
_ الله يبارك فيك ياعمي.. ومايحرمناش منك
تسائلت والدة زوجته:
أمال فين أهلك ياناصر مجوش ليه؟
_ على وصول.. انا بصراحة مقدرتش اكلم حد غير اما اطمن على جنة، كلمتك انتي بس عشان تساعديها..!
وصل أبيه ووالدته عابرين للغرفة بلهفة:
_جنة ولدت؟
تسائل أبيه، فأجابه ناصر: أيوة يابا الحمد لله.. تعالي شوف ابني اهو!
تقدم وتبعته والدة ناصر بذات اللهفة. وما أن رآو حفيدهم الأول حتى زرفت دموعهم دون إرادة وهما يسمعون همسات الصغير وهو يأكل أصابعه الصغيرة وكأنه جائع، فهتفت ام جنة: الواد جعان ياجنة رضعيه يابنتي! ثم نظرت لأم ناصر وهتفت بمبادرة: شيلي حفيدك يا ام ناصر وحطيه في حجر مرات ابنك.. وقوليلها مبروك ياختي!
لم تحيد عين ” نادرة” عن الصغير وكأنها مسحورة، ثم حملته برفق شديد وكأنه ماسة ثمينة، وأرقدته بحجر جنة التي اعتدلت بنصف جلسة بمساعدة زوجها..ثم التقط كف والدة ناصر ولثمتها وهي تقول:
ربنا مايحرمنا منك يامه ويرزقنا رضاكي وتعيشي وتربيه معانا..! وحياة ابني اللي لسه عمره دقايق لترضي عني وتفتحيلي قلبك.. أنا بحبك عشان انتي أم اغلي انسان عندي.. وان كنت غلطت انا صغيرة وانتي كبيرتنا وقلبك ابيض!
منحها ناصر نظرة مفعمة بفخره بها ورضاه عن تصرفها الذي فاجأه حقًا.. كما ترقرقت عين والدتها وتأثر والد زوجها وأبيها باعتذارها المهذب..!
أما نادرة لم تتوقع منها تلك السماحة والذكاء اللذي لن تنكر أنه أرضى دواخلها، واستطاعت بتلك الكلمات إزالة الكثير من الحواجز تجاهها..!
_ وامي كبيرة وطول عمرها مابتردش حد وجدعة..ومش هتزعلنا في يوم زي ده، صح يامه؟
نظرت لناصر الذي استجداها بحديثه وهتفت بحنان لم تقوى على مواراته: ربنا يرضى عليك انت ومراتك يا ابني ويجعلوا ذرية صالحة وسند ليكم!
ثم احتضنت جنة التي بكت على صدرها، فنكزتها الأخيرة التي تقاوم عبراتها هي الأخرى: بطلي عياط يابت حفيدي هيرضع منك نكد واحنا مش ناقصين!
ضحكت جنة من وسط بكائها، فواصلت نادرة: ناويين تسموه إيه؟
تبادل ناصر النظرات مع زوجته.. ثم اقترب من والدته وقبل جبينها وهتف: هنسميه “نادر” على أسمك يا ” نادرة”..!
حدقت بوجهه غير مصدقة ومتأثرة بلك اللفتة التي أسعدتها بشدة وأكسبتهم رضاها الكامل وتملكتها فرحة جمة وهي تغمغم: بجد؟!
ابتسمت جنة: أيوة يامه.. عشان دايما نادر هيكون في حضن نادرة جدته وحبيبته وحبيبتنا كلنا..!
ناصر بزهو: لعلمك.. دي فكرة جنة مراتي انها تسمي أبننا على اسمك!
لم تصدق ابدا أن تكون زوجة ولدها بتلك الطيبة.. ربما ظلمتها كثيرا بجفائها معها وعداوتها دون مبرر.. ومن الآن فصاعد ستغدو جنة گ ابنتها وأكثر.. ستمحو أي شعور سيء تجاهها وتبدأ صفحة جديدة لا تحوى سوى المحبة بينهما..!
وبعد أسبوعان من ولادة جنة.. أقاما “عقيقة” احتفالًا بقدوم صغيرهما الذي أتى بكل الخير والفرج لوالديه.. فما ان علم صاحب العمل ان ناصر حظى بمولود جديد حتى أعطاه مكافأة مالية سخية گ هدية للصغير.. كما أنقده العم رحيم مبلغ غير هين من المال بعد ان ادخره من جمعياته وأخبره انه حق زوجته وباقي جهاز زواجها وهي حرة تبتاع به مايلزم منزلها.. وبالفعل فرحت جنة واشترت أشياء ضرورية لشقتها .. كما أغدق الجميع بالهدايا والملابس للصغير الذي غير بقدومه نفوس الجميع.. وأزال الضغائن وزرع الحب والمودة بينهم!
___________________
تمت بحمد الله!