روايات

تزوجته فقيرا بقلم نسمه مالك

“هيرجعو يا أيوب..قبلت جبهته..ماما زينب هتجبهم والله وهيرجعو لحضنك لانهم ميقدروش يستغنو عنك”..
ظل أيوب مستكين بحضن زوجته قليلاً..يستمد منها القوة على التحمل،لينتبه لرنين هاتفه،فينتفض معتدلا وبلهفة،وفرحة تحدث حين لمح اسم شقيقه..
“دا ايمن اخويا بيتصل”..
ضغط زر الفتح وبغضب مصطنع تحدث..
“هو دا اللى قولتلك متغبش عن؟!”..
قطع حديثه حين استمع لصوت بكاء شقيقه،ارتعد قلبه وبهلع تحدث..
“فى أيه يا ايمن؟!”..
قال أيمن بنحيب
“أيوب الحقنى يا أخويا”..
هب أيوب من جوار حبيبه وبدأ يسير ذهاباً وأياباً كالأسد الحبيس وبفزع تحدث.
“مالك يله،فييييك ايه انطق”..
قال ايمن بصعوبه من شدة شهقاته..
“أبنى،ابن اخوك أيوب الصغير بيموت،ومحتاج عمليه فى القلب ضرورى وهنا رافضين يعملو العمليه لأن نسبه نجاحها ضعيفه جداااا”..
زادت حدة بكائه وبندم تابع..
“ربنا بيجبلك حقك منى على اللى عملته فيك يا أيوب”..
قال أيوب بغضب حارق..
“انت فاكر أيوب الصغير أبنك لوحدك ولا ايه يله؟!”..
هبطت دموع أيوب بكثرة وتابع بتأكيد..
“دا أبنى يمكن اكتر منك كمان يا ابن ابويا،”
صمت لوهله يحاول السيطره على بكائه وبأمر تابع..
“حالا تبعتلى كل التقارير اللى تخص حاله أيوب على الواتس”..
قال ايمن بطاعه..
“هحضرهم حالا وابعتهوملك،بس خد كلم ماما عايزه تطمن عليك، على ما انا اجهز التقارير كلها علشان ابعتهالك”..
أعطى الهاتف لوالدته التى اخذته بلهفه، وتحدثت باشتياق وبكاء حاد..
“أيوب يا قلب أمك واحشتنى ياضنايا”..
تأوه أيوب بصوت عالِ،وبتنهيده متألمه تحدث..
“انتى اللى واحشتينى أكتر يا أم أيوب،طمنينى عليكى يا حبيبتى،صحتك عامله ايه دلوقتى”..
أنتبه أيوب لزوجته التى تبكى من شدة تأثرها بصمت،فاسرع نحوها ووقف جوار فراشها محتضن رأسها داخل حضنه،ملتفه هى بكلتا يدها حول خصره،مستنده برأسها على صدره تستمع لنبض قلبه باستمتاع وأبتسامة عاشقه تزين ثغرها رغم بكائها ودموعها المتساقطه بغزارة..
قالت زينب برضا..
“الحمد لله يا حبيبى انا كويسه اطمن”..
بكت..
“بس اخواتك محتاجنلك يا أيوب”..
ازدات حدة بكائها وبرجاء تابعت..
“تعالى يا حبيبى أقف فى ضهر أخواتك وقويهم بيك زى ما دايما بتقف فى ضهرهم”..
قال أيوب بتأكيد..
“أجلكم زاحف يا أم أيوب”..
اكملت زينب بثقه..
“عارفه يا ضنايا،وعلشان كده جهز شنطتك و أخوك هيحجزلك على أول طياره”..
جملة زينب اخترقت سمع حبيبه بوضوح،رفعت رأسها ونظرت لأيوب بصدمه وبيقين تمتمت بصمت..
“أيوب مستحيل يسبنى ويسافر”..
“”””””””””””””””’
..مرت عدة أيام..
بالمستشفى..
لم تفارق هبة، والدتها وشقيقتها..
تغفى للحظات قليله أثناء جلوسها على المقعد،ولكنها تنتفض بفزع حين تستمع لصوت بكاء صغيرها الذى لا يفارقها حتى أثناء يقظتها..
دمعة حارقة هبطت على وجنتيها،وتأوهت بصمت وتمتمت بألم حاد..
“رحمتك بقلبى ياااارب “..
فكم الصدمات التى تتعرض لها تفوق قدرة أستيعابها،
بينما هى صامده،صابره،محتسبه،وعلى يقين أن الأتِ سيكون أفضل،وسيعوضها الله خيراً،
شبه ابتسامه ظهرت على شفتيها حين تذكرت هذا الأحمد الذى يجلب لها طعامها المفضل يومياً،
حتى انها أصبحت تعيش على شطائر المربى بالقشطه الذى يجلبها لها،رغم معاملتها الجافه والحادة معه،الا انه لم يتوقف عن احضار الشطائر لها..
حركت رأسها بيأس حين تذكرت، تصرفات عبد الرحمن الغير مشرفة على الأطلاق،وشجاره مع بدر المستمر فور رؤيته دون ادنى مبرر،نفخت بضيق وتمتمت بسرها بوعيد..
“شكلى هخلى بابا يطردكم بلا راجعه انتو الاتنين علشان ارتاح من وجع الدماغ دا”..
انتبهت لصوت والدتها تبكى بضعف وصوت مكتوم..
هرولت اليها،وامسكت يدها تقبلها بحب وبلهفه تحدثت..
“ماما”
قبلت جبهتها بعمق..
“يا حبيبتى انا أهو”..
تنظر لها نجوى بعيون نادمه يغرقها الدمع،وبرجاء وتوسل همست..
“هبه حقك عليا انا السبب فى اللى جرالك يابنتى”..
قالت هبه بحنان..
“هششش..اهدى يا حبيبتى”..أبتسمت لها أبتسامتها المطمئنه وتابعت بتأكيد..
“ماما دا قدر ربنا،وانا الحمد لله راضيه بقضاءه”..
قبلت يدها مرات متتاليه..
“أهم حاجه انتى تقوملنا بألف سلامه ياحبيبتى”..
زالت دموعها وتابعت بفرحه غامرة..
“علشان حبيبه هتجبلك حفيد قريب جدا بأمر الله”..
اتسعت عينا نجوى بذهول،وظهرت الفرحه على ملامحها،وأزدادت حدة بكائها،وتحدثت بعدم تصديق..
“بجد يا هبه؟!..اختك حامل؟؟”..
ببكاء حركت هبه رأسها بالايجاب..
دارت نجوى بنظرها داخل الغرفه تبحث عن حبيبه، لتجد زوجها نائم بعمق على أريكه صغيره بجوارها،وجهه يبدو عليه التعب والارهاق الشديد..
تنهدت بألم،والندم يتأكل قلبها على ما فعلت من أخطاء بحق زوجها وبناتها..
لم تستمع لحديث زوجها الخلوق الذى دائما كان يرشدها للصواب،وبتهور ودون تعقل أندفعت بقرارتها،
لتحصد نتائج افعالها،فاجعة موت حفيدها وحرقة قلب ابنتها على وحيدها..
أغمصت عيونها بعنف لتنهمر دموعها بغزاره اكثر وبضعف همست..
“فين أختك وجوزها يا هبه”..
نظرت لها..
“عايزه اشوفهم”..
ربتت هبه على وجنتيها بحنان،وأزالت دموعها وبرجاء تحدثت..
“حاضر يا حبيبتى هخرج اندهلهم بس كفايه عياط بالله عليكى يا ماما”..
نظرت نجوى لها بدهشه لهدوئها المريب،وبقلق تحدثت..
“مالك يابنتى؟!”..
تفهمت هبه سؤالها،فبتسمت لها وتحدثت بتنهيده..
“قصدك مالى هاديه كده ليه؟”..
حركت نجوى رأسها بالأيجاب فتابعت هبة بابتسامه..
“انشغالى بتعبك انتى وحبيبه مش سيبلى وقت أحزن فيه يا ام هبه”..
قالت نجوى بهلع..
“اختك مالها؟؟ فيها ايه حبيبه يا هبه؟”..
هبه:”اهدى يا حبيبتى، حبيبه بخير الحمد لله،بس حملها صعب شويه مخليها على طول دايخه وبترجع”..
قالت نجوى ببكاء..
“وطبعا أيوب مش سيبها”..
أمسكت هبه يدها وضغضت عليها برفق،وتحدثت برجاء..
“قومى يا أمى انتى كمان ومتسبنيش كده،خدينى فى حضنك وطبطبى عليا وقوينى بيكى”..
جملتها هذه كانت كفيله ان تجعل نجوى تستجمع قوتها وتسترد صحتها خصيصاً لأجل أبنتها،وأسرعت بفتح ذراعيها لها وبلهفه تحدثت..
“تعالى فى حضنى يا ضنايا،تعالى يا حبيبتى”..
أرتمت هبه داخل حضن والدتها تضمها بقوة،ولكنها لا تبكى حتى،قلبها يصرخ بألم حاد وهى متماسكه حتى لا تنهار أسرتها بانهيارها..
صوت طرقات على باب الغرفه جعلها تبتعد عن حضن والدتها على مضض..
هبت واقفه واتجهت نحو الباب فتحته،لتجد حبيبه مستندة على زوجها،وأيوب ملتف بيده حول خصرها بحمايه،حملها داخل حضنه بيد واحده حتى أن قدمها لم تعد تلمس الأرض،
أبتسمت لها هبة أبتسامة حانيه،وبحب تحدثت..
“تعالى يا حبيبتى،ماما صحيت وكانت بتسأل عليكم حالا”..
نظرت حبيبه لزوجها بوجه يكسوه حمرة الخجل وبرجاء همست..
“أيوب نزلنى انا الحمد لله بقدر أمشى لوحدى”..
رفعها أيوب داخل حضنه بأحكام اكثر وهمس بأذنها بعتاب..
“انزلك ايه بس وانتى مدروخه كده وكل شويه تقعى منى”..
أقترب من والدتها وأجلسها جوارها بحذر،وبدأ يفحص نجوى بعنايه وتحدث بابتسامه..
“طمنينى عليكى يا ست الكل،عامله ايه انهارده؟”..
تنظر له نجوى بأحراج،وتحدثت بصوت متحشرج بالبكاء..
“الحمد لله يا ابنى،الفضل يرجعلك يا دكتور أيوب”..
ربت ايوب على كف يدها بحنان وتحدث بتعقل..
“دا فضل ربنا علينا”..
احتضنتها حبيبه وبرجاء تحدثت..
“كفايه عياط بقى يا ماما يا حبيبتى”..
قالت نجوى بندم..
“حقك عليا يا حبيبه يا بنتى،انا غلطت فى حقك..نظرت لأيوب..وفى حق جوزك اللى طلع غنى..”
بكت بحرقه..”
غنى بأخلاقه وأدبه وأصله،حقك عليا يا حضرة الدكتور الظابط يا جوز بنتى..”
أقترب منها ايوب وقبل رأسها وبهدوء تحدث..
“انا مش زعلان منك يا خاله،انا عارف ان كل اللى كنتى بتعمليه كان خوف على حبيبه،ودا حقك،وانا كنت مقدر خوفك دا كويس علشان كده عمرى ما زعلت منك”..
اعتدل محمد جالسا بعدما أستمع لحديث زوجته، الذى تمنى سماعه كثيراً،وبارتياح تحدث..
“أخيرا فهمتى وعرفتى قصدى يا نجوى”..
نظرت له نجوى وبأسف تحدث..
“فهمت يا محمد بس متأخر”..
أقتربت هبه منها واحتضنتها هى ايضا وبابتسامه مطمئنه تحدثت..
“لا يا حبيبتى مش متأخر ولا حاجه،”
قبلت يدها بحب..
“كل شيئ بأونه يا امى،واعرفى أن كل اللى بيحصلنا من تدابير ربنا،فديما خلى عندك حسن ظن بالله ان رب الخير لا يأتِ الا بالخير.”
“””””””””’
..بأمريكا..
يسير أحمد بخطوات شبه راكضه لداخل منزلهم،
وجهه يبدو عليه الذهول والدهشه،
دار بعينه بأرجاء المنزل يبحث عن والدته، ليأتيه صوتها الضاحك من داخل غرفتها برفقه أحفادها وخطيبته وزوجة شقيقه ايضا،
أسرع نحو مكتب شقيقه،طرق الباب وخطى للداخل مندفعا،
وجد شقيقه يجلس على مكتبه،ويجمع كافه الأوراق والمستندات داخل حقائبه الجلديه..
لينظر له ايمن بغيظ ويتحدث بغضب..
“اييييه يا بنى ادم انت الدخله المنيله دى؟!”..
التقط احمد انفاسه المسلوبه منه بصعوبه وبتقطع تحدث..
“مش هتصدق مين بيحاول يتواصل معانا من تليفون الشركه فى مصر”..
ضيق أيمن عينه وبفضول تحدث..
“مين يا أحمد”..
قال أحمد بابتسامه متسعه..
“برنامج المذيعه منى الشاذلى، عايزه توصل لأيوب أخوك عن طريقنا علشان تعمل معاه حوار”..
بكى وضحك بأن واحد وتابع بفخر..
“أخوك الفيديو اللى عمله بقى تيرند عالمى يا أيمن”..
نظر له أيمن قليلاً،وبأمر تحدث..
“متجبش سيره لأى حد انهم حاولو يكلمونا”
رفع أحدى أصابعه بتحذير..
“حتى لأيوب نفسه، فاهم يا أحمد”..
تحولت ملامح أحمد لأخرى غاضبه،وهم بالشجار مع شقيقه،لكن صوت زينب الملتهف قطع حديثهما..
“أحمد انت جيت امتى يا ضنايا”..
أقتربت منه وربتت على ظهره بحنان وتابعت”طمنى يا ابنى خلصت كل حاجه”..
قال أحمد بابتسامه حانيه..
“أيوه يا أمى..”
أمسك يدها ورفعها على فمه وقبلها بحب وتابع بتأكيد..
“بأذن الله بكره أصبح هتشوفى أبنك أيوب وتاخديه فى حضنك يا أم أيوب”..
جذبته زينب داخل حضنها وتحدثت بغضب مصطنع..
“انا ام أيمن واحمد كمان يا واد انت”..
انهت جملتها وأشارت لأيمن أن يأتِ هو الأخر لداخل حضنها..
أقترب منها أيمن سريعا وأحتضنها بحب..
لتمتم زينب بصمت..
“يرضيكم ويرضى عنكم،ويحنن قلوبكم على بعض، ويلم شملكم يا ولاد زينب قادر يا كريم”
نظر أحمد لأيمن نظره متفحصه،يحاول ان يفهم ما يدور بعقله وما يود فعله..
“””””””””””””””
..أيوب..
بشتى الطرق يحاول جذب زوجته لداخل حضنه،
حتى يسيطر على حركاتها الهستيريه..
ببعض العنف تبعده حبيبه عنها،وتتحدث ببكاء حاد..
“مش هسيبك تسافر وتبعد عن حضنى ولو يوم واحد يا أيوب”..
تلكمه على صدره بقبضة يدها الصغيره،تركها هو تفرغ غضبها به..وبعتاب تابعت..
“هتقدر؟..”
اقتربت منه،ووقفت على اطراف أصابعها،وامسكت ياقة قميصه تجذبه عليها قليلا،لتتمكن من النظر داخل عينه بتمعن..نظرتها الباكيه،العاشقه لكل ذره به جعلته يغمض عينه بعنف،وبلهفه لف يده حول خصرها وحملها داخل حضنه،واضعا جبهته على جبهتها،وبهمس وأسف تحدث..
“على عينى بعدى عنك يا حبيبة القلب”..
ترقرقت العبرات بعينه وتابع بصوت اختنق بالبكاء..
“أمى وأخواتى محتجنلى،مينفعش أتأخر عليهم”..
أسرعت حبيبه وضمته داخل حضنها بحب شديد،وبصعوبه من بين شهقاتها همست..
“ط طيب خدنى معاك”..
ابتعدت عن حضنه واحتضنت وجهه بين كفيها وتابعت بعشق..
“مش هعرف أنام وانت بعيد عن حضنى”..
تأملت ملامحه بهيام،وأقتربت بوجهها منه أكثر وطبعت قبله عميقه بجوار شفتيه جعلته دون أرادته يضغط على خصرها بعنف محبب لقلبها،ويغمض عينه بستمتاع،
فقد عصفت قبلتها الرقيقه بقلبه،وعقله،وبعثرت مشاعره..
مال برأسه مستنداً على كتفها،متمتماً بصمت..
“فلتكونى رحيمه بقلبى قليلاً معشوقتى الجميلة”..

أنتهى البارت..
واستغفرو لعلها ساعة أستجابة..

الخاتمه..
تزوجته فقيراً فأغنانى الله به..
✍نسمه مالك✍..

..يقف محمد بالشارع ينتظر احدى سيارات الأجره ليعود لمنزله بعد يوم عمل شاق..
ليجد شاب يقترب منه يقود دراجه بخاريه،صف الدراجه على جانب الطريق،واسرع بالنزول من عليها ووقف امامه ينظر له بابتسامه قائلاً..
“السلام عليكم يا عم محمد”..
تمعن محمد بالنظر له،فوجهه مألوف له وبابتسامه تحدث..
“وعليكم السلام،انت تعرفنى يا ابنى؟”..
“طبعا يا عم محمد اعرف حضرتك،وحضرتك كمان تعرفنى”..
قال محمد بأسف..
“مش واخد بالى منك يا ابنى الحقيقه،فكرنى بيك”..
أجابة الشاب بابتسامة رزينه..
“انا بدر أحمد الزينى اللى واقف مع والدى على عربيه أكل جنب كليه هندسه”..
محمد:”أيوه افتكرتك”..نظر له بغضب مصطنع..
“انت اللى بتجيب لهبه السندوتشات كل يوم فى المستشفى؟”..
رد بدر:بجرأة.”أيوه انا،ولما روحت المستشفى انهارده وعرفت ان والدة هبه خرجت بسلامه قولت أجى لحضرتك”..
قال محمد بقلق..
“خير يا ابنى؟!”..
أخذ بدر نفس عميق وتحدث بجديه..
“بصراحه يا عمى انا معجب بالمهندسه هبه،ولما سألت عليها وعرفت انها مطلقه كنت ناوى اطلب ايدها بعد ما عدتها تنتهى”..
قال محمد بأسف..
“طلبك مرفوض انا بنتى اللى حصلها الفتره الاخيرة كان صعب اوى وهى مش حمل اى علاقه جديده دلوقتى خالص لأزم تفوق وتشم نفاسها الأول”..
رد بدر بلهفه قائلاً..
“ياعم محمد انا عارف كل اللى حصل،وكلامك صح هبه لازم تاخد وقتها،براحتها تاخد كل الوقت اللى هى عيزاه انا مش مستعجل وهستناها”..
نظر له بشك وتابع بتساؤل..
“الا لو حضرتك معترض على انى بشتغل مع ولادى ومثلا شغلتى تكون مش قد المقام”..
قال محمد بنفى..
“حاشا لله يا ابنى،انت واقف فى ضهر ابوك ،وبتكسب قرشك بالحلال ودا ميعبكش دا يزيدك احترام”..
فقال بدر بارتياح..
“كلامك دا طمنى اوى يا عم محمد علشان كده أحب اقولك ان الحمد لله بفضل ابويا عليا بعد ربنا بقيت دكتور فى كليه الهندسه وهبه كمان طالبه عندى”..
رد محمد بأعجاب..
“ماشاء الله لا قوة الا بالله”..ربت على كتفه..
“ربنا يزيدك يا ابنى،ومش هكدب عليك انا أتمنى افرح ببنتى مع واحد أبن حلال يعوضها عن اللى شافته”..
قال بدر بتمنى..
“وانا بتمنى زوجه بأخلاق وادب هبه بنت حضرتك،ويشرفتى ان حضرتك توافق”..
قال محمد بتعقل..
“يا ابنى انا مقدرش أفاتح بنتى فى موضوع الجواز دا دلوقتى خالص”..
.تنهد بألم..

“بنتى قلبها مجروح و بينزف من وجعها على ابنها،وجرحها مش هيطيب بسهوله”..
قال بدر بأسف..
“انا عارف ان كلامك صح يا عمى،وعارف أن هبه غرقانه فى حزنها بدليل انها شيفانى شخصين”..
نظر له محمد بعدم فهم..فتابع بأسف..
“هبه شايفانى احمد بتاع السندوتشات اللى شبه الدكتور بدر اللى بيدرسلها فى الكليه،ومش واخده بالها نهائى ان احمد وبدر شخص واحد”..
قال محمد بغصه..
“بنتى تايهه،مش مستوعبه اللى حصلها،ومش هتوافق على اى نوع من انواع الارتباط دلوقتى خااالص”..
قال بدر بلهفه..
“بس انا هفضل أحاول وأعافر واعمل المستحيل لحد ما اخليها توافق ودا طبعا بعد موافقة حضرتك”..
أكد محمد..
“انا موافق على أى حاجه هتسعد بنتى”..
قال بدر بفرحه غامرة..
“يبقى أوعد حضرتك انى هعمل كل جهدى علشان اشوفها أسعد واحده فى الدنيا”..
قال محمد بتمنى..
“أتمنى يا ابنى والله،هبه بنتى اللى شافته مش هين،وانا واثق ان ربنا شيلها كل خير”..
قال بدر بأمل..
“ونعمه بالله”..
أشار بيده على دراجته البخاريه قائلاً..
“تسمحلى أوصل حضرتك؟”..
قال محمد بأحراج..
“مش عايز اتعبك يا ابنى،انا هاخد اى موصله وأروح”..
بدر باصرار..
“تعب حضرتك راحه”..
ركب بدر دراجته واقترب من محمد وبرجاء تحدث..
“اتفضل يا عمى خلينى اوصلك”..
صعد محمد خلفه،وهم بدر بالسير ليتفاجئ بسياره تقطع طريقه وتقف امامه..
تمعن النظر داخلها ليجد عبد الرحمن جالس بمقعد السائق ينظر له بغيظ وغضب عارم،يود لو يفتك به،
ابتسم له بدر ابتسامه مستفزه،فأسرع عبد الرحمن وفتح باب سيارته واقترب منهم بوجه يشتعل بالغضب حتى توقف امام محمد الجالس خلف بدر،وبهدوء عكس بركان غضبه تحدث..

انت في الصفحة 11 من 12 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
96

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل