
بفرحة غامرة فشل فى أخفائها تحدث أيوب..
“أنتى حامل يا حبيبة”..
وزعت حبيبة نظرها بينه وبين شقيقتها ببلاهة،انهمرت دموعها بغزاره أكثر على وجنتيها، ووضعت يديها على وجهها، وكأنها تحلم وتحاول أن تفيق، كانت فى بئر حزن على فقيدها الغالى،ولكن الله مد يده الكريمة من السماء وأجزل لها العطاء،
ضحكت قائلة بصوت متهدج..
“أيوب انت قلت ايه انا سمعت صح ؟؟”..
هبة كانت تراقب ردة فعل شقيقتها، فرحتها كماء بارد أثلج صدرها المشتعل قهراً، ما أجمله من عوض لنا جميعا يا الله، احتضنت هبة حبيبة قائلة..
“ربنا عوضنا يا حبيبة ربنا كرمه كبير أوى “..
ضمتها حبيبة بقوة، تغمرها السعادة، وكأنها تشعر بحياة طفلها بداخلها ونبضه، على استحياء سحبت هبة نفسها من حضن شقيقتها،وهمست بأذنها بخجل..
“هاطلع بره شويه أكيد فيه كلام عايزه تقوليه لجوزك”..
وقفت وهي تغمز لها وتربت على كتفها بحنان..
“مبروك يا حبيبتى”..
سارت نحو الباب وهمت بفتحه لكن صوت حبيبة الباكى أوقفها..
“هبه”..نظرت لها هبه بلهفه،فتابعت بقلق..
“ماما وبابا كويسين؟ “..
تلجمت هبه،ونظرت لأيوب تستنجد به حتى يتحدث هو..
جذب أيوب مقعد وجلس بجوار سرير حبيبة،ممسك بيدها بين كفيه، وبتعقل تحدث..
“تعالى ياهبه من فضلك،واسمعى الكلمتين اللى هقولهم دول”..
اقتربت هبة منهما مره اخرى، تنظر له باهتمام،تحثه على أستكمال حديثه..
صمت ايوب لوهلة،وبأسف تابع..
“اللى حصل عمل لمامتكم صدمه و؟ ”
قطعت حبيبة حديثه قائله ببكاء..
“قصدك جلطه؟”..
تنهد أيوب بألم لألم زوجته،وحرك رأسه بالأيجاب،
لتنفجر حبيبة ببكاء مرير،فأسرع هو بالجلوس جوارها على الفراش وجذبها داخل حضنه ،وبتأكيد تابع..
“حبيبة اهدى،مامتك الحمد لله كويسه،وأول ما نظبط السكر والضغط هنعملها عمليه بسيطه وإن شاء الله ترجع احسن من الأول”..
ربتت هبه على يد حبيبة، وبابتسامة تحدثت..
“كفايه عياط يا بيبة،ماما بأذن الله هتبقى كويسه،وابسطى يا ستى جوزك الدكتور أيوب هو اللى هيعمل العمليه لماما بنفسه”..
ضيقت حبيبة عينيها، ونظرت لأيوب وتحدثت بدهشه..
“أزاى هتعمل لماما العمليه وانت لسه متخصصتش يا أيوب؟؟”..
أبتسم لها أيوب،وبأحراج مصطنع تحدث..
“احححم،يعنى انا عمال اقول لأختك وباباكى انا هعمل العمليه بنفسى لحماتى وانتى فى لحظه تكشفى المستور كده”..
عبث بملامحه، وتابع بعتاب..”طيب استرى على جوزك يا بيبه”..
نظرت حبيبة لشقيقتها بابتسامة من بين دموعها وبحب تحدثت..
“هبه حبيبتى مبطلعش سر لحد ابدا،اطمن”..
قال أيوب بجدية..
“هو مش سر ولا حاجه،وانا فعلا هدخل مع مامتك العمليات ومش هسبها،بس هكون دكتور مساعد للدكتور المتخصص اللى هيعمل العمليه”..
أثناء حديثه رن هاتفه، فأسرع بالرد عليه،فاشارت هبه لشقيقتها انها ستخرج لتطمئن على والدها،واتجهت نحو الباب،ليوقفها أيوب مره أخرى وتحدث بدهشة..
“هبه انتى طالبه أكل من بره؟”..
قالت هبة بدهشة..
“أكل أيه؟؟”..
أجابها أيوب..
“فى واحد واقف تحت فى الاستعلامات بيقول جيبلك ساندوتشات المربى بالقشطه؟؟”..
ظهر علامات الذهول على وجه هبه،و تمتمت لنفسها
“معقول يكون احمد بتاع السندوتشات؟!”..
أيوب:”خليكى وانا هكلم حد من الأمن يحاسبه ويجبلك الأكل”..
قالت هبة بفضول..
“لا يا أيوب انا هنزله من فضلك متخليش حد يمشيه”..
أنهت جملتها وسارت لخارج الغرفة،أسرع أيوب خلفها،وجد عبد الرحمن يقف مستنداً على الحائط، فأشار له وتحدث برجاء..
“أنزل مع هبه يا عبد الرحمن من فضلك”..
اتسعت ابتسامة عبد الرحمن وهو يقول..
“انت تؤمر يا أيوب باشا..”
سارت هبة معه صامتة بتردد،قطع هو هذا الصمت وتحدث بهدوء..
“على فكره طليقك اتقبض عليه وهيتسجن على اهماله وقذارته واللى ع”..
قاطعته هبه ببعض الحدة.
“يتسجن او لا ميخصنيش”..
تنهد عبد الرحمن براحة، وشبه ابتسامة ظهرت على شفتيه،ولكنها تلاشت سريعاً حينما لمح شخص ما هب واقفاً، وأقترب منهما بلهفة،متجه نحو هبة..نظر هو لهبة فوجد ملامحها مذهوله،أقتربا منه وتحدثت هبة بدهشة..
“احمد!!!عرفت منين انى هنا؟؟؟”..
نظر لها بدر نظرة متألمة لملامحها الحزينه،الباهته،
متمتماً لنفسه..
“يا الله على حزنك،عيونك وقلبك بيصرخو من الوجع يا هبه”..
تنقل عبد الرحمن بنظره بينهما،وتحدث بحاجب مرفوع موجه حديثه لبدر..
“خير يا حضرة؟؟”..
نظر لهبه ببعض الحدة جعل هبه تبادله النظرة بأخرى مذهوله من حدته معها، وتابع بتسائل..
“انتى تعرفى الاستاذ دا يا هبه؟”..
أجابته هبه..
“ايوه اعرفه،أتفضل حضرتك و؟؟”..
قاطعها عبد الرحمن بابتسامه زائفة..
“لا اتفضل ايه”..
نظر لبدر نظره حارقة،
“انا معاكى وهنرجع سوا”..
لم يبالى بدر لحديثه ولا لنظراته الناريه،وبرزانة وهدوء تحدث لهبه..
“انا عرفت اللى حصلك،البقاء لله يابشمهندسه”..
تنهدت هبة بعمق قائلة..
“ونعمه بالله،بس برضو مقولتش عرفت ازاى؟؟”..
ابتسم بدر وهو يقول
“اللى مهتم بحد بيسأل عن أخباره،واللى يسأل ميتوهش”..
توردت وجنتي هبه بحمرة الخجل،وبجمود تحدثت..
“شكرا على اهتمامك وسؤالك،”
صمتت لوهلة وبصرامة تابعت..
“ومافيش داعى تتعب نفسك بعد كده تانى”..
تعمدت أن تحدثه بهذه الطريقة لتقطع خيوط الأمل التى تراها بعينه،فقد أغلقت قلبها،لا تريد خوض اى تجربة أخرى،
يكفى ما حدث لها من زوجها السابق وما تركه بقلبها من ألالم مبرحة لن تطيب بسهوله..
ظهرت الراحه على وجه عبد الرحمن،فطريقتها الحاده مع بدر طمأنت قلبه،وظن ان الطريق سيكون خالى امامه، ليستطيع الحصول على قلبها..
أنهت حديثها، وابتسمت بصطناع لبدر،وسارت من أمامه مسرعة، خلفها عبد الرحمن،ليوقفها صوت بدر الصارم..
“هبه أستنى”..
صوته الصارم جعل قلبها ينقبض بخوف لا تعلم سببه..
حبست انفاسها ورسمت الجديه والبرود على وجهها والتفت مره اخرى تنظر له ببرود،
اقترب بدر منها،ومد يده لها بعلبة صغيره،فضيقت هبه عينيها ونظرت له بتسائل،ابتسم لها أبتسامته المطمئنه،الحنونه قائلاً..
“دى سندوتشات المربى بالقشطه بتاعت انهارده والأيام اللى غبتى فيها”..
أخذتها هبه منه، وبأمتنان تحدثت..
“بجد متشكره جداً”
أغمضت عينيها بقوه تحاول التحكم بدموعها وبأسف تابعت..
“تخيل انا مش فاكره اخر مره كلت فيها أمتى”..
نظر بدر لعيونها بعمق وبتأكيد تحدث..
“طيب اعملى حسابك من انهارده اليوم اللى مش هتيجى فيه تاخدى سندوتشاتك..”
تمعن النظر بعينيها اكثر فأسرعت هبه بخفض عيونها بخجل..
“هجبهالك انا لحد عندك”..
نظر له عبد الرحمن بشفاه مرفوعه وهم بالحديث،ولكن بدر سار نحو الخارج قائلاً..
“سلام يا بشمهندسه..”
نظر عبد الرحمن لهبة وبغيظ تحدث..
“طيب اتفضلى انتى اطلعى وانا هحصلك حالا”..
حركت هبه رأسها بالأيجاب وسارت نحو الداخل،
هرول عبد الرحمن خلف بدر حتى وصل اليه ووقف امامه واضعاً يده بخصره،وببعض السخريه تحدث..
“انت جاى تهز طولك مخصوص علشان تجبلها السندوتشات؟؟!..”
تحولت ملامحه لأخرى صارمه وبأمر تابع..
“هات بطاقتك يله”..
نظر له بدر بتفهم،وبابتسامه مستفزه تحدث..
“بطاقتك!!، ويله!!”..اقترب منه خطوه..”ودا ليه ان شاء الله”..
قال عبد الرحمن وقد نفذ صبره
“علشان انا ظابط..”
ضحك بدر بصوته كله، وربت على كتفه ببعض الحده وبفخر تحدث..
“طيب يا عم الظابط انا عبد فقير الى الله وواقف فى الشارع على عربيه تيك اوى مع أبويا “..
قال عبد الرحمن بغيظ..
“امممم،وكل الزباين اللى بتشترى منك لما تغيب تجبلهم الاكل لغايه عندهم؟؟”..
“لا طبعا مش كلهم”..
اقترب من أذنه وتابع بابتسامة متسعة..
..”نسيت اقولك انا كمان دكتور فى كليه الهندسه،وهبه تبقى طالبه عندى”..
اتسعت عينا عبد الرحمن بذهول،والتزم الصمت لدقائق،ينظر للفراغ امامه بتفاجئ،
وحين انتبه لحاله كان قد رحل بدر،تاركا إياه يتخبط بذهوله وصدمته،فهبه قد راقت اعجابه بشده،وقد رأى نظارات الاعجاب بعين هذا البدر، صك على اسنانه بغيظ حين أيقن ان خصمه لا يستهان به،
ولكن القرار الأخير بيد هبه،التى لا ترى أى منهما من الاساس،فهى غارقه بحزنها على صغيرها،وقلقها على اسرتها..
“””””””””””””’
..بغرفه حبيبه..
يضم أيوب حبيبة بكل قوته،وينثر قبلات متفرقة على كافة وجهها،وكلتا يدها،وبسعاده غامره يتحدث بين كل قبله وأخرى..
“الف مبروك يا حبيبة أيوب”..
ضمته حبيبة داخل حضنها بلهفه،ويدها تربت على ظهره بحنان بالغ،وببكاء همست..
“مبروك علينا يا حبيب حبببة”..
أمسكت وجهه بين كفيها وبخجل تابعت..
“رغم كل الاحتياطات اللى كنت عاملها لنفسك معايا الا ان ربنا اراد انى أحمل منك يا أيوب”..
قال أيوب بابتسامه راضيه..
“ارادة ربنا فوق كل شيئ يا حبيبه”..
قبل جبهتها وضم رأسها داخل صدره واكمل بصوت اختنق بالبكاء..
“الحمد لله ان ربنا رأف بقلبى وحفظك ليا يا حبيبتى”..
دفن وجهه بعنقها وتابع بغصة مريرة.
“لو كان جرالك حاجه كنت هموت فيها يا حبيبه”..
قبلت حبيبه كتفه بعمق،وذادت من ضمه داخل حضنها وبلهفه تحدثت..
“فداك عمرى وروحى يا حياة حبيبه”..
رفع ايوب رأسه ونظر لها بعيون تصرخ بعشقها ،وتحدث بتعقل..
“انا بعترف أنى غلطان فى حقك..قبل وجنتيها بحب..حقك عليا يا حبيبتى،كان لازم ابنى باقى الشقه فى اسرع وقت”
صمت لوهله وهبطت دمعه حارقه من عينه التقطتها حبيبة بشفتيها كعادتها،وبفزع تابع..
“الحمد لله انك مكنتيش فى الصاله وقت وقوع السقف..”
نظر لقدمها المصابه وتابع بأسف..
“التعويره اللى فى رجلك دى انا السبب فيها ومش هسامح نفسى عليها ابداً يا حبيبة”
قالت حبيبة بابتسامة حانية
“أيوب يا حبيبى اطمن انا الحمد لله بخير،سارت بأناملها على لحيته برقة..انت فاكر انى مش عارفه انت أخرت بنا الشقه لحد دلوقتى ليه؟..”
نظر لها ايوب بدهشه،فحركت هى رأسها بالأيجاب وتابعت بتأكيد..
“عارفه يا أيوب أنك مستنى أخواتك علشان تبنوا شقه أبوكم بأديكم سوا..”
قال أيوب بابتسامه متألمه يخفى بها دموعه..”
تفتكرى هيرجعو فى يوم يا حبيبه..”
بكى بقهر..دول أستقرو بشغلهم هناك وأحتمال مينزلوش مصر تانى..”
ضمت حبيبه رأسه داخل صدرها،كأنه طفلها الصغير وليس زوجها،تربت على كتفه وظهره بحنان بالغ وبثقه همست بأذنه