطلع بسرعة وأدخل تاني
علطول
يحيى : ماشي
خرجت للشرفة فوجدته يقف منتظر اً…………..نظر لها بشوق
وظل صامتاً والهاتف مازال بيده قالت بعدها في إرتباك
سلمى : خلاص ………….تصبح على خير
لم يجب ظل ينظر نحوها صامتاً تابعت : يحيى ……….يحيى
قال بصوت هادئ : معلش لما بشوفك بانسى الكلام ……
إبتسمت له بخجل ثم أغلقت الهاتف وكانت تلك هي الليلة الاولى
التي يزورها في أحلامها …………..وهكذا تغلل يحيى داخل
حياتها ……………أصبحت المكالمات يومية ثم تبعها اللقاءات
……….لتجد نفسها بعد فترة داخل قصة حب عشقها بجنون
وعشقت عشقه ……….

انت في الصفحة 12 من 20 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
4

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل