روايات

رواية الثأر بقلم مروة جمال الاول كامل

الفصل الرابع عشر
حتبقى مراتي …………..بعد تلك الكلمات
إبتعد الأب الغاضب ……………فقد شعر أنه لا يتعامل مع
شخص عادي ……………بل شخص مسه الجنون وهو ليس
كجنون روميو لا هو بعيد كل البعد عن روميو …………
ظلت حبيسة غرفتها لأيام ……………ألم ………….قلق
………….عقاب …………..لا تعرف ماذا سيحدث وماذا سيحل
بها ………….كانت تستمع لصراخ في بعض الأوقات
…………وسكون في أوقات أخرى ………..همهمة
………..لوم ………………من الأبن لأمه ………….فقد ترك
الأبنة أمانة بين يديها ولكنها لم تصن تلك الأمانة …………ألقت
باللوم على أمها التي رحلت عن الحياة ………….عندها علم
الأب أنه ليس هناك أمل مع أمه العجوز …………..وفي غضون
أيام صدر قرار …………..ستنتقل سلمى للعيش مع خالتها
………..التي أحاطها الأب علماً بكل ما حدث ………….وطلب
منها مراقبتها جيداً وغادرت سلمى …………غادرت شرفتها
التي كانت تنتظر فيها نظراته وغرفتها التي شهدت أول احلامها
به ………….
مرت أيام كانت خالتها فيها تراقبها كالصقر ……………وتنظر
لها بعين الشفقة وعين اللوم في وقت واحد………………..
جلست أمامها هناء لوهلة قبل أن تتحدث ……………كانت
سلمى تشعر بتوتر شديد فهي تعلم ما تنوي الخالة التحدث عنه
…………..توتر جعل ملامحها غاضبة ……………نظرت لها
هناء بإبتسامة لتكسر هذا الحاجز ثم قالت : ها حتفتحيلي قلبك ولا
حتفضلي ساكته
سلمى وقد بدت عليها الدهشة فقد كانت تنتظر فاصل من التوبيخ
يليه تعليمات ونصائح وإرشادات تنوي أن لا تستمع إليها
………قالت بدهشة : إيه
هناء : مستنياكي تحكيلي
سلمى : أحكي إيه يا طنط
هناء : تحكيلي عن قصة الحب اللي خليتك تجازفي وتتحدي كل
التقاليد والأصول
سلمى : أنا إتحديت التقاليد والأصول ؟؟؟؟
هناء : طبعاً ……..ماهو مادام سمحتيله يخرج معاكي ويقرب
منك كده وإنتي عارفة خطورة ده يبقى إتحديتي التقاليد والأصول
سلمى بتوتر : أنا مفكرتش كده
هناء بنفس الهدوء : طيب فكرتي إزاي
سلمى : مفكرتش …………….قربت منه وقرب مني بدون أي
تفكير أو تخطيط
هناء : منك أكيد لكن هو ؟
سلمى : هو حبني …………حبني قوي …………..كان جنبي
في وقت محدش كان حاسس بيا فيه……………..يكون ده
جزاءه
هناء : كنتي عايزة والدك يعمل إيه لما يعرف يا سلمى ياخده
بالحضن ………………أصبحت ملامح هناء أكثر حدة وصوتها
أكثر جدية ثم تابعت : عايزة تتجوزيه يا سلمى
نظرت سلمى لها بتحدي : وإيه المشكلة لما اتجوزه ………..إنه
فقير
هناء بنبرة واثقة وهادئة أيضاً : أكيد لأ الفقر مش عيب
………….مش هو ده السبب
سلمى : طيب إيه
هناء : لإن ببساطة في خطوط حمرا في المجتمع مش كلنا نقدر
نعديها …………….يعني باباكي عمره ما حيناسب البواب
………….إنتي حتقدري تتعاملي إزاي مع اهله اللي أكثر من
مرة خدموكي اللي مسح سلم واللي شال ليكي شنطة
صمتت سلمى وظلت شاردة ……….تابعت هناء : طيب إنتي
مفكرتيش في ده لإنك ببساطة سنك صغير ومعنكيش خبرة في
الحياة ………..هو بقه فكر ولا لأ …………هو أكبر منك
بحوالي خمس سنين يعني المفروض إنه فكر ……..كان حيجي
يتقدم لوالدك ……………….كان حيقدر وإن قدر اكيد كان واثق
إنه مش حيوافق ……………..كان حيعمل إيه
……………تفتكري يا سلمى كان حيجي اليوم اللي يطلب منك
تتجوزيه من غير رضى أهلك
سلمى وقد غضبت بشدة : وتفتكري يا طنط أنا البنت اللي تتجوز
من ورا أهلها
لا تعرف هل هي غاضبة من إتهام خالتها ………….أم غاضبة
من نفسها …………….أم غاضبه من تلك الحلقة اللامعه
المتزينة بإسمه التي أعطاها لها وكأنها رباط مبدئي بينهما
………
إقتربت منها هناء ونظرت لها نظرةً حانية وملست على شعرها
وقالت : إنتي مش متخيله أوقات الواحد ممكن يعمل إيه بإسم
الحب ويفتكر إنه صح ………..
نظرت لها بعين باكية ثم تركتها وجلست وحيدة بغرفتها ………..
مرت أيام ……..لا تعرف عنه شيئاً فقد قطع عنها والدها كل سبل
الإتصال …………….حتى إستاطعت خالتها إقناعه بعودتها
للجامعة …………….عودة مشروطة ………
قالت لها هناء بنبرة حانية : انا وثقت فيكي يا سلمى مش عايزة
أندم …………..
وعادت لدراستها ………….تحاول بشتى الطرق وضع تلك
التجربة وراء ظهرها ………….حتى ظهر لها مرة أخرى
……..
كانت في طريق عودتها للمنزل ………وها هو ينتظرها وعيونه
تكاد تنطق بشوقه ………..شعرت بالفزع خوفاً أن تلمحه هناء
أو مريم من الشرفة ………حاولت أن تتخطاه ……….أن تهرب
ولكنها تبعها لمدخل الxxxx ……..إعترض طريقها غاضباً وقال :
بتهربي مني يا سلمى
نظرت له بعيون باكية ثم أشاحت بوجهها عنه وإلتزمت الصمت
…………..نظر لها بعيون حانية وتابع بنبرة رقيقة : حبيبتي
………….حصل إيه …………..عملوا فيكي إيه
جففت دموعها ثم تلفتت حولها وتابعت : يحيى أرجوك لو خالتي
شافتك حتحصلي مشكلة كبيرة ……….ساعتها بابا حيخليني
أسيب الكلية ويمنعني من الخروج
يحيى : طبعاً ………..أهم حاجه عندهم إني أبعد عنك
………..سلمى إحنا لازم نهرب
طغت ملامح الصدمة على وجهها ………….قالت بغضب :
يحيى إنت بتقول إيه
يحيى : نهرب ……….لفظها بهدوء وثقة وبنبرة بطيئة رغبة في
التوكيد
سلمى : لأ مش ممكن …………مش أنا اللي أعمل ده
………….قالت ذلك وقد أخرجت من حقيبتها حلقته اللامعه
يحيى في ذهول : لأ يا سلمى ………………لأ
سلمى : أرجوك يا يحيى ……………إنت متخيل لو بابا شافها
معايا ممكن يعمل فيا إيه
يحيى : متخافيش من حد أنا ححميكي منه
سلمى : عنئذنك
تركته وإتجهت للمصعد ولكنه تبعها بإصرار ……..وبثورة
غاضبه دخل خلفها وضغط على اعلى زر ليحتجزها معه لدقائق
سلمى : يحيى ……………إنت مجنون بتعمل إيه
يحيى وقد إتسعت حدقة عيناه وأطال النظر إليها بشغف: مجنون
بيكي
سلمى : يحيى أرجوك إنت بتطلب مني المستحيل
……………إنت مش خايف عليا
يحيى : أنا بحبك ……………مش قادر أتصور بعدي عنك يا
سلمى
إقترب منها بنية أن يقبلها ……………..نهرته بعنف
………………كان تلك هي المرة الأولى التي يرى فيها تلك
النظرة الغاضبة من عيناها شعر بخطأه وإستعجاله للأمور إبتعد
عنها ثم زفر بقوة وقال بنبرة أكثر هدوئاً : آسف ………..أنا
بتصرف بجنون واضح إن دي لحظة الوداع
رق قلبها مرة أخرى نظرت له وقالت : وداع ……….حتروح فين
يحيى وقد خرجت دمعة صغيرة من عيناه …………كانت تلك هي
المرة الأولى التي ترى فيها دمعته تأثرت بشدة وهي تستمع
لكلماته : حسافر ……….مش حارجع غير وأنا قوي
………..وساعتها حتكوني مراتي يا سلمى محدش حيقدر يقف
في طريقنا ………مش طالب منك غير إنك تستنيني
……..إستنيني يا سلمى …………..
وهكذا ………………رحل…………رحل تاركاً قلبه معها
………………يتذكر عبوره الحدود هارباً بمساعدة باولوالموزع
الذي كان يتعامل معه ويتسلم منه الشحنات المخدرة
…………كان باولومعجباً بجراءته ……….بذكاءه
……………….بقدرته على تخطي الصعاب
………………….وفي روما قدمه للباشا ………………….كما
كانوا يطلقون عليه ……………..هو الرجل الكبير
…………الملك ……………..لم يتوقع باولو أن هذا الشاب
الصغير سيصبح بعد سنوات قليلة ذراع الباشا الأيمن بل والأيسر
أيضاً ………………….
وفي تلك السنوات تغيرت سلمى …………..أصبحت أكثر
إطمئناناً وهدوئاً بعد أن مكثت مع خالتها ومريم …………وأصبح
يحيى ذكرى قديمة بالنسبة لها تختفي رويداً مع مرور الزمن
……..و ظهر أحمد وظهر حب قوي داخل قلبها …………حب
العمر كما أطلقت عليه مريم لتتزوج وتنجب ملاكها الصغير
وتبتسم لها الدنيا أخيراً وليعود عاشقها المجنون فيجدها إقترنت
بغيره …………….فيثور كالبحر الهائج ولم لا يثور بعد أن
صادفته صديقة حاقدة لتخبره أن سلمى تزوجت بعد عشق جارف
……….صديقة إستطاع شراءها بحفنة من المال وتهديدها بليلة
ماجنة …………….
دخل الغرفة ليجدها قد إستغرقت في النوم نظر لها وقال محدثاً
نفسه : بحبك ………….بجنون …………وبنتقم منك في نفس
الوقت …………….ليه يا سلمى نستيني ………….ليه بعتي
حبي ………….بس خلاص سلمى اللي نسيتني خلاص ماتت
دلوقتي مفيش غير سلمى مراتي ……………عقلك و قلبك ملكي
يا سلمى ملكي أنا وبس …………………إنتي كلك ملكي أنا
وبس
إستلقى بجانبها في الفراش ثم جذبها نحوه بقوة
………………..لم يبالي بجسدها المتعب ولا بإستغراقها في
النوم ………………..فقط أراد أن يثبت لنفسه أنها ملكه وملكه
هو فقط……………

انت في الصفحة 14 من 20 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
4

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل