
الفصل الثالث عشر
نظرت لها مريم نظرة لوم بمجرد أن دخلت معها غرفتها
………..
سلمى : إيه يا مريومه مالك
مريم : مين ده اللي كان بيوصلك يا سلمى
سلمى : هه
مريم : انا شفتكم من البلكونة
سلمى : ده يحيى
مريم : مين يحيى
سلمى وقد بدا عليها التردد : حد من معارفنا
مريم : مين ده اللي من معارفكم يمشي معاكي في الشارع
ويوصلك لحد هنا
سلمى : خلاص ححكيلك
وقصت سلمى على مريم كل ما يخص يحيى ………صمتت مريم
قليلاً ثم قالت : يعني مش فاهمة إيه شكل العلاقة
سلمى : هو بيحبني ………..بيحبني قوي
مريم : وإنتي يا سلمى بتحبيه ؟
سلمى : مش عارفة بس برتاح وأنا معاه ………..بيهتم بيا
وبيسمعني وبيفهمني
مريم : سؤالي واضح بتحبيه مستعدة تحاربي علشانه
سلمى : أحارب !!!!
مريم : أمال إنتي فاكرة باباكي حيتقبل بسهولة علاقتك بيه
………إنتي شايفة مستقبل للعلاقة أصلاً ………هو شايف
مستقبل للعلاقة
سلمى : مافكرتش كده ………..مافكرتش في بكرة وبعدين يحيى
وإنتي معاه ماتحسيش أبداً إنه من طبقة أقل بالعكس ………..ده
بيلبس أحسن من ناس عندنا في العمارة ………….لما بنخرج
مع بعض بيوديني أحسن أماكن ………
مريم : وهو معاه فلوس منين
سلمى بثقة : بيشتغل
مريم : إيه ………بيشتغل إيه يا سلمى
سلمى : على فكرة هو في كلية تجارة وبيشتغل مع الدراسة
مريم : أيوه شغل إيه ده بقه اللي بالثانوية العامة وبيجيب فلوس
كتير
سلمى : بيشتغل في تجارة الموبايلات
مريم : اوففففففففف مش مرتاحه يا سلمى ……..الموضوع كله
مش مريح باباكي لو عرف حتبقى كارثة ………..فوقي لنفسك
كده كلها شهر وخلاص حتبدأي تروحي الجامعة
………..حتتعاملي مع مجتمع أوسع وناس أكثر
سلمى : قصدك إيه
مريم : أنا شايفاها علاقة مالهاش مستقبل يا سلمى ………..مش
حتجيبلك غير وجع الدماغ
إستمعت سلمى لكلمات مريم على مضض وأنهت زيارتها لهم
سريعاً لتقضي بقية الوقت مع يحيى ……..
جلس يحيى مع أحد أصدقاءه وقد بدا على وجهه إنشغاله بأمر
مهم ………….
سعيد : إيه يا يحيى مش مظبوط ليه
يحيى بعد تنهيدة عميقة : مفيش
سعيد : طيب خدلك نفس
يحيى : مليش فيه يا سعيد إنت عارف
سعيد : ماهو ده اللي حيظبتلك الجمجمة
صمت لفترة ثم قال بعين لامعة : تصدق عندك حق
سعيد : إيه
يحيى : حيظبتني فعلا بس مش شربه …………..سعيد عايزك
تعرفني بالمعلم شفيق
سعيد : ايه !!!! ليه يا عم السكة دي
يحيى : عايز فلوس ………….موضوع التهريب في الخفيف ده
مش جايب همه
سعيد : بص يا يحيى صحيح إنت واد جدع وقلبك ميت بس
المخدرات قصة تانية ……..الوقعة بجون
يحيى : عارف بس تستاهل
سعيد : مش شرط شغلتي أنا مش جايبه همها
يحيى : لإنك مقضيها توزيع على ضيق وناس مش جايبه همها
لكن أنا مش عايز ده أنا عايز أبقى من رجالته أفوت في العمليات
الصعبة ميهمنيش
سعيد : شفيق بيحب الرجالة اللي زيك ……….خليني أشوفه
يحيى : ماشي وأنا مستني الرد
كان يقف بجانبها أمام نهر النيل …………….بقعتهم المفضلة
قال وهو ينظر نحو المياه : نفسي يكون النيل ده بحر
سلمى بدهشة : بحر
يحيى بنبرته الهادئة : اه بحر …………موج …………غضب
………ثورة …………..حركة
سلمى : ياه ليه ده كله
يحيى : مش عارف جايز علشان أنا كده ………….أنا شبه البحر
سلمى : ماتقولش كده
يحيى : ليه هو البحر وحش
سلمى وقد بدت نبرتها أكثر جدية : غدار ………..البحر غدار
……….انا بخاف قوي من البحر
يحيى وقد نظر لها بإهتمام ثم قال : ليه بتخافي من البحر يا سلمى
سلمى : معرفش ……………من ساعة ما وعيت على الدنيا وانا
بخاف منه ……….أتفرج عليه من بعيد ………….لكن أدخل
جواه لأ ………..لأ
يحيى : حتى لو معايا
نظرت له في صمت فتابع وقد أمسك بيديها : حتى لو شلتك
……حوطتك بدراعتي علشان أحميكي برده حتفضلي خايفة
نظرت له بخجل وحاولت سحب كفها الصغير من بين يديه ولكنه
أبى بل ظل ممسكاً بها بقوة ……….قالت له في عتاب وخجل :
يحيى
ظل مرتكزاً بنظراته عليها ……………..طالما عشقت تلك
النظرات ………..التي تعبر عن عشقه الجارف ولكن مهلاً هل
حقاً يحيى مثل البحر تعشق هدوءه وقد تقتلك ثورته
…………أخرج من جيبه حلقة لامعة صغيرة ليضعها في إصبعها
الصغير نظرت له في دهشة وقالت : إيه ده
إبتسم ونظر لها نظرته الواثقة وتابع : سلمى إنتي عارفة أنا
بحبك أد إيه
صمتت وهي تنظر للدبلة الصغيرة بإصبعها تابع بعدها : بحبك
…………عارف إنه صعب دلوقتي بس مش طالب منك غير إنك
تحطيها في إيدك وإنتي في الجامعة ……….مش عايز حتى حد
يفكر فيكي
سلمى : يحيى هو انا محتاجه دي علشان تفكرني مثلا يحيى : لا يا حبيبي ………….طيب ماهو انا كمان جبت لنفسي
واحده عليها إسمك كمان وبتاعتك عليها إسمي ………دي أول
هدية أجيبها ليكي يا سلمى ………دلوقتي دهب بس أوعدك بعد
كده حتبقى ألماظ
نظرت سلمى ليدها مرة أخرى ………….هي سعيدة بعاشقها
المجنون ولكن لا تعرف لماذا شعرت بإنقباض ……….مر أحدهم
بكاميرا يدعو الناس لإلتقاط صورهم ………..ناداه يحيى بثقة
…..نهرته ولكن بلطف وقالت : يحيى حتعمل إيه
يحيى : إيه حنتصور ………….يعني مناسبة زي دي خاصة بينا
إحنا بس متستاهلش صورة …………..يا ريس
وهكذا وقف بجانبها في الكادر ………….هو بسعادة طاغية
…………..هي بملامح شادرة ………..لم تفيق من شرودها إلا
على ضوء الفلاش …………….
عن غير إقتناع ولكن من أجله ……………من أجله فقط وضعت
تلك الحلقة اللامعة في إصبعها …………..هل عشقت هذا الشاب
………………..أم عشقت عشقه لها ………….
وفي غضون أشهر قليلة إستطاع يحيى أن يحتل مكاناً مميزاً داخل
عالم التجارة المحرمة ………………..كان لديه نهم شديد
للحصول على المال ……………….ومن أجله خاطر بكل شئ
…………….وفي الصحراء الواسعة غاص بعالم آخر
…………قبائل تقتات على تلك التجارة …………… إختراق
الحدود وتهريب كل ما يخطر بعقل أو لا يخطر ……….كان يبتعد
عن سلمى بعض الأوقات ولكنها كانت قابعة في قلبه
………….يراها أميرته التي سيضع كل ما يمتلك تحت قدميها
!!!!!!
ولكن قد تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ……….فبعد سنة من
عشقهما المستتر …………إنكشف الأمر بمصادفة لعينة
……..أحد الجيران لمح هذا العشق الممنوع بين إبن الخادم وإبنة
المخدوم ……………
كانت بغرفتها تطالع بعض الاوراق عندما دخل والدها وتسبقه
عاصفة هوجاء …………….كانت عيناه تشع غضباً
…………حمراء ………..مخيفة …………..وقفت ونظرت
نحوه بفزع ………..وتلجم لسانها وتوقف عقلها عن التفكير
………….
صفعة ……………صفعة قوية من كفه على وجهها أفقدتها
توازنها فسقطت على الأرض باكية …………بكاء لم يرحمها
……….جذبها من شعرها بعنف وهو يصرخ : ماشية مع إبن
البواب يا بنت ال………….عايزة تفضحيني ………….أنا
حاوريكي يا سلمى …………
إنه الظلام …………..ظلام شديد يحيط بها من كل جانب
………….ماذا حدث ……………هل ستختفي سعادتها من جديد
صرعها أرضاً وهي ترتجف من الخوف وخرج كالمجنون
…………..دخل ثائراً للغرفة الضيقة نظر له حارس الxxxx في
دهشة : خير يا بشمهندس
اللأب : لم كراكيبك وغور ………….مش عايز أشوف وشك في
العمارة
الحارس بدهشة : ليه يا بيه
الأب : الزفت إبنك فين
الحارس : مين يحيى …………..موجود
خرج يحيى وعلى وجهه علامات الصدمة ………….إندفع الأب
الثائر موجهاً له اللكمات بمجرد رؤيته ……….ولسانه ينطق بكل
ما يعرف من السباب …………..
نظر له الأب ليجده غارقاً في دماءه ………ملامح وجهه إختفت
لا يوجد سوى كدمات ……………وابيه يصرخ ويبكي حائراً
…………..نظر له بإزدراء شديد ثم بصق في الأرض وقال :
كلب
لا تعلم هل كانت تلك البصقة هي القشة التي قسمت ظهر البعير
…………هي التي فجرت البركان …………..وكثورة البحر في
غضبه إنتفض يحيى وإقترب من الأب الثائر برق له بعينيه وقال :
بحبها …………………..ومسيرها في يوم حتبقى ليا
…………..حتبقى مراتي