منوعات

بقلم فاطمه احمد

سارة :
– وبالنسبة لنظرته ليكي مستقبلا ؟ يعني ااا….

قاطعتها بنفاذ صبر :
– ساااارة بس بقى غلطة ومش هتتكرر تاني والله ، سيبك منه انا مش عايزة افتكر شكله ليث ده انا مشوفتش ارخم منه قليل ادب ووقح بجد !!

ابتسمت سارة قائلة :
– ليه بس انتي قولتي انه ساعدك و انقذك من الفضيحة رغم انك غلطتي فيه اكتر من مرة.

صمتت قليلا ثم اردفت :
– هو اه كلامك صح ، عارفة يا سارة انا لمحت كام جرح على جسمه آثـ,ـار ضـ,ـربة سـ,ـكينة و طلـ,ـق ناـ,ـري لولا انا بعرفه كنت هقول انه رجل مافيا وكده ههههههه.

بعد دقائق اوصلتها لمنزلها دخلت سارة و بمجرد ان اغلقت الباب استندت عليه وهمست بابتسامة :
– ايه ده اللي بيحصلي بمجرد ما اشوفك يا ليث !!

** في طريق أسيل للعودة رن هاتفها لبتسمت ووضعت سماعة البلوتوث على اذنها :
– هاي جاسر.

جاسر بابتسامة :
– هاي يا أسيل ازيك ؟ وحشتيني ووحشني الكلام معاكي.

ضحكت أسيل و اجابته :
– معقول انت لحقت تتعلق بيا و اوحشك ؟

رد عليها بمكر :
– ده القلب اللي بيتعلق انا مليش دعوة.

ابتسمت أسيل و بدأت تتأثر بكلامه بالفعل ، تنهدت بسعادة فهي اول مرة تشعر بالانجذاب لشاب هكذا و جاسر يؤثر فيها كما لم يؤثر فيها احد من قبل ، افاقت من شرودها على كلامه :
– روحتي فين ؟

أسيل بانتباه :
– ها انا هنا يا جاسر.

ابتسم و سألها اين هي و طلب منها ان يلتقي بها في احدى الكافيهلات فقالت بتردد :
– خليها يوم تاني ماما هتقلق عليا لو تأخرت.

جاسر بسرعة محاولا اقناعها :
– مش هتتأخري هي كام دقيقة هنقعد فيها مع بعض وافقي يا أسيل.

تنهدت باستسلام و غيرت طريقها متجهة للكافيه المقصود دخلت ووجدته ينتظرها على احدى الطاولات فجلست امامه.

أسيل بابتسامة :
– انا جيت اهه.

نظر إليها بإعجاب ثم امسك يدها قبلها ببطئ هامسا :
– انتي طالعة حلوة اوي النهارده ، الصراحة انا مشوفتش اجمل منك.

ضحكت بخفة و سحبت يدها دون ان تشعره بضيقها من تصرفه و تشدقت بنبرة رقيقة :
– على فكرة انا حكيتلك على كل حاجة عني بس انت محكتليش.

– عايزة تعرفي ايه ؟
– كل حاجة عنك.
هز رأسه و تمتم :
– اولا انا جاسر المنشاوي ضابط زي ما انتي عارفة عمري 28 سنة عايش مع بابا و ماما و عندي اخت اسمها نور اصغر مني بتدرس فكلية الاعلام بس كده.

اسندت أشيل ذقنها على يدها واردفت :
– مرتبط ؟

– ههههه لأ بس ناوي ارتبط.

ابتسمت أسيل و اكملت :
– يعني عمرك ما ارتبطت ببنت وحبيتها ؟

جاسر بحزن مصطنع :
– كنت خاطب بنت زمان وكنت بحبها اوي بس محصلش نصيب.

حزنت عليه و همست :
– آسفة.

هز رأسه بنفي :
– لا عادي ولا يهمك ، امسك يدها و تابع :
– أسيل انا هقولك الصراحة انا من اول ماشوفتك امبارح مبطلتش افكر فيكي عمري ما اتخيلت اني هحس بالمشاعر ديه لما اشوف بنت…. بس يا أسيل انتي مميزة جدا و بتجذبي اي حد ضحكتك و ملامحك حتى كلامك بيجذبني كل حاجة فيكي بتجنن يا أسيل انا مش عايز ابقى زي شباب اليومين دول و اطلب نرتبط ببعض بس ممكن تقبلي صداقتي ؟

صمتت أسيل ولم تتكلم شعرت بنبضات قلبها تزداد سرعة حتى كادت تصم اذنيها ، عضت على شفتها بخجل و هتفت ب :
– حتى انا من اول ما شوفتك حسيت بحاجة غريبة ناحيتك انا مش عارفة ايه هي بس ده احساس حلو اول مرة اعيشه….. انا…. انا موافقة على صداقتك.

ضغط جاسر على يدها و قبلها مجددا قضيا بعضا من الوقت معا ثم ودعته و ذهبت بسرعة.

استند جاسر على الكرسي خلفه وحدث نفسه بمكر :
– طلعتي اسهل من اللي اتوقعته بكتيير هههه ده انتي واقعة فيا بقى كام يوم و هوهمك بحبي و اخد اللي عايزه ، فعلا انا بحس بفرحة كبيرة لما اخدع بنت هههههه.

رن هاتفه فجأة و كان صديقه زياد اغلق الخط في وجهه فهو لا يرغب الان في سمع مواعظه ومحاضراته بخصوص الاخلاق و القيم كعادته طلب رقم احدى فتيات الليل و قال لها :
– حبيبتي انا جاي ليكي….. بقالي ومان متسليتش معاكي يا مزة هههه انا جاي حالا.

اغلق الهاتف و ذهب ليزني ويفعل ماحرمه الله عز وجل.

___________________

في وقت متأخر من الليل.
خرج من مكتبه داخل كلية الطب و قد تأكد من شكوكه ركب سيارته و اتصل بأحد الارقام هامسا بنبرة مخيفة :
– زي ما توقعت يا سيادة اللواء اعضاء المنظمة اللي بتتاجر بالمخدرات معظمهم شغالين في الكلية ديه و بيستغلو نفوذهم عشان محدش يكشفهم ، وكمان في ضباط من عندكم متعاونين معاهم…. انا مش بتهم حد ولا بشكك بأمانة حضراتكم انا بقول اللي عرفته يافندم….. ايوة متأكد.

صمت يسمع كلام اللواء ثم قال :
– حاضر يا فندم في عملية تسليم شحنة مخدرات هتم في المخزن اللي ورا الكلية هستنى قوات دعم و بعدين ههجم ، أمرك يا فندم.

اغلق الخط و خرج وهو يمسك مسدسه و يتأكد من خلو الشارع بعد نصف ساعة حضرت العساكر و قاموا بإقتحام المخزن ليجدوا الجميع مقتول !!

انصدم ثم زمجر بغضب :
– ايه ده اللي بيحصل هنا ازاي اتقتلو مين اللي قتلهم !!

احد العساكر بجدية :
– الواضح ان المعلم الكبير عرف ان حضرتك هكرت الموقع بتاعهم و عرفت انهم هيعملو صفقة هنا في المخزن علشان كده قتلهم قبل ما نوصل ، بس غريب ازاي دخل و قتل اكتر من واحد و طلع ومحدش شافه ؟

عبس وجهه و همس :
– المشكلة مش فكيفية قتلهم القائد ده ازاي عرف اننا هنقتحم المكان وليه قتلهم كان ممكن يتصل بيهم و ينبههم علشان يهربو قبل ما نلحق…. انا كنت شاكك ان في خاين في جهاز المخابرات بس دلوقتي بقيت متأكد…. احنا لو قبضنا عليهم قبل ما يتقتلو كنا هنعرف الرأس المدبر بس للاسف فات الأوان.

العسكري :
– تأمر بحاجة يا فندم ؟

غمغم بخشونة وهو يحدق بالجثث :
– شيلو الجثث من هنا بسرعة من غير دوشة مش عايز حد من سكان المنطقة ديه ياخد باله.

____________________

في اليوم الموالي.

ركب فارس سيارته و بجانبه والدته بعد دقائق نزلت أسيل تركض بعجلة كانت ترتدي الفستان الذي اشترته أمس فستان اسود بسيط لكنه جميل ووضعت الكحل فقط فكانت جميلة بحق ، ركبت من الخلف فقالت فريدة بضيق :
– ليه التأخير ده كله يا أسيل ؟

أسيل وهي تأخذ عدة صور سيلفي بهاتفها :
– كنت بجهز نفسي يا مامي انا اخت العريس.

ضحك فارس بينما اجابتها والدتها :
– لسه مبقاش عريس ياحبيبتي ، اسمعيني اتصرفي قدام الجماعة كويس بلاش تتهبلي زي عادتك انا اصلا مش عارفة انتي جاية معانا ليه.

فارس بابتسامة :
– أكيد لازم تجي يا ماما ديه حبيبتي معقول متجيش معايا ف اهم يوم فحياتي ؟

ابتسمت أسيل بإنتصار و استفزاز ثم انحنت بجسدها غلى اخيها هاتفة :
– فارس ابتسم عايزة اخد معاك سيلفي هنزلها ع الانستجرام.

فارس بيأس وهو يتصور مرغما :
– انا فاضي علشان اخد سيلفي يعني هووف منك.

انطلق بسيارته وطوال الطريق كانوا يمزحون اتصلت فريدة بأهل سهر لتعلمهم بقرب وصولهم لكن لم يجب احد منهم ، استغربت وفسرت ذلك بأنهم مشغولين بعد مدة قصيرة وصلوا لمنزلها و بمجرد وصولهم للباب تفاجؤوا بكم الناس المتجمعين حولهم و صوت صراخ و بكاء هستيري يعلو !!

انتفضت أسيل بينما دق قلب فارس بفزع ركض إليهم و صاح بخوف :
– في ايه هنا ؟!

لم يجبه احد فصرخ بعصبية خفيفة :
– ليه محدش بيجاوب ايه ده اللي بيحصل هنا !!

احد الرجال بحزن :
– بنتهم سهر انتحرت ربنا يسامحها و يغفرلها….. البقاء لله.

الفصل الرابع : انتقام
____________________

تأبى المشاعر ان تغادرنا .. كأنما زرعت في القلب شريانا .. نبكي بحسرة على احباب غادرونا .. تركوا وراءهم عيون غارقة بالدموع .. واشواق تعبث فينا …..

طرقت الباب و دخلت لتجده جالسا بصمت ينظر للفراغ بشرود كحالته منذ رجوعه من العزاء أمس ، تنهدت بحزن و اقتربت منه جلست امامه و هتفت برقة :
– فارس حبيبي مش هتجي تاكل معانا ؟ انت مكلتش حاجة من يومين يلا الأكل جاهز ماما عملتلك كل اللي بتحبه.

أجابها فارس دون ان ينظر لها :
– مش عايز انا مش جعان…. سيبيني لوحدي لو سمحتي.

أسيل باحتجاج :
– بس ااا…..

قاطعها بحدة لم تخفي صوته المختنق من البكاء :

– أسيل اطلعي انا مش عايز اشوف حد ولا اسمع حد روحي دلوقتي لو سمحتي انا مش بمزاج كويس حاليا وممكن اغلط فيكي يلا !!

اندهشت أسيل من اسلوب اخيها لكنها قدرت ظرفه فهزت رأسها بإيجاب ونهضت هاتفة ب :
د
– انا برا لو احتجت لحاجة يا فارس.

لم يجب عليها فخرجت و ذهبت للصالون جلست امام فريدة قائلة بيأس :
– مش عايز يطلع يقعد معانا ولا يشوف حد ده طردني برا اوضته.

تنهدت فريدة بحزن :
– يا عيني عليك ياحبيبي خسر البنت اللي كان بيحبها فجأة كده و في اليوم اللي كان هيتقدملها فيه.

أسيل متسائلة باستغراب :
– بس هي ليه عملت كده و انتحرت معقول علشان فارس كان هيتجوزها او هي باحب واحد تاني و اهلها كانو غاصبين عليها الجوازة ديه و…

قاطعتها والدتها بهدوء :
– خلاص يابنتي هي عند ربنا دلوقتي و ارحم عليها من اي حد ربنا يغفرلها و يجعل مثواها الجنة ، ساعات بنقابل مشاكل في الحياة بتخلينا عاجزين عن التفكير و بدل ما نواجهها بنختار الطريقة الغلط وهي الهرب…. الهروب ده اكبر غلط ممكن يعمله الواحد ، امسكت يد إبنتها وتابعت :
– حبيبتي لو اي مشكلة حصلت معاكي في المستقبل لا قدر الله و لقيتي نفسك عاجزة اوعى تضعفي و تستسلمي ثقي بربنا و ارمي همومك عليه عمرك ما تقولي يارب انا عندي هم كبير قولي يا هم انا عندي رب كبير…. القرب من ربنا هو حل لكل المشاكل مش بالبعد عنه.

صمتت أسيل لثوان ولم تدري ما تقوله امام كلام أمها ثم ابتسمت بخفة و احتضنتها هاتفة :
– حاضر يا مامي.

____________________

انت في الصفحة 6 من 12 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
16

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل