روايات

نجمة الباشا

انعقد حاجبي والدته وسألته قبل أن تغلق الباب:

-بتقول أيه؟

-بقول يارب يا ماما، يارب.

وبذلك دلف إلى المرحاض وكل خلية في تفكيره تحارب لأخذ هدنة من التفكير في نجمة وطبيعة علاقتهما المتدهورة منذ فترة.

*****

أما في منزل نجمة، كانت جالسة في غرفتها تتلاعب بخصلات شعرها بإصبعها بينما ملامحها تتلوى غضبًا، والأفكار تتشابك داخل عقلها كخيوط العنكبوت… تلعنه وتعلن الفوضى التي أثارها بكيانها وتلعن حظها التعس فلأول مرة في حياتها تنسى مبادئها وتخاطر بألقاء شباكها على الجنس الآخر….. وماذا أخرجت من جعبتها …. دونًا عن كل الرجال وقعت في سليم.

-استغفر الله العظيم، فعلًا الغلط عقابه وقتي.

تمتمت تحاول إيجاد مبررات لعقلها الغاضب من اللعبة التي بدأتها هي ويقتلها وصفة لها بالتلاعب فهو الذي يُلاعب أوتار انوثتها بمهارة، يحاصرها بوجوده الرجولي حولها فلا تشعر سوى ونفورها يذوب من حولها.
يحاربها بأقوى سلاح يُذيب الأنثى ..”الاهتمام”.. لا يكف عن جعل تلك الشعلة تلهبها بعاطفة لم تجربها قبلًا.
يحاول ويحاول ليطعن رفضها تحت قدمها، فكيف لها هي ألا تلين؟!
ألا تذوب في متعة ذلك الاهتمام الدافئ وتلك المعاملة التي تشعرها بأنها ملكة يسعى ويحارب للوصول إليها؟!
ولكنها كالعادة كلما تركت نفسها لطوفان العاطفة، سرعان ما يصحو هاجسها من غفوة لذة العشق ليحذرها، يُخيفها، يدهس استسلامها أسفل عجلاته.
تنهدت في حرارة تمنت لو لم تكتشف مهنته أبدًا، وتركت ذاكرتها تتماوج مع ذكريات يوم الزفاف.

***
بعد انتهاء الزفاف وذهاب العروسين، وقفت نجمة بين مجموعة من الفتيات يحاولن التقاط شبكة لطلب تطبيق المواصلات الشهير ولكن ب دقائق من المحاولات تدخل “سليم” المراقب للوضع وبعد إلحاح وافقوا على أن يقوم بإيصالهم بحجة أن الوقت قد تأخر.
كبحت ابتسامه انتصار وهي تتابع عيناه تلاحقها في تذمر حين جلست في الكرسي الخلفي خلفه مباشرةً تحرمه من جلستها جواره لكنها كلما رفعت عيناها العسلية تنظر للمرآة تصطدم بنظراته العابثة المتابعة لها بتفحص ليرميها بغمزة من طرف عينه دون أن يلاحظها غيرها .
أبعدت نجمة وجهها سريعًا محاولة كبح ابتسامة ناعمة خجولة على شفتاها ثم أدارت رأسها بالكامل للجهة الاخرى بتمنع ..
واصلوا الطريق وسط احاديث صديقاتها فقابلوا في طريقهم لجنة للشرطة، أطلقت احدى صديقاتها صفير منخفض توقع مناوشاتهم قائلة مستفسرة:

-اووه ده في لجنة وبيفتشوا هو في حاجة ولا إيه!

هز سليم رأسه بابتسامة خفيفة وثقة متمتمًا:

-عادي متقلقيش.

انت في الصفحة 6 من 29 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
4

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل