منوعات

روايه حافيه على اشواك من ذهب بقلم هدير خليل الثالث

فتحت عينيها بتعب وهي تشعر بتوقف القطار فنهضت وهي تترنح بتعب وتوجهت الى خارج القطار بخوف وعقلها يصور لها انها ستجده منتظرآ لها في الخارج..
لتتوقف قليلا وهي تنطر حولها بتوتر وارتباك وهي تقرء لوحه كبيره مكتوب عليها اهلا بكم في محافظة المنصوره ..

فمشت بتعب وهي تجر قدميها بألم حتى وصلت الى احدى حمامات المحطه بعد ان لاحظت النظرات الفضوليه من حولها فبدئت في ازالة وتنظيف الدماء عن وجهها وشعرها وملابسها المشعثه وهي تبكي من الالم وقد هالها مظهر وجهها المتورم والمملوء بالكدمات ..

حتى انتهت واصبح مظهرها اقل لفتآ للنظر فجلست على مقعد انتظار لاتعلم الى اين تتجه.. فلايوجد احد من الممكن ان تلجأ اليه فعالمها صغير وكل من فيه قد قاموا بظلمها وزبحها على مزبح اطماعهم…
فنظرت للهاتف بحيره وهي تتمنى ان تحدث بيجاد وتشرح له حقيقة ماحدث..
ولكنها تعلم انها لو فعلت ستخون ثقة والدها بها وستظلمه كما ظلمه الجميع بعد ان غامر بكشف نفسه من شدة خوفه عليها.. وتذكرت فجأه تحذيرات والدها بأن هاتفها مراقب فأخرجت الهاتف بتوتر ثم نزعت شريحة الاتصال ودمرتها حتى لا يستطيع الوصول اليها عن طريقها..
ثم فتحت الهاتف مره اخرى، واخرجت منه رقم صديقتها عبير..
وقامت بالاتصال بها من الهاتف الصغير الذي تركه والدها لها.. ومرت لحظات وقلبها تدق ضرباته بتوتر..

وتعالى صوت عبير عبر الهاتف..
=الو.. مين معايا…

شمس بلهفه..
=انا.. انا شمس يا عبير

عبير بسعاده..
=شمس اذيك يا حبيبتي عامله ايه.. اخص عليكي كده برضه تنسيني والا من لقا احبابه نسى اصحابه..

بكت شمس بانهيار دون ان تستطيع الرد..

عبير بقلق..
=مالك يا شمس في ايه..و
بتعيطي كده ليه..

شمس بانهيار..
=انا تعبانه اوي يا عبير وقعت في مصيبه كبيره ومش عارفه اعمل فيها ايه..

عبير بتوتر..
= مصيبة.. مصيبة ايه .. بيجاد عمل فيكي حاجه ..

فإنهارت شمس في البكاء وهي تقول بألم..

=بيجاد معملش فيا حاجه بالعكس انا المره دي الي ظلمته..ظلمته بس غصب عني..

عبير بتوتر..
=طيب اهدي يا حبيبتي واحكيلي ومتخافيش كل مشكله ولها حل..

انهارت شمس في البكاء وهي تقص عليها كل ما حدث
حتى انتهت وعبير تقول بذهول..

=يا ولاااد الكلب يا حراميه .. يعني انتي تبقي بنت منصور الدمنهوري و نبيله الكيلاني وكل الهلمه دي تبقى ملكك ورميينك عند رفعت المعفن يذل فيكي على اللقمه الي بيأكلهالك وهما عايشين متنعمين في خيرك..

ثم تابعت بجديه
=انا قلت برضه ان الراجل العره ده لا يمكن يخلف واحده ذيك ابدا

شمس ببكاء
=مش ده المهم .. خليني في المصيبه الي انا فيها الاول

عبير باستنكار..
=اومال ايه المهم.. قصدك على موضوع بيجاد يعني وسوء التفاهم الي حصل ..

شمس بانهيار..
=دا فاكر اني خنته..

عبير بجديه..
=اي واحد مكانه هيفكر كده.. خصوصا انه شاف واحد غريب وهو بيحضنك ويبوسك..

شمس بانهيار..
=بس انا مخنتوش..مخنتوش دا ابويا..

عبير بجديه..
= بس هو ميعرفش واستحاله يقدر يستنتج ان إلي كنتي بتحضنيه ده يبقى ابوكي..

شمس بانهيار..
=يعني ايه خلاص كده هيفضل فاكر اني خنته وكل حاجه بينا تروح.. ازاي.. دا انا يبقى موتي اهون عليا..

عبير بهدوء..
=خلاص احكيله و…

فقاطعتها شمس بارتجاف..
=مستحيل.. مستحيل اقوله واعرض ابويا لأي خطر كفايه اوي الظلم الي شافه في حياته ..

ثم تابعت بتصميم..
=ولو حياتي مع بيجاد في كفه وحياة ابويا وحريته في الكفه التانيه هختار كفة ابويا كفايه ظلم له لحد كده..

عبير بجديه وهي تحاول ايجاد حل مع صديقتها..

=طيب ابوكي قالك هيرجع من البلد الي سافر ليها امتى

شمس بارتجاف..
=قدامه سنتين لما يقدر يرجع تاني ويقضي باقي عقوبته

عبير بدهشه..
=سنتين بحالهم..

انفجرت شمس في البكاء ..
=ماهو كان خلاص لسه قدامه شهور ويكون خلص عقوبته
بس هو هرب لما عرف ان في خطر على حياتي.. والسنتين دول هما عقوبه جديده هتتضاف لمدته عشان هرب من السجن

عبير بصدمه..
=طيب ولما هو هرب ايه الي هيخليه يرجع للسجن تاني برجليه..

شمس ببكاء وقلبها ينفطر من اجل والدها..
=عشان هو مسجون بإسمه الحقيقي منصور الدمنهوري ولما هيخرج هيبقى معاه اثبات رسمي باسمه الحقيقي وساعتها يقدر يرفع قضيه يثبت بيها انه لسه عايش ومش هيبقى في اديهم حاجه يعملوها عشان هيبقى معاه اثبات رسمي باسمه من البلد الي مسجون فيها
دا غير انه هيقدر يسحب فلوس باسمه كان عاينها في بنوك سويسرا وهما ميعرفوش عنها حاجه..

ثم تابعت بتعب..
= وساعتها يقدر يحاربهم وهو على ارض ثابته.. فمش معقول هو يتحمل عشرين سنه ظلم في السجن وانا اهد كل حاجه واظلمه انا كمان..

عبير بحيره..
=عندك حق.. ويبقى الحل انك تختفي السنتين دول لحد ما ابوكي يرجع..

شمس ببكاء..
=وبيجاد.. يفضل فاكر
اني خنته

عبير بتعاطف..
=حيرتيني معاكي.. وبصراحه مش عارفه اقولك ايه..

مسحت شمس دموعها وهي تقول بتصميم ..
=متقوليش حاجه.. انا اخترت خلاص ومستحيل اساهم في ظلم ابويا انا كمان

عبير بجديه..
=كده يبقى خلاص لازم اشوفلك مكان تقعدي فيه انا كنت عاوزاكي تقعدي معايا بس اكيد ده اول مكان هيدور عليكي فيه.. بس ولا يهمك انا عندي الحل..

ثم تابعت بجديه..
=اسمعي اكتبي العنوان ده عندك.. دا عنوان واحده بتأجر شقق في دمياط الجديده..
الشقق دي نضيفه واسعارها معقوله والمكان هناك شبه خالي ومحدش بيتدخل في حياة حد.

شمس بخوف..
=يعني مش ممكن يوصلي فيه ..

عبير بثقه..
=انا هقابلك هناك وهكتب العقد باسمي وانتي دخولك وخروجك يبقى بحساب وهو استحاله يفكر انك موجوده في مكان زي ده..

ثم تابعت بتشجيع
=يلا قومي اركبي وانا هاقبلك هناك ..

وقفت شمس وهي تقول بامتنان..
=ربنا يخليكي ليا يا عبير انا مش عارفه انا من غيرك كنت عملت ايه

عبير بحب وتشجيع ..
ويخليكي ليا يا شموسه دا انتي اختي الي مولدتهاش امي.. يلا قومي بطلي كلام واركبي قبل الدنيا ما تليل عليكي..

قامت شمس وهي تجر قدميها وعقلها مشغول ببيجاد وما يظنه بها..
في نفس التوقيت

اندفع بيجاد بغضب مجنون الى شقته الخاصه مع شمس وقام بفتح خزانة ملابسها واخرج ثيابها ورماها بعنف على الارض فتكومت تحت قدميه والتفت بغضب الى مرآة الزينه فضريها بيده بغضب فحطمها وتناثر الزجاج من حوله وهو يتجاهل يده التي امتلئت بالجروح والدماء التي سالت منها وهو يزيل بعنف وغضب ادوات زينتها من على المنضده فألقاها بعنف ارضآ فتناثرت من حوله
وإنسكب عطرها على الارض وانتشر في المكان مما زاد من جنونه وغضبه وهو ينظر للفراش بألم وزكرياته معها
تتدفق امام عينيه..

انت في الصفحة 11 من 15 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
14

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل