منوعات

بقلم فاطمه احمد

قاطعته بصراخ باكي وهي تشع يديها على اذنيها :
– لالا الكلام ده مش حقيقي انت بتهزر صح و بتحاول تخوفني…. انا…. انا وثقت فيك و سلمتك نفسي اا….
قاطعها جاسر بحدة :
– اللي حصل كله كان برضاكي انا مجبرتكيش على اي حاجة ياريت بلاش تعمليلي المسرحية ديه.
نظرت سهر اليه ثم فجأة جثت على ركبتيها وامسكت قدمه تترجاه :
– جاسر ابوـ,ـس رجلك متسيبنيش انت لو متجوزتنيش هتكون فضيحة ليا و لأهلي اتجوزني وانا مستعدة ابقى خدامة ليك طول عمري بس متدمرليش حياتي كده.
ابتسم ببرود ثم دفعها بقوة و صرخ متعمدا اهانتها :
– و انا مش عايز اتجوز بنت رخيصة زيك بس لو عايزة احنا هنعيش زي المتجوزين تماما ههههههه.
توقفت عن البكاء ووقفت تحدجه بصمت رفع احدى حاجبيه ثم ابتسم مردفا وهو يتجه لأحد الادراج :
– اه خلاص فهمتك انتي عايزة فلوس مقابل الليلة كنتي تقوليلي كده بدل ما تضيعي وقتي.
امسك يدها ووضع بها مبلغا كبيرا من المال و تشدق ب :
– ده مقابل ليلة واحدة وكلما تمتعيني اكتر كلما ما هديلك فلوس اكبر.
ابتسمت سهر بسخرية وهي تطالع المال ثم وبدون سابق انذار القته على وجهه وهي تصيح بشراسة رغم دموعها :
– الفلوس ديه لبنات الليل مش ليا !! انا وثقت فيك وانت خدعتني ب اسم الحب لانك حقير وواطي بس ربنا هينتقم منك و هيجي اللي يكسرلك غرورك وقتها هكون فرحانة جدا وانا شايفاك مذلول زي ما ذليتني دلوقتي.
انهت كلامها و اخذت ملابسها ثم ركضت للخارج وهي تبكي مط شفته بعدم مبالاة و اكمل ارتداء ملابسه ، رن هاتفه ففتح الخط وقال :
– ايوة يازياد خير.
زياد بتهكم :
– ازيك يا سيادة الرائد جاسر فينك من امبارح.
ابتسم جاسر بمكر :
– هكون فين يعني انا في الشقة خير ايه اللي حصل.
حمحم زياد مردفا بجدية :
– انت فاكر الراجل الغلبان اللي افتريت عليه وضـ,ـربته في الشارع ، النهارده جاي يعملك محضر و مصر يشتكي عليك و هيعملك مشاكل احسن حاجة تروح تعتذرله قبل ما توصل القصة لسيادة اللواء.
ارتفعت ضحكة جاسر بعلو صوته وهو يعلق عليه :
– هههههههه انا اعتذر ؟؟ انت مجنون ولا ايه انا الرائد جاسر المنشاوي اعتذر من حته عامل نظافة ؟ ههههه سيبك منه انا هعمل فيه الازم.
تمتم الاخر بتوجس :
– تقصد ايه ؟؟
– هبعت كام واحد من رجالتي يعلموه الادب و يكسرلوه كام عظمة عشان يعرف يتطاول على اسياده تاني.
– ايه انت بتقول ايه ده ااا….
فصل جاسر الخط قبل ان يسمع رده نظر للمرآة بغرور ثم غادر الشقة التي طالما فعل فيها المحرمات.
_____________________
اوقفت سيارتها على جانب الطريق ثم اخذت هاتفها و اتصلت بصديقتها :
– هاي يا سارة ازيك……. انا تحت بيتك ناو انزلي…… No مفيش داعي فطرت في البيت اوك انا مستنياكي.
اغلقت أسيل الخط ثم اخرجت المرآة من حقيبتها لتحدد عيناها الكبيرتان بالكحل و تضع ملمع شفاه فبرغم انها لا تحتاج لأي نوع من الزينة لكن لا يجب ان تتخلى عن الميك اب لكي لا تصبح من الفتيات المتخلفات – حسب وجهة نظرها – ، مرت ثواني قبل ان يفتح باب المنزل وتخرج منه فتاة متوسطة الطول ترتدي فستان طويل باللون الازرق الداكن ذات بشرة خمرية و عينان عسليتان وشعر اشقر يغطيه الحجاب دائما انها سارة صديقة أسيل المقربة رغم اختلاف شخصيتهما و طباعهما.
جلست في المقعد بجانب أسيل قائلة :
– صباح الخير يا ايسو ازيك.
أسيل وهي تضع اللمسات الاخيرة :
– I’m okay ، و انتي.
– الحمد لله تمام.
نظرت اليها أسيل وهي تسألها :
– تحبي احطلك شوية ميك اب ؟؟
سارة بنفي :
– لالا شكرا انتي عارفة اني مبحبش احط حاجة على وشي وبعدين انتي بتتمكيجي هنا في العربية ليه.
ضحكت أسيل :
– ماما و فارس لو شافوني هيسودو عيشتي اصلا بالعافية قدرت افهمهم اني مش هتحجب غير لما اقتنع بالحجاب فمابالك شو شافو اللي بعمله.
مطت سارة شفتيها ثم هزت رأسها باستنكار من كلامها لكنها لم تعلق فهي تعبت من نصحها مرارا وتكرارا ، انطلقت أسيل بالسيارة واثناء حديثهما سألتها :
– بقولك ايه يا سارة انتي خلصتي المشروع المطلوب مننا.
اجابتها سارة :
– لا لسه في كام حاجة ناقصة.
تنهدت أسيل مردفة بضيق :
– انا مش فاهمة أدام الدكتور ده قدم ورق التقاعد ليه وكل الدكتور اللي هيخلفه انه يكمل معانا المشروع الصعب ده.
ضحكت سارة و نظرت اليها قائلة :
– غريب انتي اللي بتقولي كده يا دكتورة اللي يسمعك ميصدقش انك بتطلعي الاولى على الدفعة كل مرة.
حمحمت أسيل وهي تسمع صوت الاغاني ثم رددت بغرور :
– يابنتي انا محدش بيتوقعني و ااااااااه.
صرخت فجأة وهي توقف السيارة لترتد للامام بقوة انتفضت سارة هامسة :
– بسم الله الرحمان الرحيم ايه ده.
وضعت أسيل يدها على صدرها تتحسس نبضات قلبها المتسارعة ثم نظرت الى السيارة امامها و خرجت بسرعة وعلى وجهها علامات الغضب.
في نفس الوقت خرج شاب من تلك السيارة ووقف بطوله الفارع و ملامحه هادئة عكسها ، صرخت أسيل بعصبية :
– انت اعمى مش شايف عربية قدامك !!!
نزع النظارة الشمسية لتظهر عيناه الزرقاء الباردة ابتسم بتهكم و قال :
– معلش اصل انا اللي كنت ماشي بسرعة زايدة عن الحد ومشغل الاغاني اللي بتتسمع من اخر الشارع و بكلم صاحبي علشان كده مخدتش بالي.
أسيل بغيظ :
– انت بتتريق عليا !!
امسكت سارة ذراعها وهمست :
– أسيل بلاش فضايح احنا الغلطانين اصلا يلا امشي.
ازاحت يدها و تابعت كلامها :
– انت عارف يا استاذ انت بتكلم مين ؟ انا محدش بيقدر يقف قصادي و ب اشارة مني كلهم بيقعو تحت رجلي اوعى تنسى الكلام ده….. عمتا انا مستعجلة ومش فاضية اكلمك بس خد بالك تاني مرة لاني لو شوفت وشك مش هعديهالك.
استدارت لتذهب لكنها تفاجأت به يمسك ذراعها و يجذبها نحوه شهقت بخوف و ألم و صاحت :
– are you crazy سيب ايدي !!
لم يستمع لها بل ضغط عليها اكتر و غمغم من بين اسنانه :
– كلمة تانية و صدقيني هقطعلك لسانك اللي فرحانة بيه و انتي اللي قليلة الادب مش انا لان الواضح ان اهلك نسيو يربوكي بس احمدي ربنا أنك بنت ف هسيبك.

فتحت عينيها بعدم تصديق وحتى سارة التي كانت خائفة صمتت تراقبه و تطالع ملامحه الواثقة و الغاضبة في نفس الوقت و شخصيته القوية أيضا…… افلتها ودفعها بخفة ثم ركب سيارته و انطلق بها تاركا أسيل مصدومة و تشتمه في سرها.
_____________________
في كلية الطب.
دلفت سارة و أسيل للحرم الجامعي و كان باديا عليها الغضب الشديد فبدأت تتكلم :
– انا أسيل الشرقاوي يجي واحد حقير يكلمني كده و يعاملني بالأسلوب الهمجي ده جتله الجرأة منين علشان يتعامل معايا بالطريقة ديه.
ضحكت سارة و اجابتها :
– طب بزمتك مين الغلطان انتي ولا هو يعني فوق ما كان هيعمل حادث بسببك قللتي ادبك معاه ، المهم انه موقف و عدى متشغليش بالك بيه.
قاطع كلامها اقتراب فتاتين منهما سمر و مرام صديقات أسيل ترتدي كل منهما ملابس قصيرة وضيقة تكاد تتمزق ، تنهدت و استغفرت بداخلها تدعي لهن بالهداية في حين رحبن أسيل بهن.
مرام وهي تحتضنها :
– هاااي أسيلHow are you ؟!
اجابتها بضحكة :
– I’m fine ، ازيك يا ندى.
ندى بغرور :
– انا اكيد ف احسن حال ، السلام عليكم يا شيخة سارة هههههه.
ابتسمت سارة بتكلف :
– وعليكم السلام ، عن اذنك يا أسيل انا هروح دلوقتي.
– رايحة فين اقعدي معانا.
هزت رأسها واردفت بهدوء :
– رايحة اشوف جدول النهارده وكمان اتفق مع اللي معايا في البحث.
مرام بسخرية بعد رحيل سارة :
– انتي قابلة على نفسك تصاحبي واحدة زي سارة ازاي مغرورة و متكبرة ، انا مش عارفة هي شايفة نفسها على ايه اصلا.
أسيل بتحذير :
– مرام خدي بالك انك بتتكلمي عن اقرب صديقة ليا و بعدين سارة مش متكبرة ولا حاجة.
مطت شفتيها بإمتعاض فقالت ندى :
– سيبكم منها وتعالو نقعد مع الشلة اللي هناك.
اومأت أسيل وذهبت معهما جلسن وسط شلة شباب و بدؤوا يمزحون وضحكون بأعلى اصواتهم ولم يخفى عن أسيل نظرات الشباب إليها حيث قال احدهما وهو يغازلها :
– انتي قمر على فكرة.
نظرت إليه بطرف عينها مجيبة بتهكم :
– انا عارفة اني قمر سمعتها مليون مرة.
الشاب بابتسامة وهو يمسك يدها :
– طب ممكن القمر ديه تديلي رقمها.
ضحكت أسيل بخفة ثم سحبت يدها و وقفت قائلة وهي تستدير لتذهب :
– لا مش ممكن….. وابقى غير طريقة الشقط لان الطريقة ديه بقت قديمة اوي ههههههه.
ذهبت وتركتهم و لحقت بها ندى التي قالت لها :
– انتي مجنونة رفضتيه ليه يا أسيل الولد ده مجنن نص بنات الكلية.
ردت عليها بدون مبالاة :
– وانا من النص التاني اللي مش مجنونة بيه وبعدين هو مش من زوقي و انا الصراحة زهقت من الشباب اللي بتترمى تحت رجلي من اول نظرة…… المهم محاضرة الدكتور الجديد بعد كام دقيقة ولو غبت سارة هتزعل.
ندى بقرف :
– ياااي انتي من كل عقلك بتحبي تسمعي المحاضرات المملة ديه.
أسيل بضحكة :
– مبحبش اسمعها بس مضطرة الامتحانات قربت و انا لازم اطلع الاولى على الدفعة زي كل مرة عشان كده لازم اسمع محاضرات الدكاترة الاغبياء دول و اذاكر كويس ، هتدهلي ولا لأ ؟
اجابتها نافية :
– لأ طبعا.
هزت كتفيها و ذهبت دخلت للمدرج وجلست بجانب سارة قائلة :
– كويس انك حجزتيلي مكان اقعد فيه جنبك.
سارة بهدوء :
– محجزتش ولا حاجة المكان كان فاضي و اي بنت كانت هتقعد مكانك.
قضبت أسيل حاجبيها بتعجب منها :
– مالك يا سارة باين عليكي زعلانة مني انا عملتلك حاجة ؟ ولا غيرانة عليا علشان كنت مع مرام وندى
لم تجب سارة فتابعت الاخرى :
– طب مش انا قولتلك اقعدي معايا وانتي مرضتيش اصلا انتي بتسيبي اي مكان هما فيه صح ولا لأ.
رفعت رأسها اليها و هتفت بضيق :
– انتي عارفة اني مبحبش مياعتهم و التصرفات اللي بيعملوها انتي ممكن تقولي عليا متخلفة و تفكيري قديم بس انا كده ومش هغير نفسي ولو عايزة تخليهم مكاني مش مشكلة بردو.
رفعت حاجبيها بدهشة وعدم استيعاب ثم ابتسمت و جذبتها من كتفها تحتضنها :
– مين قالك انك قديمة بالعكس انتي حلوة زي ما انتي وبحبك عشان مميزة متزعليش يا سوسو ده انتي البيست فريند بلاش نكد وفرفشي كده.
ضحكت سارة وابعدتها قائلة وهي تعدل طرحتها :
– إيسو انتي مجنونة بجد ههههههه.
ظلتا تتكلمان و المدرج يعج بالضجيج فجأة ساد صمت رهيب عند دخول احدهم انه الدكتور الجديد الذي كان الجميع يتكلم عنه.
طالعته الفتيات بإعجاب واضح بينما أسيل كانت تعبث بهاتفها غير منتبهة لما يحدث رفعت سارة رأسها اليه وسرعان ما انتفضت عندما رأته :
– يالهوووي نهار أسود ومنيل !!
أسيل بإشمئزاز :

انت في الصفحة 2 من 12 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
16

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل