
الفصل السابع
في الصباح إستيقظت لتجده قد أعد طعام الإفطار ووضعه على
المائدة ………..
سلمى : صباح الخير
يحيى : صباح النور …………نمتي كويس
سلمى : الحمد لله
يحيى : طيب يلا الفطار جاهز
سلمى : تعبت نفسك
يحيى : أكيد لأ
على مائدة الإفطار كانت تنظر له وهو يضع ملعقة السكر في كوب
الشاي الخاص بها وقالت : عارف باخد كام معلقة سكر
يحيى : أكيد ………..طول عمرك بتشربيه بمعلقة واحده
سلمى بعد أن تذوقت الشاي : تفتكر لو كنت باخد سكر أكثر أو
أقل كنت ححس بفرق
يحيى : مش عارف …………..إنتي حاسه بفرق
سلمى : لأ متقبله طعمه عادي
يحيى : أكيد علشان معمول زي ما متعودة عليه
إبتسمت بإيجاز ثم تابعت شرب الشاي ………….قال لها بعد ذلك
: انا نازل نص ساعة وراجع علطول
لم تجب كانت تبدو شاردة وكأنها تفكر في شئ آخر
………..نظرت له بعدها وهي تتسائل وتنظر نحو يدها اليمنى
…………..
سلمى : هي فين دبلتي
يحيى : نعم
سلمى : مش إحنا متجوزين …………ليه أنا مش لابسة دبله
لاحت ذكرى في الأفق تذكر إقترابه منه في تلك الليلة صرخت
رافضة له ………….تلك الحلقة الذهبية اللامعة التي زينت بها
إصبعها ولكن ليست حلقته الذهبية بل إنها رباط منمق بإسم آخر
……….خلعها من إصبعها بعنف وقذفها بعيداً وكأنه يعلن رفضه
لهذا الزيجة ………..وكأن الحظ كان رفيقه فلم تستيقظ من
غفوتها لتكتشف أنها زوجة رجل غيره ………لاحظت شروده
فتابعت : سرحت في إيه
إبتسم لها بسخرية ثم قال : إتفضلي
ناولها دبلة كان محتفظ بها في جيبه ومكتوب عليها من الداخل
يحيى ثم خلع دبلته وأراها إسمها المحفور عليها ………..سلمى
وكأنه أراد أن يقضي على كل بذور الشك داخلها ………..
سلمى وهي تمسك بالدبلة : ليه أنا مش لابساها
يحيى : لإنها ضاقت عليكي ………..وكنتي سايباها معايا علشان
أوديها للصايغ يوسعها
وضعتها في إصبعها فلاحظت بالفعل أنها تدخل بصعوبة شديدة
………..أعطتها له مرة أخرى وهي تحرك رأسها بالإيجاب في
إشارة انها فهمت مقصده تابع بعدها …………..
يحيى : حاروح مشوار نص ساعة وراجع …………محتاجه
حاجه
سلمى : لأ
يحيى : خلاص ……….عندك التليفزيون ……….سلي نفسك
على بال مارجع
سلمى : حاضر
يحيى : سلام ……………قبل رأسها وخرج لمقابلة ميكا حتى
يعطيه صورتها وينهي إجراءات جواز السفر والتأشيرة خاصتها
……
ناول ميكا الصور وهو يقول : خليه ينجز أنا مستعجل
ميكا : ماشي
يحيى : أنا عايز جوازين سفر
ميكا : إثنين !!!!
يحيى : واحد بالبيانات دي ………..دي بيانتها الحقيقية وواحد
ببيانات مزورة ………….علشان أعرف أطلع بيها بره البلد
بسهولة
ميكا : مش فاهم يا ريس
يحيى : مش مهم تفهم
ميكا : لازم أفهم يا باشا علشان الفنان يفهم وشغلك يبقى مظبوط
يحيى في ضجر : إعتبرني خاطفها …………مش حاعرف أطلع
بره البلد ببيانتها الحقيقة مش عايز أجازف ……..فهمت
ميكا : والتاني اللي بإسمها
يحيى : لا ده مش ححتاجه في السفر ححتاجه لحاجة تانية
متخصكش
وضع يحيى يده في جيبه وأخرج رزمة من النقود ناولها لميكا
الذي إلتقفها بسعادة وتابع : لو عايز خمسين باسبور
………..إحنا في الخدمة يا باشا …………..حتسافر بحر يا باشا
صح
يحيى : أكيد ………..بحر ليا ناسي وحاعرف أظبط الدنيا
ميكا : تسافر بالسلامة يا باشا ……….يومين والطلب يبقى جاهز
يحيى : كثير …………بكرة تكون الحاجة عندي …………
ميكا : هو الجواز مش بياخد وقت هي بس التأشيرة المضروبة
يحيى : ده الفنان مش أي حد واللي حيطلبه جاهز وأكثر كمان
ميكا : يبقى أمرك يا باشا بكرة
يحيى : وتشوف مواعيد البواخر ………..تحجز أول معاد تلاقيه
فاهم
ميكا : خلاص يا كبير ………….رحلة سعيدة
ظلت قابعة مكانها بعد خروجه ……….تقلب بين محطات التلفاز
ولكن عيناها لا تري شيئاً أذناها لا تستمع …………عقلها يسعى
جاهداً محاولاً تذكر شئ ………….أي شئ ………إنها تشعر
كأنها طفلة …………ولدت منذ يوم واحد …………..لا يوجد
أمامها سوى يحيى …………….زوجها الذي لا تعرفه !!!!! هل
هناك آخرون …………بشر غيره ……….معارف
…………أصدقاء …………..أشباح من الماضي
……………نظرت إلى المكان حولها …………..بيت غريب
………..أين منزلي ……………أشيائي الخاصة
……………..ربما أتذكر إذا لمست بيداي ما امتلك
…………….لماذا نهرب ونترك كل شئ …………..وكأنها
راحلة من مجهول لمجهول ………………..لم تشعر بنفسها إلا
وهي تتجه لباب الشقة ……………تود الهروب أو ربما تود أن
تبحث عن نفسها …………
فتحت الباب لتجد ……………………..لتجده أمامها
…………….كانت عيناه تنطق شراراً …………….وجه آخر له
لا تعرفه
دخل وأغلق الباب خلفه إقترب منها والغضب يملأه ثم قال : كنتي
رايحة فين
عادت للخلف ولم تجبه تابع بإصرار : كنتي رايحة فين يا سلمى
أشاحت بوجهها عنه وهمت تتركه أمسك بذراعها بعنف وجذبها
نحوه وقال : بقولك كنتي رايحة فين ………….عايزة تضيعي يا
سلمى لو خرجتي لوحدك حجيبك إزاي …………….متخيلة
ممكن يحصل إيه لو نزلتي لوحدك
نظرت له بعين دامعة وقالت وهي تحاول أن تتخلص من قبضته :
يحيى لو سمحت سيب دراعي …………دراعي بيوجعني يا يحيى
يحيى وقد قربها إليه أكثر : مش حسيبك يا سلمى …………مش
حسيبك
فاجئها بقبلة قوية …………..قبلة عاشق مشتاق لحبيبته
…………..نجحت في التخلص من قبضته وإبتعدت وهي تنظر له
في إرتباك وخوف
ضرب المائدة بقبضة قوية كادت أن تشطرها نصفين وقال وهو
ينظر لها نظرة بها مزيج من الحب والغضب والرغبة : بتهربي
مني يا سلمى ………….ليه
نظرت له في حيرة ثم إستسلمت للبكاء …………..إقترب منها
وإحتضنها وهو يقول : متبعديش يا سلمى حتإذيني وتإذي نفسك
…………..إنتي مالكيش غيري وأنا مليش غيرك دي الحقيقة
اللي نفسي تفتكريها
سلمى بصوت متحشرج : تايهه ………….تايهه قوي
……………
شعر بضعفها …………..كانت كالعصفور المرتجف خائفة تنشد
الإطمئنان حملها بلطف ووضعها في الفراش ولكن لم يتركها
جلس بجانبها وضمها في صدره وتابع : متخافيش
…………….أزمة وحتعدي …………إنتي بس سيبيلي نفسك
وأوعدك حتبقى زي الفل
إستكانت وإستسلمت وأسندت رأسها على صدره
…………….شعر بإستكانتها وإستسلامها وعندها أحاط جسدها
بذراعيه وقربها منه بقوة …………………ليأخذ حقوقة
الزوجية !!!!!!!!!!!!!!