منوعات

لم تكن خط,يئتي بقلم سهام صادق الاول

وابتسم ساخرا وهو يلتف نحو والدته التي تقف على أعتاب المنزل تبكي حسرة على اثاث ولدها في عتمة الليل

– كلها شهور وهبقي اب مش هو ده اللي كانت عايزه

وكانت هي تلك الجمله التي أصبح يُرددها كما كانت تُرددها والدته كل يوم فوق رأسه الي ان اصبح لا يرى الا ان زوجته امرأه ناقصه لا تعطيه السعاده كامله

******

وضع منير أمامها المال بعدما تم بيع أثاث زيجتها بأكمله

– اخدوا عرسان جداد على قد حلهم… وديه الفلوس

نظرت لخالها ودموعها عالقة بأهدابها تأبى السقوط.. فيقترب منها منير يضمها بين ذراعيه

– مدام متعلقه بالعفش اوي كده ياقدر بعتيه ليه يابنتي

– قلبي وجعني اوي ياخالي… حاسه بنار جوايا… هو انا استحق اللي حصل ده

بكت بمراره وآلم لم يفارقها منذ طلاقها

– لا ياحبيبت خالك انتي ست البنات… هو اللي واطي ميستهلكيش.. بكره ربنا يعوضك بواحد ابن ناس انتي لسا صغيره يابت

أبتعدت عنه تُلملم شتات نفسها تنظر اليه بحسرة

– مافيش واحد هيرضي يتجوز واحده مبتخلفش

– مين قال انك مبتخلفيش

ضحكت بمراره وهي تتذكر حديث حماتها فلو كان ابنها به عيبً ماكانت زوجته حملت بتلك السرعه

– كريم كلها كام شهر ويبقى اب ياخالي..

صمت منير واطرق رأسه حزناً عليها لا يعرف بما يُجيبها

– بقولك ايه انا عامل صنيه بطاطس بالفراخ تستاهل بؤك… اقفلي الشقه وتعالى يلا ناكل سوا

لم يترك لها منير فرصه تعترض ليسحبها خلفها نحو شقته بالأسفل

وهكذا كان “منير” رجل صاحب مزاج عالي محب للنساء والسلطنه الكل ينظر اليه انه بلا نفع ولكنه يحمل داخل قلبه حناناً كبيراً

******

مسح حبات العرق عن جبينه بعدما أنهى رياضته المفضله ..فأبتسم أدهم وهو يضـ,ـرب كفه بمضـ,ـرب التنس

– مبتقبلش الهزيمه ابدا ياكبير

دفعه شهاب برفق فوق كتفه مبتسماً

– شهاب العزيزي مبيسبش حقه

ضحك أدهم مما جعل قلب شهاب يرتاح وهو يرى ابن شقيقه قد عاد لمزاحه وحياته القديمه

– يبقى التحدي المره الجايه

اكملوا سيرهم بضحكاتهم التي جذبت أعين الكثير…لتتجمد ملامح شهاب وهو يرى القادمه نحوه… لم يُغيرها الزمن بل ظلت جميله وانيقه تخطف الانظار حولها ولكن تلك الهاله لم تكن الا إطار يحوي لوحة فارغه

تعلقت أعين أدهم بنظرات شهاب…فلم تكن القادمه الا ” شيرين ” زوجة عمه السابقه

تعلقت نظرت شيرين نحو أدهم الذي رمقها ببغض وهو يُغادر لتطرق عيناها حزناً.. فعائلة العزيزي لا تراها الا صفحة سوداء بحياتهم

– شهاب

خرج اسمه من شفتيها بتوتر وهي تري نظراته الجامده نحوها

– رجعتي ليه ياشيرين

– مش هفضل طول عمري بعيده ياشهاب

وتعلقت عيناها به بشوق

– طول السنين اللي فاتت كنت بتابع كل حاجه عنك… شهاب انا لسا بحبك

– بتحبيني ؟

استنكر عبارتها يرمقها بكرهه وذكريات الماضي تمر امام عينيه

– وانا منستش انك السبب في موت ابني

فتسقط دموعها تقبض فوق ذراعيه

– قولتلك ماليش ذنب..ماليش ذنب صدقتي

– ذنبك انك كنتي ام مهمله

دفعها عنه بعدما وجد أعين البعض تُحدق بهم بفضول

– اتمنى مشوفكيش تاني ياشيرين

أصابة كلماته قلبها فأطبقت جفنيها علي دمعة تنحدر من بينهما تتحسر علي ما اضاعته .

******

طالعها خالها وهو يدلف من الباب الشقه يحمل بعض أكياس الطعام

– وادي ياستي الخضار والفاكهه… خالك اه ليه نفع مش زي ما انتوا فاكرين

تأملته بحب فلن ولم تنظر اليه يوماً بتلك النظره التي وسمه بها الكثير حتى أصبح لا يهتم بشئ الا راحته

– ربنا يخليك ليا ياخالي

والتقطت منه الأكياس تضعها فوق الطاوله الصغيره التي كانت يوماً تضم أفراد العائله بدفئ

– خالي انا محكتش ل عمر عن طلاقي… وانت كمان متحكيش ليه

– ليه يا قدر.. المفروض نعرفه يابنتي… انا هكلمه واحكيله

اقتربت منه تمسك يديه راجيه

– عمر عنده لسا مشاكل هناك… انت عارف لو عرف هيرجع وانا مش عايزه اشيله همي.. ارجوك ياخالي خلينا منقولهوش لفتره بس لحد ما أموره تستقر

اصرت بشده ولم يجد منير الا ان يوافقها….

وضعت وجبة طعام الإفطار فوق الطاوله أمام منير الذي شرع في تناول الطعام بنهم يتلذذ من مذاق الفلافل والباذنجان المخلل.. أنهى طعامه ببطن منتفخ يربت فوق معدته

– الحمدلله

انتبه اخيراً علي ملامحها الشارده تُمضغ طعامها بمراره

*********

جلست شارده بعدما تصفحت الجريده التي أمامها وقد يأست من إيجاد وظيفه طرقات خالها المرحه فوق باب شقتها جعلتها تبتسم رغما عنها

– افتحي ياقدر… جبتلك شغل خلاص

التقط أنفاسه وهو يُطالعها كيف وقفت تنظر اليه بأبتسامه واسعه يدب فيها الأمل

– بجد ياخالي

– طب دخليني الأول اخد نفسي واقولك…

واردف وهو يزيحها من أمامه

– اعمليلي كوبايه عصير ليمون من ايديكي الحلوين قبل ما اقولك

– شوف البت سرحت تاني… فين الليمون

اتسعت ابتسامتها بعدما نفضت تعاستها تنطلق نحو المطبخ هاتفه بحماس

– احلى كوبايه عصير ليمون ليك ياسيدي

أمتلئ قلبه سعادة وهو يري ابتسامتها تُشرق وجهها من جديد

جلس فوق المقعد الخشبي متنهداً ينتظر كأس العصير الذي يعشقه من يديها

******

رفعت عيناها نحو اسم اللافته الموضوعه كوجهة لمكتب الإستشارات الهندسية الذي ستعمل به موظفة استقبال تستقبل العملاء… تجربه كانت جديده عليها مما جعلها تشعر برهبة الفشل… تقدمت نحو البناية تزفر أنفاسها تدعو داخلها ان يوفقها الله في حياتها الجديده

******

انت في الصفحة 7 من 20 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
22

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل