
الفصل الخامس
بزغت الشمس وألقت بأشعتها الذهبية على شاطئ البحر منبئة
بصباح جديد ………..توقفت السيارة بأحد الأحياء بالعجمي
………..مكاناً هادئاً بل يكاد يكون مهجوراً كما طلب
…………أمسك بيديها لتنزل من السيارة ………….كانت
صامته طوال الطريق ……………لم تنبس شفتاها بحرف
…………..دخلت المنزل وهو خلفها ومعه صديقه الذي كان
ينظر نحوها بدهشة فهي ترتدي فستاناً ممزقاً سترته بقميص
رجالي إستنبط أنه خاص بيحيى ……………نظر له يحيى بعد أن
أجلسها على أحد المقاعد ثم قال : شكراً يا ميكا ……..جدع
………..ده كان طلبي
ميكا وهو ما زال ينظر نحوها : إنت تأمر يا برنس
فاجئة يحيى عندها بقوله : مراتي
ميكا : هه
يحيى : بقولك مراتي
ميكا : اه …………مبروك يا باشا
يحيى : خد دول ………..أنا مش حينفع أنزل الأول حتجيب فطار
وبعدين تروح تجيب هدوم حريمي هه وطلبات للبيت لحمة وجبن
يعني ظبتلي الثلاجة
ميكا : عيني خلي يا باشا
يحيى : لا معلش
ميكا : طيب والمقاس
يحيى : إتصرف
نظر ميكا مرة أخرى لها متفحصاً ثم تابع : مش مشكلة سهلة
نظر له يحيى بغضب شديد ثم قال : طيب يلا بقه علشان
متتأخرش
خرج ميكا وعندها نظر لها يحيى وإتجه نحوها وقال : أدخلي
إرتاحي لغاية ما الفطار يجي
ظلت قابعه مكانه وكأنه لم تسمعه وضع يده على ذراعها
فإنتفضت بفزع ………..إقترب منها وملس على شعرها وقال :
حبيبتي ………..متخافيش
نظرت له ثم نظرت حولها وكأنها تتدارك ما حدث منذ البداية ثم
سألته : أنا إسمي إيه
…………إنه السؤال الأول ………….السؤال البديهي فهي لن
تظل صامته ……………ماذا كان يظن هل ستظل صامته كالدمية
تترك نفسها له يشكلها كيفما يشاء …………….صمت لحظات ثم
أجابها بثقة : إسمك سلمى
صمتت قليلاً وكأنها تحاول إستيعاب الإسم أو ربما تحاول تذكره
…………تابعت بعدها : سلمى ………..مش فاكراه خالص
يحيى :مش فاكراني ………
سلمى : مش فاكراني علشان أفتكرك
نظرت لنفسها في المرآه ………….خلعت قميصة ونظرت
لفستانها الممزق ………..تابعت دون أن تنظر نحوه : هو إيه
اللي حصل
يحيى : مش مهم تعرفي كل حاجة دلوقتي
إستدارت له في غضب وقالت بإصرار : إيه اللي حصل
نظر لها ملياً كان يحتاج لترتيب الكلمات داخل عقله بل لترتيب
الأكاذيب داخل عقله تابع وقال : في ناس كانوا عايزين أذيتنا
……..هجموا علينا في الكابينة ……….أعداء ليا كانوا عايزيين
يعاقبوني بيكي بس مقدروش لكن في وسط الخناق دماغك
إتخبطت في الحيطة وأغم عليكي …………وهما هربوا وأنا
فضلت جنبك لغاية ما فقتي
سلمى في ذهول : أعداء !!!! بيعاقبوك
إقترب منها يحيى أمسك بوجهها وهو ينظر إليها بهيام ثم قال :
حبيبتي ……….عمري ماحسمح لحد يخدشك خدش
…………إنتى أغلى حاجه عندي وأحميكي بروحي ودمي
………….عايزك تطمنى
سلمى باكية : أطمن …………انا معرفكش إنت بتقول إنك جوزي
وأنا شايفاك غريب عني ………….طيب فين أهلي أهلك
يحيى وقد إسترسل في الكذب وبدأ يصدقه : إنتي أهلى وأنا أهلك
………….حبيبتي إحنا مالناش حد مالناش غير بعض ومن زمان
وفجأة لمعت عيناه جاءته فكرة عبقرية ………..اخرج محفظة
ومنها أراها صورة ………….صورة لشاب وفتاة
…………شاب يبدو في العقد الثاني من العمر وفتاة صغيرة
………..هي تلك الفتاة كانت تقف بجانبه تبتسم بخجل وهو يضع
ذراعه حول كتفها تشعر في إبتسامته أنه ملك الدنيا ……….تابع
بثقة : شفتي دي صورتنا زمان مع بعض ……….دي أول قصة
حبنا ………..من ساعتها وإحنا سوا مالناش غير بعض
………..يتيم ويتيمة مالهمش غير بعض يا سلمى
إقترب منها وإحتضنها بقوة لم يعطيها مجال للإبتعاد أو التفكير
………..لم ينقذها سوى طرق الباب ………….
ميكا : الفطار يا سيد الكل على بال ما تفطروا وتشربوا الشاي
أكون جبتلك بقية طلباتك
يحيى : ميكا عايزك في حوار مهم
ميكا : أمرك
يحيى : أنا راجع على إيطاليا
ميكا : علطول كده
يحيى : عايزك تكلم الفنان
ميكا : اه ………طلباتك
يحيى : عايز باسبور وتأشيرة وبأسرع وقت ………….قال
جملته وهو يشير بعينيه لسلمى
فهم ميكا مقصدة وتابع : مفيشئ حاجة صعبة على الفنان
يحيى : واللي يطلبه حياخده أهم حاجه السرعة فاهم
ميكا : تمام حنحتاج صورة بس
يحيى : هات إنت الطلبات وبالليل حتكون عند الصورة
ميكا : ماشي حاخلع انا وأرجع سريع سريع …………..
وضع أمامها طعام الإفطار نظرت للطعام في مضض وقالت : مش
قادرة
يحيى : مينفعش حتقعي من طولك إحنا ماكلناش من إمبارح
سلمى : أرجوك فعلا مش قادرة
يحيى : طيب لو كلتي حجاوبك على كل أسئلتك
سلمى : لأ انا عايزة حاجة تانية
يحيى : أمرك يا حبيبتي
سلمى وقد بدأت تركز بعض الشئ : عايزة اروح للدكتور .