روايات

بقلم مصطفى جابر الاول

طارق بص لرحمة، وقال لها بصوت منخفض:

“استني هنا… لو حاول يعمل أي حركة، استخدمي اللاسلكي واطلبي الدعم.”

طارق قرب منه، والشخص بدأ يتراجع ناحية حافة البحيرة. بصوت مليان استفزاز، الشخص قال:

“عارف يا طارق، أنا مش هنا علشان أق….تلك. أنا هنا علشان أوريك الحقيقة… لكن مش هتكون زي ما بتتوقع.”

فجأة، الشخص رمى حاجة في المية، وطارق جري بسرعة علشان يشوف إيه اللي رماه. كان صندوق صغير بيطفو على سطح المية.

طارق وهو ماسك مسدسه:اي ده ؟

الشخص ابتسم وقال:

“افتحه الصندوق بنفسك يا طارق. الحقيقة كلها مستنياك جوا الصندوق.”

نزل طارق لحد ما قدر يمسك الصندوق، وطلع بيه على الشاطئ. فتحه ببطء، وكان جواه حاجة مروعة: صور لعمر في أعمار مختلفه لحد ما بقي في نفس عمره الحالي!

طارق حس بصدمة شديدة، وقال بصوت مبحوح:

“إزاي ده ممكن؟ عمر مات… مات انت فاهم !”

الشخص رد بهدوء: “أو يمكن… اختفى.”

طارق فقد السيطرة واندفع ناحية الشخص، لكن قبل ما يوصل له، الشخص رمى قنبلة دخان، والمكان كله غرق في الضباب.

طارق صرخ: “ارجع! ما تستخباش .. خليك شجاع وواجهني”

لكن في الوقت ده الشخص كان اختفى، وطارق لقى رسالة صغيرة في الصندوق معا الصور. فتحها وقرأ بصوت عالي:

“أحيانًا، الماضي بيرجع مش علشان يعاقبك… لكن علشان يفهمك. هتلاقي الحقيقة الكاملة لما تكون جاهز.”

رحمة قربت منه وقالت:

“طارق، إنت كويس؟”

طارق وهو بيحاول يهدى:”الشخص ده كداب ده واحد عايزني عايزني احس بذنب حاجه أنا معملتهاش عايزني أعاني بس وعد مني… مش هسيبه .”

الليلة كانت طويلة، لكن طارق كان عارف إنها مجرد بداية لأكبر مواجهة في حياته.

___

تاني يوم الصبح، طارق كان قاعد في مكتبه ، قدامه الصندوق والصور والورقة اللي لقاها. عينه كانت متسمرة على صور عمر، وملامحه كلها غضب وحيرة. رحمة دخلت وهي شايلة كوباية قهوة، وحطتها قدامه.

رحمة: طارق، إنت مش ناوي تهدى؟ طول الليل وإنت قاعد كده.”

طارق:

“إزاي أهدى، يا رحمة؟ لو الصور دي حقيقية، يبقى عمر كان عايش طول السنين دي وأنا… وأنا سيبته لوحده.”

رحمة (بهدوء):

“طارق، مفيش دليل إن ده غلطك ومفيش دليل أن أخوك عايش اصلا ..ويمكن الصور دي تكون فوتوشوب عادي ويكون القاتل بيلعب على أعصابك..بص ركز معايا، الرسالة قالت إن الحقيقة لسه مستنّية. لازم نعرف اللي حصل فعلاً ونشوف اخر اللي بيحصل ده اي.”

طارق قام من مكانه بسرعة وحط الصور في جيبه.

طارق: “لو القاتل ناوي يلعب معايا، يبقى لازم أكون أسبق منه بخطوة. أول حاجة، هنروح نجيب دكتور المشرحة. أنا عايز أتأكد إن الجثة اللي دفناها وقتها فعلاً كانت جثه عمر.”

في المشرحة، طارق ورحمة كانوا واقفين قدام الدكتور الشرعي.

طارق:

“دكتور، محتاج أراجع ملف أخويا اللي مات من عشر سنين.

الدكتور فتح الملف وبدأ يقلب فيه.

الدكتور:

“الجثة وقتها اتعرفت عن طريق بصمة الأسنان، لكن حاليا ممكن نعمل تحليل DNA جديد لو فيه عينات.”

طارق (بحزم):

“منا جايلك علشان كده عايز التحليل يتعمل دلوقتي هنروح نفتح قبره وناخد عينه وتحللها ونشوف النتيجه اي . .”

الدكتور : ايوه يطارق يبني بس التحليل ده بياخد وقت مبيطلعش في ساعتين تلاته يعني

طارق : خلاص يدكتور خد وقتك بس عايز التحليل في أسرع وقت

في الوقت ده رحمه جاتلها مكالمه أنهم عثروا علي جثه التيكتوكر أحمد وميته بنفس الطريقه بتاعت كل ضحيه

رحمه وطارق سابو الدكتور وخرجو راحو يعاينو مكان الجريمه .. لكن كالعاده مفيش اي دليل ولا حتي رسائل موجوده ..

تاني يوم بليل ، الدكتور رن عليهم وقالهم يجو المكتب بسرعه ..

بيوصل طارق ورحمه بيلاقو الدكتور واقف مصدوم وملامحه كانت متغيره شوية.

طارق : اي يا دكتور طمني لقيت اي

الدكتور:

” النتايج وصلت. وأنا… انا مش عارف أشرح ده إزاي.”

طارق بقلق : “يعني إيه يا دكتور قلقتني؟ الجثة مش جثة عمر؟”

الدكتور (بتردد):

“الحقيقة… الجثة فعلاً مش متطابقة مع عيناتك. الشخص اللي دفنتوه مش عمر.”

طارق وقف مكانه مش قادر يستوعب الكلام. رحمة قربت منه وقالت: “طارق، ده معناه إن عمر… ممكن يكون لسه عايش؟”

يتبع….

الحلقة السابعة

الجثة فعلاً مش متطابقة يا طارق. الشخص اللي دفنتوه مش عمر.”

طارق وقف مكانه مش قادر يستوعب الكلام.

رحمة قربت منه وحطت إيدها على كتفه بهدوء:

“طارق، ده معناه إن عمر ممكن يكون لسه عايش؟”

طارق بنظرة مليانة غضب وارتباك:

“معقول يا رحمه ! أنا اكيد في كابوس انا مش قادر أتخيل أن اللي بيحصل ده حقيقي ! معقول عشر سنين وأنا عايش على كدبة؟ لو عمر عايش يبقي مين اللي مات وقتها؟ ومين لعب علينا بالشكل ده وخبي عمر مننا ؟”

رحمة : هيا حاجه متحصلش ولا في الروايات حتي لكن واضح إن القاتل عارف كل حاجة عن حياتك، وبيستغلها ضدك. بس إحنا نقدر نسبقه لو لعبناها صح. السؤال دلوقتي: أول خطوة هتعملها إيه؟”

طارق مسك رأسه بإيديه، وبص حواليه كأنه بيحاول يرتب أفكاره. فجأة رفع عينه وقال بحزم:

“أنا هبدأ من المكان اللي كل شئ بدأ منه… البيت القديم بتاعنا. لو عمر عايش، ممكن ألاقي حاجة هناك تفهمني الحقيقة.”

رحمة: طيب أنا معاك مش هسيبك تواجه ده لوحدك.”

طارق ابتسم ابتسامة خفيفة لأول مرة:

“شكرًا يا رحمة… وجودك معايا فرق كتير.”

في البيت القديم

وصل طارق ورحمة للبيت المهجور، اللي كان مليان غبار وذكريات منسية. النور الخافت اللي جاي من كشافاتهم كشف عن حيطان مليانة شقوق وأثاث مكسور.

طارق بص حواليه: آخر مرة كنت هنا… كانت مع عمر. كنا بنلعب الغميضة يومها لكن من بعد الحادثة ما رجعتش للمكان ده.”

رحمة شغلت الكشاف، وقالت: سيبك من كل ده طيب وخلينا نركز يمكن نلاقي اي حاجه تساعدنا .

طارق بدأ يدور في البيت ولما وصل لغرفته القديمة، وقف مكانه متجمد. كان فيه دفتر صغير محطوط على السرير. الدفتر شكله قديم، لكنه نظيف، كأن حد لسه حطه عالسرير!

طارق بص حواليه وقرب بحذر وفتح أول صفحة. كان مكتوب فيها بخط يشبه خط عمر:

“طارق، كنت مستنيك ترجع. في الأوضه دي زمان كان في حاجه حصلت … عايزك ترجع بذاكرتك لورا وتفتكرها لأنها كانت البداية.”

طارق بملامح مصدومة: ده… خط عمر. مش ممكن.”

رحمة من وراه : ده حد واضح إنه عايزك تشوف الدفتر ده يا طارق ، اقلب الصفحات وشوف اللي مكتوب.”

طارق قلب الصفحة التانية، ولقى صورة قديمة ليه هو وعمر وهم أطفال، مكتوب تحتها: فاكر لما كنا بنلعب هنا يا طارق؟ اللي حصل يومها مش زي منتا فاكر.”

طارق بص لرحمة: يعني إيه مش زي ما أنا فاكر؟ اللي حصل كان واضح… عمر وقع في البحيرة وغرق. أنا شفت كل حاجة.”

رحمة بتفكير: ممكن تكون الأحداث اللي شفتها مش كاملة. يمكن في حاجة حصلت بعد كده وإنت ما كنتش موجود.”

طارق بصلها وقال بحزم: لازم أعرف مين اللي كتب ده ولازم اعرف ….

قطع كلامه صوت خبطات خفيفة جاية من الطابق السفلي. رحمة بصت لطارق وقالت بهدوء:

“في حد تحت.طلع سلاحك لازم نكون مستعدين.”

طارق طلع مسدسه، وبدأ ينزل السلم بخطوات حذرة. رحمة وراه، ماسكة سلاحها والكشاف.

لما وصلوا، لقوا باب الدخول مفتوح وكان في باب تاني يطلع عالغابه .. طارق بص عالأرض كان في ورقة صغيرة.

طارق انحنى وشال الورقة. كان مكتوب عليها:

“عمر كان هنا… وهيسيبك تكتشف الباقي لوحدك.”

طارق صرخ بصوت عالي: عمر! لو كنت هنا أظهر! كفاية لعب!”

لكن مفيش رد، بس فجأة نور خفيف بينور ويطفي ظهر بعيد في الغابة، كأنه بيشاور لهم يروحوا هناك.

رحمة همست: واضح إنه بيجرنا لشيء معين. هنعمل إيه؟”

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
2

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل