منوعات

جنان

دلف إلى المنزل ليقف مكانه جاحظ العينين يشعر باله و عد,م التصديق
جِنان منحنيه أرضاً تنظف أرضية الصالة الكبيرة و السجاد غير موجود … كراسي طاولة الطعام جميعها متجمعه فوق الطاولة بشكل عكسي
رائحة النظافة تنبعث من كل مكان … و لكن ما ه حقاً هيئتها … كانت ترتدي بنطال طويل أسود اللون يجسد ساقيها بشكل مميز يعلوه بلوزه رقيقة بيضاء تكشف ذراعيها كاملة و عنقها الرقيق … جسد أُنثوي مثير لعينيه خاصة مع رقة تفاصيلها رغم أن من يراها يظنها طفله صغيرة لكن عينيه ترى جمال مميز بشكل خاص جداً خاصة و شعرها الأسود الطويل ترفعه فى شكل ذيل حصان مميز حافيه القد,مين و أصابعها رقيقة بشكل جعل عينه تتفحصها بشكل دقيق و كأنه يود أن يحفظ تفاصيلها
شعر أن الزمن توقف … و أنه فى مكان آخر .. هل هي الجنة ؟
لكن ذلك ال الذي يتميز به جعله يشعر بنا,ر تشتعل داخله و هو يراها على هذا الوضع و مع كل الأفكار التي كانت تدور داخل رأسه و كونها بالأساس خاد,مة فى بيت العائلة الكبير
جعله يقترب بسر,عة منها يمسك بذراعها بقوة يجعلها تقف أمامه ليرتسم الخوف على ملامحها و يرتعش جسدها بين يديه حين قال بصوت غاضب
– هو أنتِ مش ناوية تنسي إنك خدامة بقى … عايزة تفضلي تحت الرجلين و ينداس عليكي بالجزم
قال كلمته الأخيرة بصوت عالي جعل جسدها ينتفض و تصر,,خ صر,,خة صغيرة كتمتها سريعاً لكنها لم تستطع كتم تلك الد,معات و وئدها داخل عيونها لتنحدر فوق وجنتيها بغزاره ألمت قلبه الذي سمع صوت تحطمه الأن خاصة مع تلك النظرة الجريحة و الإنكسار الذي أرتسم على محياها
أبتعد عنها سريعاً لتسقط أرضاً أسفل قد,ميه لتحنى رأسها أكثر و هى تقول بانكسار
– طول عمري منداسه بالرجلين من يوم ما أبويا مات و بقيت ملطشه للكل .. الطمعان و الظالم و الغني إللى شايف الكل تحت رجله
كانت خطواته تتراجع إلى الخلف بة … إنكسار روحها الواضح فى صوتها الحزين نحو عنقه دون أن ينزف قطرة د,م واحده … لتكمل هي ذبحه و تعذيبه فى نفس اللحظة التي لمس فيها ظهره الحائط يدعمه بدلاً من أن ينها,,ر مثلها أرضاً

– طول عمري بحاول أحافظ على نفسي و شرفي و كرامتي كل الناس مستكترين عليا أكون بني آد,مه
رفعت عيونها إليه ليشهق بصوت عالي يحاول إلتقاط أنفاسه أمام عيونها التى تتوسل رحمه و عتق … تتوسل أمان و راحه … تتوسل أن يشعر بها
لت آخر طلقاتها فى قلبه حين قالت
– أنا آسفه يا كِنان بيه بس أنا مش عارفه بعتذر عن أيه و أنا غلطت فى أيه ؟ بس أنا آسفه
و أخفضت رأسها مره أخرى تبكي بصمت إهتزاز جسدها الصغير تعلمه بذلك فلم يعد يحتمل كل ما يشعر به
كل تلك المشاعر التي أشتعلت فى قلبه و جسده و روحه … من الألم الذي يسري فى عروقه الأن مجرى الد,م ليتحرك يغادر الشقة سريعاً
لتنظر إلى الباب المغلق و بكت بصوت عالي بكت و بكت أخرجت كل ما بداخلها من حزن و ألم صر,,خت رغم إنخفاض صوتها بااااااه قوية تخرج من قلبها وتوضح ألم روحها …. وضعت يديها فوق موضع خافقها تربت عليه برفق و كأنها تواسيه
أغمضت عيونها بقوة و هى تتذكر كلمات الحج مرسال (( – أهدي يا بنتي … أنا لو شايف أن جوازك من كِنان فى ضرر ليكي الله فى سماه ما كنت وافقت ولو كانت الدنيا هتولع و مش هنعرف نطفيها )) (( – لكن جوازك من كِنان هو كل الخير بإذن الله … كِنان محتاجك و أنتِ كمان محتاجاه … محتاجه تعملي بيه عيله زى ما هو محتاج منك إنك تكوني قلبه الطيب إللى ينبض باللين و الح,ب و تكوني الباب الحقيقي إللى يوريله جمال الدنيا ))
لتفتح عيونها تنظر إلى السماء الصافية الظاهرة من زجاج الشرفة و هى تهمس

– ياااااارب … ياااااارب
كان هو يقود سيارته بسر,عة يحاول أن يخرج كل ما بداخله من نا,ر و ألم … كره لنفسه و من كل ما حدث و يحدث …. كان يعيش حياته كما يريد و كما يح,ب … من أين ظهرت له تلك الجِنان و فى ليله و ضحاها أصبحت زوجته .. و أصبح يتألم من أجلها
أوقف السيارة بشكل مفاجىء و ترجل منها يقف على حافة ذلك الجبل الذي يطل على العاصمة و زجر بصوت عالي كأنه أسد ح,بيس بقفص تشتعل من حوله النا,ر
ظل على هذا الحال ع دقائق حتى هداء تماماً
و جلس على مقد,مة السيارة يفكر ماذا عليه أن يفعل
*****************
وصل رامي إلى المكان المتفق عليه مع خطيبته
ليجدها تقف هناك تنتظره … دائماً تح,ضر باكراً و تضعه فى موقف محرج  يجعله يقف أمامها كطفل صغير
وقف أمامها و قال بأحراج
– آسف جداً على التأخير

لوت فمها  و هى تقول بلوم مفتعل
– آسف ح,بيبتي صدقيني كِنان سايب الشغل كله عليا صدقيني يا حياتي أنا مقدرش أتأخر عليكي أبدا أبدا إلا لو لظرف طارق
حاوطت خصرها بيديها و هى تكمل كلماتها و حاجبها الأيسر يصل إلى منابت شعرها بشر
– مش كده … مش هى دى أسطوانة كل مره
أخفض رأسه بخجل رغم الإبتسامة التي ترتسم على فمه و قال معتذراً
– بريء يا بيه … صدقيني برىء … أنا داخل أقول لكِنان أنى نازل لقيته هو طالع يجري زي ما يكون فى مصي,,بة و لا كارثه و كان لازم أخلص كل الشغل قب,ل ما أمشي … أنا حتى بتصل بيه من وقتها مش بيرد
ظلت صامته تنظر إليه ببعض ال ليمسك يديها و يقب,لها بح,ب و قال بابتسامته التي تخطف أنفاسها
– حقك عليا .. أنا آسف … أبو,س الجد,م و أبدى الند,م على غلطتي
– فيه أيه ؟
قاطعته سألت حين عاد حاجبها الأيسر إلى الأرتفاع من جديد بشكل مخيف
ليقول هو بخوف مصطنع
– فى حق القمر طبعاً
لتضحك بصوت عالي ثم قالت

– طيب يلا يا أستاذ أتأخرنا جداً على معادنا
*****************
مرت عدة دقائق عليها و هى على نفس وضعها … أعتدلت واقفه و مسحت وجهها من أثر البكاء و أنحنت لتكمل تنظيف لكن طرقات على الباب جعلتها تقف مكانها تنظر إلى الباب بخوف
لكن الطرقات أستمرت ثم سمعت صوت يقول
– أفتحي يا ست هانم … أنا أبراهيم البواب … كِنان بيه باعت ليكي الطلبات
ركضت إلى غرفتها بعد أن قالت له
– ثواني حاضر
أح,ضرت إسدالها و إرتدته سريعاً … وقفت خلف الباب ثم مدت يدها المرتعشة تفتح الباب ليظهر أمامها نفس الرجل التي شاهدته بالأمس حين وصلت إلى هذا المكان
كان يحمل أغراض كثيرة و قال سريعاً
– الحاجات دي كِنان بيه طلب مني أجيبها و أطلعها لح,ضرتك … أدخلها فى المطبخ

أومئت بنعم ليدلف إلى الداخل و كأنه يعرف الشقة جيداً ثواني و عاد و هو يقول
– أى أوامر تانية يا ست هانم
حركت رأسها يميناً و يساراً بمعني لا ليغادر دون كلمه أخرى لتغلق الباب خلفه و هى تفكر ما هذا و أين ذهب
هل أرسل لها كل تلك الأغراض لأنه لن يعود من جديد
لقد أخطأت حين تحدثت معه بتلك الطريقة منذ متي و هى ترفع عيونها فيه و منذ متى و هى تتحدث بكل ما بداخلها من ألم و حصره و تحكي عن عذابها و ألم السنوات
وقفت عند باب المطبخ تنظر إلى كل تلك الأغراض و هى تقول بصوت مختنق من البكاء المكتوم
– لمًا يرجع هعتذر له .. لازم أعتذر له
خلعت عنها إسدالها و أكملت تنظيف الصاله و أعادت كل شىء إلى مكانه … و كانت فى الأساس قد أنتهت من تنظيف الطابق العلوي بالكامل … و نظفت المطبخ التي أكتشفت خلوه من أى شىء يأكل أو يُشرب
و حين أنتهت من كل شىء أبدلت ملابسها بعد أن أخذت حمام دافىء
ثم دلفت إلى المطبخ و بدأت فى ترتيب الأغراض و تجهيز الطعام من أجله
مر الوقت دون أن تشعر به لكنه لم يعد و يزداد بداخلها إحساس الذنب يتصاعد بقوة

أعدت كل شىء و تناولت القليل ثم أعدت كوب من الشاي و وقفت أمام الشرفة تنظر إلى ذلك المنظر المميز  لكل تلك البنايات الشاه مع السماء التى تتزين ببعض السح,ب و غروب الشمس يلونها بألونه المميزة
مر الوقت بطىء … لتشعر بالنعاس فتوجهت إلى المطبخ غسلت الكوب ثم توجهت إلى غرفتها تريد أن ترتاح قليلاً فتنظيف البيت قد أرهقها بشكل كبير
دلفت إلى الغرفة و أغلقت الباب و مباشرة إلى السرير و غطت فى نوم عميق
*****************
لم يكن يصدق كلمات فرد الأمن حين أتصل به و أخبره أن كِنان موجود بالشركة لم يعد يستطيع الأنتظار أو الصمت فغادر منزله و توجه إلى الشركة ليجد صديقه يقف هناك أمام النافذة الكبيرة  يعقص ذراعيه خلف ظهره حاجبيه مقطبين ب و واضح على ملامحه التعمق فى التفكير
كان ينظر إلى ظهر صديقه بقلق حقيقي أنه لأول مره يرى صديقه بهذا الشكل و لن يتركه أكثر من ذلك
أقترب منه و وضع يديه فوق كتفه و قال بقلق
– مالك يا كِنان ؟ أنا أول مره أشوفك بالحالة دي ؟
نظر إليه كِنان لتجحظ عيون رامي من اله … أن الحزن الساكن فى عيون صديقه أشعره بالخوف بل ر,عب شديد صديقه يتألم و يتعذ,ب
– فى أيه يا كِنان ؟
أخذ كِنان نفس عميق و قال بصوته الرخيم
– أنا مصدوم و حاسس أنى متلخبط
قطب رامي حاجبيه باندهاش و قال

– مصدوم من أيه ؟ و أيه إللى لخبطك ؟
تحرك كِنان ليجلس على الأريكة الكبيرة و مد قد,ميه أمامه و قال بتأكيد
– أنا أكتشفت أنى مليش قلب … أن القس,,وه هى النبض إللى بيحيني و الظلم هو نهج حياتي … أكتشفت إني أناني .. و إني ظالم و إني مش إنسان … أنا حيوان … حيوان يا رامي حيوان
جلس رامي على الكرسي المجاور للأريكة و قال ببعض ال
– أيه إللى أنت بتقوله ده ؟ ليه ده كله ؟ و بعدين
– أنت مش فاهم حاجة يا رامي …. أنا عشت عمري كله مش بفكر فى حاجة غير فى كِنان و بس …. النها,,رده …. و النها,,رده بس أكتشفت أن رغم كل إللى وصلتله أنى معرفش أى حاجة فى الحياة
قاطع كلمات رامي قائلاً بشرود ليشعر رامي باله من كلمات صديقه
خيم الصمت عليهم لعدة دقائق طالت و طالت حتى أصبحت ساعات ليقط,,ع رامي ذلك الصمت و هو يقول
– كِنان أح,ب أقولك إننا بقينا بعد نص الليل
قطب كِنان حاجبيه باندهاش و ظهرت اله على وجهه ليكمل رامي
– قوم روح .. أرتاح و بكره نكمل كلامنا
أومىء بنعم وأعتدل ثم غادرا المكتب و الشركة بأكملها

وصل إلى البيت و ظل جالس بالسيارة ينظر إلى نافذتها يفكر ماذا عليه أن يفعل يشعر بألم قوي فى قلبه دون أن يعلم أن القدر أختار له قصه أخرى تماما
****************
صعد إلى شقته و فتح الباب ليقابله الصمت الذي إعتاد عليه طوال حياته لكن تلك المره
هناك رائحة مميزة تملىء البيت رائحة طعام بيتي مميز و رائحة نظافة و ترتيب
دلف إلى المطبخ ليجد الطعام معد على الطاولة
فى الواقع أصبح بارد لكن أن يعود إلى البيت و يجد طعام معد له بتلك الطريقة إحساس لم يجربه يوماً
جلس يتناول الطعام با,ستمتاع شديد و إحساس غريب بداخله يزداد لكنه إحساس مميز حقاً
أنتهى من طعامه و غادر المطبخ مباشرة إلى غرفته عينه ترى التغير الواضح فى كل شىء لمسه أنثويه رقيقة زادت من جمال كل ركن فى بيته
حتى وصل أمام باب غرفتها وقف هناك لعدة ثواني ينظر إلى الباب و كأنه ينظر إليها  أبتسم إبتسامة صغيرة ثم دلف إلى غرفته
أغلق الباب و نظر إلى سريره المرتب نافذته المغلقة … الأرض النظيفة من تلك الملابس الملاقاة فى جميع الأتجاهات أن لمستها واضحة فى كل مكان
و لكن من به عاده لا يغيرها خلع ملابسه و ألقاها أرضا … و ألقى بجسده إلى السرير و دقائق و ذهب إلى عالم الأحلام
و هناك كانت هى بطلة كل أحلامه … حتى أنه تخيل للحظات أن تلك الأحلام حقيقية
كانت تجلس فى تلك الغرفة المظلمة نسبياً  أمام ذلك الرجل الذي يتغزل فى جمال جسدها و رقتها و نعومتها
و يخبرها بكل صدق أن قلبه أسفل قد,ميها و أنه على إستعداد لفعل كل ما تريد و هى بداخلها خطة كاملة لن تتهاون فى تنفيذها  … سوف تملك كل ما أرادت و مهما كانت النتائج

انت في الصفحة 4 من 9 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
22

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل