روايات

رواية للكاتبه ساره علي الجزء الاول

وهي ترى نفسها داخل نزل حاط بسور عالي وبه مساحة لا بأس بها تحيطه. اِجتذب دخولهم أنظار ڪلًا من “سفيان” و “هيثم” الواقفين بالبهو الخارجي للمنزل وحولهم أبناء شقيقهم “عبدالرحيم”… أسرعت “سلسبيل” بحفض رأسها بحرج بسبب فِعلت “تغريد” لتتعلق عينين “سفيان” بها بذهول وهو لا يُصدق أنه يراها اليوم في منزله.. •••• 🍂 وَ إِرتَوَىٰ الفُؤَاد 🍂 الفصل الثالث بعد ساعة من قدومهن كُن يُغادرن منزل عائلة “جمال الراشد” تحت أنظار “سفيان” الذي جلس بالحديقة الصغيرة التي تحاوط نزل. _ إيه ده أنت قاعد في الجنينة يا “سفيان”، مش كنت قايل إنك خارج. قالتها “منار” شقيقته وهي تحمل على ذراعها

صغيرها؛ فارتبك “سفيان” لوهلة ثم استدار برأسه نحوها. _ بقالي كتير مقعدتش مع “علي” و “جمال”. قالها وهو ينظر إلى أولاد شقيقه “عبدالرحيم” نجين باللعب بدراجاتهم. _ طيب خد شيل “سفيان” الصغير حبيب خالو. ابتسم “سفيان” وهو يلتقط منها الصغير الذي أصرت شقيقته على تسميته مه. _ تعالا يا استاذ “سفيان” ياللي مقدرش اقول لأ على حاجة معاك. اِتسعت إبتسامة “منار” ثم اِجتذبت قعد الجالسة عليه وقربته من مقعده قائلة بصوت خفيض: _ إيه رأيك في البنت اللي لسا خارجة وكانت لابسة فستان زهري؟ إلتمعت عينيه عنا فهم مقصد شقيقته لكنه تظاهر بالغباء. _ أنهي بنت؟ ،تقصدي مين؟ تأففت “منار”

من ع إهتمام شقيقها بالنظر إلى الفتيات ثم شدته -نحوها- من ذراعه. _ يا “سفيان” كان في بنتين عند ” وة” بيباركوا ليها ولسا نازلين من شوية، نظرك ملتفتش لواحدة فيهم.. ضاقت حدقتيّ “سفيان” ثم إلتقط كف الصغير وقَبله قائلًا: _ هاتي اخرك يا “منار” من غير لف ودوران. اِفتر ثغر “منار” عن إبتسامة خفيفة ثم فرقعت بأصابعها أمام صغيرها لتُداعبه. _ بص يا سيدي أنا و “زينة” اقترحنا على ماما “سلسبيل”، البنت اللي كانت لابسه فستان زهري ولسا نازله من شقة “هيثم” و ” وة”. توقفت عن الكلام لتمط شفتيها متذ ة. _ صحيح نسيت إنك مش بتفهم في

الألوان غير الأح والأسود والأبيض. إنتاب “سفيان” شعور غريب عنا استمع إلى اسمها الذي صَار يعرفه لكنه أخفى إهتمامه وأكمل مداعبته للصغير. _ بص يا سيدي هي كانت… اِستنكر “سفيان” عبارتها التي كررتها وقال وهو يعطيها صغيرها. _ إيه بص يا سيدي اللي عماله تقوليها ليا دي، ما انا باصص اهو ابص فين تاني!! اِمتعضت ملامح “منار” وكادت أن تنهض. _ خلاص أنا غلطانه… تنهد “سفيان” ب ثم اِجتذب ذراعها ليجعلها تجلس. _ اقعدي يا “منار” واحكيلي على اختيارك أنتِ و أختك شكلكم اتعاديتوا من الحاجة “صباح” وشغالين ليا خاطبة. اِتسعت إبتسامة “منار” ثم حركت كلا حاجبيها بتلاعب. _ نفسنا

نفرح بيك يا “سفيان”. تنهد بسأم وهتف راغبًا في معرفة الحديث الذي دار بين شقيقتيه عنها. _ كملي يا “منار” كلامك من غير رغي كتير لأن فروض اقوم عشان “منصور” مستنيني. وكأنها مسجل راديو ضغط على زر تشغيله لتخبره بكل ما دار بينها وبين شقيقتهم “زينة” وما صارت تعرفه عن “سلسبيل”. _ ما شاء الله عليها مهندسة وادب وأخلاق والبت لولا أهلها رافضين سفرها للقاهرة كان زمانها اشتغلت بشهادتها، “محمد” ابن عمك بيثق فيها أوي و “زينة” كمان دايمًا تقولي بنت متربية ومن بيت اصل بس فيه مشكلة… الصغير جعلها تتوقف عن إستكمال حديثها، ليزفر “سفيان” أنفاسه بضجر بعا فقد

صبره. _ أنتِ بتنقطيني بالكلام يا “منار”. اِندهشت “منار” من ه لترفع أحد حاجبيها بتساؤل وقد توقف الصغير عن ال . _ أنت مش من شوية مكنتش مهتم؟ _ “مــنــار”. هتافه مها بتلك الطريقة زاد من دهشتها لتُسرع قائلة: _ شكلة في الحاجة “صباح”، امك.. زَوىٰ “سفيان” ما بين عينيه وخرج تساؤله في حيره. _ مالها، إيه شكلة اللي هي شيفاها في “سلسبيل”. اِتسعت إبتسامة” منار” عنا رأت إهتمام شقيقها ونطقه لـ اسم “سلسبيل”. _ أنت لحقت تحفظ اسمها. لم يتحمل “سفيان” سخافة شقيقته وإلتقط هاتفه ومفتاح سيارته ثم نهض من فوق قعد الجالس عليه. _ أنا غلطان إني قاعد

بسمعلك. _ استنى يا “سفيان”، خليني اقولك الحاجة “صباح” معترضه على البنت ليه.. لم يتوقف “سفيان” عن السير إلا عنا استمع من شقيقته سبب إعتراض والدته عليها. _ أصلها اول ما عرفت إنها عدت الخمسه والعشرين قالت كبيره عايزالك واحدة صغيرة. اِستدار “سفيان” بجسده نحوها ثم ابتسم. _ هي دي شكلة اللي عند الحاجة “صباح”. قالها ثم اِتجه نحو سيارته تحت أنظار “منار” التي حدقت به بذهول وسُرعان ما كانت تبتسم إبتسامة عريضة. _ هو شكله مهتم ولا إيه؟ •••• طِيلة طريق عودتهن الذي إتخذنه سيرًا على الأقدام كانت “تغريد” تتحدث بتمني أن يحالفها الحظ وتكون كِنة لتلك العائلة وب

وأمل أردفت: _ شوفتي يا “سلسبيل” كان قاعد في الجنينة تحت رغم إن كان باين عليه اول ما وصلنا إنه خارج، تفتكري ليه. اِبتسمت “سلسبيل” وهي شاردة تتذكر حديث ” وة” عن “حاتم” شقيقها الذي رُبما يعود لبلدتهم ويخ بها ة أخرى. _ “سلسبيل” أنتِ معايا. إنتبهت “سلسبيل” على صوت “تغريد” لتسألها. _ أنتِ كنتي بتقولي حاجة؟ توقفت “تغريد” عن السير وبنظرة ماكرة رمقتها. _ طيب أنا عقلي مبقاش فيا بسبب الحب، أنتِ بقى إيه السبب بتحبي ولا إيه؟ جَلىٰ الإرتباك بوضوح على وجه “سلسبيل” ثم أسرعت بإشاحة عيناها عن “تغريد” وواصلت سيرها. _ “تغريد” هنتأخر في الرجوع، ياريت تمشي

بسرعة. باغتتها “تغريد” بجذبها لذراعها قائلة بنبرة صوت حة. _ مش عايزة تعرفي أنا إزاي حبيبت “سفيان الراشد”؟ والفضول بالفعل كان يُسيطر على “سلسبيل” التي توقفت عن السير واِلتفت نحوها لتتسع إبتسامة “تغريد” ثم تأبطت ذراعها واستطردت. _ الحكاية بدأت من سنتين. زفرة طويلة خرجت من صدر “تغريد” ثم بدأت تسرد قصة إعجابها بِه. _ أنا مش عارفة أنتِ تعرفي موضوع حادثة اخوه الكبير ولا لأ. رفرفت “سلسبيل” بأهدابها وقد تذكرت ذلك الحادث الذي أخبرهم عنه شقيقها ذات ليلة. _ بيتهيألي إني سمعت عنها. لتواصل “تغريد” ما تتوهمه من مشاعر. _ سواق اخوه الكبير كان ابن عمي يا “سلسبيل”. توقفت

“سلسبيل” عن السير ثم إلتفت جِهتها لتخرج تنهيدة حارة من بين شفتيّ “تغريد”. _ الله يرحمه، مات في الليلة دي ومن ساعة الحادثة عيلة “الراشد” بقت مسئولة عن عيلة عمي لأن “حمدي” ابن عمي كان وحيد امه وابوه على تلات بنات وطبعًا بعد وفاته مبقاش ليهم مصدر رزق لأن عمي مجرد راجل أُرزقي بيبيع خضار وكان شُغل “حمدي” مع عيلة “الراشد” هو اللي ممشي الدنيا معاهم. شعرت “سلسبيل” بالأسي نحو ذلك الشاب ونحو تلك العائلة. _ الشهادة لله يا “سلسبيل” من يوم وفاة “حمدي” وهما فعلاً مش سايبين حد من عيلة عمي، “سماح” بنت عمي جهزوها احلى جهاز و “سفيان”

حضر فرحها. إلتمعت عينيّ “تغريد” عنا تذكرت صاحب الأعيُن السوداء والشعر الأسود الناعم. _ وكل فترة يغيب يغيب ويجي يزور بيت عمي ده غير الشهرية بتاعتهم بتوصل ليهم في ميعادها. وأردفت “تغريد” وقد تسارعت دقات قلبها. _ على فكرة هو اللي اتوصتلي في صيدلية دكتور “محمد”. اِحتلت الدهشة ملامح “سلسبيل” لكنها لم تُعقب وتركت “تغريد” تفيض لها بتلك شاعر التي تشترك بها هي أيضًا نحو ابن العم الأخر. _ من سنة وانا عيني عليه يا “سلسيل” لكن ع ه ما اتلفت ليا… اول ما بعرف إنه عند عمي بنزل من شقتنا جري عشان اشوفه. مشاعر عِدة ومتضاربة اِخترقت قلب “سلسبيل”

لتخرج منها تنهيدة قوية. _ يعني ع ه ما اتلفت ليكي وأنتِ معلقة نفسك بيه يا “تغريد”. لتبتسم “تغريد” وهي تدفع ذلك الحجر الصغير بحذائها. _ عندي أمل إني ألفت نظرة في يوم واهو النهاردة حسيت ان فيه إشارة خصوصًا إنه فضل موجود رغم إنه مش بيقعد كتير في البيت. ارتفع أحد حاجبيّ “سلسبيل” في دهشة وتساءَلت بفضول. _ عرفتي منين إنه مش بيقعد في البيت كتير واختارتي ليه يوم الجمعه بالذات. إنفلتت من بين شفتيّ “تغريد” ضحكة رن صداها حولهما لتزجرها “سلسبيل” بنظره منها حتى تتوقف عن الضحك ولا تلفت الأنظار نحوهما. _ الواحدة مننا لما بتحب توصل لراجل

يا “سلسبيل” لازم تستخ كل الأسلحة تاحة عندها وأنتِ عشان صاحبتي هقولك بقيت اعرف منين كل حاجة عنه. فغر فاه “سلسيل” في دهشة وهي تستمع إليها، فَــ تغريد صارت تضع “سفيان” نصب عينيها. _ يعني جارتك اللي شغاله عندهم بتجبلك معلومات عنه؟ لتومئ “تغريد” برأسها وهي تخرج قطعه من الحلوى التي أعطتها لهم ” وة” من حقيبتها قائلة وهي تزيل عنها مغلفها وتدسها بين شفتيها. _ والدته حاليًا بتدور ليه على عروسة وبتلح اوي على وضوع ده. دهشة أشد اِحتلت ملامح “سلسبيل” وسُرعان ما كان يخرج تساؤلها. _ عشان كده اصريتي وإحنا نازلين ندخل نسلم على الحاجة “صباح”. إلتمعت عينين

“تغريد” بأمل وقالت وهي تلوك الحلوى بفمها. _ أهو بنسعى يا “سلسبيل” و ده مش أي حد ده “سفيان الراشد”. •••• ارتفعت قهقهة “هبة” عاليًا وهي تستمع لما تخبرها به “سلسبيل”. _ أنتِ لازم تصاحبي “تغريد” عشان تتعلمي منها النصاحة. قضمت “سلسبيل” الجزرة التي بيدها ورمشت بأهدابها. _ شكلي فعلا عايزة دروس من “تغريد” مش منك يا “هبة”. إلتوت شفتيّ “هبة” وحركت الهاتف من على أذنها اليمني إلى الأخرى. _ بقى دي آخرتها أنتِ اللي مش بطبقي نصايحي صح. تنهدت “سلسبيل” بقوة ثم أخفضت عيناها نحو أظافر رجلها طلية. _ “تغريد” جميله ما شاء الله يا “هبة” واكيد بعد روحتنا

بيتهم عرفت تلفت نظرة. لتستكمل “سلسبيل” كلامها عنا تذكرت ما أخبرتها به “تغريد” اليوم. _ وإن يجي الصيدلية يومين ورا بعض بحجة شكل يأكد فعلاً كده. _ أهو شوفتي بيختار ايام الشيفت بتاعها عشان يجي. قالتها “هبة” وسُرعان ما كانت تواصل كلامها حتى تعطي صديقتها أملًا بأن يكون “حاتم” هو الآخر إلتفت إليها. _ متنسيش حضرت الظابط برضو في آخر اجازة ليه بقى مقضي وقته في الصيدلية. توردت وجنتين “سلسبيل” عنا تذكرت مداعباته لها بالحديث مؤخرًا وملاطفته لها لكن كل هذا تلاشى في ثواني معدودة. _ بعتله متابعه على الإنستا يا “هبة” وقبله لكن لحد دلوقتي محاولش يراسلني، ده غير

البنت اللي بقولك عليها على طول بتعلق على صوره. زمت “هبة” شفتيها ثم قالت وهي ترج رضعة صغيرها. _ مسيرنا هنعرف مين هي بس دلوقتي قوليلي حطيتي صورة حلوه ليكي. أغمضت “سلسبيل” عينيها ثم زفرت أنفاسها وردت بحيره. _ حطيت يا “هبة”، أنا اكون عايشه على أمل كداب. شعرت “هبة” ب صديقتها فهتفت بمِزاح حتى تخرجها من تلك الحالة. _ لأ اعملي بنصيحة “تغريد” وكملي سعي، خليكي زي “تغريد”… اهي جابت رجل “سفيان الراشد”. ارتفعت قهقهة “هبة” مجددًا؛ فشاركتها “سلسبيل” الضحك. أنهت “سلسبيل” مكتها مع صديقتها لتُلقي بهاتفها على الوساده التي تضعها على ساقيها شاردة في آخر نصيحة قتها لها

صديقتها. _ ابعتله رسالة واحاول اتواصل معاه؟ قالتها ثم حدقت بالهاتف وكادت أن تَمُد يدها وتلتقطه إلا أنها تراجعت تنهر نفسها. _ اوعي يا “سلسبيل”، اوعي تعملي كده. نهضت من على ال حتى تغلق نور غرفتها وعادت تستلقي عليه ثم احتضنت وسادتها. ابتسمت عنا تذكرت أول ة وقعت عيناها على “حاتم” منذ عامين ، كان ببذلة الشرطة يخرج من سيارته بهيبة ووقار اختطفوا فؤادها. _ امتى هتحس بيا يا “حاتم”؟ •••• في أحد كافيهات مصر الجديدة…… كان “حاتم” يلتقط يد إحداهن مبتسمًا. _ شوفي يعاد ناسب يا “ماريهان” واجي اتق لمعالي الباشا. أخفضت الجالسة أنظارها بخجل مصطنع تمثل به ال

قائلة: _ أنت بلغت “ماجد” الأول بعلاقتنا. تنهد بقوة وسحب يده عن يدها قائلًا: _ أبلغه إزاي وأنتِ اللي صممتي ميعرفش حاجة عن علاقتنا. إلتمعت عينين “ماريهان” بحقد لــ ابن عمها الذي لا يعيرها إهتمامًا. _ لأ بلغه خلاص بعلاقتنا وياريت تكلم بابي في أسرع وقت ونتخطب يا “حاتم”. •••• دلفت “سلسبيل” الصيدلية وهي تحمل في يديها عُلب من عصير القصب وقد اِرتفع صوتها بدُعابه. _ احلى عصير قصب لأحلى… اِبتلعت بقية حديثها وأخفضت رأسها بخجل عنا اِنتبهت على الجالس أمام الدكتور “محمد” الذي ابتسم. _ أهي دي بقى “سلسبيل” يا “سفيان”، الفاكهه بتاعتنا. تعلقت عينين “سفيان” بها بإبتسامة أخفاها

سريعًا ثم هَز رأسه قائلًا بصوت خفيض بالكاد سمعه “محمد”. _ هي فعلاً شكلها كده. اِقتربت “سلسبيل” من “فهيم” الواقف خلف طاولة البيع وأعطته عُلبة العصير خاصته ثم اِتجهت بخجل نحو الدكتور “محمد” لتعطيه عُلبته. _ اتفضل يا دكتور. بمِزاح تساءَل “سفيان” وهو ينظر نحو “سلسبيل” بنظرة رافقتها منذ دلوفها. _ وأنا على كده مليش نصيب في عصير القصب، إيه يا “محمد” هو أنت بخيل ولا إيه؟ اِرتبكت “سلسبيل” وقد اندهش “محمد” من مِزاح ابن عمه وشقيق زوجته ورفع أحد حاجبيه في تعجب وكاد أن يتحدث إلا أن فِعلت “سلسبيل” جعلته يصمت ويراقب الأ . _ اتفضل العصير بتاعي، أنا

كده كده بشرب كل يوم. لم يرفض “سفيان” عرضها بل تناول عُلبة العصير وأخذ يرتشف منها دون أن يسأل أسئلته عتادة عن نظافة الأشياء. _ طعمه جميل شكلي كده هبقى زبون دائم عند صاحب عصرة. بخجل ردت “سلسبيل” وهي تستدير بجسدها وتتجه نحو مكانها وراء طاولة البيع. _ دا احلى واحد تشرب من عنده عصير قصب. اِتسعت إبتسامة “سفيان” واست بالنظر إليها لت حدقتيّ “محمد” بفضول سُرعان ما غادر بؤبؤي عينيه واحتلهم كر. •••• 🍂 وَ إِرتَوَىٰ الفُؤَاد 🍂 الفصل الرابع. _ بقلم سهام صادق. غَ ت السعادة ملامح “سلسبيل” التي كانت للتو تُغادر الصيدلية بعا اِنتهى دوام عملها بالفترة

الصباحية. وقفت مكانها وعلى محياها اِرتسمت إبتسامة خفيفة بعد أن تأكدت من هوية صاحب تلك السيّارة التي لمحت قدومها من بعيد. بالفعل وجدته هو من يترجل من سيارته وقد اِستعجبت قدومه اليوم؛ فهي صَارت تعلم مواعيد إجازته. اِبتسم “حاتم” عنا اِنتبه على وقوفها ثم حياها برأسه ومضىٰ نحو مدخل البناية التي تتكون من عدة طوابق وملك للعائلة. ….. _ يا أهل الدار، يا أهل الدار أنا جعانه، أنا شامة ريحة محاشي ترد الروح. قالتها “سلسبيل” عنا دلفت نزل؛ فضحك والدها الجالس أمام التلفاز ويشاهد أحد النشرات الإخبارية. _ فضحتينا من على الباب. تقت “سلسبيل” من والدها وغمزت بعينها قائلة: _

هي “روحية” راضية علينا ولا إيه؟ صفعتها والدتها على رأسها بعا إلتقطت أذنيها حديثها. _ “روحية” راضية عليكم على طول، اعملوا بس ليا زي ما أنا بعمل ليكم. _ شوفي آهو جبتي لينا الكلام. اِمتعضت ملامح “روحية” بعا اِستمعت إلى رد زوجها لتقترب منه قائلة: _ هو ده اللي ربنا قدرك عليه يا “رضوان”، ده انا واقفه في طبخ بعمل ليك حشي اللي أنت قولت نفسك فيه. قلبت “سلسبيل” عينيها بينهما وسُرعان ما كانت تبتعد عنهما وهي ترفع ذراعيها بإستسلام. _ أنا بقول انسحب قبل ما يتقال ليا أنتِ السبب. على الفور رد والدها بعا هرولت من أمامهم. _ محدش

بيقلبها عليا غيرك وياريت بتقفي معايا. صدح صوت ضحكات “سلسبيل” على ما فعلته، فوالدتها صَارت لا ت ر أي كلمة لوالدها. •••• في منزل “سليمان الراشد” والد “حاتم”…. كان صوت السيدة “فاتن” يرتفع برفض قاطع لِما يخبرها به ولدها. _ عايز تتجوزلي واحده من بتوع مصر، لأ والف لا… مالهم بنات عيلتنا ومعارفنا… “إسراء” بنت عمك يعيبها إيه.. مال وجمال وعلام ولا “أحلام” بنت خالك دكتوره أد الدنيا. تنهد “حاتم” بمقت ثم نهض من فوق قعد الجالس عليه ونظر نحو والده الذي يتخذ دور الصامت دائمًا أمام والدته. _ قولت مليون ة مش هتجوز من العيلة ولا من القرية نفسها،

و “ماريهان” اللي مش عجباكي ابوها مساعد وزير الداخلية وابن عمها الرائد “ماجد” زميلي… ده غير باقي العيلة كلها رُتب عالية. لوت السيدة “فاتن” شفتيها وكررت رفضها بتعنت. _ خلي الرُتب والدبابير ليها، أنا مش عايزه واحده مصراوية. بنظرة يائسه ألقىٰ “سليمان” نظرة على زوجته التي لا يغادر التجهم ملامح وجهها ثم نهض حتى يترك لهم كان. _ لو بنت ناس كويسين فعلاً يا بني خد لينا ميعاد وسيب أمك، على سواد الليل هتلاقيها وافقت ولانت. ابتسم “حاتم” لوالده الذي لولا ضعف شخصيته أمام والدته لكان تمنى أن يشبهه. أشاحت السيدة “فاتن” عينيها وأخذت تتمتم ب بأنها لن تذهب معهم.

ولأنه كان يعرف طِباع والدته، كان متأكد أن ما يُريده سيحدث. _ ست البيت الق ، أطيب وأجمل ست في العيله. _ ابعد يا واد وبطل تضحك عليا. قالتها “فاتن” بعا جلس جوارها وانتزعت ذراعها من قبضة يده ليُقبل خدها مداعبًا لها بالكلام. _ بقى حضرت الظابط يتقلوا واد، مقبولة منك يا ست الكل. •••• في منزل “جمال الراشد”…. كان الأ مختلفًا حيث جلست السيدة “صباح” صاحبة الوجة البشوش تنتظر سماع ما يتوق له قلبها. _ يا بني قول الخبر اللي نفسي فيه وريح قلبي. اِبتسم “سفيان” ثم إلتقط كفوف والدته وقبلهم. _ هريح قلبك خلاص يا أم “سفيان”. بلهفة

تساءَلت: _ عجبتك واحده وعايزني اخطبهالك؟ ضحك “سفيان” على لهفة والدته لتعبس ملامحها بعا أصابها الإحباط ثم دفعته بقبضة يدها على صدره بخفة. _ الوحيد في اخواتك اللي مش يح قلبي. _ بقى كده يا أم “سفيان”. خرجت تنهيدة “صباح” برضىٰ عن فلذة كبدها. _ لأ يا بني ربنا يرضى عنك، بس لو تريح قلبي. اِتسعت إبتسامة “سفيان” ليخرج الكلام منه دفعة واحدة مما جعل إبتسامة والدته تتسع. _ أنا فعلاً لقيت بنت الحلال اللي الكل أجمع على أخلاقها وأدبها وأهلها ناس طيبين. الفرحة اِخترقت قلب السيدة “صباح” وظهرت بنبرة صوتها. _ مين يا بني قولي واحدة نعرفها؟، بنت ناس

نعرفهم؟. َإلتمعت عينيّ السيدة “صباح” وانتظرت أن ينفلت الكلام من بين شفتيه. _ “سلسبيل” يا أمي. …. جلست “سلسبيل” على ها تتثاءب بنُعاس ثم إلتقطت هاتفها لتتصفحه. _ البت “هبة” نتش عليا ولا ردت على رسالتي، شكلها مشغوله ولا عيانه ولا إيه! ثم أردفت وهي ت ر أصابعها على شاشه الهاتف بعا دخلت أحد مواقع التواصل الإجتماعي الذي يهتم فيه الأشخاص بعرض صورهم. _ بكره اتصل بيها وأعرف مختفيه ليه. وسُرعان ما كان يُغادر النُعاس ملامحها عنا إلتقطت عينيها صورة ليدين متعانقتين ويرفق الصورة مقطع من أغنية تصف الحالة والصورة. قربت شاشة الهاتف منها حتى ترى صورة اليدين بوضوح لتتساءَل

بحيره. _ معقول دي ايده ولا مجرد صورة. ظَلت طيلة الليل تقلب في الهاتف وقد اِختفى الحماس الذي كان يُطمئن قلبها. •••• زفرت “سلسبيل” أنفاسها بقوة واِستكملت سيرها بالطريق ؤدي إلى مكان عملها وقالت بوجوم. _ حساها ايده يا “هبة”، صحيح الصورة مش واضحة اوي.. بس قلبي بيقولي إنها ايده. تنهدت “هبة” بحيره وهي تلتقط العبوة حتى تجهز لــ صغيرها رضعته. _ تفتكري هيخطب قريب؟ أسبلت “سلسبيل” جفنيها وجَلىٰ ال ن ملامحها. _ أنا مش عارفه ليه عملت في نفسي كده، اقول فيكي إيه يا شيخة. مطت شفتيها بع بعا اِرتفع صوت “سلسبيل” فجأة. _ وأنا مالي يا ختي، أنتِ

روحتي اشتغلتي عندهم في الصيدليه وشوفتيه وعجبك… شعرت “سلسبيل” بأنها بحاجة لإستكمال سيرها في صمت، فقالت قبل أن تنهي كة. _ أنا مخنوقه يا “هبة”، اقفلي خلاص عشان مكتك زودت همي. ذهبت إلى الصيدليه وفي رأسها عِدة أسئلة بلا إجابة لكن ما صَارت متيقنة منه، “حاتم” لا يشبهها وعليها أن تتعافىٰ من وهم حُبه. شرودها اليوم أثناء عملها كان مُلفت للجميع.. _ مالك يا “سلسبيل”؟. تساءَل الدكتور “محمد”؛ فردت عليه بــ نبرة شاردة وهي تنظر نحو عُلبة الدواء التي بيدها. _ مفيش يا دكتور. ليرمقها بنظرة طويلة ثم اِبتسم وحرك رأسه وعاد للجلوس وراء طاولة مكتبه. •••• نظرت “سلسبيل” نحو

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
16

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل