روايات

بقلم مصطفى جابر الاول

“نجم التيك توك ؟… يا تري ممكن يكون مين ؟”

طارق هز راسه وهو بيتابع:

“مش عارف .. بس إزاي الضحايا دي مرتبطين ببعض ؟

بدأوا يفحصوا الحمام كويس. طارق لقى نقطة دم بعيدة عن الجثة وقال:

“النقطة دي ممكن تكون من القاتل، احتمال يكون اتعور وهو بيخلص عليها .”

جمعوا الأدلة بسرعة، ورحمة قالت وهي بتحط اللغز في دماغها:

“الجريمة دي مربوطة بالأولى، بس مش شايفة الخط الواصل بينهم لسه.”

مفاجأة التيكتوكر

بعد ساعات من البحث، قدروا يوصلوا لنجم التيك توك اللي القاتل بيهدد إنه يكون ضحيته الجاية. اسمه “أحمد”، تيكتوكر معروف بفيديوهاته الجريئة. رحمة وطارق قرروا يروحوا بيته فورًا ويلحقوه قبل ما القاتل يوصله

وصلوا قدام البيت، باب الشقه كان موارب. طارق قال وهو بيشاور لرحمة تخلي بالها:

“خليكي ورايا.”

دخلوا بحذر، البيت كان ساكت بطريقة غريبة. كل حاجة كانت في مكانها، بس كان فيه حاجة مش مفهومة. فجأة، رحمة وقفت مكانها وهمست:

“طارق… في اي يا رحمه .”

في اللحظة دي…

يتبع….

الحلقة الثالثة

طارق ورحمه دخلوا بحذر، البيت كان ساكت بطريقة غريبة. بس كان فيه حاجة مش مفهومة ،المكان كان مظلم لكن في نور خافت جاي من المطبخ. رحمة مسكت مسدسها وقالت بصوت واطي:

“المكان شكله مش طبيعي… في حاجه غلط بتحصل الجو هادي كتير عن اللازم.”

طارق رد وهو بيبص حواليه: طب خليكي جمبي متبعديش ..”

وصلوا للمطبخ، وكان على الترابيزة كارت مكتوب عليه:

“كنت مستنيكم…اتأخرتم كالعاده ..التيكتوكر الجميل في غرفة المعيشة.”

طارق بص لرحمة وقال:

“هو عارف إننا جايين.”

رحمة ردت بثبات:

“أنا مش مطمنه .. بس تعالي ندخل نشوف ”

دخلوا غرفة المعيشة، لقوا أحمد (التيكتوكر) قاعد على الكرسي، لكنه كان متكتّف ومكمّم. أول ما شافهم، بدأ يهز راسه بعنف كأنه بيحذرهم.

طارق جري عليه بسرعة وفك الرباط، لكن أحمد كان منهار وبيتنفس بصعوبة. قال بصوت متهدج:

“هو… هو هنا! كان معايا من شوية… لازم نهرب بسرعه”

قبل ما يقدروا يستوعبوا كلامه، كل أنوار البيت طفت فجأة. صوت خطوات سريعة كان جاي من الطابق العلوي. رحمة رفعت الكشاف وقالت:

“طارق، خد أحمد واطلع برا. أنا هطلع أشوف مين فوق.”

طارق رفض بحزم:

“مش هسيبك تطلعي فوق لوحدك، إحنا فريق.”

رحمة ردت:

“دلوقتي مش وقت العند .. لازم ننقذ أحمد الأول!”

طارق وافق بضيق وفك أحمد وخرج ، لكن قبل ما يخرج من الباب، سمع صوت تاني جاي من فوق.

رحمة طلعت السلم بخطوات سريعة. كل باب كان مقفول إلا باب واحد في آخر الممر كان خارج من تحتيه نور وصوت جاي من هناك ، قربت رحمه بحذر وفتحت الباب لقيت صندوق خشب كبير.

قربت من الصندوق وفتحت الغطاء بحذر وسلاحها متوجهه عليه، لقيت جواه الصندوق فديو كاسيت قديم، ومعاه ورقة مكتوب عليها:

“استمعي لي بعناية… الموت بيحب اللي بيستناه”

شغلت الشريط، وطلع صوت القاتل بصوت مرعب ومخيف:

“كنت عارف إنك مش هتقاومي. اللعبة بدأت خلاص، وكل خطوة هتخسري فيها أكتر. أحمد مش هيكون آخر ضحيه ، وأنتي… أنتي دورك قرب.”

فجأة، رحمة سمعت صوت باب الاوضه بيتقفل بعنف. رجعت بسرعة لباب الاوضه تحاول تفتحه، لكن لقيته مقفول.

في نفس اللحظه كان بدء يخرج دخان كتير يملي الاوضه

حاولت تخرج من الباب، لكنها بدأت تحس بشيء غريب في عينيها. كانت عيونها بتتغير، والنور كان بيغيب. في اللحظة دي، صرخت بأعلى صوتها :”طااااارق .. أنت سامعني .. طب في حد هنا!”

…..

طارق كان في الدور الأرضي، سمع صوتها وطلع يجري عليها . لكن قبل ما يوصل، الباب اتفتح لوحده، وخرج منه دخان كتير .

لما الدخان أختفي، رحمة كانت واقفة قدام الباب بس ملامحها متغيرة. كانت بتتمايل وبتقول كلام مش مفهوم كأنها في حاله هلوسه ، كانت بتردد جمله واحده .. “القاتل كان قدامي” كانت شايلة حاجة في إيديها… صورة جديدة مكتوب علي ضهرها بخط أحمر:

“الدور الجاي… المحقق طارق.”

يتبع….

الحلقة الرابعة

لما الدخان أختفي رحمة كانت واقفة قدام الباب بس ملامحها متغيرة. كانت بتتمايل وبتقول كلام مش مفهوم كأنها في حاله هلوسه ، كانت بتردد جمله واحده .. “القاتل كان قدامي”
طارق : “رحمة… انتي كويسة؟ إيه اللي حصل فوق؟ واي الصورة اللي في ايدك دي جبتيها منين؟”
رحمة رفعت عينيها ببطء، لكن نظرتها كانت مريبة، مش نفس النظرة اللي طارق متعود عليها. صوتها كان هادي لكنه مليان خوف:
“كان هنا يا طارق… كان هنا. حسيت بيه، كنت شيفاه وسط الدخان ، لكن لما قربت…لما قربت ملقتهوش يا طارق. كانه كان وهم في خيالي لكني متأكده أنه موجود.”
طارق حاول يهديها ، قرب منها أكتر واخد الصورة من إيديها يقري اللي مكتوب عليها ، لكنه اتصدم لما شاف مكتوب
“دورك جاي .. محقق طارق”
طارق أخد خطوة لورا وقال: دوري أنا! طب ليه
” اهدي اهدي يا طارق، خلينا نهدى ونفكر بهدوء ونشوف اي المقصود لكن الأهم أننا نفضل جمب بعض ، ولازم ناخد احمد ونمشي من البيت ده. البيت دا مش آمن نهائي.”
طارق هز راسه وافق،
لكن وهو بيتحرك، وقعت الصورة من إيديه. طارق انحنى علشان ياخدها لكن رحمه انحت وخدتها بسرعة ، وهنا لاحظت حاجة مريبة جدًا. الصورة ماكانتش مجرد صورة، كان وراها مكتوب بخط صغير تاني غير العبارة اللي قرأها طارق قبل كده:
“سأكون في المكان الذي تحبه أكثر يا طارق… مستنيك هناك.”
طارق قرأ الكلام بسرعة : هو بيخوفني يعني مهو يا أما القاتل بيستهدف ضحياه بشكل عشوائي وعلشان كده اختارني انا منهم. ياما بيكون قاصد اللي هو بيعمله ومرتب لكل ده وكل خطوة بحساب، لكن اللي مش قادر أفهمه ليه قاصدني انا ! والغريب أن كل رسالة مليانة استفزاز.
قالت رحمة بصوت حاسم:
“لازم نخرج دلوقتي. هنكمل تحليل الكلام دا برا. البيت دا زي المصيدة وكل خطوه فيها فخ.”
لكن قبل ما يتحركوا، سمعوا صوت جديد. المرة دي الصوت كان واضح أكتر، كأنه جاي من البدروم بتاع البيت ، صوت حاجة بتتخبط تحت !
طارق مسك مسدسه وقال:
“خليكي ورايا. لو في حاجة تانية في البيت، لازم نعرف هيا إيه.”
نزلوا على السلم بهدوء. الظلام كان بيزيد، وكأن كل خطوة بياخدوها بتزود إحساس الخوف. لما وصلوا ، سمعو صويت برا .. لحظه ده صوت أحمد !
خرجوا بسرعه يبصو عليه لكن أحمد اللي كانوا سايبينه برا اختفى.
رحمة مسكت الكشاف ووجهته ناحية الباب. الأرض كان عليها آثار أقدام، لكنها كانت ممسوحة جزئيًا، وكأن اللي مشي عارف إنه لازم يخفي أثره.
طارق حس إن الموقف بدأ يخرج عن السيطرة. البيت اللي كان فيه مجرد فخ للضحايا، بقى دلوقتي ساحة استعراض والقاتل عمال يلعب !. قرر يتحرك بسرعة، وابتدى يتتبع الآثار اللي بقيت على الأرض.
طارق ! انت رايح فين ؟
همشي ورا الآثار دي يا رحمه ونطلعو الدور اللي فوق .
“رحمه” ومش يمكن ده فخ وعايزك تطلع فوق ؟ الوقت بقي ليل تعالي خلينا نطلع برا البيت ونقف ونشوف اي اللي هيحصل.
لكن هما مش عارفين إن في مفاجأة مستنياهم برا…

خرجوا برة البيت، الجو كان بارد جدًا، لكن كان فيه صوت خافت جاي من بعيد. الصوت كان غريب، شبه صوت همهمة. طارق قعد يسمع كويس، وقال:
“الصوت جاي من الجنب التاني للبيت. تعالي، لازم نعرف هو جاي منين.”
لما وصلوا للمكان، لقوا حاجة غريبة جدًا. جهاز تسجيل قديم مرمي على الأرض، والصوت اللي كانوا سامعينه كان طالع منه. كان بيكرر عبارة واحدة:
“انتوا دايمًا متأخرين… الوقت مش في صالحكم.”
رحمة بصت لطارق وقالت:
“هو مش عايزنا نوصله. هو بيشتت تركيزنا بس مش اكتر ، دايما بيخلينا نلف حوالين نفسنا.”
طارق رد بحزم:
“لكن في حاجة . الجهاز دا اكيد مش محطوط بالصدفة. لازم نعرف هو ليه حطه هنا.”
طارق خد الجهاز، وابتدى يدور حواليه. لقوا ورقة صغيرة مربوطة فيه مكتوب عليها:
“أحمد كان مجرد مفتاح… لكن دلوقتي الباب مفتوح للمرحلة الجاية. لو عايزين تنقذوه، ابحثوا في الماضي.”
رحمة قرت الرسالة وقالت بتوتر: هو قصده اي بكلمة تنقذوه هل المقصود أنت ولا المقصود أحمد اللي هو خطفه !
“طارق : القاتل مش بيلعب معانا وبس، دا بيحاول يدمر تفكيرنا. الفترة اللي جاية أخطر بكتير، وهو عارف إحنا هنعمل إيه قبل ما نعمله.”
رحمه خدت نفس عميق وقالت:
“يبقى احنا لازم نتحرك بسرعة والأهم أنك تفضل جمبي. ولو أحمد لسه حي، يبقى في فرصة ننقذه. لكن الرسالة دي… ‘ابحثوا في الماضي’… ممكن تكون بتتكلم عن حاجة متعلقة بينا؟”
طارق فكر وقال:
“مش عارف. بس لازم نبدأ من مكان نقدر نلاقي فيه إجابات. البيت دا فيه حاجات كتير مش طبيعية، ولازم نرجع له تاني بس لما نكون مستعدين أكتر .. ولازم يبقي معانا حراسه وقوات حمايه ..
“رحمه ” : طب يالله بينا عالمكتب .. عايزه تقرير بكل حاجه حصلت النهارده …

طارق ورحمة قرروا يرجعوا المكتب عشان يحللوا كل الأدلة اللي جمعوها ويربطوها ببعضها . لكن قبل ما يمشوا، صوت خطوات جديدة جه من بعيد. لما لفوا وراهم، كانوا شايفين ظل لشخص بعيد واقف في الضلمة، لكنه اختفى في لحظة.
طارق قال بصوت عالي:
“متفكرش أننا هنخاف ونسيبك .. إحنا قريبين منك. اللعبة بتاعتك هتخلص قريب!”

يتبع….

الحلقة الخامسة

طارق قعد في المكتب يحاول يحلل الورقة اللي لقوها مع جهاز التسجيل. كان مركز على الجملة: “ابحثوا في الماضي”. كل كلمة كانت بتدور في دماغه، لكنه مش قادر يربطها بحاجة واضحة.

رحمة، وهي قاعدة على الكرسي المقابل، كانت بتحاول تهدي أعصابها، لكنها ماقدرتش تمنع نفسها من التفكير بصوت عالي:

“طارق، لو الرسالة دي فعلاً بتتكلم عن ماضيك، يبقى القاتل عارف حاجة إنت مش فاكرها. ممكن تكون حاجة إنت عملتاها وأنت ناسي.”

طارق رفع راسه وقال:

انت في الصفحة 2 من 5 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
2

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل