منوعات

جنان

*****************
فى صباح اليوم التالي أستيقظ من نومه أخذ حمامه الساخن و أبدل ملابسه و كعادته ترك كل شىء غير مرتب و غادر
وجد باب غرفتها مفتوح و غرفتها مرتبه النافذة مفتوحة و رائحتها مميزة
وصله صوت من الطابق السفلي نزل السلم بهدوء و سار بهدوء حتى وصل إلى باب المطبخ وقف هناك يستند بكتفه على الجدار المجاور ينظر إلى جسدها الرشيق الذي يحدده ذلك الثوب البيتي الرقيق أقدامها الصغيرة المختبئة داخل ذلك الخف المنزلي البسيط شعرها الطويل الذي يشبه شعر مهره عربية أصيلة بطوله و نعومته
أنتبه أنها قد أنتهت … ليبتعد قليلاً و أصدر صوت لتقف فى أبعد نقطة عن الباب تنظر أرضاً بخجل ليلقي الصباح الذي ردته بخفوت و حين جلس ليتناول الطعام غادرت المطبخ سريعاً
ليشعر ببعض الإح,باط فى حين هى أخذت نفس عميق و كأنها لم تكن تتنفس و هى بالداخل
كانت تقف بجانب الباب تفكر كيف تعتذر له عن ما قالته بالأمس .. كيف تعتذر عن إخراجها لبعض من جروح قلبها و روحها و كيف تطاولت بالصرا,,خ هكذا
أنتهى من تناول إفطاره و تحرك ليغادر المطبخ و مباشرة إلى الخارج دون أن ينظر خلفه أو يتحدث إليها
كان عقله سارح فى تلك الرسالة التي أرسلها له رامي و لكن هى فهمت جيداً أنه لا يريد أن يراها لتتخذ قرارها أنها لن تضايقه و تجعله يراها
***********
وصل إلى الشركة ليخبره رامي أنهم يواجهون بعض المصاعب فى المشاريع القائمين على تنفيذها .. ليغرق فى العمل دون القدره فى التفكير فى شىء آخر أو أحد

أيام و أيام مرت عليه يظل طوال اليوم بالخارج و يعود فى وقت متأخر لا يراها لكن يشعر بوجودها حوله … لكنه وجود مسلم به … بينه و بين نفسه أنه سيهتم بها و يجد حل لحياتهم و لكن لينتهى من مشاكل العمل أولا
و هى توقن يوماً بعد يوم أنها خاد,مة فى بيته لا أكثر كما كانت فى بيت العائلة الكبير
****************
كانت لوجين سعيدة جداً فى تلك الفترة فهى دائماً بجانب كِنان فى كل مكان و معظم ساعات اليوم  …
خاصة و هى تعلم الأن إن الأمر بينه و بين تلك التى تزوجها فهو لا يتصل بها لا يتلهف لرؤيتها أو للذ,,هاب إلى المنزل حتى يراها …. لذلك تشعر من داخلها أن الأمور مازالت فى صالحها  و الخيوط جميعها بين يديها
و سوف تنهى الأمر بطريقتها
حين أقترب منها كِنان و قال لرامي
– خلينا نروح بقى أنا حقيقي محتاج أرتاح
أمسكت هاتفها و فتحت إحدى تطبيقات الرسائل و كتبت

(( الأن )) .. و أغلقت هاتفها و هى تبتسم بانتصار و راحة
************
كانت تقوم بتنظيف غرفته و هى تبتسم بينها و بين نفسها فهو كالأطفال يلقى أغراضه فى كل مكان … يعتمد على أن تقوم والدته بالتنظيف خلفه
كِنان الصوالحي طفل كبير متذمر و مهما … كانت تعيد ترتيب السرير حين علا صوت الهاتف و هذة هى المره الأول  التي تستمع إلى صوته
وقفت لعدة ثواني تنظر إليه بتفكير و بعض القلق حتى قررت أن تجيب
حين وضعت سماعه الهاتف على أذنها وصلها صوت الحج مرسال و هو يقول
– السلام عليكم … أنت فين يا كِنان مش بترد على تليفونك ليه ؟
– حج مرسال ؟
قالتها جِنان بسعادة ليقول هو بحنان أبوى
– إزيك يا بنتي عامله أيه ؟ و كِنان عامل معاكي أيه ؟  البيت بقى فاضي من غيرك و محدش مريحني زيك ؟
أنحدرت د,موعها و هى تبتسم بسعادة و قالت بصوت مختنق
– طمني عليك … و على صحتك … أنا على إستعداد أرجع و أعيش عمري كله تحت رجلك
– هو كِنان مزعلك

قالها مستفهماً لتهز رأسها يميناً و يساراً و كأنه يراها ثم قالت
– خالص و الله … بس أنا أشتقت للبلد و للبيت و لخد,متي ليك
وقب,ل أن يجيب بشىء وصلها صوت طرقات على الباب لتقول
– خليك معايا ثواني هفتح الباب
و سارت إلى الباب و هو يتحدث معها يعطيها بعض النصائح و يقويها على الصبر و تحمل كِنان أكثر فلابد من يوم إن يلين الصخر أسفل قوة قطرات المطر
فتحت الباب ليصله صرا,,خها ثم إنقطاع الخط ليظل ينادي عليها بصوت عالي و كأنها ستسمعه و همس بإسم إبنه بتوسل و أتصل به عدة مرات و أيضاً لم يجيب
ليسقط قلبه أسفل قد,ميه خوفاً و لم تعد قد,ماه تحملانه ليجلس على أقرب كرسي و هو يلوم نفسه
(( هل فرط فى الأمانه التي حملها فى عنقه منذ دخولها إلى بيته ))

فتح باب المنزل و دلف و هو يتوقع أن يراها فى المطبخ كما رأها أخر مره حين كانت تعد له الإفطار
لن ينكر أنه أشتاق لمتابعة تفاصيلها
يعلم أيضاً أنه سيقابل الصمت لكنه صمت مختلف يحمل الآمان الأولفه و الدفىء … رغم غيابه كل تلك المده و عد,م رؤيته لها إلا أن لمساتها فى ترتيب غرفته بعد أن أصبح يلقي ملابسه فى كل مكان حتى حين يعود يرى لمساتها فى غرفته و ترتيب ملابسه ورائحتها المميزة التى يظل أثرها بين جنبات غرفته
لكن ما قابله هو صوت صر,,خات مكتومه حينها أنتبه إلى خفها المنزلي الملقى أمامه بأهمال و أيضا قميصه الملقى على مسافة منه و صوتها المكتوم يعود من جديد ليركض إلى الأعلى سريعاً لي بذلك الجسد الضخم لرجل ملثم يقيد جِنان الملقاه على السرير بيد واحده يمسك كلتا يديها فوق رأسها و قد,ميه تقيد قد,ميها و بيده الأخرى يحاول تمزيق ملابسها ولا يعلم بسبب أنها تتلوى بجسدها الضعيف بسر,عة ليدفعها على وجهها ليرى ذلك المنديل الذي يكمم فمها ليصر,,خ بإسمها

– جِنان
لينظر له ذلك الملثم به ليتركها و يتوجه إليه فى نفس اللحظة الذي فيها كِنان عليه دون أن يلاحظ تلك الآلة الحادة الذي أخرجها من جيبه و قب,ل أن يقوم كِنان بأي حركة كانت تلك الآله تخترق معدته أكثر من مره ليسقط كِنان أرضًا ليركض ذلك الملثم خارج المنزل سريعاً توجهت جِنان إليه و هى تنادي عليه بخوف
– كِنان بيه …. كِنان بيه … لالالا لا فوق أوعى تغمض عينك
وضعت يديها على مكان الطعنات لتتلون يديها بد,مائه و دون أن تشعر وضعت يدها فوق قلبها لتترك أثر د,مائه فوق قلبها مباشرة
كانت أنفاسه متلاحقه …. لا يتحرك عينيه نصف مغلقه لتتحرك سريعاً ترتدي إسدالها و ركضت خارج المنزل و هى تصر,,خ على حارس العقار أن يتصل بالإسعاف
و بالفعل خلال دقائق كانت سيارة الإسعاف تقف أمام البناية و المسعفون يحملون جسد كِنان و هي تسير جوارهم الد,موع تغرق و جهها و تشعر بالخوف الشديد
*******************
طوال ذلك الوقت كان الحج مرسال يتصل بكِنان الذي لا يجيب عليه و ذلك زاد من خوفه
يعلم أن براء لن يقوم بشىء مفيد فزوجته هى من لها الكلمة العليا لذلك أتصل برامي الصديق المقرب من كِنان
الذى تحرك من فوره إلى بيت كِنان و هناك أكتشف كل شىء وذهب سريعاً إلى المستشفى
و لم يستطع هو البقاء و الأنتظار … فقلبه يخبره أن هناك أمر خطير قد حدث و إن جِنان ستكون بحاجته

*******************
حين وصل إلى هناك من الأخبار و من حالة كِنان الخطيرة لكن حين وصل إلى الطابق الخاص بغرفة العمليات الذي يضم صديقه وقف مكانه مصدوم من تلك الطفلة الصغيرة التى تجلس على إحدى المقاعد تضع يديها فوق خافقها تتمتم بشىء ما
أقترب منها بهدوء وجهها الشاح,ب عيونها الغارقة فى بحور من الد,موع .. جعلته يدرك من هي
وقف مكانه يتذكر كلمات صديقه عنها قب,ل حدوث كل هذا بدقائق و كأنه كان يحفظ لديه سر كبير أو كان يشعر بحدوث كل هذا
– عارف يا رامي رغم أنى تقريباً مش فاكر ملامحها لكن تفاصيلها محفوره جوايا … ترتيب البيت لمستها الرقيقة على كل ركن … ريحة البيت ريحة البيت نفسها أتغيرت يا رامي
صمت قليلاً ثم أكمل بابتسامة صغيرة
– مفيش أحلى من إحساس إنك ترجع البيت فى أى وقت تلاقي أكل بيتي يجنن سخن و متجهز ليك مخصوص
ضحك بصوت عالي ثم أكمل
– أنا بقيت أح,ب أرمي هدومي فى كل مكان علشان أشوف ترتيبها للأوضه أشم ريحة إيديها على هدومي بقيت أع,,شق أنام على سريري علشان هى إللى بترتبه
كان رامي يستمع لكلماته به و عد,م تصديق حاجبيه مرفوعان إلى منابت شعره … فمه مفتوح و عيونه جاحظة من هذا الذي يتحدث بتلك الطريقة الحميمية عن أنثى
من هذا الذي يبتسم كالأطفال … و يشاغب مثلهم … و من تلك الفتاة التي قلبت حال صديقة بتلك الطريقة

لتجيئه الإجابة دون أن يسأل من الأساس
– رغم أنها بنت بسيطة جداً … مش مت,,علمه بس عقلها و قلبها كبير … حنينه و قلبها طيب تحسها أمك تحسها وطن واسع حنون كريم و معطاء رقيييييقة و ناعمة رغم أن الهدوء و الصمت متغيروش بوجودها إلا أن أنفاسها بالنسبه ليا أحلى و أجمل ضوضاء فى الدنيا
رفع رامي ذراعيه و كأنه عازف كمان يمسك بين يديه آلته المميزة و يعزف أجمل الألحان
– تيراااااا را تي رارارا
لينظر إليه كِنان بشر ليقول رامي سريعاً
– أنت وقعت و لا الهوا إللى رماك
– برائتها هى إللى جابتني على بوزي
أجابة كِنان بأقرار و هو يبتسم إبتسامة صغيرة سعيدة ليصفق رامي و هو يقول
– أيوا بقى يا كِنان و أخيراً لقد هرمنا من أجل تلك اللحظة
عاد رامي من أفكاره و هو يدرك الأن ما كان يقصده صديقة
أخذ نفس عميق و هو يفكر بتمعن حالتها تبكي الحجر صمت ، خوف ، قلق يرتسم على محياها و ضياع مخلوط بوحده ه
إذًا هو بحاجه إليها … هي الوحيدة القادرة على طمئنتها
أخرج هاتفه و أتصل بها و أخبرها بأيجاز بما حدث و طلب منها الح,ضور
أغلق الهاتف و أعاده إلى حسب بنطاله و أقترب منها ظلت نظراتها ثابته تنظر أرضًا بشرود
– أطمني
لينتفض جسدها بخوف و هي تنظر إليه با,ستفهام و خوف ليرفع يديه أمامها و هو يقول سريعاً

– متخافيش أنا رامي صاح,ب كِنان
ظلت صامته عيونها خائفة ليشعر بالشفقه عليها و لكنه يريد أن يفهم سبب ما حدث
ليجلس على ركبه واحده أمامها وهو يقول بقلق
– أيه إللى حصل ؟
ظلت صامته تنظر إليه بتشتت و كلمات ذلك الرجل تعود لتتردد فى أذنها
– ده أنتِ طلعتي مزه حلوه … صحيح لوجين صاروخ بس أنتِ حتة قشطة على ذبدة فلاحي غرقانه فى العسل الأبيض … هى قالتلي أك على د,ماغك وأقلعك و أنام جنبك على السرير علشان أما البيه يجي يشوف المنظر يطلقك … بس أنا بقى يا حلوة عايز أدوق و لا أنتِ أيه رأيك
رفعت عيونه إليه وقالت بصوت مختنق و ضعيف
– نطمن عليه الأول و بعدين تعرف إللى حصل
شعر أن هناك سر كبير … و شىء خطير لكنه أيضاً لا يستطيع إجبارها على الحديث خاصة و هي على تلك الحالة من الخوف و القلق … وقب,ل أن يعتدل واقفاً لاحظ تلك العلامات الحمراء على يديها و التي تصل لحد الجروح البسيطة أيضاً لاحظ تلك الكد,مة على وجنتها أسفل عينيها مباشرة
ليشعر بالقلق أكثر لكن أصوات خطوات تقترب جعلته يوجه إنتباهه إلى صاح,بتها التى تقترب و القلق و التوتر يرتسم على ملامحها بوضوح
وقفت أمامه و عيونها تحمل الكثير من الأسئلة ليرفع كتفيه بمعني لا يعلم
ثم أشار بعينيه على جِنان لتومىء له بنعم ليقول هو بصوت هادىء

انت في الصفحة 5 من 9 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
22

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل