
“بس أنا متأكد إن مافيش حاجة في حياتي ممكن تخلي حد يعمل كده.؟”
رن جرس المكتب فجأة، الصوت كان عالي لدرجة إنهم اتوتروا. طارق قام بسرعة وفتح الباب، لكنه ما لقاش حد. كان فيه ظرف صغير مرمي على الأرض.
طارق أخد الظرف بحذر وفتحه، جواه كان فيه صورة قديمة. الصورة كانت لطفل صغير، واقف جنب بيت مهجور، لكن الطفل ده كان غريب جدًا… ملامحه كانت مريبة، وعينيه فيها نظرة مخيفة.
رحمة بصت للصورة وقالت:
“إيه ده؟ أنا شفت البيت ده قبل كده… ده البيت اللي كنا فيه النهارده!”
طارق:
“يعني القاتل بيرجعنا لنفس النقطة. بس الطفل ده مين؟ ليه صورته مرتبطة بالبيت؟”
رحمة قربت أكتر من الصورة، ولاحظت إن في ورقة صغيرة كانت ملزوقة وراها. سحبت الورقة وبدأت تقرا بصوت عالي:
“كل شيء يبدأ من هنا… ماضينا مشترك أكتر مما تتخيل يا طارق.”
طارق وقف مكانه للحظة وقال:
“مشترك؟! إزاي؟ أنا مش فاكر أي حاجة تربطني بالبيت ده، أو بالطفل ده.”
رحمة ردت بتوتر:
“إحنا لازم نرجع للبيت. بس المرة دي، نركز أكتر ونحاول نعرف إيه اللي بنواجهه بالظبط.”
—
رجعوا للبيت بعد نص ساعة، ومعاهم فريق دعم علشان يحسوا بالأمان. لكن بمجرد ما دخلوا، البيت كان مختلف تمامًا. الغرف كانت كلها مقفولة، والمكان كله كان مليان بصور جديدة لنفس الطفل، لكنها كانت مبعثرة في كل مكان.
طارق مسك صوره منهم مكتوب عليها :
“كل صورة بتحكي قصة، بس إنت مش فاهمها دقق في الملامح هتعرف الجواب”
طارق: لازم نعرف مين الطفل ده، وإيه علاقته بينا
رحمة وهي بتدور وسط الصور:
“طارق! بص دي…. دي شهادة ميلاد!”
طارق أخد الورقة منها وقراها. الاسم كان واضح: “عمر محمد طارق “.
طارق وقف مذهول وقال بصوت شبه هامس:
“ده مستحيل… دي شهاده ميلاد عمر أخويا الصغير… لكنه مات من 20 سنة!”
—
رحمة بصت لطارق وقالت:
“يعني القاتل مش بيستهدفك عشوائي. هو عارف ماضيك.”
طارق رد بصوت مليان غضب:
“بس إزاي؟ عمر أخويا مات في حادثة ومحدش كان يعرف عنه حاجة غير عيلتي!”
رحمة:
“واضح إننا مش بنواجه قاتل عادي. ده شخص عنده أسرار كتير… ويمكن اللي إحنا فاكرينه عن ماضيك مش الحقيقة الكاملة.”
طارق بصلها ببرود : هو انتي مش ملاحظه ان كل ما نوصل للغز تقولي نفس الجمله اصل احنا مش بنواجه قاتل عادي هو انتي شيفاه مميز طيب
“رحمه” لا مش القصد يا طارق . اصل انا اول مره اشوف قضيه بالشكل ده فا شخصيه القاتل مختلفه علشان كده عجباني
“طارق ” مختلفه وعجباكي ! ما علينا خلينا نكمل … لو ركزنا
هنلاقي الحقيقة هنا. القاتل عايزنا نرجع للماضي؟ تمام. هنرجع، بس مش هنسيب له فرصة إنه ينتصر.”
فجأة، سمعوا صوت طفل صغير بيضحك من الدور العلوي، وصوت خطوات خفيفة بتمشي بسرعة. طارق رفع مسدسه وقال:
“واضح إنه وصل والليله هتكون اخر ليله في عمره.”
—
لكن في اللحظه دي رن تليفونه الرقم كان مجهول. طارق اتردد للحظة، لكنه قرر يرد.
طارق: “مين؟”
الصوت في الطرف التاني كان واضح وبارد:
“بتدور على إجابات يا طارق؟ الماضي مش بيموت، ودايمًا بيرجع يطارد اللي يستحقه. دلوقتي الدور عليك. بس لو عايز تفهم الحقيقة… ارجع لذكرياتك اللي بتحاول تنساها.”
الخط اتقفل، وطارق فضل ماسك السماعة في صدمة. الكلمات الأخيرة كانت زي السهم اللي اخترق عقله.
بيقعد طارق وبيحاول يفتكر الماضي معا اخوه
—
فلاش باك:
طارق قام من مكانه واتجه للشباك. بدأ يفتكر يوم الحادثة اللي غيرت حياته:
كان طفل صغير، بيلعب مع أخوه الأصغر “عمر” جنب البحيرة. طارق كان دايمًا المسؤول عن عمر، خصوصًا لما كان والدهم قاسي جدًا عليهم.
في لحظة غضب بسبب خلاف صغير، طارق ساب عمر لوحده وراح بعيد. لكن لما رجع، ملقاش عمر.
كل اللي لقوه الشرطة وقتها كان قطعة من هدومه عائمة على سطح المية.
لكن طارق دلوقتي بدأ يشك:
“هو اي علاقة القاتل بعمر وليه بيفكرني بيه ؟وهل عمر فعلاً مات؟ ولا حد أنقذه؟
رحمة قطعت تفكيره وهيا بتكلمه:
“طارق، لسه مركز؟ أنا حللت الرسالة اللي جت مع التسجيل. فيها إحداثيات لمكان. لكن الغريب… إنه مكان بيت عيلتك القديم.”
طارق رفع رأسه بسرعة:
“بيت العيلة؟ ده اتقفل من سنين! عمرنا ما رجعنا له من بعد وفاة عمر.”
—
طارق ورحمة قرروا يروحوا البيت القديم. الطريق كان هادي بشكل مريب، وكل خطوة كانت تحسسهم إنهم داخلين لفخ أكبر.
لما وصلوا للبيت، كانت الأجواء غريبة جدًا. الباب مفتوح، كأن حد مستنيهم.
طارق دخل بحذر، مسك مسدسه، ورحمه كانت وراه. المكان كان زي ما هو: أثاث قديم، وريحة الغبار ماليه الجو.
فجأة، سمعوا صوت خطوات في الطابق العلوي. طارق بص لرحمة وأشار لها تبقى وراه.
—
في الطابق العلوي، لقوا غرفة بابها موارب. طارق فتح الباب ببطء، ولما دخل، كان فيه مكتب صغير وعليه دفتر قديم.
طارق فتح الدفتر، وكانت المفاجأة. مكتوب فيه مذكرات شخص، لكن الخط كان غريب عليه:
“أنا مشيت وسايب كل حاجة ورايا. أنا مشيت علشان أعرف أعيش، لكن الذنب… الذنب مش بيسيبني. طارق كان المفروض يحميّني، لكنه اختار يسيبني.”
طارق بص في الصفحة الأخيرة:
“طارق… لو عايز الحقيقة، ارجع للبحيرة. هناك هتعرف كل حاجة.”
يتبع….
الحلقة السادسة
“طارق… لو عايز الحقيقة، ارجع للبحيرة. هناك هتعرف كل حاجة.”
طارق شاف الجمله دي وخرج من الاوضه بسرعة وهو ماسك الدفتر بقوة. ملامحه كانت مليانة غضب وارتباك. رحمة جريت وراه وقالت:
“طارق! استنى في اي … إيه اللي قريته؟”
طارق وهو بيحاول يسيطر على أعصابه:
“الكلب ده بيحاول يلعب بعقلي. المذكرات دي كأنها مكتوبة بصوت عمر… لكن ده مستحيل! ده مش عمر .. عمر مات، أنا شفته بعيني!”
رحمة بصت له وقالت:
“طيب، لو كان القاتل بيحاول يرجعك للبحيرة، يبقى هو متأكد إنك هتلاقي حاجة هناك. ممكن تكون دي النهاية اللي مستنينا.”
طارق بصلها وكمل : وممكن يكون فخ .. بس انا هروح ويا ويلو مني لو طلع بيلعب وبيستغل موضوع اخويا
—
في الليل، طارق ورحمه وصلوا للبحيرة. الظلام كان مالي المكان .. طارق بص حوالين المكان وقال:
“عمر اختفي في المكان ده … هنا سيبت عمر ومشيت .. لو القاتل فعلاً ليه علاقة بعمر، هلاقيه مستنيني هنا.”
فجأة، نور خافت ظهر بعيد على الجهة التانية من البحيرة. كان شكله زي فانوس قديم بيتحرك في الظلام. طارق أشار لرحمة إنهم يتقدموا بحذر.
لما قربوا أكتر، شافوا شخص واقف قدام البحيرة. الشخص كان لابس معطف أسود طويل ووشه مش واضح بسبب الظلام.
طارق رفع مسدسه وقال بصوت عالي:
“مين إنت؟! وعايز مني إيه؟”
الشخص التفت ببطء شديد، وصوته كان هادي لكن نبره صوته تخوف: “كنت مستنيك يا طارق. رجعت للمكان اللي بدأ فيه كل حاجة… المكان اللي انتهت فيه حياة واحد، وبدأت حياة تانية.”
طارق بتوتر:
“إنت بتتكلم عن عمر؟ لو عارف حاجة قولهالي دلوقتي!”
الشخص ضحك ضحكة قصيرة وقال:
“لسه فاكر إنك الضحية؟ انت السبب، يا طارق. اختياراتك هي اللي جابتك هنا.”