
طارق: هنروح .. مهما كان اللي مستنينا هناك، أنا مش هرجع لورا.”
—
في الغابة
كانوا بيتبعوا النور لحد ما وصلوا لمنطقة فيها كابينة صغيرة، شكلها مهجور. طارق بص حواليه وقال:
“أنا مش فاكر المكان ده. ما كانش موجود لما كنا صغيرين.”
رحمة: لو ده مكان جديد، ممكن يكون مفتاح للحقيقة. خلينا ندخل.”
لما دخلوا الكابينة، لقوا جواها خريطة للمنطقة حوالين البحيرة، وعليها علامات حمراء في أماكن معينة.
طارق: دي مش مجرد خريطة… دي اكيد دليل. الأماكن دي لازم نشوفها ”
رحمة: بس ليه حد هيحط الخريطة هنا؟ ده معناه إن اللي ورا ده عايزك تكتشف الحقيقة بنفسك.”
طارق وقف قدام الخريطة وهو حاسس بالحيرة والضغط. رحمة قربت منه وحطت إيدها على كتفه.
رحمه : طارق ، مش لازم تشيل الحمل ده لوحدك. أنا عايزاك تهد وتروق وانا معاك مهما حصل. إحنا واحد.”
طارق بص لها وقال بابتسامة ضعيفة: عارفه يا رحمه لما اهلي اتوفو هما كمان حسيت اني بقيت لوحدي في الدنيا مكنش ليا غيرهم .. لا كان عندي صحاب ولا اي حاجه.. لحد ما ربنا كرمني واتعينت مساعد ليكي .. اول ما شوفتك قولت اي ده ؟ ازاي بنت وشغاله الشغلانه دي وازاي وصلت للمكانه دي اصلا .. لكن بعد ما اتعينت مساعدك وبدأنا نشتغل معا بعض وقتها عرفت انتي وصلتي ازاي .. مفيش قضيه بتدخليها الا لما بتحليها وتعرفي مين وراها …
ثما أكمل بضحكه خفيفه : لحد ما وقعنا في القضيه السوده دي … في البدايه كنا احنا المحققين وبندور علي لغز نوصل بيه للقاتل اللي بيق.*تل الأشخاص دي .. بعد كده لقيته بيقول الدور عليا وبعد كده لقيت موضوع عمر أخويا … حاسس بوجع شديد في راسي بسبب اللي بيحصل ده كله .. لكن بجد أنا بشكرك يا رحمه .. مش عارف كنت هقدر أعمل ده لوحدي ولا لا ، شكرًا إنك موجودة ”
رحمة بابتسامة جميله : ده أقل حاجة أعملها ليك يا طارق . انت شاب جميل ومجتهد في شغلك وملتزم و….المهم بقي دلوقتي إننا نكمل سوو لحد النهاية.”
طارق بتركيز في عنيها : “عالعهد متجمعين يا رحمه .. نفضل سوا ضهرنا في ضهر بعض”
—
بعد شويه طارق ورحمه قرروا يروحوا لأول مكان في الخريطة. كانت دي مجرد بداية لسلسلة أحداث مرعبة هتحصل ليهم لكنهم كانوا عازمين يكتشفوا الحقيقة، مهما كانت العواقب.
طارق كان سايق العربية بسرعة وسط الطريق المهجور اللي بيؤدي لأول مكان محدد على الخريطة.
رحمة، وهي قاعدة جنبه:
“المكان الأول على الخريطة شكله في وسط الغابة. عندك أي فكرة إيه ممكن يكون هناك؟”
طارق، وهو مركز على الطريق:
“لأ، بس واضح إن اللي رسم الخريطة عايزني أوصل لكل مكان في ترتيب معين. أعتقد مفيش حاجة بيعملها بالصدفة.”
رحمة: كنا المفروض نجيب معانا دعم ولو بسيط علشان ممكن يكون المكان ده فيه فخ مثلا ولازم نبقى مستعدين لأي حاجة
___
لما وصلوا، المكان كان عبارة عن بقايا مبنى قديم، شكله كان بيت، لكن بقاياه مدمرة بالكامل. الأرض كانت مليانة شظايا خشب وحجارة مكسورة.
طارق: المكان ده قديم جدًا… واضح إنه كان بيت زمان، لكن بقاله سنين مهجور.”
رحمة، وهي بتشاور على حاجة وسط الأنقاض: بص كده في صندوق هناك اهو.”
طارق قرب من الصندوق بحذر، وفتحه ببطء. كان جواه كتاب قديم، الغلاف بتاعه متآكل، لكن مكتوب عليه بخط يدوي: “البداية والنهاية.”
رحمة بضحك: البدايه والنهايه ؟ مش دي روايه لنجيب محفوظ
طارق بصلها ومسك الكتاب وفتحه … وبدأ يقلب صفحاته. كان مكتوب فيه ملاحظات بخط الايد عن أحداث حصلت من عشر سنين. كل صفحة كانت بتحكي عن حاجات متعلقة بعيلة طارق، لكن التفاصيل كانت مريبة.
طارق بصوت خافت: دي ملاحظات عني وعن عمر… كأن حد كان بيراقبنا طول السنين دي وبيدونها ! شوفي دي كده .. مكتوب: ‘عمر كان الضحية الأولى، لكنه مش الأخيرة.’”
رحمة، بخوف : يعني اي عمر الضحيه الأولي ومش الأخيرة ؟.
طارق : “الموضوع أكبر من مجرد قاتل متسلسل. في حاجة تانية بتحصل، وأنا لازم أعرفها.”
—
فجأة، سمعوا صوت خطوات جاية من وراهم. طارق بسرعة طلع مسدسه ووقف قدام رحمة بحماية.
طارق: مين هناك؟!”
الصوت كان بيقرب أكتر، وظهر شخص لابس قناع أسود بالكامل، ماسك عصا معدنية وقع المسدس من ايد طارق… الشخص هجم عليهم بسرعة، وطارق بدأ يتعارك معاه.
رحمة حاولت تساعد، لكنها لاحظت حاجة غريبة: الشخص ده مش بيحاول يقت***.ل طارق أو يضربه ، هو بس بيحاول ياخد الكتاب!
رحمة، بصوت عالي:”طارق! الكتاب! هو عايز الكتاب!”
طارق فهم الرسالة، وبدأ يحمي الكتاب بأي طريقة. بعد صراع طويل، الشخص رمى قنبلة دخان واختفى في الضباب، لكن الكتاب فضل مع طارق.
رحمة، وهي بتحاول تستعيد أنفاسها: عشان كده كنت بقولك لازم يكون معانا دعم ؟ بس يا تري مين ده وليه الكتاب مهم بالنسبة له للدرجة دي؟”
طارق، بنبرة مليانة إصرار: “أنا مش عارف، لكن الكتاب ده فيه إجابات. لازم نقرأه كويس.”
—
بعد ما رجعوا للعربية، كانوا الاتنين في حالة توتر، لكن رحمة لاحظت إن طارق كان متأثر جدًا.
رحمة، بهدوء: “إنت كويس يا طارق؟ الهجوم ده أكيد مش سهل عليك بس الحمد لله اننا خرجنا سالمين.”
طارق: “أنا مش خايف على نفسي… أنا خايف إن كل ده يطلع مرتبط بعمر. لو كان فعلاً عايش، ممكن يكون في خطر.”
رحمة، بابتسامة خفيفة:
“لو عمر عايش، يبقى هو أكيد عايزك توصله. وإنت مش لوحدك، أنا معاك في كل خطوة.
— بعد شويه بيوصلو للمكان التاني علي الخريطه
المكان كان عبارة عن كوخ صغير وسط الغابة. لما دخلوا، لقوا صور معلقة على الحيطان. الصور كانت لعيلة طارق، لكن في صوره منهم كانت غريبة: طارق وعمر وهم أطفال، واقفين مع شخص غريب ملامحه مش واضحة.
طارق: “مين الشخص ده؟انا عمري ما شفته قبل كده.”
رحمة: “واضح إن الشخص ده ليه علاقة بكل اللي بيحصل. ممكن يكون المفتاح لكل حاجة.”
فجأة، لقوا رسالة مكتوبة بخط كبير على الحيطة:
“كل خطوة بتقربك للحقيقة… لكن النهاية مش هتكون زي ما بتتوقع .. النهايه دايما مختلفه”
طارق بص لرحمة وقال:
“أنا مش ناوي أستنى لحد النهاية لازم نكمل ونعرف الحقيقة، وهجيب اللي ورا كل ده، مهما كان الثمن.”
تفتكرو اي اللي جاي واي اللي هيحصل !
يتبع….
الحلقة الثامنة
“كل خطوة بتقربك للحقيقة… لكن النهاية مش زي ما بتتوقع .. النهايه دايما مختلفه” …دي الجمله اللي شافها طارق عالحيطه ..
طارق كان باصص للرساله المكتوبه بتركيز لكن
بيقطعه صوت رحمه : طارق ، تعالي شوف الصندوق ده كده
طارق راح ناحيتها لقي مكعب حديد مقفول لكن مقفول برقم سري … شكله كان غريب ، كأنه مصنوع عشان يخبي حاجة مهمة جدًا.
طارق: “رقم سري؟ مين اللي ممكن يحط حاجة زي دي في المكان ده؟”
رحمة وهي بتفكر: “أكيد الرقم ده له علاقة بيك أو بحياتك. يمكن يكون تاريخ مهم؟ يوم ميلادك؟ أو يوم حصل فيه حاجة بينك وبين عمر؟”
طارق قرب من المكعب وبص حواليه، بيحاول يفتكر أي حاجة ممكن تساعده. فجأة افتكر يوم معين كان هو وعمر بيحتفلوا فيه بذكرى خاصة ليهم.
طارق: “سنة 2014… ده اليوم اللي كنا بنسميه يوم الوعد. وعدنا فيه إننا نفضل مع بعض دايمًا.”
رحمة: “جرب الرقم ده، يمكن يكون هو.”
طارق دخل الرقم 2014، وسمع صوت “كليك” خفيف. المكعب اتفتح ببطء، ولقوا جواه مفتاح صغير جدًا مع ورقة مكتوب عليها:
“المفتاح هيفتح الباب للماضي… استخدمه بحكمة.”
رحمة وهي ماسكة المفتاح: “واضح إن الخطوة الجاية في مكان معين. لكن الباب ده فين؟”
طارق وهو بيقلب الورقة: “لازم نرجع للخريطة. يمكن فيها دليل.”
—
رجعوا للعربية، وطارق طلع الخريطة وبص عليها. لاحظ إن فيه علامة على المكان الأخير بتبين إنه عند حافة البحيرة.
طارق: “المكان ده… ده نفس المكان اللي حصلت فيه الحادثة بتاعة عمر.”
رحمة: “يبقى أكيد ده الباب اللي المفتاح بيفتحه. إحنا لازم نروح هناك.”
طارق بص لها بجدية: “المكان ده مليان ذكريات مؤلمة. لو اللي بنواجهه أكتر من مجرد ألغاز، إحنا ممكن نكون في خطر حقيقي.”
—
عند البحيرة
وصلوا عند المكان المظلم والهادئ. صوت المية كان خفيف، لكنه كان مرعب وسط الهدوء اللي حوالين المنطقة.
طارق وهو بيبص حواليه: “أنا متأكد إن فيه حاجة هنا. يمكن الباب اللي المفتاح بيفتحه موجود في القارب القديم اللي كان موجود زمان.”
رحمة: “القارب؟ فين القارب ده؟”
طارق أشار لمكان بعيد شوية: “تعالي ورايا.”
وصلوا عند القارب، وكان شكله مهجور ومتهالك، لكن كان فيه صندوق حديدي مثبت فيه. طارق طلع المفتاح وحطه في القفل.
طارق: “يا رب ده يكون الحل.”
فتح الصندوق، ولقوا جواه شريط تسجيل قديم. مكتوب عليه بخط مهتز: “الحقيقة هنا.”
رحمة وهي بتاخده: “شريط تسجيل؟ هنسمعه إزاي؟”
طارق وهو بيشاور على الكابينة اللي كانوا فيها: “كان فيها جهاز تسجيل قديم. ممكن نرجع ونشوف.”
—
رجعوا للكابينة وشغلوا الشريط. الصوت كان متقطع، لكن واضح إنه صوت شخص بيتكلم بصعوبة.
الصوت: “طارق… لو سمعت الشريط ده، يبقى أنت وصلت لجزء كبير من الحقيقة. عمر… أخوك… هو مش اللي كنت فاكره. الحادثة اللي حصلت في البحيرة كانت متعمدة… و…”
الصوت انقطع، وطارق صرخ: “لااا! الصوت مش واضح! لازم نعرف بقية الكلام!”
رحمة بتحاول تهديه: “طارق، الشريط قديم. ممكن يكون فيه تسجيلات تانية.”
طارق: “لازم نرجع للمكان اللي لقينا فيه الصندوق. أكيد فيه حاجة مستخبية هناك.”
—
لما رجعوا، المكان كان مختلف. كان فيه صوت خطوات سريعة حوالينهم.
رحمة بتوتر: “في حد حوالينا. حسيت بخطوات.”
طارق: “حافظي على هدوئك. طلع سلاحك وامشي ورايا.”
فجأة، سمعوا صوت بيقول من الضباب: “كل خطوة بتاخدوها بتقربكم أكتر… لكن النهاية، مش زي ما بتحلموا.”
طارق بصوت عالي: “إنت مين؟ وعايز مني إيه؟”
الصوت ضحك وقال: “عايزك تفوق وتعرف الحقيقة… الحقيقة اللي هتغير كل حاجة.”
الضباب بدأ يخف، وظهر شخص واقف بعيد، ماسك في إيده صورة… كانت صورة لطارق وعمر وهما أطفال، لكن الشخص اللي معاهم كان نفس الشخص الغريب اللي شافوه في الصور في الكابينة…الشخص بدأ يمشي تجاههم بهدوء .. لما قرب منهم بدأ يضحك ضحكة خفيفة وقال: “أخيرًا وصلتوا .. استنيتكم كتير .. أنتو هنا علشان تعرفوا الحقيقه .. لكن مش كل الحقائق هتكون في صالحكم.”
رحمة، وهي بتفكر: “معني كلامك ده اي؟”
الشخص رفع إيده وخلّى الصورة قدام طارق: “الصورة دي هتوضحلك كل شيء. ولكن في النهاية، أنتم اللي هتقرروا إزاي هتواجهوا الحكاية دي.”
طارق قرر يقرب أكثر، وبيحاول يركز على الصورة. لكن قبل ما يلمسها، سمع صوت خبطات قوية جاية من وراءهم. طارق قرر يتحرك بسرعة.
طارق: “امسكي الصورة دي خلينا نرجع للكابينة بسرعة!”
رحمة مدت إيدها، وسحبت الصورة بسرعة ومشو بسرعه من المكان .. وهما بيجرو سمعو صوت الشخص الغريب بنبرة صوت عاليه وهو بيقول: “لو كنتوا فعلاً عايزين الحقيقة، لازم تكملوا لوحدكم.”
—
وصلوا للكابينة القديمة مرة تانية، وطبعًا الصورة كانت موجودة في إيد رحمة، وكانت شكلها غريب جدًا. كانت صورة قديمة، وفيها طارق وعمر وهم أطفال، لكن معاه شخص تالت، كان شكله غير واضح جدًا. كانت الصورة مليانة أسئلة، وكل ما طارق بيبص عليها، بيحس بوجع في قلبه، كأن فيه شيء كان مدفون جواه لسنين.
رحمة: “طارق، شايف حاجة غريبة في الصورة دي؟ مين الشخص ده اللي معاكوا؟”
طارق بص الصورة بحذر: “مفيش حد في عيلتنا كان معانا في الصورة دي. ده شخص تالت، مش عارفه.”
رحمة وهي بتستنى كلامه: “لو الشخص ده ليه علاقة بعمر، يبقى لازم نعرفه بسرعة. ده ممكن يكون الحل.”
طارق ابتسم ابتسامة صغيرة، وهو بيبص لرحمة، وقال: “إنتي عندك حق. مش هنجح في حاجة لو ضيعت وقتي في التفكير لوحدي. لو مفيش حد معايا، مش هقدر أكمل.”
رحمة، بحذر: “وأنا هنا، عشان أكمل معاك، يا طارق. إحنا في الهوا سوا.”
طارق كان فاهم تمامًا إن كل خطوة بيمشيها مع رحمة كانت خطوة أقرب للحقيقة لكنه كان خايف .. كان خايف أنها تتأذي بسببه وده اللي كان شغله الشاغل دلوقتي ، لكن رغم كل المخاوف والتحديات اللي بتواجههم، كان واثق إنهم هيقدروا يواجهوا كل حاجة مع بعض.
يتبع….