روايات

رواية للكاتبه ساره علي الجزء الاول

إلى الشقة وهي تحمل الصغير وعلى وجهها إبتسامة واسعة. _ ده العادي بتاعه يا “هناء”. وبنظرة ماكره أردفت. _ ما أنتِ اللي سيبتيه شهرين وقاعده بعيد عن بيتك. تنهيدة طويلة خرجت من بين شفتيّ “هناء” وهي تتحرك وراء “سلسبيل”. _ ما أنتِ عارفة بعد الولادة جالي اكتئاب ده غير تعب “رضوان” بس اول ما لقيت اخوكي مبقاش فارق معاه قعادي من عه عرفت إني لازم ارجع. فرقعت “سلسبيل” أصابعها أمام وجه الصغير حتى ينتبه عليها ويبتسم. _ “سلسبيل” بقولك إيه. رفعت “سلسبيل” أحد حاجبيها وقد فهمت ما ستطلبه منها زوجة شقيقها. _ كلمة بقولك إيه دي مبقتش اشوف من وراها

غير صلحة، قولي يا ات أخويا. اِقتربت منها “هناء” وجلست جوارها. _ ما تاخدي “رضوان” كام ساعه، هعملك الرضعة بتاعته والولد متقلقيش هينام معاكي لأن ابني حبيبي مؤدب. رمقتها “سلسبيل” بإبتسامة عابثة وهي تنظر نحو ما ترتديه. _ روچ أح وقميص نوم أح ، مفهومه يعني… ماشي يا ست “هناء” هاخد “رضوان” مع اني جايه من شيفت الصيدليه مش شايفه قدامي ولولا “رضوان” الصغير مكنتش طلعت. _ بنت حلال أنتِ يا “سلسبيل”. قالتها “هناء” وهي تحتضنها ثم قبلتها على خدها قائلة: _ بكره هعملك صنية كرونة بالبشاميل أنا عارفه إنك بتحبيها من ايدي. بإشتهاء أخرجت “سلسبيل” لسانها لتُحركه على شفتيها.

_ كله فدا اخويا وكرونة. •••• ضاقت حدقتيّ والدتها عنا وجدتها تدلف الشقة بالصغير ومعها أغراضه. _ أنتِ جايبه “رضوان” معاكي ليه؟ بإبتسامة واسعة ردت “سلسبيل”. _ عيب على ابن اخويا يكون عزول فجبته معايا. اِبتسمت والدتها واِقتربت منها لتحمل الصغير. _ تعالا يا حبيب تيتا اخاف عليك تاكلك. إلتوت شفتيّ “سلسبيل” بع وسُرعان ما كانت تضحك على والدتها عنا بكى الصغير في ها. وجود الصغير معها هذه الليلة جعلها لا تفكر في ذلك الذي جعلها مؤخرًا تشعر بالتخبط، خاصةً بعا بدأ يُظهِر لها بعض الإهتمام بالأيام اضية قبل إنتهاء اجازته والعودة إلى عمله في العاصمة. •••• في أحد مكاتب

الإستيراد والتصدير الخاصة بعائلة “الراشد” كان صوت “سفيان” يرتفع ب من داخل غرفة مكتبه. _ إزاي الورق معرفتش تخلصه في ينا، هو أنا لازم اعمل كل حاجة بنفسي، اقفل أنا جاي بكره اتابع كل حاجة بنفسي. بالخارج حيث تجلس سكرتيرة “سفيان”، نهضت على الفور من مكانها عنا وجدت “عبدالرحيم الراشد” الشقيق الأكبر يدلف ويتساءَل وهو يستند على عكازه الذي صار يرافقه منذ ذلك الحادث الذي حدث له منذ ثلاث سنوات. _ ماله “سفيان”؟ صوته واصل لحد مكتبي. نظرت “نسرين” نحو الغرفة غلقة وهي تهز رأسها دون فهم. _ معرفش حاجة يا فن بس تقريبًا في مشاكل معاه في ميناء السخنة.

تحرك “عبدالرحيم” نحو غرفة شقيقه ليبتسم “سفيان” ويتلاشى ع ه. _ “عبدالرحيم” باشا بنفسه في مكتبي، وانا اقول كتب نور فجأة ليه. قهقه “عبدالرحيم” بعا اِقترب منه “سفيان” ليُقبل رأسه. _ اللي يشوفك دلوقتي ميشوفكش من دقيقتين صوتك كان بيرج حيطان كتب كله. تنهد “سفيان” وجلس قُبَالة شقيقه الذي وضع عصاه جانبًا ومدد أحد ساقيه. _ اعمل إيه يا “عبدالرحيم” ساعات بحس إني بتعامل مع أغبيا ده غير ع وجود “هيثم” معايا الفترة دي عشان اجازة شهر العسل فارق معايا. إمتدت يد “عبدالرحيم” نحو فخذ شقيقه يربت عليه. _ الله يعينك يا ابن امي وأبويا، أنا عارف إن الحمل بقى

تقيل عليك من ساعة تعبي. قالها “عبدالرحيم” وهو ينظر إلى ساقه اليسرى التي باتت تعجزه عن فعل ما كان يفعله بالسابق؛ فانتفض قلب “سفيان” عنا رأي نظرته. _ حمل إيه اللي بتقول عليه يا “عبدالرحيم” أنت ربيت رجاله ومتقلقش اخوك قدها بس الواحد ساعات بيفقد اعصابه. ابتسم “عبدالرحيم” وقال وهو يحاول ألا يجعل ذكرى الحادثه تسيطر على عقله. _ إيه مش ناوي تسمع كلام الحاجة “صباح” وتفرح قلبها، ده “هيثم” اتجوز ومبقاش فاضل غيرك وغير الدلوعه بتاعتنا “إسراء”. اِبتسم “سفيان” وهو يهز رأسه بيأس من حديثهم الدائم عن أ الزواج. _ هو أنا فَصيله ين عليها من الإنقراض!! صدحت ضَحكات

“عبدالرحيم” عاليًا وقال: _ الله يعزك يا ابن أمي و ابويا، بس عارف ايوة أنت فصيله نادرة يا “سفيان”.. أنت زينة شباب العيلة لو شاورت بس على بنت من العيلة أو معارفنا الكل هيرحب ويفتح بابه. زفر “سفيان” أنفاسه بقوة ثم وضع يديه على ذراعي مِقعده وتساءَل: _ هو لازم يعني اتجوز واحدة من العيلة أو معارفنا. إبتسامة واسعة داعبت شفتيّ “عبدالرحيم” عنا شعر ببصيص من الأمل. _ يا سيدي شاور أنت بس ومش مهم من بنات العيلة أو لأ هم قول يا جواز. هذه ال ة كانت ضَحكات “سفيان” تصدح بقوة ثم نهض من فوق قعد الجالس عليه. _

كله بآوانه يا “عبدالرحيم”. أماء “عبدالرحيم” برأسه وهو يتابعه متمتمًا. _ ونعم بالله، خلينا نتكلم في الشغل وتعالا ركز معايا. قالها “عبدالرحيم” وهو يعتدل في جلوسه؛ فابتسم “سفيان” وجلس قُبالته ة أخرى. _ اكيد هتكلمني على مصنع عيلة “الصالحي”. •••• رت “سلسبيل” أصابعها فى خُصلات شعرها لتشعثه؛ فهذه كانت إحدى عادتها عنا ت من شئ وكيف لا ت وقد وضعتها “تغريد” في مأزق.. فهي للتو أغلقت مكتها مع ” وة” التي أخبرتها بأنها تنتظرها هي و “تغريد” بعد صلاة غرب. إلتقطت هاتفها حتى تهاتف “تغريد” وتوبخها على فعلتها؛ فَـما يزعجها أن هذه الزيارة ليست من أجل ” وة” وباركة لها

بل ورائها هدف يصيبها بالغرابة. ثواني ت حتى ردت “تغريد” على هاتفها. _ بنت حلال كنت لسا هتصل بيكي عشان اقولك إني هعدي عليكي… قطعت “سلسبيل” ثرثرتها قائلة: _ أنا مش قولتلك كذا ة إني مش عايزه اروح، أنا بتحرج ادخل بيوت الناس. _ معقول يا “سلسبيل” هتتحرجي تدخلي بيت ” وة” ثم اردفت بإستنكار. _ ما أنتِ كنتِ ساعات بتطلعي عندها لما بتخلصي شيفت الصيدلية وكانت لسا في بيت أهلها. تنهدت “سلسبيل” بنفاذ صبر. _ يا “تغريد” أنتِ مش فهماني ليه… _ أنتِ ليه مش بتعتبريني صاحبتك يا “سلسبيل” ولا مستكبره نفسك عليا حاكم أنا مجرد معهد سنتين وأنتِ

ما شاء الله مهندسه. زفرت “سلسبيل” أنفاسها بقوه ثم أخذت تمسح وجهها وهي لا تصدق أن “تغريد” فهمت أن رفضها ل افقتها إستكبار. لكنها بالفعل لا ترغب بالذهاب خاصةً أنها تعلم أن عائلة “جمال الراشد” يحبون الخصوصية ومنغلقين على حالهم. _ مهندسه وبشتغل في صيدليه يا “تغريد”، يعني شهادتي محطوطه في الدرج ولا عملت بيها حاجة. •••• إلحاح “تغريد” جعلها رغمًا عنها بالذهاب معها لتنظر إلى ما تحمله “تغريد” في يدها: _ خلينا نفوت على محل حلويات اشتري حاجة بدل ما ادخل بأيدي فاضيه. نظرت “تغريد” نحو الوقت بهاتفها قائلة: _ مش لازم يا “سلسبيل”، أنتِ جبتي هدية قبل كده

وأنا اهو واخده معايا حاجة مش هندخل يعني ايدينا فاضية. لتحرك “سلسبيل” رأسها بقلة حيلة وسارت أمامها وهي تهتف. _ لأ يا “تغريد” أنا متعودتش ادخل بيت و إيدي فاضية. تأففت “تغريد” ب ، فالوقت يضيع منها و ربما لا تتقابل معه.. لقد اختارت يوم الجمعة بالتحديد بعا أخبرتها جارتها التي تعمل في منزل عائلة “الراشد” عن الوقت الذي يتواجد فيه “سفيان الراشد”. _ يا “سلسبيل” إحنا كده بنضيع وقت. قالتها “تغريد” بصوت خافت مما جعل “سلسبيل” تلتف إليها بعا أشارت إلىٰ بائع الحلوى على قطع الجاتوه التي ترغب بأن يضعها لها. _ مالك يا “تغريد” مستعجله ليه، ” وة”

على فكرة قالتلنا تعالوا بعد غرب ولسا غرب فاضل عليه ساعه ويأذن ده غير البيت مش بعيد.. أنا مش عارفه في إيه كل ده عشان تشوفيه. إلتفت “تغريد” حولها بفزع وقالت قبل أن تغادر حل. _ أنا هستناكي برة عشان شكلك هتفضحيني. أغمضت “سلسبيل” عيناها بقوة بعا غادرت “تغريد” ثم تنهدت… فهي لا تستطيع أن تلوم “تغريد” على حبها لأحد أبناء عائلة “الراشد” فهي من سوء حظها وقعت بهذا الأ أيضًا. خرجت “سلسبيل” بالحلوى بعا دفعت ثمنها لتزفر “تغريد” أنفاسها براحة قائلة: _ نمشي في طريقنا بقى ولا عايزه تشتري حاجة تاني؟ طالعت “سلسبيل” الطريق أمامها ثم نظرت نحو ما

تحمله. _ اشتري إيه تاني، ده انا مستلفه من “محمود” اخويا فلوس الجاتوه. تحركت “سلسبيل” أمامها لتسرع “تغريد” ورائها وتجتذبها من ذراعها. _ خلينا نركب، شوار بعيد وكده بنضيع وقت. قطبت “سلسبيل” حاجبيها وارتسمت الحيرة على ملامحها. _ أنتِ مش قولتي هنتمشى عشان شوار مش بعيد. والرد كانت تحصل عليه “سلسبيل” من اِجتذاب “تغريد” لذراعها. وصلوا أخيرًا لمنزل عائلة “جمال الراشد” ليقفوا أمام البوابة التي كانت مفتوحة لتحدق “سلسبيل” بنزل من الخارج : _ خلينا نتصل على ” وة” عشان… لم تكد تكمل “سلسبيل” كلامها، فوجدت “تغريد” تجرها من يدها قائلة: _ خلينا ندخل. توقف الكلام على طرف لسان “سلسبيل”

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
16

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل