منوعات

لم تكن خط,يئتي بقلم سهام صادق الاول

ارتسم الحنان فوق قسمات ملامح الحج محمود داعياً الله ان يحفظ ابنته مع زوجها

***********

تأملات شمس الغرفه التي حجزتها لهم مسبقاً في احد الفنادق التي تقدم عروضً دوما للبنك الذي يعملان به

– عجبتك القريه ياكريم

تنهد كريم ساخطاً من اصرارها لقضاء يومان في احدى القرى السياحيه لمدينه “مرسي مطروح”

– يعنى خلتيني اخلف وعدي مع قدر انها تشوف اخوها قبل ما يسافر عشان السفريه ديه

الذنب كان يآكله كلما تذكر دنائته… لتحتد ملامح شمس وهي تدفع بحقيبتها نحو الفراش

– كل حاجه قدر.. قدر وكأنك كنت بتحبها اوووي ومخنتهاش معايا

لم تشعر الا بصفعه كريم فوق وجنتها لم تستعب الأمر في البدايه لتتسع عيناها مصدومه من فعلته… وكان هو أشد صدمه منها عندما اقتربت منه تعتذر له

– مكنش قصدي ياكريم ما انا مراتك برضوه وليا حق اتبسط معاك.. مش كفايه لحد دلوقتي جوازنا في السر

وكانت كالعاده تُحقق ما تُريد بطرقها التي تتقنها… قليلاً من الخضوع يصحبه دلالاً واغراءً وفي النهايه ستحصل على ما تريد

تعالا رنين هاتفه في جيب سترته الملقاه فوق الاريكه ليبتعد عن ذراعي شمس متمتما بأنفاس لاهثه

– ديه قدر

جذبته شمس إليها بعدما امتعض وجهها من محاوله ابتعاده عنها

– كريم بعدين تكلمها

وفي ثواني لم يحسبها كان غارق مجدداً بين ذراعيها… والجوله تنتهي بأنتصار شمس بأسلحتها

**********

وقف شهاب بشموخه وثقته المعتاده وسط بعض الحضور لتلك المناسبه الخاصه… ارتسمت ابتسامه مجامله وهو يسمع المديح عن اعماله ومشاريعه… تجمدت عيناه نحو القادم بقتامه ليقترب منه الآخر وعلى وجهه ابتسامه صفراء

– لا مش مصدق نفسي شهاب العزيزي هنا

ارتسمت السخريه فوق شفتي شهاب يرمقه بضيق

– لا صدق يااشرف

ضحك اشرف بسماجه وهو يتلقى عبارته ببرود

– مسمعتش اخر الاخبار

قطب حاجبيه وجسد اشرف يميل نحوه

– مراتك راجعه من سويسرا

احتدت ملامح شهاب وقد تجمدت عيناه نحو كأس الماء الذي التقطه للتو

– قصدك طليقتي يااشرف

– ما الميه ممكن ترجع لمجاريها ياسيدي

هتف اشرف عبارته سعيداً بتبدل ملامح شهاب… ولم تمر دقائق الا وكان يُغادر الحفل

ارتسم الزهو فوق شفتي اشرف وهو يرمق جسد شهاب المغادر يزفر أنفاسه بأسترخاء

**********

طالع صديقه مذهولاً مما يسمعه لينتفض من فوق مقعده صائحاً

– جاي تقولي بعد ما خربتها ياكريم.. اشرب بقى

اطرق كريم رأسه ولم يعد يعرف كيف يُفكر

– انا تعبت خلاص يارائف.. الله يخليك كفايه تقطيم بقى مش كفايه الذنب اللي عايش فيه

ارتسمت السخريه فوق شفتي رائف يعود لجلوسه

– وهتفضل عايش طول عمرك بالذنب ياكريم…ذنبها ايه قدر… قولي ذنبها ايه

– انا عارف اني غلطت يارائف كفايه بقى.. زن امي عشان موضوع الخلفه وظهور شمس في حياتي مبقتش عارف انا عايز ايه

لم تتغير ملامح رائف الساخره وهو يستمع اليه

– مشكلتك طول عمرك ياكريم انك مبتعرفش قيمه النعمه اللي ف ايدك غير بعد ما بتروح منك

– مراتك مفيهاش اي عيب وحتى الخلفه كلنا عرفين انها امر الله.. لكن انت اتعودت تفكر في نفسك وبس… واه خربتها

– كفايه يارائف كفايه يااخي انا خلاص مش عارف افكر

– طلق شمس وارجع لمراتك وشيلها فوق راسك

تعلقت عيني كريم به بضياع زافراً أنفاسه بثقل

– مقدرش.. شمس حامل يارائف

*********

طالعتها بنظرات مرتقبة تستمع الي ما تسرده عليها بوداعه ونبرة متألمه عن تفاصيل زواجهم ورفضه لإعلان زواجهم خشية على زوجته الأخرى

– يرضيكي كده يا طنط …

استخدمت اسلحتها في جذب تعاطف سميحه لها تلك السيده التي رفضتها زوجة لابنها يوماً.. رمقتها سميحه بنظرات جامده وهي لا تُصدق ان كريم فعلها وتزوج.. عضت شمس شفتيها تطرق عيناها ارضاً وتابعت باقي عباراتها التي تعمدت ان تلقيها ببطئ

– ابقى ام حفيدك وجوازنا في السر

اتسعت عيني سميحه ذهولاً وهي تثب منتصبة على قدميها

– أنتي حامل

اماءت شمس برأسها لتجذبها سميحه لاحضانها

– أخص عليك ياكريم… كده متقوليش وتفرح قلبي

لمعت أعين شمس بزهو وهي ترى حماس سميحه

– قوليلي ياحببتي حامل في الشهر الكام

– من شهر ياطنط

ارتسمت السعاده فوق شفتي سميحه وهي تحسب فتره زيجه ابنها وحمل زوجته

– يعنى دخلتي بقيتي حامل علطول

واردفت ببؤس تلوك شفتيها وتلطم فخذيها

– أخص عليك ياكريم سايب امك خمس سنين تحلم انها شايله عيالك وحرمها من الفرحه ديه ياابني

– أنتي من النهارده مكانك في بيت جوزك يابنتي… ده انتي مرات وأم الغالي

– ماما انا جبت كل الخضار اللي طلبتي مني واللحمه

تجمد جسد كلتاهما على صوت قدر التي وقفت تتسأل وهي تلتقط انفاسها وتمسح العرق فوق جبينها

– احنا عندنا ضيوف

تعلقت نظرات سميحه بها وبدون رحمه كانت الحقيقه تُلقي فوق اذنيها وقلبها كالسوط

****

وقفت تتأمل كل ركن من أركان شقتها التي دخلتها لأول مره عروساً بفستانها الأبيض مُحملة بين ذراعي زوجها والسعاده تملئ فؤادها… أحلامها كانت دوماً بسيطه كل ما كانت تتمناه ان تعيش حياه هادئه وزوج يُبحها وتنجب اطفالا تعتني بهم..

دموعها لم تكد تتوقف الا وعادت تنساب من جديد فوق وجنتيها… القهر والآلم كانوا يملئوا ثنايا روحها وهي تتذكر صوت حماتها تُخبرها عن هوية الضيفه التي رأتها من قبل

– قدر انا مش عايز اطلقك… شمس هتفضل في شقتها وانتي ف شقتك

صوته كان يُعذبها.. اغمضت عيناها تتذكر تأخيره وبياته بالخارج متعللاً بأمر عمله او صديقه رائف وهي التي تجلس تحت أقدام والدته تخدمها دون كلل تتحمل إهانتها وتقلب مزاجها حتى تدخلها في ابسط الاشياء بحياتها مُعلله لنفسها انها ام

– حياتنا انتهت خلاص ياكريم انت دورت على سعادتك واه لقيتها…وانا معدش ليا لازمه خلاص

الفصل الرابع (4)

لم تكن خطيئتي.

هتفت عبارتها الاخيره بآلم ينهش روحها تلتف نحوه بعدما مسحت دموعها بقوه واهيه

– لا ياقدر حياتنا مع بعض منتهتش… احنا نقدر نكمل سوا… وهيبقى عندنا ولد وانتي كمان هتكوني امه

” امه” كلمه لم تزدها الا آلماً.. لم تشعر بأقتراب كريم منها ولا بذراعيه وهو يطوقها اليه بتملك

– عمر وسافر وطنط الله يرحمها وخالك كل شهر بيكون متجوز واحده… قوليلي هتعيشي ازاي لوحدك

واردف وهو يضم وجهها بين قبضتيه ينظر إلى عينيها الشارده

– عذابنا وزن امي انتهى خلاص…

وبقوه استمدتها من كلماته التي كان يغرزها بقلبها دون رحمه دفعته عنها والآلم يُمزق روحها

– طلقني ياكريم… قولتلك حياتنا مع بعض انتهت..

– مش هطلقك ياقدر… مش هطلقك سامعه… وهتعيشي معايا برضاكي او غصب عنك

صاح بعلو صوته مما جعل والدته تصعد لأعلى تنصدم بمظهر كريم

– أنتي السبب… انتي السبب شوفتي زنك وصلنا لايه… اه دلوقتي انا مش فرحان ان هيبقى عندي عيل

****

القت هاتفها بغضب وهي تراه يتجاهل رنينها… دارت حول نفسها كالمجنونه تزفر أنفاسها حانقه.. لتتبدل ملامح وجهها وترتسم فوق شفتيها ابتسامه واسعه تُذكر حالها انها الان هي الفائزه وقد انتصرت على زوجته وحصلت على مرادها

جلست جانب خالها في السياره المحمله ب اثاثها تنظر إلى من كان زوجها بدموع صامته ليُدير خالها رأسها نحوه يضمها اليه متحسراً على حال ابنه شقيقته

وقف كريم يُتابعها بعينيه يضغط فوق شفتيه بقوه متماسكاً بصلابه واهيه

اقترب منه رائف يربت فوق كتفيه

– عين العقل اللي عملته ياصاحبي..

– كان عندك حق يارائف طول عمري مبعرفش اقدر النعمه غير بعد ضايعها

انت في الصفحة 6 من 20 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
22

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل