
الفصل الثامن
نعم بدا في ممارسة حقوقة الزوجية وهي إستلسمت لزوجها
………….زوجها المشتاق إليها بشدة !!!!!!! وفي مكان آخر
…………شق السكون صراخ طفلة ……………لا تحتاج سوى
ضمة من صدر أمها لتعيد لها الإطمئنان …………….كان أحمد
يقف حائراً بعيون باكية أمام صراخ طفلتها …………..حملها
وظل يقبلها حتى تهدأ وهو يفكر بسلمى …………….أين أنتي يا
حبيبتي ……………تُرى هل سأراكي مرة أخرى أم أنك رحلتي
إلى الأبد …………….
حمل طفلته وخرج من المنزل متجهاً للمشفى ……………..كانت
مريم لا تزال على حالها ربما تشعر بوجود أمها ولكن ما تلبث أن
تعود لعالم من اللاوعي ………………..لا تعرف هل هي فاقدة
للنطق أم رافضة ………….ترك جودى مع هناء والدة مريم
وذهب للقسم يبحث عن جديد …………
أحمد : وصلتوا لحاجة يا حضرة الضابط
الضابط : لسه يا أستاذ أحمد
أحمد : إزاي ……………طيب مريم ظهرت هي فين
الضابط : إحنا مكثفين جهودنا في البحث ومستنيين حالة مريم
تتحسن علشان ناخد أقوالها
أحمد بحسرة : مريم ………………..دي في دنيا غير الدنيا
…………….أنا حتجنن يعني ولاد الكلب دول بعد عملتهم
الطبيعي يسيبوهم هما الإتنين في مكان واحد ………….ليه مريم
كانت لوحدها …………إلا إذا كانت سلمى جرالها حاجه
……………لا ………….ياربي لا
قال جملته الأخيرة وقد اخفى وجهه بين يديه …………شعر
الضابط بالأسى من أجله فربت على كتفه وهو يقول : أستاذ أحمد
……….المفروض ماقولكش ده دلوقتي بس إحنا مش ساكتين
في خلال يوم أو إتنين التحريات حتوضح حاجات أكثر
أحمد : مش فاهم
الضابط : إحنا حنشوف الأرقام اللي إتصلت بيها زوجتك
وإستقبلتها على المحمول أهو خيط جايز يوصلنا لحاجه
أحمد : حاجة إيه ………….أنا مراتي معندهاش مشاكل مع حد
الضابط : بس هي لسه مختفية وإحنا لازم نحط كل الإحتمالات
جايز الحل يكون في نمرة كلمتها …………….محدش عارف
نظرت إليه بإمعان وهو مستغرق بجانبها في النوم
…………….كانت تحاول أن تتذكره ولكن دون جدوى
……………فقط تشعر أن ملامحه مألوفه ولكن لا تعرفه
…………..نعم لا تعرف زوجها ………….فقد سلمت نفسها منذ
ساعات لرجل لا تعرفه ………………شعرت بإنقباض في قلبها
تملك منها …….قامت وتركته وظلت جالسة وحدها في الغرفة
الأخرى ………..تفكر وتفكر …………. كاد عقلها أن ينفجر من
كثرة التفكير دون جدوى …………
كان يقف على باب الغرفة ………….يراقبها في البداية لم تلحظه
كانت مستغرقة في أفكارها ……………..إنتبهت على صوته
وهو يقول : سرحانه في إيه
نظرت له على الفور وكأنها إستفاقت من غيبوبتها : هه
يحيى : ياه دانتي كنتي في دنيا تانية خالص
سلمى : اممممم كنت سرحانه شوية
يحيى : في إيه ……….في يحيى
إبتسمت له وظلت صامته إقترب منها وإحتضنها من الخلف وقبل
رأسها ثم قال : معلش حقك عليا
سلمى : إيه
يحيى : متحكمتش في نفسي ………..كان لازم أصبر عليكي
شوية ………..بس أعمل إيه طول عمري ضعيف قدام جمالك
………
نظرت له وقد رقت مشاعرها لحديثه المنمق معها وقالت : إنت
إتجوزتني علشان أنا جميلة
إبتسم لها يحيى ثم أدراها لتصبح في مواجهته وأمسك بوجهها
وقال : إحنا قصة حبنا مفيش زيها ………..مفيش راجل بيحب
ست قد منا بحبك يا سلمى …………مش عايزك حتى تفتكري ده
…………بس عايزك تحسيه …………حتى لو عقلك مش فاكره
…………بصي لقلبك
سلمى : نفسي ………….نفسي انام وأقوم ألاقي نفسي فاكرة كل
حاجه ………….فاكراك وفاكرة الدنيا اللي كنت عايشة فيها
يحيى : سيبيلي نفسك يا سلمى ………….أوعدك حاملأ دنيتك
ومش حتحسي أبداً إنك ناقصة ذكرى من الماضي
أومأت رأسها بالإيجاب عن غير إقتناع ولكن لم تجد سبيلاً للراحة
دون الإذعان لرغبته ………….تابع بعدها
يحيى : أنا حانزل اجيب عشا متين فوقي كده على بال ماجي
……خلاص
سلمى : حاضر
وهكذا خرج وعاد وتناولوا طعام العشاء وجاء موعد الخلود للنوم
………..ولكنه لم يتركها وحدها ظل معها بنفس الغرفة فنامت
مستكينة في أحضانه في محاولة للإعتياد عليه ………….
إستيقظ يحيى في الصباح فلم يجدها بجانبه ……………خرج
مسرعاً يبحث عنها كان يخشى أن يفقدها مرة أخرى
…………شعر بالراحة عندما وجدها بالمطبخ تعد طعام الإفطار
…………..كانت تبدو جميلة ………….إرتدت بيجامة بسيطة
من القطن وربطت شعرها برقة ورفعته عاليا نظرت له وقالت :
صباح الخير
يحيى : امممممم واضح إنك فاكرة الفطار بيتعمل إزاي
سلمى وهي تبتسم : اه تخيل
يحيى : الدكتور قال عادي ………….طبيعي
سلمى : خلاص تقريبا جهز ………….إغسل وشك على بال ما
أحضر السفرة
وعلى المائدة جلس بجانبها …………قبل يدها وهو يقول : تسلم
إيدك
سلمى : ده حاجه بسيطة
يحيى : لا إزاي فول وبيض مسلوق وبيض مقلي وسلطة وجبنة
وشاي
سلمى : امممممم عملت البيض نوعين لإني مش عارفة إنت
بتحب أي نوع
يحيى : بحب النوع اللي من إيد سلمى
سلمى : طيب يلا بقه علشان ما يبردش
يحيى : على فكرة أنا حافطر وأنزل كده أقضي كام مشوار
………..عايز أرجع بقه ألاقي مراتي موضبالي أحلى غدا
……………طماع أنا صح
سلمى : طماع علشان طلبت غدا ………….أصلا أنا زهئانه
وعايز أشغل نفسي …………تحب تاكل إيه
يحيى : مش حاتقل عليكي ………….مكرونة بشاميل من إيدك
الحلوة دي
سلمى : ياه بس كده على بال ما تيجي حتلاقيها جاهزة
يحيى : فاكرها ولا حنجيب كتاب أبلة نظيرة
سلمى وهي تضحك : لا متخافش فاكراها
يحيى : بموت في ضحتك …………بتخطف قلبي
سلمى وقد نظرت له في خجل وإبتسمت فأمسك بيدها وتابع : انا
مش عايز أنزل …………..قال ذلك وهو ينظر لها بعيون يملؤها
الشوق فقالت بإرتباك : لا خلص اللي وراك بقه ولا إنت خايف
المكرونة تطلع وحشة
يحيى : القمر يعمل حاجة وحشة !!! مستحيل …………مش
حتأخر ……….سلام يا حبي
سلمى : سلام …………..
وبالفعل شغلت سلمى نفسها بإعداد الغداء ولكنه لم يأخذ كل وقتها
فنظرت حولها ولم يعجبها منظر المكان فشمرت عن ذراعيها
وبدأت بتنظيف المكان من كنس ومسح وخلافه
……………..لتقتل الوقت .
عاد يحيى وقد وجدها قامت بالتنظيف والأرض ما زالت رطبة بعد
مسحها …………
يحيى : يا خبر إيه ده ليه تعبتي نفسك
سلمى : لا تعب ولا حاجه ……….خليني أضيع الوقت
يحيى : إتفضلي
قال ذلك وهو يعطيها علبة صغيرة
سلمى : إيه ده
يحيى : إفتحيها
فتحت سلمى العلبة لتجد بداخلها دبلة أنيقة وقد رصعت بأحجار
صغيرة من الألماس نظرت له في دهشة فتابع
يحيى : كنت المفروض حاوسع الدبلة بس دي عجبتني قوي
………..أحلى دبلة لأجمل وأرق إنسانة في الدنيا
امسك يحيى بالدبلة وألبسها لها ثم أخرج علبة أخرى بها خاتم لا
يقل قيمة عن الدبلة ………….
سلمي : إيه يا يحيى ده كله
يحيى : ده حاجة بسيطة ……………بكرة حاعوضك عن كل
حاجه سيبناها هنا
سلمي : حلويين قوي …………ميرسي
يحيى : إتفضلي ده كمان
سلمى : إيه ده
يحيى : ده الباسبور بتاعك …………إنتي سألتيني على كل حاجه
ومسألتنيش على إثبات شخصية
سلمى : فعلا !!!! إبتسمت بسخرية لحالها أخذت منه جواز السفر
ونظرت بداخله صورتها …………إسمها
سلمى : دي الصورة اللي انا إتصورتها قريب
يحيى : ماهو ده باسبور جديد لسه مطلعه يعني كان معايا أوراق
بتاعتك صورة البطاقة وشهادة الميلاد وكده فقدرت أطلعه
سلمى : اه صح فين البطاقة
يحيى : ضاعت يوم الحادثة وأنا كنت متلخبط ومدورتش عليها
كويس بس كان معايا صورة منها وأوراق خاصة بيكي في
العربية
سلمى : ااااااااااااااااه
يحيى : ها يا سلمى إطمنتي
سلمى : امممممممممممم
يحيى : خلاص كده يومين وحنسافر يا حبي لمكان احلى من هنا
بكتيييير ………..
إبتسمت له وظلت صامته وهي تقلب في جواز السفر وتنظر
لإسمه في خانة الزوج ………..